تحليل فريق: أتليتيكو مدريد مع دييغو سيميوني

    ليس من السهل أبدًا اللعب في نفس المدينة التي يتواجد فيها واحد من أفضل الأندية في العالم. أن تصبح الفريق الثاني أو حتى لا تكون ذلك. وحتى الفوز بالدوري الأوروبي مرتين في ثلاث سنوات لم يفعل شيئًا يُذكر لوضع أتليتيكو فوق منافسه الكبير ريال مدريد. لكن الآن، الوضع اختلف وأصبح يمكن أن نجد الأتليتي يتقدم على الملكي في ترتيب الليغا وهناك أسباب للاعتقاد بأن الروخي بلانكوس يمكن أن يستمروا قوة حقيقية. لسنوات عديدة والقصة هي نفسها للروخي بلانكوس.

عاش أتليتيكو فترة مضطربة خلال العقدين الماضيين. خيسوس خيل كان رئيس النادي في عام 1987 واستمر حتى عام 2003. وفي هذه السنوات، حقَّق أتلتيكو ثنائية الدوري والكأس الإسبانيين (في عام 1996) لكنه هبط للدرجة الثانية في موسم 1999-2000 ولم يعد إلى دوري الدرجة الأولى حتى 2002. كان اشتهر خيل بالإنفاق الكبير لرغبته في النجاح، وكان سيئ السمعة في تعيين وإقالة مدربين رفيعي المستوى. مدربون مثل أريغو ساكي، كلاوديو رانييري ورون أتكينسون كلهم قدموا من قِبل خيل، ولكن لم يستمروا طويلا.
لويس أراغونيس، مدرب تُوِّج مع إسبانيا في يورو 2008 وثنائية الدوري والكأس في عام 1996، وهو الذي سيحقق صعود النادي إلى دوري الدرجة الأولى في 2002. رغبة خيل في النجاحات تعني قصة تغييرات المدربين، وهي مسألة كانت عكسية في الواقع بالنسبة للنادي.
في عصر خيل من 1987-2003، عرف أتلتيكو أكثر من 30 مدربًا في عهد خيل لوحده. عدد مجنون عرَّض النادي لعدم الاستقرار ولمحة عن مستقبل كرة القدم من حيث إهمال الاستدامة على المدى الطويل للنادي بدل نجاح على المدى القصير.

في السنوات الخمس الماضية ظهر أتلتيكو أكثر استقرارًا، وبالتالي أكثر قدرة على المنافسة. تحت قيادة خافيير أغيري، وصل النادي دوري أبطال أاوروبا وبدأ بناء سمعة طيبة بكرة قدم هجومية. كان هناك لاعبون أمثال توريس، فورلان وأغويرو بعض الأسماء التي ميزت الأتليتي. ومع ذلك، أقيل أغيري. بعد بداية سيئة في النصف الثاني من موسم 2008-2009. اعتقد الكثيرون أن اللاعبين ملامون، وليس المدرب. كان الرجل الجديد هو أبيل ريسينو وتمكن من إنهاء الموسم في المركز الرابع مع أتلتيكو وتأمين لعب ملحق للتأهل لدوري الأبطال. سجل فورلان هذا الموسم 32 هدفًا ونال جائزة هداف الليغا "البيتشيتشي" .
ومع ذلك، بدأ ريسينو بشكل سيئ في بداية موسم 2009-2010 وأقيل من منصبه. ذهب أتليتيكو للخروج من دوري الأبطال في دور المجموعات وتأهل للدوري الأوروبي.أتى كيكي فلوريس وعلى الرغم من إنهاء أتليتيكو الموسم في المركز التاسع، كان عامًا عظيمًا للنادي لكون فلوريس قادهم إلى النجاح في الدوري الأوروبي، بفوزه على فولهام في المباراة النهائية. كانت هذه هي المرة الأولى منذ عام 1962 الذي شهد نجاح أتلتيكو في البطولات الأوروبية.
عادت القصة نفسها لأتليتيكو بعد عام واستبدل فلوريس بغريغوريو مانزانو بعد سلسلة من الأداءات السيئة الأخرى. على الرغم من أن أتلتيكو أمَّن مكانًا في الدوري الأوروبي، لكن في هذا الصيف الخسارة كانت أكثر من مجرد عدم التأهل لدوري الأبطال. غادر النادي كل من ديفيد دي خيا ودييغو فورلان وسيرخيو أغويرو. هذا يعني الكثير من المال من هذه المبيعات وفي اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية تم التعاقد مع راداميل فالكاو من بورتو البرتغالي مقابل 45 مليون يورو.

ومع ذلك كانت بداية سيئة لموسم 2011-2012 مما يعني تغييرًا آخرَ لأتلتيكو. جلب لنا هذا التغيير المدرب الحالي، في خطوة من شأنها أن تكون مهمة ومؤثرة في السنوات الأخيرة. عاد "إل تشولو".

"إلـ تشولو" يعود إلى الفيثينتي كالديرون

كان النجاح في عام 2010 بفضل الشراكة المثيرة للإعجاب سيرخيو أغويرو ودييغو فورلان، ولكن في ما بعد يعود الفضل إلى رجل واحد. لم يكن راداميل فالكاو -على الرغم من أنه كان مهمًّا جدًا. في الواقع كان قائدهم السابق، الرجل الذي قاد الفريق للقبي الدوري والكأس في عام 1996، الأرجنتيني دييغو سيميوني.
سيميوني الذي كان معجبًا بباساريلا قائد منتخب الأرجنتين في مونديال 1978، لكنه تحول كلاعب أشبه بأوزفالدو أرديليس. وصف سيميوني نفسه بأنه كان شخصًا دون خطة بديلة، يريد أن يكون لاعب كرة قدم دائمًا. مثل كثيرين آخرين، كان في سن مبكرة وفورًا بعد المدرسة التوجه للساحة.
ومع ذلك، كانت كرة القدم في الشوارع سوى عنصر تكويني. لأن سيميوني كانت لديه موهبة ما يكفي من الموهبة للانضمام للفئات السنية لفيليز سارسفيلد، الذي يوجد في لينيرز في غرب بوينس آيرس. كان الهدف الأول هو "إل فورتين"، معبد فيليز سارسفيلد. تدرب سيميوني على سبيل المثال، تحت قيادة أوسكار نيسي الذي أطلق عليه لقب " تشولو" المعروف به حتى الآن. لأن دييغو سيميوني ذكره بكارميلو سيميوني أسطورة الدفاع من فيليز سارسفيلد في فترة الخمسينات من القرن العشرين وبوكا جونيورز في الستينات، الذي كان يعرف أيضًا باسم "تشولو". كان لدى المدرب في فيليز فيكتوريو سبينوتو أيضًا تأثير كبير على السنوات الأولى لدييغو سيميوني. توفي في عام 1990. ترك تلميذه السابق الأرجنتين في العام نفسه وجرَّب حظه في دوري الدرجة الأولى الإيطالي مع بيزا. أعطى سيميوني عرض دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد أن تلقاه، ثلاثة أرباع الساعة فقط من التفكير. كان والداه في عطلة، وكان مستشاره غائبًا. استولى إل تشولو على الفرصة. كنموذج عظيم دانييل باساريلا مهد الطريق في الدوري الإيطالي، وكان سيميوني خلال التسعينات وبداية الألفية الجديد يتنقل بين الدوري الإسباني والدوري الايطالي، بينها تعاقدان اثنان مع ناديه الحالي أتلتيكو مدريد.

بالنسبة للكثيرين في إنجلترا دييغو سيميوني هو اللاعب الذي ركل بيكهام في كأس العالم 1998 وكلَّف إنجلترا المباراة. ولكثير من عشاق كرة القدم الآخرين، لا سيما من عشاق الأرجنتين، إنتر ولاتسيو وأتلتيكو مدريد، هو لاعب خط الوسط القوي من الذين مروا في التسعينات مثل شتيفان إيفنبرغ وروي كين اثنين من الأمثلة البارزة من تلك الفترة. إذا لم كنت قد رأيته يلعب إذن فكِّر في قتالية غابي أو تياغو وستكون قريبًا.

إذا كنت تتحدث مع تشولو سيميوني، سيقول لك [...]، كلاعبي كرة قدم، حققت الحد الأقصى من خياراتي المحدودة. وأنت تعرف لماذا؟ لأنه لدي شغف. كيف يمكن أن أقوم بلعب مائة مباراة مع الأرجنتين! كلاعب كنت كارثيًا .. كل شيء حققته، أنا مدين فيه لشغفي" (لورنزو بوينافينتورا، مدرب اللياقة البدنية لنادي بايرن ميونيخ، اقتباس من: مارتي بيرارناو، السيد غوارديولا السنة الأولى مع بايرن ميونيخ)

منذ اعتزاله اللعب، درّب الأرجنتيني أندية راسينغ، إستوديانتيس، ريفر بليت، سان لورينزو وكاتانيا. قام الرئيس إنريكي سيريزو عقب إقالة مانزانو بقرارا جريئ لإعادة دييغو سيميوني لـ "موطنه" بعد ستة أعوام ونصف العام. كانت ضربة معلم كما سيمنح سيميوني الوقت والدعم من المشجعين الذين أحبوه عندما كان لاعبًا وربما سيعطيه الفرصة لبناء فريقه للموسم التالي.

في 23 ديسمبر 2011، تولى دييجو سيميوني تدريب أتليتيكو مدريد في الوقت الذي كان في معركة الهبوط تقريبًا. يعرف سيميوني هذا الوضع بالفعل من التسعينات، عندما ارتدى قميص النادي نفسه. ولكن حتى في ذلك الحين مرَّ من هذه الأزمة وحقق معه الثنائية في1996 على الأقل.

لمشجعي الروخي بلانكوس كانت فترة أعياد مختلفة مقارنة بالسنوات القليلة الماضية. 19 نقطة من 16 مباراة قبل تولي سيميوني الذي كان لا يبالي إذا كان الفريق في المركز الـ11 في الترتيب بفارق 4 نقاط فقط عن مراكز الهبوط، وخرج من بطولة كأس الملك من قبل المتواضع ألباسيتي بالومبيي من دوري الدرجة الثالثة.

العنيد والمهووس. لم يكن يستطع أن يقول أنه ذاهب ليخسر، بل ليحاول، لمعرفة ما يحدث. وعلى الرغم من وجود كل شيء ضده، قال أنه لا يشك في أنه سيفوز، كما هو الحال في موسم 1995-1996، عندما قاد أتلتيكو مدريد للفوز بلقب الدوري الوحيد منذ 36 عاما مع 37 مباراة و 12 هدفا (كان ثاني هدافي الفريق)، و بعد بضعة أيام بإضافة بطولة كأس الملك ليصبح أول فريق إسباني يحقق الثنائية.

توجه سيميوني عقب توليه مهام منصبه من سلفه غريغوريو مانزانو، إلى غرفة تغيير الملابس، وتحدث عن تجاربه كواحد يمكنه القيام بتغيير. هو نفسه لا يمكنه وصف كيفية عمل تقنيات تحفيزه، أو أنه ببساطة لن يخون ذلك. لكن الأرجنتيني يقول: "لدي هذه الطاقة. اتبعني أم لا. ولكن لا أستطيع أن أصف ما هو القائد بالضبط". والحقيقة أن سيميوني لديه كاريزما القائد، وهناك حكاية تثبت ذلك بالفعل منذ طفولته، بعد أن تم تعيينه من قبل مدرس الموسيقى كقائد أوركسترا المدرسة، على الرغم من أن تواجد العديد من الطلاب الأكبر سنًا هناك.
في نفس الموسم 2011-2012 حصلوا على 37 نقطة من مبارياتهم الـ 22 القادمة، ليبلغ معهم الدوري الأوروبي وينهي الموسم خامسًا. لقب الدوري الأوروبي مع 9 انتصارات متتالية في مرحلة التصفيات والفوز على أتليتيك بيلباو في النهائي ببوخاريست. وكأس السوبر الأوروبي عندما سحق تشيلسي 4-1 وكأس الملك بفوزه في المباراة النهائية على غريمه في المدينة ريال مدريد في ملعبهم لإنهاء أطول سلسلة هزائم في ديربي مدريد: 14 عاما و 25 مباراة دون تحقيق أي فوز للأتليتي. ناهيك عن إنهائه الدوري خلف العملاقين بـ 76 نقطة، وهو رصيد لا مثيل له من قبل أي صاحب مركز ثالث في إسبانيا في السنوات الـ15 الماضية.

ماذا فعل سيميوني بأتليتيكو؟

عاش أتلتيكو مدريد أحلام اليقظة لبضعة مواسم. غالبًا ما ينظر إليه على أنه ناد ضد "النظام"، النادي الثاني من العاصمة الاسبانية، وكان في ظل الريال سواء من حيث النجاح وإعلاميًا وأنصاره دائمًا في ظل الميرينغي. ولكن ميزان القوى قلَّ منذ تولي دييغو سيميوني قيادة الكولوتشونيروس. بعيدًا عن القوة الاقتصادية الكبيرة للثنائي برشلونة وريال مدريد، أصبح ينافسهما موسمًا بعد موسم، حتى انتزع الدوري خلال موسم 2013/2014.

نسمع بانتظام مدربين، ورؤساء أندية أو لاعبين يشرحون ما يقدمونه مع إمكانياتهم. أوضح ويلي سانيول عندما كان مدربًا لبوردو أنه كان عليه التعامل مع لاعبيه وقال أنه لا يمكن أن يطمح للتقدم، مع القيود الزمنية المتاحة.

"ليس لدي حس المُكَوِّن. المكون هو أن تكون معلمًا، أن يكون لديك الصبر والفرصة ليكون لديك الوقت. ليس لدينا هذا عندما تكون مدربًا" - ويلي سانيول

من خلال تصريح مدرب بوردو السابق يظهر بوضوح رؤيته للمدرب: يُدير أكثر مما يُكَوِّن.

كثيرًا ما تتم الإشادة بأتلتيكو مدريد لحالته الذهنية، مع لاعبين لا يتركون الأمور تفلت من أيديهم ويكافحون لمدة 90 دقيقة. الصفات الشخصية التي تناسب مدربهم الذي كان لا يختلف عن ذلك عندما كان لاعبا نفسه. عموما هذه النتيجة تدعم فكرة أن دييغو سيميوني مدرب "مدير"، وأنه يبحث عن الأفضل من فريقه من خلال إدارته للأفراد والمجموعة. الـ "Cholismo" تعني التضحية بأنفسهم، والعمل الجاد، الكفاح يوميًا من أجل البقاء والنجاح. هذه الكلمة هي أساس فلسفة التشولو سيميوني وحتى تمكنت منذ بعض الوقت أن تكون على لائحة الكلمة الإسبانية من السنة. يكتب (بالتعاون مع سانتي غارسيا بوستامانتي) في كتابه "A Partido Partido" (من مباراة لمباراة). "Si se cree, se puede" (إذا كنت تؤمن في نفسك، يمكنك أن تفعل ذلك)، من بين أمور أخرى في أن الفريق سيكون عليه الوثوق بالمدرب.

"لا أؤمن بالحظ. أؤمن أكثر في العمل الجاد، والاقتناع والمثابرة." - دييغو سيميوني

لنكون صادقين تمامًا، يجب الإشارة بانتظام لتكتيك إل تشولو الذي يقدمه مع فريقه، لعدة مواسم، مواجهته تحدي حقيقي لجميع الفرق في أوروبا. ولكن قدرته على تطوير لاعبيه، وتكوينهم، نادرًا ما ذكرت. في الواقع مما لا شك فيه أنه تكتيكي ممتاز، دييغو سيميوني هو أيضًا مُكوِّن.

لأنه إذا كان فريق ممتازًا جماعيًا لإدارة اللعب عندما يكون الخصم لديه الكرة (سنرى لاحقًا ذلك)، كل لاعب يتقن الأساسيات الفردية التي تضمن وجود أساس قوي جدًا يمكن أن تقوم هذه المجموعة بالبناء عليه. سوف نناقش ثلاثة من هذه التقنيات الدفاعية الفردية الأساسية في لعب الكولوتشونيروس لأنها سوف تدخل في التحليل الجماعي الذي يلي:

- منع الخصم لإعادة الكرة في القدمين
- الدفاع على خط التمرير
-  تكييف الدفاع مع التقرير الرقمي

تستخدم الأولى خصوصًا من قبل الظهيرين الذي يجب عليهما منع جناح الخصم من العودة عندما يتلقى الكرة. خوانفران وفيليبي لويس فعّالان بشكل خاص في هذا المجال.

الأسلوب الثاني غير مرتبط بالظهيرين، ولكن في صميم عمل الخطين الأولين لأتلتيكو (المهاجمين والوسط) عندما يكون الخصم لديه الكرة.

"لا تراقب لاعبًا، لكن قم بتغطية المساحة بين اللاعبين" - بيب غوارديولا

فكرة بسيطة وفعالة ... إذا كان يتم تطبيقها بشكل جيد. في الواقع، الدفاع عن خط التمرير يعني السماح للاعب الذي في ظهره، والذي سيكون له مساحة لاستلام الكرة اذا كان يمكن العثور عليه. لاعبو أتلتيكو فعالون بشكل خاص في الدفاع بطريقة حيوية عن خط تمرير، حتى يبدو أن البعض يكون لديهم عينين خلف الرأس لضبط تمركزهم!

وأخيرا، فإن التقنية الثالثة هي الحصيلة الدفاعية الأساسية لأي لاعب، الذي يجب أن يقوم بتحليل الموقف قبل اتخاذ أي إجراء. لا ندافع بالطريقة نفسها في موقف 1 ضد 2 أو 2 ضد 2 أو 2 ضد 1. ومع ذلك حتى لو كانت هذه المعرفة "النظرية" موجودة بوضوح في جميع اللاعبين، المستويات المختلفة من الإنجاز تسلط الضوء على الاختلافات الموجودة في الإتقان الفعلي منها. لذلك نحن جميعا نرى لاعبين يرمون أنفسهم عندما كانوا أقل عددًا، أو العودة عندما كانوا في تفوق عددي.

ويتحقق هذا العمل بمعزل عن التقنيات الفردية عادة من قبل مدرب اتليتيكو. منهجية، تحتاج لكثير من التكرارحتى إتقان ذلك، ما يمثل مدرسة بييلسا التي نجدها عند العديد من المدربين الأرجنتيين (أمثلة: سيميوني، بيريسّو، بوكيتينو). هذا يؤكد (على الرغم من تشكيك البعض) أن سيميوني، ليس فقط يبذل قصارى جهده مع اللاعبين الذين نقدمهم إليه؛ بل سيدرب لاعبيه ويكونهم وبالتالي سيسعى لتطويرهم. ليس فقط قائد، إنه أيضا مكون. وفي النهاية تكتيكي.

لتدريب اللاعبين على تقنيات محددة مثل هذه، يجب أن يكون لديك فكرة واضحة عن ما تريد الوصول له. غير مجدي الدفاع بين لاعبين من الخصم لو طبقنا مراقبة فردية صارمة. ليس من المفيد جدًا أن نعرف منع الخصم من التحول إذا لم يكن هناك أحد يتابعه. باختصار، تعمل التقنيات الفردية لصالح مبادئ اللعب الجماعية لأتلتيكو مدريد.

لفهم ما هي تلك المبادئ العزيزة على دييغو سيميوني، سنقوم بدراسة سلوك فريقه في المراحل دفاعية، وهذا يعني عندما يكون الخصم لديه استحواذ "آمن" على الكرة. ومع ذلك فإنه من الضروري أن نميز عدة قضايا في الوضع الدفاعي:

- كتلة عالية

- كتلة متوسطة 4-4-2

- كتلة متوسطة 4-1-4-1

- كتلة منخفضة

لم تذهب 4-4-2 حقا خارج الموضة في السنوات الأخيرة، ولكنها كانت المستفيدة من الانتقادات المتكررة. إنها غير مرنة في الهجوم، مساحة الرقم 10 يتم التخلي عنها، من السهل العزل على الأجنحة، و "مباراة جميلة" لا تكاد ممكنة؛ بالنسبة للإنجليز تعتبر 4-4-2 تقريبًا كرمز للفشل المتكرر للمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة. في الخطة الدفاعية، ومع ذلك، فإن 4-4-2 لا تزال تستخدم من قبل غالبية الفرق.

الروخي بلانكو من ناحية أخرى، واحد من عدد قليل من الفرق التي تستخدم 4-4-2 في الهجوم والدفاع على حد سواء. وعلى النقيض من الإنجليزية أو التوظيف الكلاسيكي، هوأنها تعمل. ما يفصل تنفيذها هو أنها تحييد العيوب المتأصلة في 4-4-2 مع تعديلات صغيرة ولكنها مهمة.

وليس صحيحا أنه من البداية انتقل إلى 4-4-2 المألوفة الآن مع سلسلة خط وسط ضيقة. على سبيل المثال، لعب دييغو ريفاس في المركز رقم عشرة مع قدوم سيميوني زكان له دور رئيسي. ولدى عودته في موسم 2013-2014، كان اللاعب البرازيلي غير قادر على التكيف مع البنية المتطورة من الناحية التكتيكية الجماعية ويصبح جناحًا.

"لا يمكن أن يكون لديك شكل مُفضَّل؛ ببساطة بسبب أنه عليك التكيف كمدرب. أعتقد أن أفضل شيء يمكن القيام به كمدرب هو أن ترى ما يناسب للفريق، وليس ما يرضيك، عندما أقول أنني ألعب بهذه الطريقة. هذا وحده ليس مهمًا، لأنه ليس سوى جزء صغير من الصورة الكبيرة، وهذا هو المهم. " – دييغو سيميوني

ما هو متميز من وجهة نظر تكتيكية/استراتيجية هو التأثير الجوهري على الوسط، وخاصة في مساحة الرقم 10 والرقم ثمانية، والتي ينظر إليها عادة على أنها المناطق الاستراتيجية الأكثر أهمية في كرة القدم. في 4-4-2 الأساسية الثابتة، يتم التخلي عن هذه المساحات وأتلتيكو يبقي مع تقليد التخلي عن مساحة الرقم 10. ومع ذلك، وأنها تلعب أكثر من 4-2-2-2 حيث ينتقل الجناح بشكل متزايد لمواءمة موقفه مع نصف المساحة.

ونتيجة لذلك، يمكن استخدام اتلتيكو للاعبين على الطرف ليسا في دور الجناح العصري، مع مهاجم ينخفض بشكل عميق، أو في بعض الأحيان يتحرك صعودًا لملء الثغرة في الوسط. يفعلون ذلك ليس فقط مع واحد من هؤلاء اللاعبين، ولكن في بعض الأحيان حتى ثلاثة أو أربعة، من أجل إنشاء تقارب لترابط سريع مع محاولات للاختراق وموازنة التحركات على الأجنحة.

وقد أثبت أتلتيكو جيدًا هذا الموسم. عن طريق الجناح كلاعب نصف المساحة ولديهم خيار التمرير من نصف مساحة واحدة إلى الأخرى لإجبار الخصم إلى خطوة أكثر تعقيدا دون المرور على الأجنحة. لاعبا الطرين أيضا بارعان في استخدام مهارات المراوغة للترابط ومحاولة فتح المساحات، أو وضع أنفسهم أمام الكرات التي تلعب في المساحة بين الخطوط.

الخصم لديه العديد من المشاكل مع هذا، لأنه يمكن أن يكون من الصعب استقرار الوصول. العديد من الفرق تدافع في 4-4-2 أو 4-1-4-1؛ في الأولى، إما الستة أو الجناح يتم تحريره من قبل هذه الحركة. إذا تفاعل الخصم مع مراقبة اللاعب من الأجنحة، ثم المناطق الجانبية ستكون مفتوحة أمام الظهيرين، خوان فران وفيليبي لويس. في 4-1-4-1، التمرير يكون على نحو أفضل وأسهل، ولكن مقاومة عالية للضغط من الجناحين، بالتزامن مع التمرير ومهارة المراوغة، ويضمن مشاكل في فتح نصف المساحات؛ حتى لو كان هناك بعض الترابط من ظهير الخصم، قرب الارتكاز، أو الجناح في محاولة للهجوم عليهم.

في كثير من الحالات، يختلف أسلوب أتلتيكو الهجومي في اللعب. في بعض المباريات هناك تركيز أكبر على الأجنحة أو الجناحان الإثنان يلعبان غير متماثلين، حيث يبقى واحد على الجانب ويتحرك الآخر للداخل في مناطق مختلفة. كوكي، على سبيل المثال، يحب أن يتحرك في اتجاه مساحة الرقم ثمانية واللعب أكثر عمقًا، حيث يمكن أن تكون هناك سيطرة أكثر على ايقاع المباراة. الجناح الآخر، من ناحية أخرى، يحب أن يبقى أعلى ويكون أكثر توجهًا نحو مرمى الخصم.

الفريق وتوزيع أدوارهم مثالية تقريبًا. المهاجمان، يمكنهما التراجع كلاعبي صد لترابط سريع، وتكون خيارات الكرات العالية الطويلة التي يمكن بعد ذلك الحفاظ عليها واللعب إلى الجناح. وبالإضافة إلى ذلك، كما أنهم يتحركون بشكل متكرر إلى الجناح عندما يكونون بالقرب من الكرة، للحصول على الكرات الطويلة (فيرناندو توريس) أو بمثابة حماية وفتح المساحة للجناح (المهاجم الثاني).

وهذا يناسب بشكل طبيعي الظهيرين. خوان فران لاعب قوي من الناحية الفنية، الذي لعب حتى باعتباره في المركز رقم عشرة عندما كان أصغر سنًا، ولكنه يعمل قليلًا بتعليمات محددة لهذا المركز. يمكنه التقدم عموديًا على الجهة اليمنى أو لعب تمريرات قُطرية للارتكاز. على اليسار، ومع ذلك، فيليبي لويس المميز -على الأرجح كان واحدًا من بين أفضل الأظهرة اليسرى في العالم قبل انتقاله إلى تشيلسي- بفضل مهاراته الهائلة في المراوغة، والقدرة على خلق ترابطات، وقوته البدنية، يمكنه أن يقوم إما بدور الظهير الكلاسيكي أو الظهير القُطري. وغالبًا ما كان يصل في المساحة بين ظهير وقلب دفاع المنافس وداخل منطقة الجزاء أو يلعب الثلث الأوسط عبر انطلاقات هجومية كظهير قُطري في نصف المساحة، حيث يمكن للجناح (أو حتى المهاجم) تقديم العرض لفترة وجيزة.

بالنظر إلى أين وكيف يتم التوظيف، والتمركز الجماعي، وقدرتهم على إيجاد مساحة، أتلتيكو من الصعب للغاية الدفاع أمامه. لاعبين مثل غريزمان، كاراسكو، كوكي، ولكن أيضًا لاعبي الارتكاز اثنين، هي أمثلة على القوة الفردية المتواجدة دائمًا في الفريق. ومن المعروف جيدًا ما يمتلكه مهاجم الروخي بلانكوس، بالانطلاقة السريعة، والقدرة على التسبب بمشاكل لوسط دفاع الخصم بفضل القوة الجسمانية، ومهارة عالية في الحركة إلى جانب وجود قدرة كبيرة على العمل.

هذه التركيبة من اللاعبين ذات فائدة عظيمة والكامل في هجوم الأربعة كما يتيح لهم مرونة في اختيار التحركات الهجومية.

لماذا يعتبر الأتليتي أقوى فريق دفاعي في القرن الـ21؟

تلقى أتلتيكو مدريد أقل أهداف من أي فريق آخر في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى هذا الموسم. وهم في ذلك متفوقون على خصميهم في الدوري الإسباني، برشلونة وريال مدريد، وباريس سان جيرمان في فرنسا وبايرن في ألمانيا، وأتلتيكو لا يتنافس لكسر صفقات الانتقال القياسية كل صيف. صرفوا 12 مليون استرليني في الانتقالات خلال المواسم الأربعة الماضية.

إذن ما هو السر وراء اسقبال عدد قليل جدًا من الأهداف؟ ليس هناك واحد. مجرد ببراعة في مخطط دفاعي موجه للاعب مع كل لاعب في القيام بواجباتهم الدفاعية إلى أقصى درجة ممكنة. هذه المادة سوف يحلل مخططاتها الدفاعية في كل ثلث الملعب التي عملت بشكل جيد بالنسبة لهم هذا الموسم.

يتمكن الروخي بلانكوس من الدفاع  بكفاءة أمام مجموعة متنوعة من الخصوم والأنظمة، في حين يستخدم مجموعة متنوعة من الأنظمة ذاتها. يتغير نظام أتليتيكو مدريد ما بين 4-1-4-1 و4-4-2. ليس هناك سبب واضح لماذا يتم اختيار نظام لمباراة معينة لكنه يميل للعب 4-1-4-1 في المباريات أكثر صرامة قليلا في حين تستخدم 4-4-2 في المباريات من المتوقع لهم الفوز.

ينظر إلى أتلتيكو في المخيلة الجماعية كفريق يدافع بشكل منخفض جدًا، وأنه "يوقف الحافلة" أمام مرماه. بدء تحليل الأتليتي دفاعيًا من الكتلة المرتفعة والذي قد يبدو من المستغرب في مثل هذا الفريق، ولكن أنا فقط أحترم الواقع على الملعب. في الواقع رجال دييغو سيميوني يدخولون عادة بقوة في المباريات عن طريق الوصول أعلى ما يمكن وعدم السماح للخصم ببناء اللعب من الخلف.

لا يطارد الكولوتشونيروس الخصم كما فعل أتليتيك بيلباو تحت قيادة بييلسا. يتم تثبيت كتلة في موقف عال في بناء لعب الخصم من الخلف باحترام المخطط الأولي (على سبيل المثال، 4-4-2) ويحتفظ بهذا في الدفاع الموجه على "المنطقة" حتى يبدأ مهاجم الضغط. من تلك اللحظة يصبح جميع اللاعبين من الخطين الأولين يعملون على منع حلول التمرير، وبالتالي سوف يكونون في اتصال مع جميع اللاعبين الذين يمكن أن يساعدوا من يمتلك الكرة. من الواضح أنه في "الكتلة المرتفعة" لا يكون المهاجمان في الضغط طويلًا.

ويفسر التغيير بين "المنطقة" و "خيارات التمرير" بسبب صعوبة الحفاظ على كتلة عالية في دفاع المنطقة. الواقع أنه يقوم على السيطرة على المساحات داخل الكتلة، التي يجب أن تكون صغيرة بما يكفي لمنع الخصم من اللعب. ومع ذلك، عندما يتقدم الخط الأول (المهاجمين) عند مدخل منطقة الجزاء، فإنه أمر معقد للغاية الحفاظ على كتلة متماسكة عموديًا.

الحل الذي اختاره المدرب الأرجنتيني للانتقال من توجه "المنطقة" لتوجه "خيارات التمرير" مع مراقبة صارمة. من الناحية المثالية المهاجم الذي يبدأ الضغط يتحرك لإجبار اللاعب الذي يمتلك الكرة للتحول إلى جانب واحد، مما يتيح لزملائه فقط نصف الملعب للسيطرة.
ومن المثير للاهتمام للغاية أن نلاحظ أنه خلال هذه الكتلة العالية، أتلتيكو لا يحاول استرداد الكرة عند قدمي الخصم أو اعتراض تمريرة. يضعون أنفسهم في الواقع قبل التمرير للحلول الممكنة، ويرغم الخصم على عدم محاولة هذه التمريرات.

والهدف ليس بالضرورة استرداد الكرات عاليًا (حتى إن كان لا أحد يرفض كرة مسترجعة في 30 مترًا الأخيرة!)، ولكن لإجبار الخصم على إطالة اللعب. ولذلك فمن الضروري للغاية من المهاجم الذي بدأ الضغط الاستمرار في طريقه حتى حارس المرمى في حالة تمرير سيئة من الأخير، لأن الخصم غير قادر على التنفس ويحاول الخروج من جديد بكرة نظيفة!

لتلخيص كتلة العالية أتلتيكو:

1. أولًا كتلة تدافع عن المنطقة بناء على التعليمات الأصلية للفريق

2. المهاجم الذي يبدأ الضغط ومحددًا اتجاهه (وهو يغلق نصف الملعب)

3. اللاعبين الآخرون في الخطين الأولين القادمين لمراقبة خيارات التمرير المناسبة

4. يجب الإبقاء على الضغط في حالة التمرير للحارس

كل هذا لإجبار الخصم على لعب كرات طويلة. لعب كرات طويلة يولد من خيارات سيئة، وبالتالي استعادة الكرة، ولكن ليس هذا فقط. في الواقع إذا كان لاعبو أتليتيكو يفوزون بالكرة في نهاية هذا الإبعاد (من الكرة الثانية أو فوز في مواجهة ثنائية، أيا كان)، فإنه يمكن استغلال المساحات في كتلة الخصم، وخاصة في العمق من خلال انتقال هجومي سريع جدًا.

لأن الفريق كان يبحث عن الانتشار في الملعب، وامتد دفاعه عرضيًا للمساهمة في تقدم اللعب، وخطوطه ليست كلها تغطي المساحة. إذًا هناك الكثير من المساحة في قلب منطقة الخصم بعد إبعاد الكرة.

يمكنك أن ترى من هذه الأمثلة أنه حتى أفضل الفرق الأوروبية يمكن أن تكافح للخروج من هذه الكتلة العالية وتضطر بسرعة للعب كرات طويلة.

ومع ذلك تستخدم هذه الخطة في اللعب عمومًا لأول 20 دقيقة من المباراة، ونادرًا ما تكون أكثر من ذلك. والواقع أن العمل يتطلب انطلاقات مكثفة طويلة وقليل من الراحة عند المرور للمرحلة الانتقالية عند استعاة الكرة. إنها تسمح لخنق الخصم من البداية واتخاذ أفضلية النفسية أو على لوحة النتيجة.

قد تكون قد لاحظت، أن الانطلاقات الموجهة نحو الطرف هي جزء من مهارات جميع لاعبي أتلتيكو. هذا النوع من الانطلاقات يمكِّن الكشف بسرعة عن الفرق التي تعمل الضغط، ونحن نستطيع أن نجزم بأن تم عمل ذلك في مناسبات عديدة في التدريبات.

عندما لا تعود الكتلة العالية مناسبة، سواء كان ذلك لسبب بدني أو تكتيكي، يتحول أتلتيكو مدريد لكتلة متوسطة مع خط وسطه الذي يكون تقريبًا على نفس الخط مع لاعبي الارتكاز.

كتلة متوسطة

هذا التمركز هو أكثر الأوضاع الدفاعية لأتليتيكو. في نهاية المطاف سوف أجعل هذا الموسم إلى قسمين، متوسطة للروخي بلانكوس تعتمد كثيرًا على النظام المعتمد. في الواقع إذا كان هناك 4-4-2 هو النظام الطبيعي لأتلتيكو مدريد، فالنادي يتناوب في الواقع بين 4-1-4-1 (أو 4-5-1 أو 4-3-3، وسط بثلاثة لاعبين مع مهاجم واثنين على الطرفين). والعمل الدفاعي في الكتلة المتوسطة يختلف تمامًا عندما يلعب الفريق في نظام أو آخر.

ولكن قبل أن ندخل في خضم ذلك، سنمر على الأكورديون.

لاعبو الوسط يلعبون مثل الأكورديون

قبل البدء في تحليل العمل الدفاعي، سوف نذكر بسرعة بنية خط الوسط. هذه الفقرة فقط لاستحضار بنية الوسط: في كثير من الأحيان الخط يصبح مثل آلة الأكورديون.

هذا التمركز يضمن السيطرة على المساحات في قلب الكتلة، نطلق عليه إسم تدرج الوسط. وبهذه الطريقة يمكن للاعبين التحكم في المساحة خلف اللاعب الأكثر تقدمًا وبالتالي الحد كثيرًا من إمكانيات التمريرات عن طريق الوسط.
لاعبو وسط الأتليتي لا يتحركون دائمًا في هذا التدرج، في الواقع هذا التمركز يحدث عندما يكون الخط في اعتراض لاعب الخصم الذي يسعى للمضي قدمًا في لعبة (مع الكرة أو مع التمريرة).

سوف ترى هذه الحركة في "الأكورديون" من خط الوسط. كثيرًا ما نرى فرقًا تدافع مع وسط مسطح جدًا، مما يسهل كثيرًا من مهمة الخصم ورغبته في إيجاد حلول بين الخطوط. أتليتيكو ليس واحدًا من تلك الفرق.


2-4-4 الكلاسيكية
هذا هو التنظيم الذي يرتبط مع صورة أتلتيكو، مع مهاجمين اثنين هما جزء من الكتلة أيًّا كان الوضع واللذان على استعداد للانخفاض جدا للمشاركة في الجهد الدفاعي. ومع ذلك فإننا كثيرًا ما نسمع أنه من المستحيل أن تلعب في كرة القدم الحديثة، مع مهاجمين اثنين. في أتليتيكو يحدث ذلك.

تصميم مثالي لـ 4-4-2. لا يتم وضع هذا الشكل عندما لا يسعى الخصم إلى الاختراق.

لا يكاد يكون هناك أي فريق يتكيف مع خصومه عن طريق تغيير المسافات داخل التشكيل والعمليات التكتيكية الخاصة بهم تمامًا مثل اتليتيكو مدريد. لديهمم، ومع ذلك، توجه افتراضي الذي هي بمثابة الأساس لهذه التعديلات.

غالبا ما يلعب أتلتيكو مدريد في 4-4-2 مع ضغط عميق في الوسط. اثنان من المهاجمين يعملان على الضغط وسلسلة خط الوسط أضيق من الخط الدفاعي. الجناحان في الوسط بدلًا من التركيز على الأجنحة من أجل احتلال نصف المساحات وتوفير التماسك الأفقي. وبسبب هذا، وحركة المهاجمين، يستدرج الخصم على الأجنحة، أين يتم الضغط بقوة كبيرة.

الظهيران في مساحة أوسع ويراقبان جناحي الخصم، والضغط عليهم عندما تلقي الكرة، والتكيف معهم مباشرة. سلسلة خط الوسط ضيقة والتحول الديناميكي من زملائهم الآخرين يجبر الخصم لتمرير الكرة إلى الجانب، مما يعطي أتلتيكو مراقبة ثابتة تقريبا على وسط الملعب.

من وجهة نظر تكتيكية، من المثير للاهتمام بشكل خاص بالنسبة لي أن أرى حركة ثنائي الرقم ستة خلال تداول الخصم للكرة. الرقم 6 بالقرب من الكرة يتحرك إلى الأمام قليلا لدعم فريقه. يمكنه بعد ذلك في حالات الضغط على ارتكاز الخصم أو حماية الجناح وغلق ممرات التمرير الأفقية. الرقم ستة الآخر (أبعد من الكرة)، يمكن أن يتراجع واللعب أقرب إلى وسط الدفاع.

يقوم أتلتيكو بتقديم كتلة متوسطة موجهة للغاية للمنطقة، مع خط من 4 لاعبين في الوسط متماسكين أفقيًا –على ما يقرب عرض المساحة- وثنائي من المهاجمين محوري للغاية أيضًا.
مع هذين اللاعبين يشكلان الخط الأول من الكتلة دفاعية وهما جزء منها، سيسعى أتلتيكو إلى عرقلة بناء لعب الخصم من وسط الدفاع مع الخط الأول من لاعبين اثنين. حسب الخصم يمكن أن تكون مواجهة 2 ضد 2 (أمام وسط الدفاع) أو 2 ضد 3 إذا انخفض لاعب وسط. في كلتا الحالتين هدفهم سوف يكون هو نفسه: إجبار وسط دفاع فريق الخصم للعب نحو الظهيرين.

الهدف هو إجبار الخصم للعب في منطقة مناسبة لاسترجاع الكرة. هذا يعني أنه يجب أن تغلق بعض مسارات التمرير، والمهاجمون هم الوحيدون الذين يستطيعون القيام بذلك لأنهم قريبون من الكرة. لا يحتاج إلى الانطلاق بقوة، بل يجب أن يحفزوا الخصم على لعبها بشكل خاطئ. ثم تتحول لذروة رغبتك في استعادة الكرة عندما تلعب في المكان الذي أردت أن تلعب فيه.- جان كلود سودو، كيف تشاهد مباراة في كرة القدم.

هذا الاقتباس يلخص جيدًا ما قام به أتلتيكو. لا يجب على المهاجمين الاندفاع بقوة للهجوم على حامل الكرة، على العكس من ذلك يجب أن تكون انطلاقاتهم لإجبار هذا اللاعب على عدم التقدم بالكرة ويتجه نحو الظهير. المهاجم الذي يبدأ السباق بمثابة إشارة إلى زملائه القريبين الذين يجب عليهم إغلاق حلول التمرير في محور الملعب. مرة أخرى نرى أن الكتلة تمر من التوجه على المنطقة للتوجه على اللاعب عندما يتم تشغيل الضغط.

المهاجمان يعملان معًا بقوة لتحفيز الخصم على الذهاب لخط التماس. ولكن هل تعرف لماذا يُفضِّلون كثيرًا خط التماس؟
"خط التماس هو أفضل مدافع في العالم" - بيب غوارديولا
التفسير والسبب وراء هذه الجملة هو بسيط جدًا: خط التماس يمنع نصف الحلول أمام من يمتلك الكرة، فإنه يصبح من الأسهل بكثير الدفاع وتوقع ما سوف يفعله.
نعود مرة أخرى إلى موضوعنا وفخ أتليتيكو. دعنا نقول أن الفخ استقر على الجهة اليمنى، مع ساوول لاعب خط الوسط الأيمن، غابي هو لاعب خط الارتكاز الأيمن، خوانفران هو الظهير الأيمن وغريزمان هو المهاجم. الكرة قادمة من قلب الدفاع الأيسر إلى الظهير الأيسر، وأغلقت من قبل خط التماس.
 حالما يتم لعب الكرة الى الظهير الأيسر، ُيغلق ساوول المساحة أمامه بسرعة. يُراقب خوانفران بإحكام الجناح الأيسر، غابي يتحرك للتغطية على ساوول وغريزمان يواصل انطلاقته لمنع أي تمريرة للخلف. ولأكون دقيقًا قدر ما أستطيع، يجبر ساوول بفضل وضع جسمه، الظهير الأيسر للعب على خط التماس: لا يمانع في السماح لتمريرة سهلة إلى الجناح لأنه يعلم جيدًا أن الظهير الذي معه في الفريق قادر على منع الجناح من الالتفاف مع الكرة ولاعب الارتكاز سيتدخل على اللاعب الآخر. فعالة بشكل مثير للدهشة!

أصبح تجنب هذا الفخ قضية رئيسية بالنسبة للخصوم أتقن كما الآلية الجماعية الجيدة جدًّا من قبل أتلتيكو مدريد. على سبيل المثال يجب على اللاعبين مراقبة العديد من لاعبي الخصم خلال الفخ كله لأن عليهم إغلاق حلول التمرير عند هذا التحول. وهناك حاجة إلى التنسيق الكبير والتواصل للتأكد من أن اللاعبين المراقبين يم نقلهم بشكل جيد من لاعب أتليتيكو واحد إلى آخر. يجب الانتباه على هذه النقطة في الفيديو التالي، وهذا جميل حقًا أن نرى.

وعلى الرغم من هذا المستوى من الأداء الجماعي، من الواضح أن هناك "ثغرات" يمكن استغلالها من قبل الخصوم. على سبيل المثال يمكن لفريق بالفعل تجنب فخ الضغط هذا عن طريق تغيير بنيته للسماح لظهيريه التحرك خلف وسط الروخي بلانكوس. لاعب محور ينخفض بين قلب الدفاع، وهذا يجعلهما يتمركزان على عرض الملعب على نطاق أوسع من المعتاد، وبالتالي "دفع" الظهيرين أعلى.

هنا يسمح أتلتيكو بحرية لوسط الدفاع وقدرتهما على التمركز في نطاق واسع والقدرة على تحويل اللعب بسهولة بكرات قُطرية والعثور على اللاعب الحر في الجانب الضعيف.


ملاحظة أخرى تتعلق بالكتلة المتوسطة في 4-4-2، الوصول على على الجانب الآخر ليس مثاليًا. بالنسبة لأولئك الذين لم يعتادوا على هذا المفهوم من الوصول، لشرح ذلك سريعًا: الوصول هو قدرة فريق للدفاع على الفور في منطقة، والوصول سريعًا. مع خط متماسك من 4 لاعبين في الوسط، لا يمكن أتلتيكو منع الخصم من التقدم على الجناح. سوف تقولون لي أن هذا أمر جيد، يريدون الخصم أن يتقدم! هذا صحيح، إلا أنه في السماح للخصم ربح مساحة، نحن عادة للدفاع بشكل منخفض والعودة بين الكرة والمرمى -عندما لا ينجح فخ الضغط. الفخ بالقرب من خط التماس فعال مذهل، ولكن يمكن للفريق بالكاد منع الخصم في التقدم للأمام مع تمريرة قُطرية. وصولهم على الأجنحة ليس سيئا حتى يتمكنوا من العودة سريعًا بين الكرة ومرماهم، ولكن من يمتلك الكرة يمكن أن يتقدم مع الكرة وإجبار أتلتيكو مدريد للدفاع بأقل من كتلة متوسطة.


وهو في رأيي سبب اختيار الأتليتي اللعب في بعض الأحيان بـ 4-1-4-1.

اللاعبون متنوعون للغاية ويمكنهم شغل العديد من المراكز.
وبالتالي تغيير النظام ليس وسيلة لإشراك لاعبين مع مهارات محددة. وبالتالي فإن المنطق هو بالضرورة من وجهة نظر جماعية.
1-4-1-4                                                                         2-4-4
قبل أي اعتبارات تكتيكية نستطيع أن نقول أنه ليس هناك طريقة للاعتقد أن الأتليتي يلعب في شكل 4-1-4-1 مع تغيير لاعبين. عندما يقرر أتليتيكو التخلي عن 4-4-2 المفضلة لديه، فإنها لا تظهر في تشكيلة الفريق. يظل اللاعبون أنفسهم و يستخدم سيميوني براعة لاعبيه وقدرتهم على تعديل الأنظمة دون الحاجة إلى استخدام لاعب معين.

وكما قلت سابقا، هذه المنظومة تسمح بمزيد من الفعالية في إعاقة تقدم الخصم، وبالتالي الوصول أفضل بكثير على الأجنحة مع 5 لاعبين في الوسط بدل 4 في 4-4-2.

ومع ذلك، هذا المكسب في الوصول يكون على حساب القدرة على استعادة الكرة. في الواقع مع هذا النظام 4-1-4-1، أتلتيكو لديه لاعب واحد فقط ليكون أمام البناء الأول للمنافس. في 1 ضد 2 أو 1 ضد 3 من المستحيل بالنسبة له أن يبدأ الفخ لإجبار الانتقال على الجناح.

ما يتم ربحه في المرونة يتم فقدانه في القدرة على استرجاع الكرة. دون وضع آليات الاسترجاع هو فكرة سيئة للغاية ، مدرب أتلتيكو ليس من النوع الذي لديهم أفكار سيئة.
 عندما يتحول الروخي بلانكوس من 4-4-2 إلى 4-1-4-1 بدلًا من محاصرة خصومهم بالقرب من خط التماس (عند اللعب في 4-4-2)، يمنعهم أتلتيكو من التقدم عن طريق الضغط بانتظام على وسط دفاعهم لإجبارهم على التخلص من الكرة. هذه مهمة محددة تقع على عاتق أحد اللاعبين مع المهاجم: غابي، ساوول أو كوكي (لاعبي خط الوسط) الذي يجب عليهم الاندفاع للأمام لإغلاق المساحة أمام وسط الدفاع والإجبار على ارتكاب الخطأ.

كما هو الحال مع انطلاقات المهاجمين الموجهة نحو الجانب في 4-4-2، لا يجب فقط على لاعبي خط الوسط الجري نحو قلب الدفاع في أسرع وقت ممكن. في الواقع، يجب أن يكونوا حذرين من اللاعبين في خلفهم، لذلك عليهم تغطية ظل اللاعب الحر في الوقت الذي يتم الاقتراب من ناقل الكرة وبالتالي تغطية حل التمرير. هذا ضروري لعدم فتح المساحات في الكتلة مع كل تحرك، لذلك يجب أن تكون هذه التقنية الفردية جزء من مهارات لاعب أتلتيكو! إذا لم يستطع الخصم اللعب خلف اللاعب المتقدم، الوسط سيتدخل في تغطية المساحة.

عندما يتقدم لاعب خط الوسط، زملاؤه يقومون بالتغطية عليه: يجب على لاعب الوسط الدفاعي السيطرة على اللاعب الحر إذا كان سيستلم الكرة. وعلاوة على ذلك يستمر الفريق متماسكًا أفقيًا على الرغم من سلسلة الخمسة لاعبين في الوسط على ويحتفظ بتوجهه المحوري للغاية. ثم عند انطلاق لاعب الوسط نحو قلب الدفاع، الجناح بالقرب من الكرة يغطي المساحة المركزية في حين أنه يمكن أن يتوقع تمريرة إلى الجناح. في الواقع، يبدأ انطلاقته إلى الجناح بمجرد تمرير قلب الدفاع الكرة، وليس قبل ذلك.

كما لا يمكن التغطية على الجناح عن طريق لاعب خط الوسط القريب من الكرة -لأنه اندفع للتو- ولا يمكنه السماح بلعب الظهير الكرة للأمام. يجب أن يكون له وضع جسمه مختلفًا عن فخ الضغط في 4-4-2، لأن الهدف الآن هو إجبار تمريرة للوراء. في نفس الوقت، يعود لاعب خط الوسط نحو الوسط لمنع التمرير ثم يندفع مرة أخرى للمحافظة على الضغط (كما في الكتلة العالية). على أمل أن هذا العمل يجب أن يفضي إلى كرة طويلة غير دقيقة.

لتلخيص هذا البديل مقارنة بـ 4-4-2 التقليدية ، هذا الشكل البديل يوفر تغطية أفضل لعرض الملعب، مما يسمح الاعتراض على نحو أكثر فعالية لتقدم الخصم، لذلك من الصعب على الخصم التقدم بالكرة. لكن سيميوني لا يمكنه نسخ فخ الضغط في 4-1-4-1 كما في 4-4-2، وهذا هو السبب في أنه يدخل الاختلاف في لاعبي خط الوسط هم الذين يضغطون على قلب دفاع الخصم. هذا الفخ لا يولد الكثير من الاعتراض مثل في 4-4-2 ولكن لا يزال فعالًا جدًا لإجبار الخصوم على لتخلص من الكرة.

هذا لا يعني أن أتلتيكو لا يسترجع أي كرة على خط التماس! تبقى هذه المنطقة في المواجهات الثنائية عند الرغبة في أخذ الكرة. ولكن ليس هناك أيضًا آلية أكثر وضوحًا مثل في 4-4-2.

حتى مع تحسين تغطية أتلتيكو، لا يمكن أن تمنع دائما الخصم من التقدم بالكرة وأحيانًا يصل إلى الـ 30 مترًا لأتلتيكو. في مثل هذه الحالات كتلة متوسطة لا تعود مناسبة بعد الآن، لذلك على أتلتيكو مدريد الدفاع في كتلة منخفضة!

لا بد لي من الاعتراف أن هذه ليست مرحلة أحب تحليلها لأن هناك مشاكل أقل في المساحات لحلها بالنسبة للكتلة دفاعية.
دعونا نبالغ قليلا: كتلة منخفضة بشكل عام تكون سلبية جدًا، لا يبدو أن اللاعبين سيحصلون على الكرة مرة أخرى ولكن إبعادها بفضل التماسك الكبير في وحول منطقة الجزاء. لطيف جدًّا أليس كذلك؟
ولكن حتى في هذه الظروف الأساسية، وقد أثبتت أتلتيكو مدريد أنهم أعلى بكثير من المتوسط. من الواضح أنهم يستحقون الثناء حول قدرتهم من الجانب النفسي بفضل المدرب: الالتزام والعدوانية، وما إلى ذلك. ولكن سيكون من السهل للغاية حصر عملهم في هذا.
قبل كل شيء 4-4-2-0 الخاصة بهم هي فريدة من نوعها في العالم تقريبًا. قليلة هي الفرق المتماسكة كما أتلتيكو عندما يدافعون بشكل عميق ومتأخر. مع هذا التماسك إنه من المستحيل تقريبًا على خصومهم القيام بتمريرات من خلال الخطوط (نستثني برشلونة)، ولكن يمكنهم التمرير بسهولة تامة حول الكتلة وإيجاد اللاعبين الأحرار على الأجنحة. وعلاوة على ذلك، تركيز الجناح على نصف المساحة وبالتالي من السهل للخصم اللعب على الأجنحة.

لا يوجد شيء رائع لأن هناك الكثير من الفرق لديها مثل هذا التوجه المركزي. القضية الرئيسية مع هذا الاختيار هي أن جناح الخصم لديه الكثير من الوقت للسيطرة على الكرة، الالتفاف وإعداد الهجوم. مرة أخرى تعزز فرديات اللاعبين الفريق لأنها قادرة على التعامل مع مثل هذه الحركات: هذه هي المهارة الفردية الثالثة. اللاعبان الاثنان بالقرب من الكرة (الظهير والجناح) يجب أن يعملا معًا لمنع انطلاق الخصم على الطرف. بالتأكيد يبدو ذلك بسيطًا لكنه يتطلب الكثير من التواصل والتنسيق، العديد من الفرق غير قادرة على القيام بذلك بكفاءة.

باختصار كتلة أتلتيكو مدريد المنخفضة موجهة جدًا للعمق مع مراقبة المنطقة مما يسمح لهم بتماسك عظيم (أفقيًا وعموديًا). يمنع هذا التماسك خصومهم للعب من خلال الكتلة. ثم يتم دفعهم على الأجنحة واللاعبان قرب الكرة من أتلتيكو يجب أن يدافعا معًا لعدم التفوق.
لكن في بعض الأحيان من لديه الكرة يمكن أن يلعب كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، سواء بعد مراوغة الظهير أو عن طريق عرضية في وقت مبكر.
لن أقوم بخطاب طويل حول تأثير سيميوني في مثل هذه الحالات، لأنه بالفعل منخفض جدًا. كما قال غوارديولا قبل بضعة أشهر، أنه لا يمكنه تعليم لاعبه كيفية الفوز في موقف 1 ضد 1.

"أنا لست من يظهر للاعبي فريقي كيفية مراوغة الخصم. جميعًا لديهم القدرة على ذلك بالفعل. ولكن يمكنني محاولة حصولهم على الكرة في الحالات التي يمكن أن يكونوا فيها مع لاعبين واحد على واحد، يمكنني ترتيب ذلك" - بيب غوارديولا
قال غوارديولا ذلك حول حالات المراوغة ولكن يمكن أن نستخدمها هنا أيضًا. ليس بإمكان المدربين الفوز بالمواجهات الهوائية. ومع ذلك فإنه يمكنهم جعل من السهل على فريقهم التعامل مع مثل هذه الحالات الفوضوية. أسهل طريقة للقيام بذلك هي لدينا العديد من اللاعبين في منطقة الجزاء.
وأنا أدرك أن وضع العديد من اللاعبين في المربع يبدو بسيطًا ويبعث على السخرية عندما تكون الكتلة عميقة جدًا. في الواقع القاعدة هي أن اللاعبين البعيدين عن الكرة -باستثناء المهاجمين- يجب أن يأتوا لمنطقة الجزاء لضمان أن لا يقل العدد عن 5 لاعبين يمكن أن يتعاملوا مع العرضية: قلبا الدفاع والظهير البعيد عن الكرة والجناح ولاعب من خط الوسط.

هذه القاعدة تصبح واضحة جدًا عندما يكون الخصم قادرًا على لعب عرضية في حين لم تتم تسوية كتلة الأتليتي. في الواقع في مثل هذه الحالات اللاعبون البعيدون عن الكرة يسرعون لمنطقة الجزاء للتمركز كما لو كانوا في حالة عرضية في كتلة منخفضة.
مع مثل هذه القاعدة سيميوني يقوم في الواقع نفس ما يقوم به غوارديولا. لا يمكنه الفوز في الكرات الهوائية لكن يمكنه ترتيب الوضع (الدفاع أمام عرضية) لمساعدة لاعبيه سواء للتعامل مع العرضية أو لكسب الكرات الثانية.

هذه هي نهاية تحليل الاستراتيجيات أتلتيكو مدريد الدفاعية من دون كرة. فريق سيميوني مدهش للدفاع في أقرب وقت تنتظم فيه الكتلة، ولكن هل أتلتيكو جيد في الانتقال الدفاعي؟ سيكون من العار أن تكون فعالًا جدًا عند التنظيم ورهيبًا للتعامل مع التحول الدفاعي أليس كذلك؟

تحضير الدفاع أثناء الهجوم
لم أتمكن من كتابة هذه الكلمات القصيرة عن كتل مختلفة دون أن أتحدث عن ما يحدث قبل أن يتم هيكلة الفريق الدفاعية.
هل يمكننا حقًا وصف مباريات كرة القدم مع 4 مراحل؟
مرحلة الهجوم - المرحلة الانتقالية من الهجوم للدفاع - مرحلة الدفاع - المرحلة الانتقالية من الدفاع للهجوم
أنا غير مقتنع تمامًا بهذه الطريقة لوصف لعبة كرة القدم لأنني أعتبر أن المراحل تؤثر في بعضها البعض ومتداخلة فيما بينها. على سبيل المثال سوف تهاجم بشكل مختلف إذا كنت تقوم بإيقاف الحافلة أمام مرماك أو إذا ضغطت عاليًا.
 يذكرني هذا بتصريح للألماني رالف رانغنيك المدرب الحالي لريد بول لايبتسيغ عن مرحلة التحول في اللعب: "أصبحت كرة القدة لعبة مختلفة تمامًا خلال العشر سنوات الأخيرة. العنصران الأساسيان الإثنان –أن تكون لديك الكرة، وأن لا تكون لديك- لم يختلفا، لكن التحولات بين هذين الحالتين لم تعد كما كانت. أقصى إمكانية لتسجيل هدف هو في أقل من 10 ثوان من استعادة الاستحواذ. أعلى إمكانية لاستعادة الكرة في غضون 8 ثوان من خسارة الكرة. فكر في هذين الرقمين وماذا يعني كل رقم. كل شيء آخر يتبع ذلك."  

في حالتنا بنى سيميوني فريقًا من الطراز العالمي دون كرة، لذلك هيكله مع الكرة يجب أن تكون متوازنًا بما فيه الكفاية للتعامل مع التحول الدفاعي.
"خلال الهجوم، أنا أولِّد الظروف المستقبلية دفاعيًا أو بالعكس" - أوسكار مورينو
كيف يتم الهجوم من أجل الإبقاء على التوازن في التحول الدفاعي؟ يفعلون ذلك تقريبًا كما تفعل فرق غوارديولا.
"هل تعرف كيف يستعيد برشلونة الكرة مرة أخرى بهذه السرعة؟ لأنهم لا يحتاجون إلى الجري أكثر من 10 أمتار - للضغط - لأنهم لا يقومون أبدًا بتمريرات أكثر من 10 أمتار" - يوهان كرويف

من الواضح أن فلسفة الفريق مختلفة تمامًا، ولكن يمكن أيضًا أن تستخدم هذا الاقتباس لوصف الانتقال الدفاعي لفريق أتلتيكو مدريد. في الواقع هم موجهون على الكرة للغاية أثناء الهجوم، خصوصًا الجناح الذي يلعب في الواقع كصانع لعب مركزي موجهة على الكرة.
لعبهم التمركزي يعزز قدرتهم على إغلاق المساحة بسرعة أمام اللاعب الذي يستلم تمريرة ويجعلهم أكثر عرضة للفوز بالكرات الثانية. هذا الضغط المُضاد هو مفتاح توفير الاستقرار الدفاعي للفريق، وهو أمر ضروري كما لعبهم المترابط يولد العديد من التحولات.

وعلاوة على ذلك، معظم هجماتهم تتطور على الأجنحة وترابطهم موجه بسبب التماسك العالي. توجه الجناح هو طريقة أخرى لتحسين الانتقال الدفاعي لأنه من الأسهل بكثير الضغط المضاد في هذه المناطق.

من الواضح حاجة سيميوني لاعبين قادرين على اللعب في مساحات ضيقة لتطوير مثل هذه الهجمات. هذا هو السبب في أن التعاقدات مؤخرا كانت موجهة على هذا النوع من اللاعبين (غريزمان، كوريا، كاراسكو، فييتو، ...). لعبهم المترابط يمكن أن يكون جميلًا حقًا في المشاهدة، بعيدًا عن وصفه كأنه فريق مصارعين في كثير من الأحيان.

ومع ذلك، سيميوني ليس وحده مسؤولًا عن هذا النجاح. المعد البدني، على سبيل المثال، يجب أن تتم الإشادة به. من المدهش أن نرى الفريق الذي يلعب بمثل هذه الكثافة يظل ثابتًا دون أي إصابات طويلة الأمد، خسائر، أو مراحل خمول. وبطبيعة الحال، اللاعبون تحت قيادة سيميوني يستحقون جزءًا من النجاح والهتافات التي يستقبلها.

خوان فران وفيليبي لويس، ظهيران مميزان. يان أوبلاك في طريقه ليكون واحدًا من أفضل حراس المرمى في العالم. كوكي وساوول جناحان رائعان. مع غودين، خيمينيز وغابي لديهم لاعبين ممتازين للنظام. غريزمان وكاراسكو القوة الضاربة في الهجوم، وتوريس الذي استعاد بعضًا من مستواه كما كان مع ليفربول.

من اللافت للنظر في الوقت نفسه أيضًا ذكاء اللاعبين فرديًا عندما يرتكبون أخطاءًا أو ترتكب في حقهم، مدى السرعة التي يدعمون بها بعضهم البعض، وكيف أنهم بارعون في تحديد مواقفهم، وكذلك تنفيذ الجوانب الأساسية من اللعب. ويتراوح ذلك بين تقنية تمرير نظيفة، إلى العرقلة المناسبة، لصراع على الكرة في معركة مباشرة مع مساعدة من اليدين. يجب هذا أيضا أن يكون أيضًا إشادة لدييغو سيميوني.

سواء كان مخطط سيميوني الحالي يمكن تطبيقه على الأندية الأخرى أو يمكنهم المحافظة على تناسق وضعهم الراهن في السنوات المقبلة مع هذا الفريق هو سؤال مشروع. ومع ذلك، يمكن للمرء أن يكون على يقين: في مدريد، الأتليتي فعل الكثير من الأمور في نصابها الصحيح في السنوات الأخيرة الماضية. لذلك ليس من قبيل الصدفة استمرارهم كذلك.

خلاصة

على الرغم من سقوطه على مر السنين في بداياته التدريبية، إلا أن التشولو وجد النادي المناسب له الذي نجح معه بشكل 4-4-2 الذي فشل معه في بدايته والذي لا يزال يعتمد عليه إلى الآن، وبالتأكيد لديه علاقة مع ثقافة اللعبة في أمريكا الجنوبية والأرجنتين في العقود الأخيرة، حيث أشكال بسيطة إلى حد ما إلا من بعض توزيعات الأدوار.

"أعتبره مهووسًا. طالب دؤوب لكرة القدم ضمن معنى هيدينك، الهجوم التكتيكي في أسلوب بييلسا، ولكن عادة ذكي للغاية." (بابلو خيرتشونوف، مؤرخ اقتصادي وأستاذ جامعي)

رأينا أن أتلتيكو مدريد لديه العديد من الحلول لتغيير سلوكه للسياق. وفقًا للخصم أو النتيجة، فإنه يمكن أن يكيف الفريق لاستخدام أفضل حل. وجود مجموعة من الحلول مثل هذه هو المفتاح عندما لا تكون برشلونة أو بايرن ميونيخ لأنك لا يمكن أن تتوقع سيطرتك على كل الخصوم.


قال التشولو:"حين أسمع المدربين يقولون أن أتلتيكو لديه أسلوب لعب هذا يجعلني سعيدًا. ليس من السهل أن يكون لديك أسلوب لعب. قد يكون لأسلوب العديد من الأشكال. يمكننا أن نلعب 4-4-2، 4-3-3 لمدة 20 دقيقة، التحول لـ 4-5-1 مع مدافعين أكثر على الجانبين أو ننتهي مع 5 لاعبين في الخلف. ولكن أسلوب لعب مميز تمامًا، والأشكال هي التي قد تختلف".
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad