تحليل تكتيكي: أوليمبياكوس 0-3 بايرن ميونيخ
at
19:22
Labels:
أوليمبياكوس,
بايرن ميونيخ,
تحليل تكتيكي,
توماس مولر,
غوارديولا,
كينغسلي كومان,
ماريو غوتسه
Posted by
Unknown
بدأ بايرن ميونيخ موسم 2015-2016 في دوري الأبطال بشكل مميز بفوزه يوم
الأربعاء على أوليمبياكوس 3-0 في بيرايوس وبالتالي يتصدر المجموعة السادسة.
لعب بايرن في الأسابيع الأخيرة انطلاقا من طريقة 3-1-4-2 ومتغيراتها حسب ظروف
المباراة والتحول لـ 3-1-2-3-1 أو
3-1-2-1-3، مع مرونة في تغيير المراكز بين اللاعبين وقيامهم بأدوار مختلفة وبالطبع
الاستمرار بثلاثي في الدفاع مع تشابي ألونسو في مزيج بين قلب الدفاع والارتكاز.
اختار بيب طريقة أخرى أمام أوليمبياكوس، بالبدء بـ 4-1-2-3. هذه المرة، كان
الجناح متقدماً دائماً والظهير غالباً ما يتأخر في التقدم للهجوم، ربما الهدف كان
فتح المساحات في الثلث الثاني. أوليمبياكوس معروف بأنه يلعب في العادة بطريقة
4-4-2 في الدوري اليوناني، أسلوب لعب قوي جداً وتركيز على الدفاع إضافة إلى اللعب
بخط دفاع متقدم مع مراقبات فردية. أخذاً
بهذا كأمر أساسي في تحليل الخصم من قبل غوارديولا وطاقمه التدريبي، فإنه يريد أن
يسيطر على الوسط ويركز على الطرفين بالظهيرين والجناحين للفوز دائما بالكرة هناك.
بايرن ليس لديه فقط حماية كافية في الخط الأخير عند خسارة الكرة مبكراً، بل حتى أن
لاعب الخصم لا تكون لديه المساحة والوقت للقيام بانطلاقات في ظل الضغط وقرب الظهير
منه وعودة ألونسو للمساندة الدفاعية.
تشابي ألونسو نادراً ما كان يتراجع
للخلف كما هو معتاد في بناء الهجمات، بل كان يتحرك عندما يقوم الخصم بمرتدات أو
أثناء الضغط. التعليمات التي قدمت لألونسو
بعدم التراجع بين قلبي الدفاع والتقدم للأمام، بحكم أن غوارديولا أراد من بواتينغ
وألابا التقدم أكثر من أجل فتح مساحات أكبر أمام فيدال وتياغو، وانطلاق الظهيرين
للاستفادة من مواقف 1-1 من دوغلاس كوستا.
عندما يقوم كوستا بمراوغات، يبدأ بيرنات بالانطلاق سريعا للهجوم من أجل خلق
مشاكل لظهير الخصم وأيضاً الجناح الذي يعود للمساندة.
ضغط بايرن
مولر وكوستا كان يتراجعان وغالباً تبدو طريقة بايرن الدفاعية مثل 4-1-4-1،
الجناح كان متقدما عن اللاعب في المركز رقم 8. مولر كان غالباً يدافع من الطرف
الأيمن ويحاول صد مسار التمرير للخلف بانطلاقة سريعة، ثم يقوم بالضغط لإجبار لاعبي
أوليمبياكوس على لعب كرات طويلة.
أوليمبياكوس
في العادة يُدافع أولمبياكوس بطريقة 4-4-2، حيث يكون اللاعب في المركز رقم 10 (دومينغيث)
غالباً بجانب المهاجم في الخط الأمامي. التماسك يكون جيداً والتحركات تكون قوية في
الخلف مع العديد من المراقبات الفردية على كامل الملعب.
هنا اختار المدرب ماركو سيلفا 4-5-1، بتواجد لاعب وسط إضافي من أجل زيادة قوة
تواجدهم في الارتكاز وتسهيل الانتقال للأطراف. كامبياسو كان لاعب الوسط المتأخر في
الطريقة التي بدأت بـ 4-5-1 وتتحول لـ 4-1-4-1 و4-3-2-1 ثم لاحقاً 4-4-1-1 و
4-1-3-1-1. لياندرو سالينو وبايتيم كاسامي كانا المساندين. أليخاندرو دومينغيث –غالباً
في المركز رقم 10- وبرادو على الطرفين.
من خلال لاعب الوسط الإضافي، يبدو أوليمبياكوس متماسكاً على الورق إلى حدٍّ
كبيرٍ. دومينغيث كان يرفض القيام بالعمل الدفاعي ويعود للمركز رقم 10، لكن بايرن
لم يركز كثيراً على جهته اليمنى وانطلاقات لام الذي لم يكن متابعاً من جناح الخصم.
هجومياً، كان لهذه الطرق 4-5-1| 4-1-4-1 و 4-2-3-1 بعض المزايا إيديي غالباً
ما يتحول للجناح الأيسر، دومينغيث خلال سيطرة أولمبياكوس على الكرة يكون الرقم 10.
حضور خط الوسط كان مفيداً لهم في بناء لعبهم والكرات الطويلة، لكن افتقدوا الحضور
في الهجوم بحكم الضغط القوي للبافاري. كان الحل الوحيد بالنسبة للنادي اليوناني في
المرتدات الهجومية من الجناح، لكن المرتدات كانت قليلة وبايرن كان يقابلها بضغط
مكثف وأخطاء تكتيكية.
الشوط الثاني
بعد الاستراحة، حاول بايرن بكل قوة أن يحسم النتيجة لصالحه بعد الفرص التي
أتيحت له في الشوط الأول. لم يجد أوليمبياكوس أي داعٍ للاستحواذ على الكرة أكثر،
وضغطه فشل بسبب تأمين بايرن الجيد لنصف ملعبه وتقلص كليا بين 55 و75 دقيقة. فقط
إصابة تشابي ألونسو وضرورة تغييره، ما جعل بايرن يفقد تنظيمه في المباراة
والمساحات التي تواجدت بين الدفاع والوسط والهجوم كانت كبيرة.
توماس مولر أصبح أول لاعب من بايرن وألمانيا يُسجل في 8 مواسم مختلفة من دوري
أبطال أوروبا. هذا الهدف الأول كان هدفه الـ29 في أعرق المسابقات الأوروبية، وهو
أعلى رقم للاعب ألماني في البطولة في الفترة الحديثة ثم أضاف هدفاً ثانياً قبل
صافرة النهاية.
دوغلاس كوستا وروبيرت ليفاندوفسكي لم يكونا في أفضل حالاتهما هذه المباراة،
خصوصاً الأخير الذي رغم أنه أتيحت له فرصتان جيدان للتسجيل لكنه لم يشترك كثيراً في المباراة. لكن رغم ذلك،
يمكن لغوارديولا أن يُشرك كينغسلي كومان كخيار هجومي. تغيير تكتيكي لم يكن ممكنا
في الموسم الماضي بسبب افتقاد خيارات على الدكة، عند إصابة روبين وريبيري معاً
وعدم إمكانية مشاركتهما. إضافة لماريو غوتسه الذي يطمح أن يجد نفس مستواه الذي
يُقدمه مع المنتخب في بايرن ويستفيد من إصابات زملائه في الفريق.
أشرك غوارديولا كومان في الدقيقة الـ59 بدل
روبيرت ليفاندوفسكي. الفرنسي هو اللاعب الهجومي الثاني بجانب ماريو غوتسه في دكة
البدلاء. تعاقد جديد و4 سنوات أصغر من زميله، لكن كومان كان الخيار الأول
لغوارديولا بدل غوتسه –أمر كان متوقعا منذ التعاقد معه- للمشاركة في ما تبقى من اللقاء.
لكن رغم كونه الخيار الثاني في دكة البدلاء،
إلا أن غوتسه خدم نفسه جيداً في 13 دقيقة متبقية من المباراة وسجل فيها هدفاً في
الدقيقة 89، بعد عرضية من كومان.
استطاع كومان أن يفوز لاحقاً بركلة جزاء سجل منها
مولر الهدف الثالث لبايرن.
بايرن كان يمكنه تحقيق الثلاث نقاط من دون
البدلاء، لكن كومان وغوتسه قدمَّا لنفسيهما ربح ثقة أكبر من غوارديولا ولعب دقائق
أكبر في المباريات المقبلة.
*تشابي ألونسو قدم أداءاً كبيراً، وتمركزه كان إيجابياً دفاعياً وهجومياً معاً.
مستفيداً من التغيير التكتيكي لغوارديولا والرباعي في الخلف من أجل أن يساند بشكل
أفضل الدفاع ويجد المساحة والوقت للتدخل في المواقف التي تحتاج منه القيام بذلك. في
الشوط الاول وحتى خروجه قام بتمريرات طويلة مميزة خصوصاً باتجاه دوغلاس كوستا و7
من أصل 9 تمريرات طويلة وجدت هدفها أمام أوليمبياكوس. ثلاث منها كانت بداية فرص
للبافاري وخروجه بسبب الإصابة قد يجعل غوارديولا في حيرة حول من يقوم بأدواره أثناء ابتعاده عن اللعب.
*تياغو ألكانتارا كان لاعباً مهماً في أول مباراة لبايرن في دوري الابطال هذا
الموسم، لكن دوره لم يكن ظاهراً بشكل كبير. تياغو كان سبباً في أول فرصة حقيقية
للتهديف من بايرن بعد تدخله القوي. 6 مراوغات ناجحة، كانت تفتح المساحة بين وسط ودفاع
أوليمبياكوس كما أنه فاز في مواجهات ثنائية على الطرف وقام بتحضير 4 فرص للتسجيل.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: