يوليان ناغلسمان: مسيرته وأسراره التكتيكية مع هوفنهايم


هوفنهايم ما زال دون هزيمة في البوندسليغا ومدربه لم يصل بعد 30 عامًا.

تعتبر البونسديليغا، لا ليغا، الليغ 1، البرميرليغ والسيري آ الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى. في منتصف موسم 2016-2017، بين الفرق 98الـ التي ستتنافس، فقط واحد لم ينهزم من بين هؤلاء: هوفنهايم. يمكن أيضا إضافة الدوري البرتغالي والروسي، ولكن النتيجة لن تتغير: هوفنهايم لا يزال الفريق الوحيد الذي لم يهزم بعد. إنه لأمر مدهش تذكر أنه قبل عام، في هذا الوقت، كان النادي الذي يترأسه ديتمار هوب، في المركز الأخير في الدوري، مع انتصارين اثنين فقط.
كانت منطقة الأمان بحاجة لنفس النقط المسجلة حتى ذلك الحين، وأداء الفريق لا يبشر بالخير، حتى أن الهبوط الأول في تاريخ النادي يبدو وشيكًا. في فبراير، ومع ذلك، جاءت نقطة التحول: المدرب هوب ستيفنز، في منصبه لمدة أربعة أشهر، اضطر إلى الاستقالة بسبب مشكلة في القلب. ثم قررت الإدارة تصعيد يوليان ناغلسمان للفريق الأول، المدرب البالغ من العمر 28 سنة والذي كان يدرب فريق تحت 19 عامًا. المدرب الذي تطور في هوفنهايم، وأنه على كل حال، كان سيحل محل المدرب الهولندي في يوليو، حيث سبق أن وقع عقدًا لمدة ثلاث سنوات.
إذن ناغلسمان، الذي لم يكن لديه حتى رخصة الاتحاد الاوروبي لتدريب الأندية المحترفة، التي حصل عليها على الفور في مارس، أصبح أصغر مدرب (دائم) في تاريخ البوندسليغا الألمانية. راين نيكار تسايتونج، صحيفة محلية، وصفت راتبه بأنه "حيلة دعائية"، في حين فرانكفورتر روندشاو ذهبت إلى أبعد من ذلك، وكتابة "فكرة بالية".
ناغلسمان كان يعتبر بالفعل الفتى العبقري من المجال التقني الألماني، ولكن لم يتوقع أحد أن نراه يعمل في البوندسليغا في وقت قريب، ناهيك عن دخوله في سيناريو معقد. ولكن، وكما ذكر بنفسه، عندما قال بأنه يقبل الموقف ولديه بالفعل مسيرة تدريبية  لعشر سنوات كمدرب ولذلك يتوقع أن نراه على أعلى مستوى قريبًا جدًّا. بعد أن لعب كرة القدم في قطاعات الشباب في أوغسبورغ، ميونيخ 1860، ومرة أخرى أوغسبورغ، أجبِر ناغلسمان صاحب الـعشرين عامًا لاعتزال اللعب بسبب إصابة مزمنة في غضروف الركبة -ألا يذكركم ذلك بشيء؟ طبعًا توماس توخيل.
فريق تحت 19 عامًا لميونيخ 1860 في عام 2004-2005. يتم تمييز ناغلسمان في الأعلى. وهناك لاعبون آخرون مثل: شتيفان أيغنر، الثالث من اليسار في الصف العلوي، والذي هو حاليًا في الفريق الأول في ميونيخ 1860 وكذلك كريستيان تراش وفابيان جونسون، الرابع والسادس على التوالي من اليسار في الصف الأوسط، كلاهما يلعب في البوندوسليغا.

بالحزن ورغبته في عيش حياة "طبيعية"، بدأ ناغلسمان في دراسة الاقتصاد، لكن كرة القدم قررت منحه فرصة ثانية. تذكره نادي ميونيخ 1860 وعرض عليه وظيفة مدرب الشباب: لم يفكر ناغلسمان مرتين للقبول وترك دراسة الاقتصاد ليتفرغ لعلم الرياضة، وأكثر من ذلك بكثير وذلك تماشيًا مع ما سيصبح قريبًا وظيفته بدوام كامل.
بعد عامين كمساعدا في فريق تحت 17 عامًا لميونيخ 1860، وافق على الذهاب للعب نفس الدور لهوفنهايم موسم 2010-2011. وبعد سنة، أصبح المدرب الأول للناشئين تحت 17 عامًا و365 يومًا بعد ذلك أصبح جزءًا من الجهاز الفني للفريق الأول. وبالتأكيد لم يمر ذلك دون أن يلاحظ أحد صفاته بين إدارة النادي، وحتى اللاعبون كانوا متأثرين بمعرفة ناغلسمان. تيم فيزه حارس مرمى هوفنهايم السابق الذي انتقل لمصارعة المحترفين الآن، كان يلقبه بـ "مورينيو الطفل".
لمزيد من تشجيع وتنمية المواهب وبالتأكيد للاختبار في بداية موسم 2013-14 الموسم، أوكلت له مهمة تدريب فريق تحت 19 عامًا. في المحاولة الأولى فاز بدوري "زود/زود-أوفست" للمنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية في ألمانيا  ثم النهائيات الوطنية، في حين وصل كذلك بعد بعام آخر، بإعادة تصدره من تلك المجموعة، ولكنه خسر في المباراة النهائية أمام شالكه 04. باختصار، فإنه وُلِد فائزًا، وهي من بين أمور أخرى التي جعلت في تلك الفترة رومينيغه، زامر وغوارديولا نفسه يقومون بما بوسعهم لجلبه لبايرن ميونيخ. كل هذا لم يكن كافيًا للسماح له للحصول على دعم الصحافة والرأي العام.
كان يوليان ناغلسمان سيتولى المهمة اعتبارًا من موسم 2016-2017. مع هوب ستيفنز لترتيب الفريق في الموسم الذي يسبقه ثم نقل المهمة لناغلسمان. صيف بأكمله للإعداد، ومهمة جديدة من دون ضغط لإعطا المدرب، الذي هو في الـ 28 عامًا فقط من العمر، مهمة بسيطة. بدلًا من ذلك، كان على ناغلسمان تولي المسؤولية من ستيفنز في فبراير، أي لأسباب خاصة لا يمكن أن يستمر. بداية سيئة: لا إعداد في فترة التوقف الشتوي، لا مزيد من المباريات لإنقاذ الفريق من الهبوط ولا إمكانية القيام بانتقالات. لكن ناغلسمان لم يخيب.
من بين القلائل الذين آمنوا به، ويمكن اعتباره أستاذه، توماس توخيل، الذي منحه في موسم 2007-2008 مهمة تحليل الخصوم الذين كان سيواجههم المدرب في ذلك الحين، للفريق الاحتياطي لأوغسبورغ ثم أوحى إليه لمتابعة مسيرته كمدرب. "إنه مدرب جائع للمعرفة والعمل الدؤوب. وقد حقق نجاحًا كبيرًا على مستوى الشباب، وأنا سعيد، أنا أؤمن به." هذه كلمات مدرب نادي بروسيا دورتموند قبل بداية ناغلسمان ضد فيردر بريمن. مباشرة في أول مباراة له، وضع ناغلسمان شكًلا مستغربًا مع اختيارات مثيرة للاهتمام في الملعب. لأول مرة هوفنهايم في اللعب مع ثلاثة مدافعين. شكل بيكاكشيتش وزوله الخط الخلفي مع شار في المركز. أعطى شتروبل المركز رقم ستة، رودي وأميري الرقم ثمانية. أوكس وفولاند احتلا موقعي الظهير-الجناح، ولعب فارغاس وكراماريتش في الهجوم.
كانت هناك تغييرات واضحة في الأداء. كان هناك بالفعل نهج نظام لعب تمركزي. المسافة بين المدافعين في الخط الأول، على سبيل المثال، لديها بالفعل أثر واضح. المدافع الأوسط كان أعمق قليلًا من المدافعين بجانبيه، اللذان انتشرا على نطاق واسع نسبيًا. وقفا، ومع ذلك، ليس على الجناح، ولكن على نصف المساحة. السبب المفترض: الحفاظ على الاتصال في الوسط ويكون الفريق محميًا بشكل جيد بعد خسارة الكرة. وهذا ما سمح لهم لتشكيل ماسة مع الرقم ستة، والثمانية على ذات الجانب، والظهير-الجناح.


انتهت المباراة بالتعادل 1-1 أمام فريق فيكتور سكربنيك الذي ضمن لمن ولد في عام 1987 أول نقطة له في البوندسليغا، اللبنة الأولى لما يمكن أن يكون غير متوقع كيف هي مثيرة رحلته إلى بر الأمان. مع سبعة انتصارات وتعادلين في أربعة عشر مباراة التي كانت تفصله عن نهاية الموسم، حقق بها هوفنهايم خامس أسرع أداء في البطولة بأكملها، والبقاء في دوري الدرجة الأولى الألماني حتى من دون الحاجة إلى لعب ملحق الهبوط. مع أداء كبير وقبل كل شيء من الناحية التكتيكية على مستوى مختلف مما كان تحت قيادة ستيفنز.
في يوليو الماضي، تعامل ناغلسمان مع أول إعداد للموسم كمدرب محترف، وتجميع فريق على الورق على الأقل، لا يمكنك القول أن تحسن، كما كيفين فولاند، وربما ألمع المواهب في الفريق، انتقل إلى باير ليفركوزن. بالتأكيد وصل لاعبون أثبتوا أهميتهم في الموسم الحالي كما كريم ديمرباي ولوكاس روب وزاندرو فاغنر، ولكن بعيدًا عن كونها عناصر قادرة على تغيير التوازن. استأنف هوفنهايم طريقه وكأن شيئًا لم يحدث، وأنهى الدور الأول في المركز الخامس من البوندسليغا قبل بروسيا دورتموند، مع 28 نقطة و 0 هزيمة. حتى الفوز أمام أوغسبورغ كان يتوقع أن يجعل فريق بادن-فورتمبيرغ حتى في المركز الثالث، خلف بايرن ميونيخ وريد بول لايبتسيغ.
نظرًا للطفرة ونتائج هوفنهايم أمر صعب بصراحة عدم مدح ناغلسمان لهذا التحول. تسخير المدرب المحلي الصنع معرفته التكتيكية الواسعة، ولكن الجزء البشري وعلم النفس شكَّل فرقًا بالنظر للحالة الخاصة التي فيها ناغلسمان كونه أصغر من بعض لاعبيه. قال بنفسه أن التكتيك لا يشكل أكثر من 30%، بينما 70% من كونه مدربًّا متمثل في المهارات الاجتماعية والعلائقية الخاصة: كل عنصر من عناصر الفريق يعتمد على دوافع من عوامل متعددة التي يجب أن تكون حافزًا للقيام بذلك. أنت بحاجة الى إيجاد توازن الصفات الفنية والتكتيكية والحالة النفسية.
كونه إلى حد كبير في نفس عمر لاعبيه هو باعترافه شخصيًّا لصالحه وليس فقط لأنه يسمح له أن يخطو داخل عقولهم وبناء علاقة مفتوحة دون تجاوز علاقة اللاعب والمدير الفني العادية (لماذا لا يجهز لاعبيه خارج بيئة العمل). لسماع أقوالهم، لاعبو هوفنهايم يتنفسون حرفيًّا من أجله. زوله قال فعلًا أن مدربه "فريد من نوعه" لأنه "يفهم ما يفكر فيه اللاعبون، ولكن في نفس الوقت يفرض سلطته".

ماذا  يجعل الفريق ناجحًا جدًّا ومثيرًا للاهتمام؟

أولًا، سيكون هناك فريق كامل من أنواع مثيرة للاهتمام من اللاعبين، وما يكفي منهم لمختلف التكتيكات. ربما بفضل نظام المداورة الجيدة، التي قلصت من مشكل الإصابات القوية حتى الآن. باومان حارس جيد، وهو مساند قوي في بناء اللعب –أمر ضروري لفريق طموح. أمامه، هناك عدد من المدافعين القادرين على القيام بأدوار محددة بوضوح، مثل، كيفن فوغت لاعب الوسط السابق، بنيامين هوبنر، الذي تطور كثيرًا، وتحسن خاصة في التعامل مع الكرة. ولكن من دون أدنى شك، نيكلاس زوله، الذي سينضم إلى بايرن ميونيخ في الصيف، هو الأكثر موهبة بين المدافعين. يمكنه لعب تمريرات جيدة (تقريبًا على الأرض) من الخلف وهو أيضًا قادر على التقدم في المساحة، ولكن يحتاج إلى تحسين في اختياراته واتخاذ القرار. وعمومًا، يعرف جيدًا متى يجب أن يترك الخط الخلفي ويظهر قدرات جيدة عندما يدافع بشكل استباقي.
ولـ الظهير-الجناح، نجد بافل كاديرابيك وييريمي توليان، كلاهما قادر على اللعب في الجانبين، وليسا فقط لاعبين على الخط ويعمل بشكل جيد في الترابطات. كلاهما لاعبان ديناميكيان ويمكن أن يكونا جيدين جدًّا في الترابطات وتقدم درجة معينة من القُطرية. وينطبق الشيء نفسه إلى حد ما على ستيفن زوبر وقبل كل شيء الإضافة الجديدة لوكاس روب. روب هو متنوع فنيًّا، ذكي ومقاومة للضغط، الذين يناسب خاصة الأدوار في خط الوسط بشكل جيد للغاية، تمامًا مثل نديم أميري الذي يركز أكثر على مناطق متقدمة وأكثر قليلًا على مساحات واسعة كأنه رقم 10 سريع.
في المقابل، سيباستيان رودي ويوجين بولانسكي من النوع الاستراتيجي، وغالبًا للمركز رقم ستة. بولانسكي يناسب دور الارتكاز الثابت أمام الدفاع على نحو أفضل، في حين "الجوكر" رودي متحرك أكثر، في بعض الأحيان يمكن حتى تشبيه رودي بأسلوب لعب لوكا مودريتش، لذلك ليس هناك خطر كبير لبايرن في إضافته للفريق في صفقة انتقال حر في نهاية الموسم الحالي.
كريم ديمرباي هو لاعب وسط آخر مثير للاهتمام، وكان نجمًا حتى الآن هذا الموسم. أظهر قدراته الواعدة في دوسلدورف في دوري الرجة الثانية الألماني، ومستقبله يبدو أكثر إشراقًا من أي وقت مضى الآن. يجسد أكثر لاعب خط الوسط صانع الألعاب ويمتلك قدرات كبيرة في المراوغة.
في الأمام، أولًا وقبل كل شيء، نحتاج ذكر ساندرو فاغنر. المخضرم الألماني، لاعب قوي جسديًا ولا يتناسب مع شخصية المهاجم المطلوبة في الفريق القائم على الاستحواذ في أول وهلة. وبالمقارنة مع ذلك، هناك مارك أوث وأندريه كراماريتش كلاعبين ديناميكيين، يمكنها الترابط جيدًا مع السابق كونه نقطة اتصال لكثير من هجمات هوفنهايم. إدواردو فارغاس وآدم سالاي لديهما صفات مميزة، ولكنهما عادة ليسا جزءًا من التشكيلة الأساسية أو حتى الفريق على الإطلاق.
في الواقع، واحدة من نقاط القوة في ناغلسمان هي قدرته على إعداد المباريات وقراءة التطورات التي حدثت خلال المباريات. في المباراة ضد ماينتس في الأسبوع الثاني، واحدة في مباريات هوفنهايم التي كان فيها أقرب إلى الهزيمة، والمدرب الألماني الشاب أظهر أفضل ما لديهم. البد مع تشكيل 3-5-2، فريقه تأخر 3-0 بعد 27 دقيقة من اللعب وإنهاء الشوط الأول حتى متأخرًا 4-1. لكن هوفنهايم ظهر على أرض الملعب في الشوط الثاني مع نوع من 4-2-2-2، تشكيل ضيق جدًّا ويسمح في الوقت نفسه للعثور على التفوق العددي حتى داخل 4-1-4-1 المتماسكة من ماينتس مع عين لإنشاء العزل على الجانب الضعيف، هو اقتراح ضغط مضاد "غيغنبريسينغ" عدواني جدًّا في كل مرة على الكرة التي فقدت في المنطقة الهجومية. في 13 دقيقة، من الدقيقة 71 حتى 84، نجحوا في تسجيل ثلاثة أهداف والوصول للتعادل، بل والتهديد لقلب النتيجة في المراحل النهائية.


*بالنسبة لناغلسمان فإن أشكال اللعب ليست ذات أهمية، لأنه كما أشار إلى "أنها مسألة 5-10 أمتار إذا كان الشكل يتحول إلى 4-4-2 أو 4-2-3-1". يستخدم الشاب الألماني بشكل رئيسي 4-3-3 مع عدد من المتغيرات انطلاقًا من 3-5-2، ولكن في الواقع التشكيلات دائما مجرد وسيلة من خلالها يتم تحسين النوعية الفردية واستغلال نقاط ضعف الخصوم.
بدأ هوفنهايم هذا الموسم مع 4-3-3 وعلى الرغم من تحقيق نتائج جيدة، إلا أن بعض المشاكل الحرجة ظهرت وكانت في ذلك الوقت قد أدت إلى المرور إلى 3-5-2. كانت هناك مشاكل على حد سواء في الدفاع، كما في الهجوم. بدون الكرة، كان لاعبو ناغلسمان موجهين على اللاعب، وخاصة بالنظر إلى الاستخدام الواسع لـ 4-2-3-1 في البوندسليغا، في محاولة لمنع بناء لعب الخصم من الطرف. والمشكلة هي أن التماسك الذي كان ناشئًا على طول الخط الجانبي، يؤثر على الجانب الضعيف: إذا كان التنفيذ غير مثالي، تتم تهدئة فخ الضغط وكان هوفنهايم مجبرًا على التراجع. وبالإضافة إلى ذلك، كان نهج  مراقبة رجل لرجل في الدفاع غير مثالي، حيث يبتعد المدافعون في أكثر من مناسبة في الخروج من مراكزهم مما يفتح الخط الخلفي. وظلت المشاكل الهيكلية حتى مع الكرة: سقوط المحور -يوجين بولانسكي- بين المدافعين، يجعل ينا اللعب المبكر مستقرًّا، ولكن هدد التقدم وأساء الاتصالات مع بقية أعضاء الفريق. على وجه الخصوص، صعوبة الوصول يلاعبي خط الوسط الاثنين وكونهما معزولين.  لذلك فقد عاد ناغلسمان لـ 3-5-2، 3-1-4-2 بدلًا من ذلك، والتي استخدمها بالفعل في الموسم الماضي.


الـ 3-1-4-2 حسنت بشكل كبير من ترابطات الفريق. ثلاثي الدفاع لا يسمح بالتضحية بالمحور مما اضطره إلى الانخفاض، والذي يبقى أمام ثلاثي الدفاع. فوغت في الواقع أعمق من شريكيه في الخط الخلفي، باتساعهما إلى أقصى حد ممكن لجعل نفسيهما أقل عرضة لضغط الخصم والسماح للظهير-الجناح بالتقدم للأمام.
ثنائي خط الوسط بدوره يتمركز في نصف المساحة، في محاولة لاتخاذ مواقف تفتح ممرات التمرير الممكنة لزملائهما وخلق مثلثين مع الظهيرين-الجناحين والمدافعين. المهاجمين الاثنين، خصوصا فاغنر، في انتظار اللعب باتجاه مرمى الخصم وليس نادرًا أن نرى تحولًا هجوميًا قادمًا من أحد المدافعين مباشرة على أقدام المهاجمين.

هوفنهايم ناغلسمان يعتمد على بعض عناصر اللعب التمركزي الذي تم إعادة العمل عليه ومزجه مع عدد من المبادئ التقليدية لكرة القدم الألمانية. في الواقع هناك ميل إلى اللعب العمودي، وغالبًا ما يتم تخطي خط الوسط، ولكن خاصة في خيارات التمرير القُطرية.

ماذا يمكن أن يسوء؟

هوفنهايم مع يوليان ناغلسمان هو فريق بوندسليغا جيد، ويلعب كرة قدم مميزة. لم ينهزم حتى الآن، ما قد يكون إلى حد ما أمرًا جميلًا. بعض من التعادلات الثمانية أتت بعد أن كان متقدمًا في النتيجة. كما هو الحال في الموسم الماضي، الدفاع العميق لهوفنهايم غير منظم جدًّا، بالوصول إلى نصف ملعبه وأمام منطقته بعد موجة الضغط الأولى.
في المراقبة عبر التوجه على اللاعب تكون هناك بعض العيوب الخطيرة في الضغط، والتي يمكن ملاحظتها في كثير من الأحيان. المسافات ليست دائمًا صائبة. خصوصا في السلسلة الدفاعية، وهناك نقص جزئي في تنسيق، على الرغم من أن هناك بعض الجمالية، في الضغط أحيانًا قطريًا في الضغط العالي.
هوفنهايم على نحو ما هو حلم جميل، واحد من التي لن تخيب الظن بشكل كامل -حتى لو كان هناك شيء أو حتى عدة أشياء غير مناسبة. وحتى الهزيمة ستأتي بالتأكيد، ولكن حتى ذلك الحين كل شيئ على ما يرام.  
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

من هو غاليارديني لاعب إنتر الجديد



  عاد روبيرتو غاليارديني لأتالانتا  قبل عام بعد إعارة فاشلة في فيتشينتسا. كان الفريق الثالث له في دوري الدرجة الثانية حيث لعب لمعظم مسيرته القصيرة، بعد تشيزينا وسبيتسيا ولعب بعض المباريات في كل مكان. العودة إلى بيرغامو لم تكن أفضل حالًا قبل أن يستطيع أن يجد له عزاءًا بظهوره في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لأول مرة في شهر مايو، وآخر مباراة في الدوري.
بعد بضعة أشهر من ذلك، أضحى غالياردي ليس فقط عنصرًا أساسيًّا في أتلانتا وواحدًا من المواهب الواعدة في الدوري الإيطالي، ولكن ربح بالفعل دعوة من المنتخب الإيطالي في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني ثم انتقاله إلى إنتر بعقد إعارة لمدة 18 شهرًا من أتلانتا مع إلزامية الشراء بمجموع يقدر بـ25 مليون يورو. وهو الرقم الذي يعتبره الكثيرون مبالغًا فيه. غاليارديني هو جزء من تلك المجموعة من الشباب في أتلانتا المتألقين هذا الموسم مع المدرب غاسبيريني حتى قبل أن نتمكن من تقييمهم كقيمة فنية. إلى جانبه ماتيا كالدارا، نفس العمر، الذي انتقل إلى يوفنتوس قبل بضعة أيام مقابل 20 مليون يورو. الكثيرون يعانون من أجل تحديد ما إذا كان أتالانتا باع جيدًا أو الآخرون تحركوا أولًا.
تعودنا على الأخذ بالحسبان وتقريبًا من المسلم به القيمة الاقتصادية والفنية للاعب، ولهاتين الحالتين مثل كالدارا وغاليارديني - حيث في سعرهما تأتي بالتأكيد أكثر العوامل غير الملموسة مثل '' الجنسية الإيطالية' أو "المنفعة في المستقبل" - تناقش أيضًا. 
غالياردي هو في حد ذاته ليس لاعبًا رقم "10"، من النوع الذي كان علامة في أحدث عصور كرة القدم، ولا رقم "9". ولكن لاعب خط وسط دفاعي. وهو المركز الذي أصبح بكل تأكيد أكثر قيمة في كرة قدم اليوم. نحن على يقين من أن سونينغ لا يتوقعون توتي جديد أو باجيو الجديد؟
بالإضافة إلى المزيد من القضايا العامة، منها ما يتعلق بإمكانية الاعتماد على موهبة غاليارديني على وجه التحديد. لعب غاليارديني أساسيًا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في 8 مباريات فقط. عدد قليل جدًّا لتكون قادرًا على تقييم جودة لاعب؟ وهل تم تسهيل الأمر من قبل نظام غاسبيريني في أتلانتا؟

مميزات غاليارديني

تحدث الكثيرون في الأشهر الأخيرة عن هذا اللاعب بعد دعوته للمنتخب الإيطالي، وبعد الأداء الرائع ضد روما. وهو ما يفسر حقيقة أنه في الأساس، نحن لا نفهم حتى الآن كل ما هو عليه اللاعب.
وقد غذت الصحافة المفاهيم الخاطئة هذا الغموض، مثل عندما اخترعت صحيفة لا غازيتا قبل شهرين علامات الاقتباس "بوغبا  الأبيض"، خاطئة على العديد من المستويات. ومع ذلك، فإن المقارنة مع بوغبا، تساعد على إظهار تميز غاليارديني في السيري آ. بوغبا من نوعية اللاعبين الأكثر لفتًا للانتباه، بالتسديدات البعيدة ومهارة الفرنسي ولكن يمكن أن نأخذ المقارنة من زاوية الحداثة في تفسيره لدور لاعب خط الوسط.

كما هو مطلوب في لاعب خط الوسط الحديث، لا يوجد لدى غاليارديني نقاط ضعف معينة. حتى إن كان لا يستطيع أن يفعل أي شيء بطريقة مميزة ليبرز في الملعب (على عكس مثلًا زميله كيسيي).  له سيطرة جيدة على الكرة، لا يملك رؤية الرقم "10"ولا دقة الرقم "6". يستخدم كلا القدمين جيدًّا. أفضل مميزات غاليارديني هي أقل وضوحًا: قراءته للعب، وعدوانيته العمودية التي تجعله فعالًّا.
ومن هذا المنطلق لاعب ذكي ولكن ليس المهندس الذي يصمم اللعب، ولكن هو جيد جدًّا في اختيار الحل الصحيح عندما يتطلب منه اتخاذ قرار ضمن مدى زمني ضيق. ليس جيدًا في خلق بيئة اللعب، ولكن يعززها عندما يسمح له الفريق أن يلعب بشروطه. لهذا يبدو غاليارديني بأداء باهت في أسوأ مباريات أتالانتا، في حين كان متألقًا في المباريات الأفضل (ضد روما مثلًا).

لماذا اهتم به إنتر؟

في ضوء صعوده الصاروخي واهتمام سونينغ واستعدادهم للاستثمار فيه، يمكن للمرء أن يطرح بعض الأسئلة حول مميزات هذا اللاعب الذي لا يزال غير معروف من قبل الجمهور العام، وكيف يمكن استخدامه في انتر. وفيما يتعلق الخصائص التقنية والتكتيكية، هو لاعب في وسط مساند "interior". في 13 مباراة مسجلة حتى الآن مع قميص أتالانتا بيرغامو وخصائص فنية جيدة والقدرة على المراوغة، كما يتضح من متوسط مراوغة 1,15 مقارنة بمتوسط 0.84 في هذا الدور. هذه البيانات، جنبا إلى جنب مع نسبة التمريرات الصحيحة (%84.8) يمكن لنا أن نفهم كيف أن غاليارديني لاعب يمكن أن يساهم في مرونة المناورة الهجومية. كل هذا دون أن أن نهمل تمامًا المرحلة الدفاعية: غاليارديني هو أيضًا قاطع كرات، بمتوسط 4.38 كرات مسترجعو في المباراة مقارنة مع متوسط 4,44 في الدور في السيري آ.
يفتقر خط وسط إنتر الحالي إلى الدقة في المراوغة، وجميع اللاعبين معظمهم يستخدم كلاعبي ارتكاز، لديهم أو في أقل من 85% دقة تمريرات، في حين، فيما يتعلق باسترداد الكرة، يتجاوز غاليارديني كل لاعبي خط وسط إنتر (أفضل مسترجع كرات في إنتر هو ميراندا، في حين أن لاعب خط الوسط بروزوفيتش الأول بين لاعبي نفس الخط). ما يمكن أن يقدمه غاليارديني أكثر إلى إنتر هو كيف تعلم لاعب خط وسط أتالانتا واستفاد من العمل مع غاسبيريني هذا العام: تعود اللاعب على كثافة وشدة في اللعب وتغطية دور يجمع بين تغطية جيدة وبناء اللعب. في مقابلة أجريت معه مؤخرا قال: "غاسبيريني يعلمك كرة القدم: كيف تصارع على الكرة بعدوانية، كيف تستعيد الكرة".
وبالإضافة إلى ذلك، وعلى مستوى تحفيزي، ليس هناك شك في أن في خط وسط إنتر سيكون غاليارديني نهمًا، وهو الشاب الذي يشعر أن هذه الخطوة بمثابة قفزة حقيقية في مسيرته. على العكس من ذلك، وصول لاعبين أثنت عليهم الصحافة ولكن التوقعات الكبيرة شهدت خيبة أمل لعدم تمكنهم من أن يكون لهم تأثير (كوندوغبيا، بانيغا). سيكون مطلوبًا من غاليارديني في هذا  المنحى إثبات جدارته في الملعب، بالنظر في الاستثمار الذي تم من سونينغ، وحرصهم على إظهار أنهم لا يريدون ادخار جهدهم في الاستحواذ على اللاعب الذي يمكنه في نفس الوقت ضبط توازن خط الوسط والتباهي بإسم "الموهبة الإيطالية الشابة."
أما بالنسبة لموقفه التكتيكي على رقعة شطرنج إنتر، هذا السؤال يجب أن يجيب عليه ستيفانو بيولي، الرجل الذي دعته قيادة الانتر لتطبيع الوضع في البيت النيرازوري بعد فشل تجربة دي بوير. بيولي هو واحد من أكثر المدربين حداثة والمتطرفين من المدرسة الإيطالية. كما كان واضحا من المباراة الأولى، فكرته لكرة القدم المتوقع أن يلعب بوتيرة عالية جدًا وتتميز بالعمودية، في الهجوم كما الموقف الدفاعي. هذا حتى على حساب التفريط في توازن الفريق بشكل عام. فكرة طموحة نجحت حتى الآن على نحو متقطع أيضًا بسبب عدم كفاية بعض الأدوات في الملعب.

دوره في خط وسط إنتر؟

 من وجهة نظر تكتيكية بحتة، في اتلانتا 3-4-1-2 غاسبيريني، شغل غاليارديني دور لاعب ارتكاز في ثنائي بجانب كيسيي. دور لاعب الارتكاز  في 4-2-3-1 المختبرة من قبل انتر بيولي لا يختلف. في هذا النظام، من شأن لاعب أتالانتا السابق اللعب جنبا إلى جنب مع بروزوفيتش، والصراع على مركز أساسي مع كوندوغبيا ومع تحول ميديل المحتمل لخط الدفاع.
كبديل لكوندوغبيا، غاليارديني مضمون، مقارنة بالفرنسي، تواجد أكبر في بالتقدم نحو الأمام وقدرة أكبر على توليد التفوق التمركزي أمام خط الضغط لوسط المنافس. في حين يفضل الفرنسية استلام الكرة على قدميه، لدى الإيطالي قدر أكبر من الكفاءة للبحث عن المساحة واستقبال الكرة مع الجري. دفاعيًا، أظهر كوندوغبيا صعوبات واضحة في التمركز، ولم يكن حتى الآن قادرًا على إرضاء بيولي، الذي يطلب من لاعبي خط الوسط إنشا ضغط عال لإزعاج البناء المنخفض للعب من قبل الخصم. دينامية غاليارديني شرط ضروري في شدة اللعب المطلوبة من غاسبيريني والتي يضعها بيولي في موقع متميز مقارنة بالفرنسي، ناهيك عن أن في هذه المرحلة المبكرة من الموسم كان الشاب القادم من بيرغامو أكثر انتباهًا في قراءة عمليات الخصوم (1.5 اعتراضًا للكرة في المباراة الواحدة، مقارنة مع 1.3 لكوندوغبيا)، ونظافة التدخلات (1.8 خطأ في المباراة الواحدة، مقارنة مع 2.1 للفرنسي) وأكثر كفاءة في مواجهة الخصم واحد على واحد ، مع 0.6 مراوغة تلقاها في المباراة الواحدة، إحصائية لا ترحم مقارنة مع المراوغات التي عانى منها في المباراة الرقم 7 في إنتر 1.7.
إذا فات الأوان ويحتاج إلى اللحاق بالركب، يعاني غالياريدني في السرعة (خير مثال على الفرق بين السرعة والديناميكية). ليس دائمًا لديه القوة على إيقاف الخصم جيدًا حتى في الأطراف. على العكس من ذلك، هو جيد جدًا في الدفاع المتقدم، وقراءة اللعبة وقطع ممرات التمرير. غاليارديني هو واحد من أفضل الأمثلة على أن نوعية الافتكاكات في كثير من الأحيان أكثر أهمية من الكمية (كما هو موضح من قبل هذه الخريطة من Wyscout).

في حال ما اختار بيولي 4-3-3 أكثر تماسكًا، قد يجد غاليارديني هنا الدور الذي ربما هو الأنسب لخصائصه كلاعب وسط بوكس-تو-بوكس، مع لاعب خط وسط آخر هو بروزوفيتش وبديل لماريو جواو، مع ميديل أمام الدفاع. عودة التشيلي، الذي لا يزال مبتعدًا بسبب الاصابة، سيكون العنصر الأساسي للسماح للإنتر للعب مع هذا النموذج. غاليارديني هو واحدة من أفضل مستعيدي الكرة في الدوري الإيطالي. ولكنه ليس، على سبيل المثال، مثل ناينغولان.
في هذا السياق، فإن خط وسط إنتر سيكون أكثر توازنًا، مع وجود لاعب دفاعي (ميديل) يحيط بها اثنان من اللاعبين الهجوميين (بروزوفيتش وغاليارديني أو بروزوفيتش وجواو ماريو). ومع ذلك، في حين أن ثلاثي في الوسط مكون من لاعبي خط الوسط جواو ماريو، غاليارديني وبروزوفيتش غير مرجح ولكن ليس مستبعدًا باستخدام غاليارديني كرقم 6. هنا النيرازوري يفترض خط الوسط مع ميديل أمام الدفاع وعلى جانبيه (ماريو جواو) أو على وجه التحديد بروزوفيتش غاليارديني).
وصول غاليارديني يزيد عدد لاعبي خط الوسط في فريق بيولي، وبالتالي منافسة داخلية لحمل القميص الأسود والأزرق. وهناك خطر أكثر من ذلك، في هذا المعنى، بانيغا وكوندوغبيا. الفرنسي، تحدثنا عنه أعلاه. يضيف غاليارديني دينامية أكبر لخط الوسط من التي أظهرها كوندوغبيا. يتشابه من الناحية الفنية (88% نجاح التمريرات للاعب موناكو السابق مقابل 85% من غاليارديني) ولاعب أتالانتا السابق مفضل في الهجوم في مساهمته وصناعته اللعب مقارنة مع الفرنسي. الميل الأكبر للإيطالي الشاب في الهجوم.
ولكن وصول غاليارديني يعرض مستقبل بانيغا مع النيرازوري للخطر أيضًا. وصل الأرجنتيني في فصل الصيف من إشبيلية لكن لم تكن لديه القدرة على التأثير على اللعب ووجد صعوبة في حجز مكان أساسي مع دي بوير ثم مع خليفته. وعلى الرغم من أن بانيغا قد سجل عددًا مثيرًا للاهتمام من التمريرات المفاتيح (2.7 في المباراة الواحدة)، وحققت حتى الآن هدفين و 3 تمريرات حاسمة، مع دي بوير كان  في كثير من الأحيان خارج مركزه، ولا يبدو قادرًا على الاندماج في نظام بيولي، كونه غامضًا من الناحية التكتيكية.
وصول لاعب خط وسط آخر والصعوبة الجلية والتي يعترف بها بيولي للتسوية مع الأرجنتيني وجواو ماريو وما يقوم به من تقييد المساحة المتاحة لبانيغا. وقد أظهر إنتر صعوبة في الإبقا على خط وسط يتكون من بيريسيتش، كاندريفا، جواو ماريو وبانيغا، إضافة إلى إيكاردي. مع بروزوفيتش و / أو غاليارديني، بالإضافة ربما إلى ميديل،  سيكون الفريق أكثر توازنًا. ومع ذلك، فإن التوازن الذي سيكون على حساب تواجد بانيغا، والذي ليس من قبيل المصادفة، وفقًا للشائعات، أن يكون بالفعل على قائمة الممكن خروجهم.
وعلاوة على ذلك، فإن فكرة أن غاليارديني سيصبح بديل بروزوفيتش قد يكون له معنى حتى في المستقبل. في الواقع، إذا كان اليوم الرقم 77 هو واحد من العناصر الرئيسية للانتر، وخصوصا لمساهمته في الهجوم، يجب أن ننظر أيضًا أن الكرواتي هو (مع إيكاردي) واحد من عدد قليل من لاعبي إنتر المتواجدة أسماؤهم في سوق الانتقالات وبالفعل بدا على وشك ترك إنتر في الصيف الماضي، شيء يحسب حسابه للصيف المقبل، وحاجة إنتر إلى تعديل في الميزانية القادمة. محاولة خط وسط مع غاليارديني في دور بروزوفيتش ودون الكرواتي يمكن أن يمثل الاختبار الأساسي للحالة التي سوف تصبح هي القاعدة في الموسم المقبل.

خلاصة
حتى يثبت بوضوح قيمته، سوف نناقش كثيرًا تكلفة غاليارديني، يمكننا أن نشرح بالاختيار بين نظريتين. قد تعتقد أن إنتر قد دفع 30 مليون يورو لندرة خصائص غاليارديني، ولذلك ربما ينبغي لنا أن نعتاد على العالم الذي تكون فيه الوظائف التكتيكية تستحق أكثر من الموهبة الطبيعية. أو يتعين علينا أن نفكر بأن الإنتر قد دفع من أجل الروح الإيطالية وشباب غاليارديني، سلعة ثمينة في الأوقات التي تكون فيها فرق (ميلان مع رومانيولي والثقة الكبيرة التي وضعت في لوكاتيلي ودوناروما، واستراتيجية يوفنتوس لسنوات عديدة الآن). ويبدو أن إنتر قد قررالاستثمار في فكرة ان الإيطاليين أكثر موثوقية.
من غير المتوقع تصور إدخال فوري لغاليارديني في التشكيل الأساسي. اللاعب هو شاب واعد لم يثبت قيمته بعد بالكامل. في هذا المعنى، ما لم يثبت لاعب أتالانتا السابق قدرة تأثير فوري خصوصًا وأنه يعتبر أول صفقة لإنتر بيولي، والأكثر احتمالًا هو انضمام غاليارديني في البداية للمداورة والمنافسة بين خط وسط إنتر(كما ذكر في وقت سابق )، خصوصا مع كوندوغبيا على حساب وقت اللعب المقدم لبانيغا. أعتقد أن غاليارديني سيجلب المميزات التي كان يأمل إنتر في الحصول عليها من كوندوغبيا وفيليبي ميلو. 
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
 
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

تحليل تكتيكي: توتنهام 2-0 تشيلسي


كيف يمكنك أن تتغلب على تشيلسي كونتي؟ أظهر ماوريسيو بوكيتينو، كريستيان إريكسن وديلي علي الطريقة.

حصل ماوريسيو بوكيتينو سمعة باعتباره مميزًا تكتيكيًا، وكان هذا بعد الأداء الاستراتيجي المؤثر جدًا من قبل توتنهام ضد نظام أنطونيو كونتي3-4-3 - أول مرة يفقد فيها تشيلسي حقًّا توازنه في هذا الشكل.
منذ تحول كونتي إلى 3-4-3 بعد هزيمته 3-0 أمام آرسنال على ملعب الامارات في سبتمبر، فاز تشيلسي في جميع مباريات الدوري الـ13، وكان مسيطرًا تمامَا حتى أن مدربي الخصوم وجدوا أنفسهم مرعوبين من اللعب بنظامهم المعتاد خوفًا من عدم القدرة على إيقاف الهزيمة. المشكلة، أن أحدًا لم ينجح فعلًا في الشكل البديل أيضًا، والتغير الأكثر دراماتيكية في النظام من مدرب خصم -رونالد كومان بإرسال فريقه إيفرتون في تشكيل 3-4-3، مطابقة لتشيلسي في جميع أنحاء الملعب- أدى إلى انتصار لكونتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، 5-0.

لإيقاف الرقم القياسي لتشيلسي، قرر ماوريسيو بوكيتينو لنشر لاعبيه على طريقة البلوز. قرار بوتش استخدام 3-4-3 من تلقاء نفسه، كان خطوة شجاعة جدًا - على الرغم من الفوز 4-1 في نهاية الأسبوع على واتفورد في هذا الشكل أثبت أنه إعداد مفيد جدًّا.  على الورق على الأقل. يمثل الشكل فقط محاولة لفهرسة واقع معقد، ما يهم حقًّا هي التحركات والترابط بين اللاعبين. بينما يستند الفريقان إلى شكلين مماثلين، تعامل توتنهام وتشيلسي مع مراحل اللعب بطريقة مختلفة وهنا بالضبط في هذه الاختلافات أين نجد المفتاح لانتصار السبيرز.

*على وجه الخصوص، كريستيان اريكسن، كان له تأثير أساسي في المباراة انطلاقًا من وضع هجين بين صانع الألعاب ولاعب الوسط الأيمن. إريكسن لم يركز على كيهيل، على عكس ما كان لديلي علي مع أثبيلكويتا، ولكنه ظل على مقربة من وسط الميدان في منطقة ماتيتش. من خمسة لاعبين شاركوا في الاستحواذ الأول من تشيلسي (ثلاثة مدافعين مع كانتي وماتيتش)، كيهيل هو الأقل موهبة من الناحية الفنية والأكثر حذرًا في اللعب بقدميه. لم يكن لبوكيتينو مشاكل بالسماح له بمزيد من الحرية، والإفراج عن وانياما في خط الوسط، والسماح له ليكون أكثر على الكرة في المنطقة، ومضاعفة من يتابعون بالتناوب بين هازارد، بيدرو ودييغو كوشتا الذين حاولوا الابتعاد عن المراقبة وراء خط وسط توتنهام. وانياما كان له دور حر (دون لاعب مرجعي في منطقته) وهو ما كان حاسمًا لإيذاء تشيلسي.

مع توتنهام في الاستحواذ، لعب إريكسن من جميع النواحي كلاعب وسط أيمن، مع وانياما وديمبيلي لاستكمال مثلث أعطى توتنهام التفوق العددي في وسط الميدان. لكن بوكيتينو لم يستخدم هذه الميزة للاستحواذ على الكرة والسيطرة على المباراة في خط وسط لتشلسي - توتنهام كثيرًا ما سعة من خلال الكرة والدفاع، في تغيير اللعب عبر الطرفين، وولكر وروز، وإيجاد  كين أو علي. ويمكن القول أن تغيير النظام قد خدم في المقام الأول على الأقل في جعل الصراع مع تشيلسي على الكرات الثانية على قدم المساواة، وخلق سلسلة من المعارك الفردية في جميع أنحاء الميدان - ولكن لاعطاء متنفس للاستحواذ الأول، التي عادة ما تكون لصالح البلوز. مواقف إريكسن وديمبيلي على جانبي ماتيتش وكانتي خلقت مسارات التمرير التي سمحت للالتفاف على كتلة مركزية صلبة من تشيلسي - ثلاثة مدافعين، واثنين من لاعبي خط الوسط والثنائي، اللذين يظلان على مقربة من لاعبي خط الوسط - والهجوم بسرعة باتجاه مرمى كورتوا.
الاستفادة من غياب التحضير للتمركز من هازارد ووراء تغطية لاعبي خط الوسط والجناحين (عكس بيدرو مع ديمبيلي وفيرتونخن)، أثر إريكسن مباشرة في النتيجة مع تمريرتين حاسمتين لهدفي علي. عمليتان متطابقتان تقريبًا.


*في عملية 1-0، قبل أن يحاول ألديرفيلد الوصول مباشرة لكين مع تمريرة لكسر الخطوط، ثم استعادة الكرة من فيرتونخن وصولًا لوانياما، الخالي من الرقابة في موقف المحور. الميزة التي اكتسبتها لاعب الوسط الكيني تسمح له بإيصال الكرة لإريكسن، المتواجد بجانب ماتيتش. الدنماركي يرتكز على وولكر، في حين علي وروز يتحركان لمهاجمة منطقة الجزاء. إدراج روز مهم لأنه يسمح لك بالتفوق ضد موزيس على الجانب الضعيف، وإبقائه بعيدًا عن علي. ولكن هو سلوك خط الدفاع كاملًا من تشيلسي عندما تعود الكرة من وولكر إلى إريكسن ليكون موضع تساؤل: دافيد لويز يتابع الكرة ويتقدم، وربما يفكر انه يمكن وضع كين، علي وروز في التسلل؛ أثبيلكويتا وموزيس بدلا من ذلك يتابعان خصميهما، ويتحركان في الاتجاه المعاكس من لويز. والنتيجة هي أن  تشيلسي دافع بأقلية عددية أمام عرضية إريكسن، وعلي وحيدًا في المنطقة ويمكنه التغلب بسهولة على كورتوا.

*عملية 2-0، مع تحول توتنهام بشكل دائم إلى 3-5-2 لتغطية أفضل لوسط الميدان والدفاع بالاستفادة من عدة أمتار عن طريق خفض دفاعه، والتفوق العددي لمثلث خط الوسط من توتنهام لا يزال أكثر وضوحًا. كانتي وماتيتش تابعا ديمبيلي ووانياما؛ اريكسن، حسنًا، على يمين الوسط، ويمكن الحصول على الكرة بحرية دون مراقبة. إدارة العملية من جانب الدنماركي هي مثالية: إريكسن حقيقة لا يحتاج اللعب لعلي مباشرة، الذي يتابعه أثبيلكويتا على الفور، ولكن يعتمد على وولكر لإعطاء الوقت لزميله (وروز على الطرف الآخر) لجعل الجانبين تحت السيطرة. حتى عندما يستعيد الاستحواذ على الكرة، ينتظر إريكسن أفضل وقت لإرسال كرة عرضية، متفوقًا كيهيل على والعرضية فقط عندما يكون علي أخيراغير مراقب وراء أثبيلكويتا (مع روز الذي لا يزال يساعد مرة أخرى على موزيس).


خلاصة
وضع أفضل اللاعبين في الظروف المثالية لإحداث تغيير وحسم المباريات هو الهدف من كل تكتيك وكل استراتيجية. تعلمنا في 13 مباراة متتالية فاز بها تشيلسي كونتي، وصولًا بعد إجراء تبديل تكتيكي دقيق، وقد ذكَّرنا مرة أخرى بوكيتينو، بخياراته واستراتيجية المباراة - روز ووولكر على الطرفين وعاليًا جدًّا للحفاظ على انشغال موزيس وألونسو، كين و علي في تحركات وراء خط وسط تشيلسي وتلك العميقة لتمديد دفاعه - لم يفعل شيئًا ولكن أعطى إريكسن الزمان والمكان لتقرير مصير المباراة. الطريقة التي يركل بها الدنماركي الكرة هي واحدة من التقنيات الأجمل والأكثر أناقة التي يمكن أن يقدمها للبرميرليغ وصفاته كصانع ألعاب مع قراءاته لتحركات علي.
 هذا الأخير بعد المباراة قد يشعر بخيبة أمل للمس كرات أقل من المأمول (42، أقل من لوريس)، ولكن سجل هدفين للمباراة الثالثة على التوالي، أي معادلته بالفعل عدد الأهداف (10) التي سجلها في الموسم الماضي. "يطير مثل فراشة، يلسع مثل النحلة، لكن اسمه ليس محمد هو ديلي ... ديلي علي!"

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t