تحليل تكتيكي: الأرجنتين 1-1 البرازيل
at
17:35
Labels:
الأرجنتين,
البرازيل,
الكلاسيكو,
تحليل تكتيكي,
تصفيات كأس العالم,
دوغلاس كوستا,
دونغا,
مارتينو
Posted by
Unknown
انتهى كلاسيكو أمريكا الجنوبية بين الأرجنتين والبرازيل بنتيجة التعادل 1-1 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب مونيمونتال دي نونييس. المباراة التي تأجلت 24 ساعة بعد الأمطار التي شهدتها بوينيس آيريس ليلة الخميس، أضاع فيها الأرجنتينيون فوزهم الأول في التصفيات أمام سيليساو لم يكن في أفضل حالاته مع دونغا.
- تشكيلة الأرجنتين: بدأ خيراردو "تاتا" مارتينو بطريقة 4-3-3: دفاع مكون من نيكولاس أوتامندي وفونيس موري في قلب الدفاع، رونكاليا وروخو كظهيرين. ماتشيرانو، بيليا وإيفر بانيغا في الوسط. ديماريا، لافيدزي وهيغوايين في الخط الأمامي.
- تشكيلة البرازيل: اختار كارلوس دونغا طريقة 4-2-3-1 للسيليساو البرازيلي: دافيد لويز وجواو ميراندا في قلب الدفاع، داني ألفيش وفيليبي لويس ظهيران أيمن وأيسر. إلياس ولويز غوستافو في الارتكاز. ويليان، لوكاس ليما ونيمار خلف المهاجم ريكاردو أوليفيرا.
*قرأ تاتا مارتينو جيداً منتخب البرازيل مع دونغا الذي "يفتقد للأفكار". صحيح أنه استطاع العودة في النتيجة لكن يفتقد اللعب الجماعي الذي كان واضحاً مرة أخرى. رغم غياب ليو ميسي إلا أن فريق خيراردو مارتينو يتوفر على مواهب عديدة وجعلنا نشاهد فريقاً خطيراً عبر المرتدات الهجومية التي كان يجب أن تجعله يتقدم بأكثر من 1-0، قبل أن يشرك دونغا دوغلاس كوستا في الشوط الثاني، ويتعادل البرازيل، وكان يمكن أن يحقق الثلاث نقاط من بوينوس آيريس قبل البطاقة الحمراء لدافيد لويز.
كل الأنظار كانت على من سيحمل الرقم 10 لوقت محدود، بعد ابتعاد ليونيل ميسي مرة أخرى بسبب الإصابة التي كان تعرض لها واستمراره في رحلة تعافيه منها للحاق بمباراة كلاسيكو إسبانيا. هذه المرة كان الرقم من نصيب آنخيل دي ماريا –بعد سيرخيو أغويرو. بينما اعتمد دونغا على لاعبين من الدوري البرازيلي وبالضبط من سانتوس: ريكاردو أوليفيرا ولوكاس ليما، بدل كوستا نفسه وأوسكار، هذا يعني أن نيمار يتواجد في نفس الجهة التي يشغلها آنخيل ي ماريا. هنا شاهدنا نجمي المنتخبين في نفس الجهة مع تواجد لاعبين مثل ويليان، داني ألفيش، إيفر بانيغا في الجهة الأخرى.
مباراة بطريقتين متماثلتين يعني أن الواجبات والحريات ستكون متماثلة أيضاً. الأظهرة (ألفيش، فيليبي لويس، رونكاليا وروخو) ينبغي أن يراقبوا الأجنحة (ويليان، نيمار، دي ماريا ولافيدزي) وينبغي على الأجنحة متابعة الأظهرة. لهذه الحالة، اللاعبون الذين لديهم حرية هم لاعبو الارتكاز وفي مركز الرقم 10 خلف المهاجم الوحيد. مبدئياً، اللاعب الحر في كلا الفريقين كانا لوكاس ليما وإيفر بانيغا؛ سيطرة الأرجنتين في الشوط الأول من المباراة يمكن تفسيرها بخبرة بانيغا أمام الشاب وقليل الخبرة ليما. بينما قام الثاني بتمريرات أكثر من الأول، الجزء الأكبر من تمريراته كان للخلف بينما ركز لاعب إشبيلية على التراجع للخلف ثم التمرير للأمام .
في الدقيقة 32، خسر لوكاس ليما كرة في الأمام قبل أن تصل لدي ماريا الذي كان أمامه 3 لاعبين برازيليين. تمريرته وجدت تقدم غير مبرر لدافيد لويز بدل مراقبة غونسالو هيغوايين الذي تلقى الكرة في المساحة من أجل صناعة الهدف الأول في المونومينتال. هدف الأرجنتين أتى بعد قطع بانيغا الكرة وإرسالها لدي ماريا ما جعل لويز غوستافو يبتعد عن الارتكاز ولافيدزي يجد مساحة للانطلاق مع تقدم دافيد لويز بدل مراقبة هيغوايين. فشل دافيد لويز، دانييل ألفيش لم يتابع بشكل صحيح لافيدزي وويليان أتى متأخراً.
*على الجانب الآخر، استمر ليما معزولاً مثل ريكاردو أوليفيرا في الهجوم. دفاعياً، كان السيليساو يشكل خطين من 4 لاعبين ولوكاس ليما مع ريكاردو أوليفيرا في الأمام ومحاولتهما الضغط من أجل اصطياد خطأ من دفاع الخصم لكن ماتشيرانو يظهر حراً من أجل جعل الموقف يتحول لـ 3 ضد 2.
وهذا يبدو أنه كان بتعليمات من دونغا، لأنه بسبب هذا "الجمود" كان مفتاح التعادل للبرازيل عندما تابع ليما ارتداد الكرة من العارضة بعد رأسية كوستا داخل منطقة جزاء الأرجنتين.
لو كان ليما يتراجع مثل بانيغا طيلة المباراة، لما كان قادراً كفاية على أن يكون في المكان والوقت المناسبين. مع خروج ريكاردو أوليفيرا ودخول كوستا -بعدما احتاج كارلوس دونغا 11 دقيقة من الشوط الثاني للقيام بذلك- أصبح نيمار أكثر حرية. تم تغيير ليما بدخول ريناتو أوغوستو وتتحول الطريقة من 4-2-3-1 لـ 4-3-3 من أجل تخفيض نسق المباراة والتحكم في الوسط.
ربما أدرك مارتينو أنه انتظر وقتاً طويلاً من أجل القيام بالتغييرات عندما قام بتغيير مزدوج (باولو ديبالا وإريك لاميلا بدل هيغوايين وبانيغا). مع تبقي وقت قليل لوضع خطة تكتيكية جديد، أمل الأرجنتيني في تحقيق أول فوز في التصفيات كان في الكرات الثابتة وطرد دافيد لويز إثر تدخله المتهور. طُرد لويز بعد تدخله القوي في حق لوكلس بيليا في الدقيقة 88. الآن، دافيد لويز يقوم بمثل هذه الأمور لأنه هو دافيد لويز وهو يقوم بمثل هذه الأمور، لكن تدخلاته القوية خلال المباراة ربما كانت لها علاقة أمام بلد منافس يذكر البرازيل بخسارته 1-7 أمام ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم السنة الماضية.
*قدم نيمار مستوى ممتازاً مع برشلونة في الأسابيع الأخير، مؤكداً أنه يستطيع تقديم أفضل مستوى له دون ليونيل ميسي. في أول مباراة له في تصفيات أمريكا الجنوبية للتأهل لكأس العالم، لم يكن قائد البرازيل مستمتعاً بوقته في الملعب. البرازيل أصبحت تعتمد على تألق نيمار من عدمه وتأثيره على أداء السيليساو. في حين أن هناك مواهب عديدة وما ينقص هو اللعب الجماعي، افتقاد مقومات اللاعبين وقدرتهم على اللعب كمجموعة، تشكيل نظام في المباراة وخلق التوازن.
كمثال على ذلك الصورة بالأسفل، التي تظهر واحدة من الهجمات الأولى للبرازيل. الكرة عند لويز غوستافو الذي يبحث عن التمرير لنيمار، المتواجد على الجناح الأيسر. فيليبي لويس ينطلق من أجل مساندة الرقم 10 وباقي الفريق يتحرك.
هل هناك شيء خاطئ؟ إذن فنراجع اللقطة: 9 لاعبين أرجنتينيين خلف الكرة والبرازيليون لا يشغلون المساحة المتواجدة على الطرفين التي يجب أن تضيف عمقاً أكبر من الظهيرين. إن استلم نيمار التمريرة: سيكون دون مساندة، ماتشيرانو سيغطي التحرك ونيمار سيجد أمامه لاعبين لمراوغتهما. النتيجة: الكرة تعود لغوستافو أو تضيع بتدخل دفاع الخصم.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @tacticalmagazin وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: