تحليل تكتيكي: بايرن ميونيخ 5-1 فولفسبورغ
at
19:19
Labels:
بايرن ميونيخ,
تحليل تكتيكي,
توماس مولر,
ديتر هيكينغ,
روبيرت ليفاندوفسكي,
غوارديولا,
فولفسبورغ
Posted by
Unknown
كان فولفسبورغ قد فاز 4-1 على بايرن في ميونيخ في يناير، الآن التقى الفريقان
من جديد في البوندسليغا. فولفسبورغ تقدم في النتيجة في الشوط الأول، لكن البديل
روبيرت ليفاندوفسكي حسم المباراة لصالح بايرن بخماسية تاريخية في ظرف 9 دقائق فقط.
بدأ فولفسبورغ بلاعبيْن سابقيْن في بايرن، دانتي ولويس غوستافو والطريقة كانت 4-4-2. نالدو في قلب
الدفاع مع دانتي بونفيم، ريكاردو رودريغيس الظهير الأيسر، وتراش استمر في مركز
الظهير الأيمن في ظل استمرار غياب فيرينيا المُصاب. جوشوا غيلافوغي بجانب غوستافو
في الارتكاز، دانييل كاليجوري ويوليان دراكسلر على الطرفين. بالإضافة لباس دوست
وماكس كروزه في الهجوم.
*مقارنة مع المداورة التي قام بها في الفوز على دارمشتات 3-0 في نهاية الأسبوع،
أشرك بيب غوارديولا التشكيلة الاعتيادية بتواجد تشابي ألونسو، فيدال، مولر ولام
كأساسيين. كيمِّيش، رافينيا، روده وكومان عادوا لدكة البدلاء. المفاجئ، كان عدم
تواجد روبيرت ليفاندوفسكي من البداية. من أجل هذا استمر ماريو غوتسه أساسياً مثل
بيرنات.
بدأ بايرن المباراة بطريقة 4-3-3 و 4-1-4-1 بنفس الأدوار: تشابي ألونسو في الارتكاز
ويتراجع بين قبلي الدفاع، بينما تياغو وفيدال في المركز رقم 8 والأخير أكثر
تقدماً. على اليسار، ماريو غوتسه كجناح ومن خلفه الظهير بيرنات. على اليمين، كوستا
يحاول المراوغة من الوسط. أيضاً، فيليب لام كان يتحول غالباً من مركزه كظهير أيمن
للوسط.
فشل التحول من الدفاع للهجوم بالنسبة لبايرن أمام 4-4-2 التي اعتمدها هيكينغ.
خلال الشوط الأول تمركز دوست وكروزه بين دفاع ووسط بايرن مع تركيز كروزه على
ألونسو المتراجع للخلف. والمتقدم غيلافوغي كان يزيد من الضغط ويحاول غلق ممرات
التمرير في وسط الملعب.
خوان بيرنات كان متقدماً جداً أو متأخراً جداً، بالمقابل لام كان مستقراً في
العمق، وبالتالي دور الظهير كان مؤثراً جداً مع المسافة التي تفصل بينهما وبين
غوتسه وكوستا. تياغو مر بيوم سيء -كان الأفضل في مباراة أوليمبياكوس في دوري الأبطال- وتمركزه كلاعب ربط كان إما متقدما
جدا أو متأخراً جداً ولم يكن مثالياً.
دور تياغو خصوصاً دفاعياً كان له أثر سلبي. فبينما فيدال على الأقل يقوم
بالضغط في نصف ملعب الخصم، كان تياغو في مواقف فردية في مناطق ليست الأكثر أهمية.
فولفسبورغ استغل ذلك لصالحه، من أجل اللعب في أنصاف المساحات.
بالمقابل، بيرنات قدم أدءاً سيئاً أو بالأحرى كارثياً. فهو لم يكن فقط يُشاهد
كاليجوري يُسجِّل الهدف الأول وكان
بإمكانه العودة سريعاً ومراقبته، بل أيضاً لم يكن يجري وبعيد بخطوات عن الجناح
الأيمن لفولفسبورغ جاعلاً ألابا يتحرك لليسار للتغطية عليه وبالتالي بايرن يلعب
بـ3 لاعبين في الخلف

هنا كان تشابي ألونسو ذكياً وانطلق لتغطية المساحة التي تركها بيرنات. ألونسو
قام بمجهود لتغطية شيء لم يكن يجب أن يحدث، فدوره هو حماية رباعي الدفاع من الأمام
وليس القيام بواجب لاعب آخر يكسر النظام التكتيكي بأكمله. يمكن أن نضيف أيضاً تمركز ألكانتارا الذي لم يساند الفريق دفاعياً وعند التحول
للهجوم لم يكن مفيداً أيضاً.
بتمركز
ألونسو المتأخر مما يجب أن يكون عليه وبسبب المساحات المتواجدة في الملعب، فالفريق
كان يستعيد الكرة بشكل متأخر في الوقت وفي عمق في نصف ملعبه مما يجعل من الصعب
إيجاد لاعبين في الأمام والقيام بتمريرات مثالية بين خطوط فولفسبورغ المتماسكة.
ألونسو لم يكن باستطاعته التغطية في كل موقف. دراكسلر استغل بعد ذلك المساحة
على اليمين للعب عرضية لدانييل كاليجوري. بيرنات كان بعيداً عن مركزه والنتيجة
هدف.
الشوط الثاني: غوارديولا يُعدل كل شيء
ربما لم يكن غوارديولا راضياً بأداء فريقه في الشوط الأول. اتخذ القرار الصائب
وقام بتغييرين اعتبرتهما مثاليين حينها باستبدال تياغو وبيرنات حيث بأدائهما
الضعيف افتقد بايرن التوازن دفاعياً وهجومياً معاً. إشراك مارتينيث وليفاندوفسكي
ينبغي أن يضيف التوازن المطلوب خصوصاً في الهجوم. هنا بايرن أصبح يلعب بـ 4-4-2
بتواجد مولر خلف ليفاندوفسكي.
بالطريقة الجديدة أصبح بايرن في وضع مثالي لمواجهة فولفسبوغ بطريقته 4-4-2. مهاجمان
يمكنهما بسهولة الضغط على مدافعي فولفسبورغ (مولر وليفاندوفسكي في مواجهة دانتي
ونالدو). الفولفي أصبح يخسر كرات أكثر لأنه أصبح مجبراً بلعب كات طولية لصعوبة
اللعب على عرض الملعب. فيدال يقوم بالضغط من الارتكاز ومن خلفه بواتينغ.
على الأطراف، الجناحان كوستا وغوتسه يقومان بالتمركز بالقرب من خط التماس وليس
البحث عن الدخول للوسط، وبالتالي على دفاع فولفسبورغ الخروج أكثر والضغط. خطة
فولفسبورغ لم تعتد متماسكة أفقياً كما كانت وبالتالي هناك فراغات بين المدافعين.
الأكثر أهمية في تطور بايرن كان الدور الجديد لمولر. كمهاجم وحيد، كان بشكل ما
ضائعاً –الكثير يتفق على أن مولر يُبدع أكثر عندما يبدأ من الجناح أو مهاجم ثانٍ،
لأنه أفضل عندما يتمركز في الهجمات السريعة عن استلامه الكرة وظهره للمرمى مثل
مهاجم صريح. فعندما يتراجع للوسط كما كان يفعل في بعض الأحيان في الشوط الأول،
فالفريق يفقد الحضور في الخط الأمامي للضغط على دفاع الخصم. هذا الحضور أصبح
لليفاندوفسكي.
اللعب بـ 4-4-2 –وهي الخطة البعيدة عن فلفسفة غوارديولا- جعلت دفاع بايرن يكون
في موقف 4 ضد 4 وبالتالي هناك صعوبة في إخراج الكرة من منطقتهم وينبغي لعب كرات
عالية، لكن بالمقابل هناك نفس الأمر في الجانب الآخر من الملعب.
إن أضفنا لاعب رقم 8 مثل فيدال فبكل تأكيد ستكون هناك أفضلية عددية في نصف
ملعب الخصم
يمكن أن نقول من هنا بدأ ينهار تماسك فولفسبورغ بفعل دخول ليفاندوفسكي
ومارتينيس. لو مرت كرة مولر للمهاجم البولندي لشاهدنا هدف التعادل لكن ذلك لم
يتأخر كثيراً.
إن أضفنا لاعب رقم 8 مثل فيدال فبكل تأكيد ستكون هناك أفضلية عددية في نصف
ملعب الخصم. تفوق مولر على دانتي في الوسط ثم مرر الكرة لغوتسه الذي مرر لفيدال ثم أعادها لمولر ثم وصلت ليفاندوفسكي الذي سجل هدفه الأول قبل أن يستمر في التسجيل والوصول لخمسة أهداف في 9 دقائق من الدقيقة 51 حتى الدقيقة 60.
لم تكن الكرة تخرج بسهولة لأنه كما قلنا، هجوم فولفسبورغ في مواجهة 4 ضد 4 مع
دفاعي بايرن لكن سنضيف نوير أيضاً. رغم صعوبة الأمر، لكن لو خرجت الكرة بشكل مثالي
من نصف ملعب بايرن فالخطورة ستكون على الجانب المقابل.
بعد ذلك، انتهت المباراة قبل صافرة الحكم بعد وصول النتيجة لـ 5-1 في الدقيقة 60. تحكم بايرن في المباراة، وكان يمكن
أن يُضيف أهدافاً أخرى من ليفاندوفسكي أيضا، إضافة لفرص جيدة من من توماس مولر
ودوغلاس كوستا. في النهاية، ما كان يهم البافري هي الثلاث نقاط أمام منافس مباشر.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |

0 comments: