تحليل تكتيكي: مانشستر يونايتد 3-1 ليفربول

 

كانت الجولة الخامسة عندما منحنا البرميرليغ مشاهدة ديربي إنجلترا. الناديان خسرا معاً  المباراة السابقة وكلاهما يصارعان من أجل ملاحقة مانشستر سيتي وبدايته المثالية.


 ناديان قاما بعدة تعاقدات كبيرة خلال الصيف وكلاهما يريدان إنهاء الموسم ضمن الأربعة الكبار. مانشستر يونايتد صرف كثيراً لضم ممفيس ديباي، مورغان شنايدرلان وأنطوني مارسيال مع ضم باستيان شفاينشتايغر وماتيو دارميان. ليفربول أيضاً، صرف كثيراً للتعاقد مع كريستيان بنتيكي وروبيرتو فيرمينو، لكن مع كل الأموال التي صُرفت بين الجانبين، هناك تساؤلات عديدة حول موسمهما.


  اختار فان خال الدخول بخطته الاعتيادية 4-2-3-1 بعودة دافيد دي خيا لحراسة مرمى اليونايتد. كريس سمالينغ ودالي بليند استمرا مجدداً في قلب الدفاع في شراكة أصبحت تُعدُّ قوية، وكالعادة ماتيو دارميان ولوك شاو كظهيرين. باستيان شفاينشتايغر مع مايكل كاريك في الارتكاز. أندير إيريرا، ماتا وممفيس ديباي ثلاثي خلف المهاجم مروان فيلايني.


دخل رودجرز المباراة بخطة دفاعية4-1-4-1. لم يكن هناك تغيير في الخط الخلفي باستمرار تواجد مينيوليه خلف الدفاع المكون من ناثانييل كلاين، مارتين سكيرتل، ديان لوفرين وجو غوميز. لوكاس ليفا أمام الدفاع وميلنر مع تشان في المركز رقم 8. فيرمينو وإنغز على الأطراف وبنتيكي في مركز المهاجم الصريح.
 

 "الطريقة التي نريد أن نعمل بها واضحة. لست من يُغير فلسفته وهو الأمر الراسخ لديكم. الفكرة أو الفلسفة واضحة جداً حول كيفية لعبنا. نريد أن نصنع فرص لتسجيل الأهداف بينما يكون لدينا تنظيم دفاعي قوي". هذا كان من تصريح برندان رودجرز حول بناء اللعب. حقاً صناعة الفرص؟ تسجيل الأهداف؟ تنظيم دفاعي قوي؟ برندان عبقري، حتى أنه لم يسبقه أحد لذلك من قبل.

ليفربول لم يستطع القيام بأي من الأمور الثلاثة يوم السبت. ستيفن نايسميث استطاع لوحده تسجيل هاتريك لناديه إيفرتون وهو غريمه في مدينة ليفربول. رودجرز دائماً ما يُتحفنا بالحديث عن رؤيته لطريقة اللعب وخططه في المباريات لكن عندما نصل لأرضية الملعب نشاهد أمور مختلفة.

الذكريات الجميلة التي عاشها عشاق ليفربول في موسم 2013|2014، حين كان الريدز يلعب كرة قدم هجومية وممتعة من الأفضل في تاريخ النادي، الآن يبدو أنه مر زمن طويل على ذلك.



عندما تم الإعلان عن إمكانية مشاركة داني إينغز للمرة الأولى مع ليفربول، اعتقد العديد أن رودجرز قد يلعب بخطة 4-4-2 مع الماسة مرة أخرى –الخطة التي كانت ناجحة في موسم 2013|2014 بوجود سواريز وستوريدج في الهجوم. تواجد صاحب الـ23 سنة بجانب بنتيكي، مع حضور روبيرتو فيرمينو كرأس الماسة، يمكن أن يُعطي مساندة أكبر للبلجيكي ويستفيد من إمكانيات اللاعبين الثلاثة القادمين هذا الصيف بلعبهم في مراكزهم الطبيعية.



الريدز الذين لعبوا بالزي الأبيض دخلوا المباراة مبدئياً بطريقة 4-3-3 وتصبح 4-1-4-1 مع فيرمينو وإينغز على الجناحين –أقرب لظهيرين-جناحين- بجانب المهاجم بينتيكي. من أجل هذا، تشان وميلنر إضافة للوكاس ليفا يجب أن يُؤمنوا الحضور والتماسك في خط الارتكاز. في نفس الوقت يتقدم الثنائي لمساندة بنتيكي في الضغط وجعل لاعبي ارتكاز اليونايتد تحت الضغط.



على العموم، لم يستطيعوا غالباً الوصول لغايتهم من هذه الخطة. ميلنر كان يتراجع ويتواجد بجانب لوكاس، مما ينتج ثنائية الارتكاز ثم نشاهد طريقة 4-2-3-1 أمام الكرة وتشان كان يتقدم للضغط على شفاينشتايغر وكاريك عندما يتراجعان لاستلام الكرة. باستعمال هذه الطريقة، كان من المنتظر أن يساعد ميلنر في التصدي لمنطقة الارتكاز، لكن الفراغات بين هجوم ووسط ليفربول كانت مؤثرة وجعلت المهاجم البلجيكي يظل معزولاً.



المدرب الإيرلندي الشمالي كان يأمل لعب مباراة مثل مباراة آرسنال بنفس طريقة اللعب، وهو ما توقعه منه فان خال بالاعتماد على تلك المباراة.  

أراد ليفربول قطع مجال التمرير لإيريرا وفيلايني لكن لو في مثل هذه الحالة مرور الكرة لممفيس أو ماتا يعد خطيراً



 هنا نلاحظ دور كاريك وشفاينشتايغر في السيطرة على الوسط، تحرك إيريرا، لكن ما يمكن أن نلاحظه أكثر هو الراحة التي كان فيها ليفربول دفاعياً بالشوط الأول.

 *إن تساءل أحد حول أهمية فيليبي كوتينيو في ليفربول الآن، كل ما عليه هو مشاهدة أداء الفريق في مباراة السبت.

البرازيلي هو الأكثر إبداعاً وتأثيراً في الأنفيلد، وغيابه كان له أثر سلبي على الفريق بشكل كبير. لوكاس، ميلنر وتشان لاعبون مميزون في جوانب معينة، لكن لم يظهر أن أحداً منهم قادر على إيجاد حل للتفوق على دفاع اليونايتد.

فيرمينو يتقدم ببطء في اعتياده على البروميرليغ، ومثل إنغز، لعب في مركز يختلف عن مركزه الأصلي.



يمكنكم قبل المباراة توقع أن ليفربول من دون كوتينيو سيعاني في صناعة اللعب والتحول في الثلث الثاني وأيضاً الثالث من الملعب. بالإضافة للجوانب الفردية، كانت هناك مشاكل من الناحية التكتيكية والاستراتيجية، مما جعل حضور ليفربول هجومياً ضعيفاً.

كنا نرى فقط بينتيكي في صراعات ثنائية حول كرات عالية من زميل له، أو تمريرات باتجاهه مع تواجده تحت الضغط، بينما عانى فيرمينو وإينغز من الضغط. المساحة الضيقة التي تواجدت أمام لاعبي ليفربول في الثلث الأول كانت تشهد ضغطاً قوياً من اليونايتد بأكثر من لاعب.

إن قام ليفربول بالتحول السريع من الخلف باتجاه الأمام، بسرعة يتم عزل حامل الكرة وافتكاكها منه غالباً قبل أو بعد منتصف الملعب.إن لم يكن التحول سريعاً يتعرضون لخسارة  الكرة أو عليهم لعب الكرة للخلف، وهو في حد ذاته لصالح اليونايتد الذي يمكنه التحول للخطة الدفاعية.


 *رودجرز انتقد لاعبيه في سعيهم دائماً نحو لعب كرات مباشرة باتجاه بنتيكي وفي صراعات ثنائية أو مع 2 من مدافعي اليونايتد وبالتالي كان من الصعب على البلجيكي القيام بشيء من دون مساندة.


 الأكثر إثارة حول رودجرز هو في قراراته التي يتخذها في كيفية توظيفه للاعبيه. عرف ليفربول النجاح باللعب بماسة في الوسط وكان بإمكانه القيام بذلك مرة أخرى أمام اليونايتد.غاري مونك قام بتغيير خطته 4-2-3-1 لـ 4-4-2 في مباراة فرقه سوانزي سيتي أمام اليونايتد في آخر مباراة قبل فترة التوقف الدولي، وعاد من التأخر 0-1، للفوز 2-1. كان يمكن لهذا أن يحل مشاكل عديدة لليفربول، بنتيكي كان يمكن أن لا يبقى معزولا،والكرات المباشرة التي تصله يمكن أن تنتج عنها سيطرة ليفربول على الكرة مع تواجد أمثال فيرمينو وإنغز من حوله. بليند، كاريك، شفاينشتايغر ربما لم يكونوا ليجدوا وقتا أطول عندما تكون الكرة بحوزتهم لتواجد لاعب وسط إضافي. فيرمينو وإنغز يمكن لهما اللعب في مركزيهما المفضلين، المركز رقم 10 ومهاجم، على الترتيب، بدل الجناحين حيث لم يتألق أي منهما.


 *بعد التعادل 0-0 أمام نيوكاسل، كشف فان خال بأنه كان سعيداً بالأداء لكون اليونايتد "سيطر على المباراة". لم يسجلوا أهدافاً بكلِّ تأكيدٍ، لكن المدرب يرى بأن ما قدمه فريقه كان جيداً.

يمكننا وصف "فلسفة" فان خال في الأولد ترافورد، على أن النتيجة أقل أهمية من الأسلوب. هذا لا يعني أن النتائج غير مهمة، لكن فكر فان خال يتطلب السيطرة على الوسط بالاستحواذ على الكرة قبل كل شيئ. لهذا وصف الخسارة 1-0 أمام تشيلسي في أبريل|نيسان الماضي "أفضل أداء لليونايتد في الموسم" وكانت لديهم أعلى نسبة استحواذ في الموسم الماضي بالبرميرليغ.

اليونايتد استحوذ على الكرة بنسبة 72% في 15 دقيقة الأولى، وأكثر من 60% حتى نهاية الشوط الأول. ومع ذلك فشلوا في القيام بتسديدة واحدة على المرمى. استطاعوا القيام بـ12 لمسة في منطقة الخصم، لكن 9 منها كانت ولم تخلق أي خطورة. مانشستر يونايتد تمكَّن من احتكار الاستحواذ على الكرة في الشوط الأول. ليفربول كان متماسكاً داخل وحول منطقة الجزاء، وهو الأمر الذي كان عليه اليونايتد. الشياطين الحُمر حاولوا الاستمرار في السيطرة على المباراة وبحثوا فقط عن فرص جيدة جداً.
 

عندما تكون الكرة عند لاعبي اليونايتد في الثلث الأخير، فإن اللعب يكون بطيئاً جداً ولاعبو ليفربول يمكنهم الدفاع بشكل جيد. فيلايني لم يكن أبداً خياراً خلف المدافعين، ولا ديباي، إيريرا وماتا. في الحقيقة، اللاعبون الأربعة كانوا أقرب للوسط من أجل استلام الكرة وبالتالي لم يكن هناك من يتمركز بين دفاع ليفربول 



الشوط الثاني




صحيح أن مستوى آشلي يونغ انخفض عما كان عليه الموسم الماضي، لكن ما زال لاعباً خطيرا بسبب أسلوب لعبه المباشر، وأيضاً  يفقد الكرة نادراً مقارنة مع لاعب جناح (7 مرات في الـ45 دقيقة الثانية، ثلث ما فقده ديباي).



هاجم اليونايتد بشكل أكبر وأشرك فان خال البديل آشلي يونغ بدل ممفيس ديباي. لاحقاً، أشرك أيضاً مارسيال مكان ماتا وشنايدرلان بدل كاريك، جاعلاً التنظيم الدفاعي أكثر قوة في 4-3-3 مع المرونة في الضغط ثم تقليل الضغط، قبل أن تتحول الخطة لاحقاً لـ 4-4-1-1.

استطاع اليونايتد حسم نتيجة المباراة لصالحه 3-1 وحتى عندما قلص الريدز النتيجة تلقى هدفاً آخر، ولم يستطع العودة في النتيجة مرة أخرى.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad