تحليل تكتيكي: توتنهام 4-1 مانشستر سيتي


  بعد 3 نقاط فقط من أول 4 مباريات، فاز توتنهام في المباراتين التاليتين وهي بداية جيدة للسبيرز. بالمقابل، بدأ مانشستر سيتي الموسم بقوة، حيث فاز في أول 5 مباريات من بينها فوزه المميز على تشيلسي 3-0، قبل أن يخسر للمرة الأولى في الدوري أمام ويستهام.
 انتصارا توتنهام في البرميرليغ كانا بنتيجة 1-0 أمام كريستال بالاس وسندرلاند، بالمقابل خسر السيتي أمام يوفنتوس في دوري الأبطال قبل خسارته أمام ويست هام. في توتنهام قد شعروا بأنهم يواجهون السيتي في وقت جيد، بعد عودة الزوار من رحلة طويلة من سندرلاند وسط الأسبوع، وخسارتهم لمبارتين قبل ذلك، والإصابات التي يعانيها بعض اللاعبين الأساسيين والأكثر أهمية ترقبهم لمباراتهم أمام بروسيا مونشنغلادباخ في دوري الأبطال وسط الأسبوع مما سيُجبر السيتي لإراحة لاعبين. كل هذه العوامل ستُعطي السبيرز الثقة التي سيفتقدها السيتي وبالتالي ليس هناك وقت أفضل من هذا لمواجهتهم.

Tottenham vs Away team - Tottenham v Manchester City - 26th September 2015 - Football tactics and formations


بدأ ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام بطريقة 4-2-3-1. هوغو لوريس في حراسة المرمى، كايل والكر في مركز الظهير الأيمن وبين دايفيس في الظهير الأيسر، ألدرفيلد وفيرتونخين في قلب الدفاع. ثنائي ارتكاز مكون من ديللي ألي وإيريك داير، الأخير غالباً ما يتراجع بين قلبي الدفاع خلال بناء اللعب. سون كان خلف المهاجم هاري كين، بينما لاميلا وإيريكسين –لعبا غالبا كرقم 10- كانا على الطرفين.

 

اختار مانويلي بيليغريني طريقة 4-4-1-1. لم يكن جو هارت متاحاً لحراسة مرمى السيتي بعد تعرضه للإصابة خلال الأسبوع مما استدعى جلوسه احتياطياً وأخذ ويلي كاباييرو مكانه. رباعي دفاع مكون من سانيا، ديميكيليس، أوتامندي وكولاروف. ثنائي الارتكاز فيرناندينيو وفريناندو. دي بروين وستيرلينغ وتوري خلف المهاجم سيرخيو أغويرو.

 بدأ توتنهام بشكل جيد هجومياً. مع التغييرات التي كان يقوم بها بوتشيتينو سابقاً إلا أنه اختار في مباراة السيتي الرباعي الهجومي المثالي للسبيرز. سون كلاعب في المركز رقم 10، لكنه كان يصبح اللاعب الأكثر تقدماً. لاميلا وإيريكسين،  الإثنان لعبا غالباً كرقم 10، وبدآ بشكل جيد على الطرفين. لاميلا وغيريكسين ممتازان في المراوغة والبحث عن المساحات –خصوصاً إيريكسين- وبالتالي كان دورهما رئيسياً في فتح المساحات أمام انطلاقات الظهيرين.

 

هاري كين كمهاجم كان يتحول للجناح، يفضل الأيمن من أجل إضعاف تماسك رباعي دفاع الخصم بتحركاته وفتح المساحات في الوسط. هذا لم يكن يعني أنه يمكن أن يتحرك وغالباً يستلم الكرة بين الخطوط، بل سمكن لـسون أن ينطلق للأمام وبالبحث عن التوصل بكرات خلف المدافعين.


مشاكل في ضغط السيتي 


رغم أن السيتي بدأ بيايا توري كلاعب ارتكاز ثالث (أو رقم 8)، لكن طريقة اللعب لم تكن 4-5-1- أو 4-1-4-1. بالمقابل كانت عند السيطرة على الكرة 4-4-1-1، حيث يكون توري قريباً من أغويرو في الخط الأمامي ويسانده ويمكن أن تصبح 4-4-2.

في الشوط الأول، دافع السيتي بـ 4-2-3-1 ، 4-1-3-2 أو 4-4-2، غالباً حسب تمركز داير. إن تراجع داير بين ألدرفيلد وفيرتونخين، يمتقدم توري للضغط بجانب أغويرو. وعند ضغط السيتي بـ 4-4-2، هنا تبدأ مشاكله.



عند الضغط العالي، لا يجب نسيان استمرار تماسك الخطوط فمن دونه ستكون هناك مساحات كبيرة بين الخطوط. عند ضغط السيتي بـ 4-4-2 هذا يعني أن توري سيبتعد عن المنطقة بين دفاع السبيرز ووسطه الهجومي. سبب ضغط نوري بجانب أغويرو هو تجنب وقوع أغويرو في مواجهة 3 ضد واحد لكن مساندة توري عند الضغط لم تقدم أي اختلاف لأن الموقف يستمر 3 ضد 2 لصالح السبيرز. هنا عندما يتم التغلب على ضغط أغويرو وتوري، تصل الكرة لديلي آلي في وضع يتوفر فيه على وقت ومساحة للانطلاق بالكرة، باستثناء إن تقدم فيرناندينيو للضغط عليه وهذا ما لم يحدث كثيراً بسبب بقاء فيرناندينيو في مركزه للدفاع أمام الوسط الهجومي للسبيرز وعدم فتح المساحات أكثر بين الخطوط. 4-1-3-2 كانت في الضغط العالي، عندما يتحول أحد لاعبي الارتكاز للأمام (غالباً فيرناندينيو).

 

 الأجنحة المقلوبة خلقت مشاكل لتوتنهام

في البداية كان ذلك فعالاً. استغلال صناع اللعب على الأطراف أصبح أمراً شائعاً في الكرة الحديثة. ورغم أن السبيرز كان لديهم جناحان هما هيونغ-مين سون وإيريك لاميلا، إلا أن بوتشيتينو قرر أن لا يعتمد عليهما كجناحين تقليديين. إيريكسين بدأ على اليسار لكنه لم يُضف أي عمق، يمكنه أن يتقدم غالباً لنصف المساحة اليسرى. في الجانب المقابل كان لاميلا، الذي غالباً ما يرغب في الدخول للوسط ليستفيد من رجله اليسرى. كل هذا جعل ارتكاز السيتي تحت ضغط كبير، لكن السيتي عانى أيضاً من هذا. غالباً، عندما يقوم إيريكسين بالانطلاق بشكل قطري من الارتكاز لا يجد في الجهة اليمنى مساندة بحكم تواجد لاميلا في الداخل ووالكر مراقب من كولاروف أو تمركزه كان متقدما جدا حتى يكون خيار تمرير مناسب.


مواقف عديدة مشابهة تكررت في المباراة، تركت إيريكسين دون خيار آخر غير إعادة بدء الهجمة بالتمرير لـآلي أو محاولة التسديد. لو كان لاميلا يتمركز في الدائرة الحمراء لشاهدنا خطورة أكبر على السيتي.



 *في البداية، كان السيتي يقوم بالضغط العالي لكن في الشوط الثاني كان سلبيا. في نفس الوقت وجد توتنهام طرقاً أفضلَ للوصول خلف دفاع السيتي و القيام بتحركات متقدمة مع مرتدات سريعة ومراوغات. لعب إيريكسين لاحقاً أكثر كرقم 10 وسون على الجناح الأيسر، ما جعل السبيرز متماسكين دفاعيا وفعَّالينَ هجومياً.



بالمقابل، السيتي أمام يوفنتوس بالتحديد كانت لديهم نقطة ضعف في الاستحواذ العقيم. بدل استغلال الاستحواذ من أجل تحريك الخصم خلف الكرة استعملوا الاستحواذ دون هدف محدد. عند إبقاء الاستحواذ في نصف ملعبك لفترات طويلة فيجب على لاعبي الوسط والهجوم القيام بتحركات لإيجاد مساحات وجعل لاعبي الخصم بعيدين عن مراكزهم وإيجاد ممرات التمرير لاستلام الكرة.

أمام السبيرز، شاهدنا كرات طولية من من قلبي دفاع السيتي بعد تمريرات قليلة بحثا عن دي بروين الذي يبقى قريباً من الخط عما هو متوقع منه، لاستلام هذه التمريرات القطرية من ديميكيليس وأوتامندي.

 خلاصة

أداء ضعيف جداً من السيتي استغله السبيرز لصالحه. ثنائية الارتكاز التي اعتمدها بوتشيتينو بين آلي وداير نجحت والأخير بشكل خاص تألق مع إيريك لاميلا بينما لم نشاهد تألق توري وأغويرو. مانويل بيلليغريني سيتمنى أن أن يكون هذا مجرد يوم آخر في المكتب، لكن التأثيرات قد تكون بعيدة المدى. هذه كانت أول خسارة للسيتي بفارق 3 أهداف في البرميرليغ منذ أبريل|نيسان 2011 وأسوأ خسارة منذ 8 ماي 2008 أمام ميدلزبره.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad