تحليل تكتيكي: آرسنال 0-0 ليفربول

   يمكن أن تكون نتيجة 0-0 مخيبة في بعض الأحيان، لكن في أحيانَ أُخرى يمكنها أن تكون جيدة مثل نتيجة التعادل 2-2 أو 3-3. مباراة كان يمكنها أن تنتهي بتعادل 5-5 ويمكننا أن نتوقع أنه يمكنهما الاستمرار في اللعب طيلة الأسبوع وربما لن يستطيعا التسجيل. 34 تسديدة من دون هدف تؤكد عدم دقة التسديد، لكن بالدرجة الأولى تميز حارسي المرمى. 



-بعد الأخبار التي انتشرت حول معاناة بير ميرتيساكر ولورون كوسينلي من المرض والإصابة على التوالي، التفت الأحاديث عن الشراكة في قلب الدفاع. غابرييل باوليستا كان حضوره حتمياً، مع إمكانية تقديم فينغر الفرصة لكالوم تشامبرز للعب أساسياً للمرة الأولى منذ مارس|آذار الماضي. الثنائي بدأ فقط مباراتين معاً قبل قمة الإثنين. كانت المرة الأولى التي يغيب فيها ميرتيساكر وكوسينلي معاً عن مباراة في الدوري منذ أبريل|نيسان 2012.


بدأ آرسين فينغر بخطي الوسط والهجوم المعتادين، كوكلان وكاثورلا في الارتكاز ورامزي على اليمين إضافة لأوزيل كصانع لعب وسانتشيس على اليسار وجيرو كرأس حربة. التغيير كان في ثنائي قلب الدفاع بسبب كوسينلي وميرتيساكر. المدرب الفرنسي اختار الثنائي غابرييل وتشامبرز أمام حارس المرمى بيتر تشيك وفي مواجهة مهاجم يمتلك حضوراً جسدياً يتمثل في كريستيان بينتيكي.


-اختيارات بيرندان رودجرز لم تختلف عمَّا كان متوقعاً. التحول كان من المزيج بين طريقة 4-1-4-1 و4-2-3-1 في أول مباراتين لـ 4-3-3. غياب جوردان هيندرسون المصاب، لعب إمري تشان وجيمس ميلنر أمام لاعب الوسط الدفاعي لوكاس ليفا. روبيرتو فيرمينو بدأ أساسياً للمرة الأولى وبدأ من الطرف الأيمن بينما مواطنه فيليبي كوتينيو على الطرف الآخر وكريستيان بينتيكي استمر كمهاجم صريح.



-في حين قد يطلب مدربون آخرون من الظهيرين مساندة ثنائي قلب الدفاع غير الاعتيادي، فينغر استمر في لعب مباراة هجومية. هيكتور بيليرين وناتشو مونريال كانا يتمركزان بشكل متقدم بالقرب من خط التماس وسمحا لأليكسيس سانتشيس وآرون رامزي التحول للعمق.


ذلك بكل تأكيد لديه إيجابياته وسلبياته ومونريال كان تأثيره واضحاً. أول فرصة في المباراة أتت بعد 3 دقائق، عندما انطلق بينتكي في مساحة كبيرة –من دون أثر لمونريال- ومرر لكوتينيو الذي سدَّد في العارضة. 10 دقائق بعد ذلك كانت للمهاجم البلجيكي فرصة مميزة عندما قام بانطلاقة مشابهة.


لكن التمركز المتقدم للظهيرين كان مؤثرا على هجمات آرسنال. مونريال لعب عرضية مثالية باتجاه راس سانتشيس في أول فرصة كبيرة للتسجيل من آرسنال، بينما تقدم بيليرين أتاح لرامزي اللعب في مركزه المفضل لاعب وسط box-to-box. اللاعب الويلزي كان يجب عليه افتتاح النتيجة بعد 8 دقائق إثر انطلاقته القوية باتجاه منطقة الجزاء وتمريرة سحرية من كاثورلا، لكن تم إلغاؤه من قبل راية الحكم المساعد.



السيطرة على المساحة


"إن قمت بتقييم مبارياتنا أمام آرسنال، خصوصاً على أرضنا فإننا كنا دائماً نستحوذ على الكرة بشكل أكثر" هذا ما قاله رودجرز قبل رحلة الريدز لشمال لندن، موضحاً الأداء الضعيف لفريقه على ملعب الإمارات في الماضي.

"إن قمت بتقييم آخر 10 مباريات خسروها على أرضهم، الفرق التي فاز كان لديها استحواذ خطير. الفائزون قاموا بأربع تسديدات على المرمى كمعدل مع 43 بالمئة نسبة استحواذ".

" إذن هذا يخبرك بأنع يمكنك الذهاب هناك، لا تحتاج الاستحواذ على الكرة- لكن تحتاج الاستحواذ على المساحة. تكتيكيا، أتينا بفكرة جيدة لكيفية الفوز بالمباراة".


الجناحان فيرمينو وكوتينيو كانا قريبين، الثنائي في المركز رقم 8 أمام لوكاس ركزاً على الارتكاز. هذا أتاح للريدز البدء من الارتكاز وفتح الطرف بشكل جيد جداً. المشكل كان في السرعة التي لم تكن كافية والجماعية لكن مع ذلك استفادوا من الكرات الخاطئة للاعبي الخصم.

يمكن لآرسنال لعب تمريرات بسيطة من الارتكاز للجناح ومن ثم الانطلاق. ليفربول كان يأخذ وقتاً أكثر للتحرك وبالتالي عدم وجود منافذ عديدة. كنتيجة لذلك كان عليهم العودة للخلف وأرسنال يضغط حتى الثلث الأخير.

تمركز لاعبي ليفركوزن دفاعياً كان سلبياً مع تراجع الجناحين وتمركز لوكاس ليفا في منطقة جزاء فريقه –على العموم رودرجز سيكون مسروراً بعدم تلقي شباكه أي هدف هذا الموسم بدفاع مكون من مارتين سكيرتل، ديان لوفرين ولاعب في غير مركزه جو غوميز صاحب الـ18 عاماً.


 هنا الطريقة كانت تصل لـ 6-3-1 و 7-2-1 في بعض الأحيان. المقاربة يمكن أن تكون تواجد 6 لاعبين أو 7 من آرسنال في الثلث الأخير من دون ضغط من ليفربول باتجاه الكرة. لم يتح ذلك في نفس الوقت تواجد أي فراغات في الخط الأخير للريدز، وهذا أيضاً لماذا كان ليفربول الفريق الأكثر خطورة.


-بالعودة إلى ماي|أيار، صرَّح فينغر بأنه لن يتعاقد مع قلب دفاع خلال فترة الانتقالات الصيفية على أساس تطور تشامبرز.

"أريد أن أطوره أكثر كقلب دفاع – حتى كلاعب ارتكاز. على الطرف، تحتاج اليوم سرعة أكبر، قابلية أكبر لتغيير الاتجاه، وخفة أكبر في الحركة ولديه قابلية للتحمل، القوة والجودة ليكون قلب دفاع أو لاعب ارتكاز". هذا ما قاله فينغر حول رؤيته لصاحب الـ19 سنة. 

فينغر يُفكر في جعل تشامبرز حتى لاعب ارتكاز في وقت يعاني في أرسنال بشكل كبير في هذا المركز منذ سنوات عديدة. الحديث في الأيام الماضية كان حول بدائل في الوسط، مع إضافة لارس بيندر كآخر إسم لتعزيز الوسط الدفاعي.وفي ظل تواجد ثنائي قلب دفاع في وضع غير اعتيادي وتقدم الظهيرين، فإن المسؤولية تنضاف لمن خلف وامام الدفاع – حارس المرمى بيتر تشيك ولاعب الوسط الدفاعي كوكلان.


روسيتر هو ثاني أصغر لاعب يشارك مع ليفربول في مباراة رسمية بعد مايكل أوين، وظهوره الأول كان في 2014 في مباراة في الكابيتال وان

-تحولت المباراة في الشوط الثاني. اندفع ليفربول بشكل أقل كما تراجع الجناحان أيضاً مما جعل آرسنال يستفيد من الوضع ويتقدم للسيطرة أكثر. آرسنال كان في أفضل حالاته في المباراة في الربع الأول من الشوط الثاني ووجد فرض أكثر مع تقدم نادر لليفربول في الهجوم.

أيضاً، آرسنال كانت لديه تغييرات أفضل. إيبي وروسيتر ومورينو بدل فيرمينو، كوتينيو وليفا لم تضف أي إيجابيات لليفربول بل بالعكس حرمته من أفضل لاعبيه في المباراة. بالمقابل إشراك تشابرلين ووالكوت بدل كوكلان وجيرو في آرسنال كان مفيداً وأضاف له لاعبين يتميزان بالحركية والديناميكية في الأمام، بين فريق أصبح الأفضل في الشوط الثاني وآخر تراجع عما كان عليه في الأول. 3:11 تسديدات لآرسنال في آخر 35 دقيقة، 6-0 في آخر 12. في النهاية لم يكن ذلك كافياً للفوز.

خلاصة
   أداء جيد جداً من ليفربول في الشوط الأول، نفس الأمر بالنسبة لآرسنال في الشوط الثاني. كما قال مايكل أوين أثناء تعليقه على المباراة "مباراة ممتعة جداً الليلة، رغم أنها ما زالت 0-0، أعتقد لأن أحداً لم يُسجل"!!.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

تحليل تكتيكي: هوفنهايم 1-2 بايرن ميونيخ


   بدأ بايرن الموسم الجديد للبوندسليغا بشكل مميز، بعد فوزه أمام هامبورغ 5-0 رغم لعبه شوطاً أولاً ضعيفاً لكنه استطاع حينها تقديم شوطاً ثانياً جيداً جداً. بالمقابل هوفنهايم خسر في الجولة الأولى من ليفركوزن 1-2، لكنه لم يستطع كالعادة الفوز على بايرن في المباراة التي جمعتهما على ملعب راين نيكار آرينا وخسر أيضاً بنفس النتيجة.

قبل المباراة، حذَّر ماتياس زامر من أن المباراة يمكن أن تكون صعبة بحكم الحرارة واللعب الهجومي الذي يتميز به الخصم وعدم تراجه للخلف والاكتفاء بالدفاع. ربما بعض اللاعبين نسوا أو تجاهلوا ذلك التحذير. بايرن تلقى أسرعَ هدفٍ في تاريخ البوندسليغا من مهاجم هوفنهايم كيفن فولاند الذي قام برد فعل سريع ومن أول لمسة جعل النتيجة 1-0 لأصحاب الضيافة بعد 9.3 ثواني. 



  -قام غوارديولا بتغيير واحد عن التشكيلة التي شاهدناها أمام هامبورغ، بإشراكه ماريو غوتسه بدل روبيرت ليفاندوفسكي. على العموم الطريقة كانت مختلفة  تماماً بالتحول من 4-1-4-1 لـ 3-5-2 والتي تصبح 4-3-3 في حالة الاستحواذ على الكرة. بدأ دافيد ألابا كقلب دفاع في الجهة اليسرى، فيليب لام تحول للارتكاز لمساندة تشابي ألونسو.

تحركات لاعبي بايرن كانت أقرب لـ 3-1-2-3-1|3-1-4-2. بدأ توماس مولر كمهاجم صريح، بينما ماريو غوتسه كان يتحول بين المركز رقم 10 ومهاجم ثانٍ. في حالة الاستحواذ على الكرة يكون غوتسه متراجعاً، لتأمين الترابطات بين الطرفين والووسط والهجوم وهو دور بسيط ليس فيه توجه مباشر للمرمى ويعتمد على دقة التمريرات.


 -لعب هوفنهايم بنفس تشكيلة المباراة السابقة لكن بخطة مختلفة يمكن أن نقول بأنها كانت مفاجئة أمام بايرن. لعب أصحاب الأرض بطريقة 4-3-3 وليس 4-2-3-1 أو 4-1-4-1 أو 4-4-2، بل كانت 4-3-3 واضحة بتواجد 3 لاعبي وسط و3 مهاجمين في كل خط.

 تمركز لاعبي هوفنهايم في 4-3-3

عدة فرق غالباً ما تكون لديها مشاكل في تغطية المساحة بين الخطوط في ظل عدم وجود لاعب يقوم بهذه المهمة. بالمقابل، الفرق التي تطبق بشكل سيء مثل هذه الطرق، تفتح مساحات خلف خط الارتكاز. بالنسبة لهوفنهايم، فالوضع كان جيداً بحكم تماسكهم وعدم وجود مساحات كبيرة بين الخطوط.


-الضغط العالي لهوفنهايم بثلاثة أو أربعة لاعبين لم يكن معتاداً منهم وبكل تأكيد أكثر دفاعياً أيضاً. بشكل عام فريق ماركوس غيزدول يفضل أن يحتفظ بالكرة والهجوم.
هذا الضغط العالي أثر على تمريرات بايرن في المباراة. في العادة جيروم بواتينغ هو أول لاعب يستلم الكرة، لكنه وجد صعوبة في الاختيار بين إرسال الكرة باتجاه الطرف (وهو أمر خطر بحكم الضغط) أو باتجاه الوسط.

طريقة لعب هوفنهايم لم تكن هجومية رغم الضغط العالي، الذي يجب أن يستفيدوا منه في الهجمات المرتدة وخلق الفرص، لكن الفريق أراد أن يُبقي بايرن بعيداً عن ثلثه الدفاعي. هذا لا يعني أنهم لم يرغبوا في التسجيل، لكن ذلك يعني أن الضغط العالي كان من الخطة الدفاعية وليس الهجومية. وكانواً يريدون عدم ترك مساحات كبيرة للأجنحة. 
 الضغط العالي سمح لفولاند الوصول لتمريرة ألابا قبل بواتينغ وسجل هدف هوفنهايم الوحيد.

-في حالة الضغط، يلعب كوستا وروبين كمزيج بين الظهير-الجناح والجناح. مبدئيا، كانا في مركز الظهير-الجناح إضافة لفيدال ولام الذين لعبا كثنائي في المركز رقم 8 قبل ألونسو لاعب الارتكاز الدفاعي. هذا يعني أنهما كانا غالباً على نفس الخط مع فيدال ولام مما يُعطي خيارات أكثر أمامهما.

مولر حاول أن يضغط على الخط الأول لهوفنهايم على الجناح أو على الأقل أنصاف المساحات، عندما تكون الكرة بالقرب من الجناح ومحاولة الفوز بها. كنتيجة لذلك، هذا دفع الجناح أو الظهير المقابل للضغط أكثر. خصوصاً عندما يكون فيليب لام وآريين روبين على الطرف وخصوصاً الجناح الهولندي على اليمين.
 
بايرن لم يستفد كثيراً من خط الوسط، كما نلاحظ فلاعب بايرن ينطلق بالكرة ولا أحدمن لاعبي هوفنهايم قريب منه في محاولتهم العودة لمنطقتهم ولم يحاولوا استعادة الكرة هنا. البافاري أتيحت له محاولات عديدة انطلاقاً من توفر دوغلاس كوستا على الطرف الأيسر.

 
دوغلاس كوستا لم يكن ممتازاً في هذه المباراة، كان أفضل من روبين لكن ذلك ليس بالشيء الكثير. مساحات كبيرة وفرص عديدة لكنه احتاج للتركيز أكثر. هو لاعب افتقده بايرن بشكل كبير ويمكنه أن يقدم ما هو أفضل.

 

 عرضيات دوغلاس كوستا كانت كلها خاطئة


 في بعض الأحيان، يبحث بايرن كثيراً على اللعب على الأطراف رغم وجود خيارات في وسط الملعب. البحث عن عمق أكبر أمر مهم لكنه ليس أمراً ضرورياً دائماً خصوصاً أمام فريق يُتيح لك اللعب من الوسط.



 تمريرات بايرن أغلبها للأطراف


 بعد الدقيقة الـ75 لعب بايرن بعشرة لاعبين بعد طرد جيروم بواتينغ لنيله البطاقة الصفراء الثانية وركلة جزاء، على كل حال ضاعت من هوفنهايم. 

تشابي ألونسو لعب كقلب دفاع في مكان بواتينغ بينما رافينيا استمر في مركز بنعطية الذي خرج مصابا في الشوط الأول. طريقة اللعب كانت أقرب لـ 3-4-1-1 بتواجد ليفاندوفسكي الذي دخل في الشوط الثاني مكان لام وأضاف حضوراً هجومياً أكبر، تياغو تواجد في الارتكاز بجانب فيدال ومولر وغوتسه أصبح بإمكانهما فتح المساحات أكثر وهو ما ساهم في تسجيل البولندي هدف الفوز في الدقيقة 90.

هدف ليفاندوفسكي - دوغلاس كوستا راوغ ومر من اللاعب المقابل له، غوتسه لم يكن أنانيا وترك الكرة لليفاندوفسكي الذي سدد الكرة في مرمى أوليفر باومان.


خلاصة
مباراة ممتعة مع أداء تكتيكي مثير للفريقين معاً. هوفنهايم بدأ بشكل قوي واستطاع تسجيل هدف سريع وسنحت له فرصة التقدم في المباراة رغم تعادل بايرن الذي عرف بفضل خبرته ونقصه العددي الذي كان أفضلية بالنسبة له كيف يبحث أكثر عن الهدف حتى حصل على مبتغاه.


للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t