تحليل تكتيكي: ليفربول 1-0 ليستر سيتي


  سافر متصدر البرميرليغ إلى ليفربول من أجل لعب مباراته في جولة البوكسينغ دي. اتى ليستر مع إمكانية الحفاظ على فارق من ملاحقيه، بينما سعى ليفربول إلى كسر سلسلة النتائج السلبية منذ فوزه أمام ساوثامتون 6-1 في ربع نهائي الكابيتال وان بداية الشهر الحالي. المباراة عرفت سيطرة ليفربول، الذي كان لديه نسبة عالية من الاستحواذ على الكرة ومعظم الفرص، في حين كان ليستر ضعيفاً بالمقارنة مع ما كنا نراه منه في الأشهر الأخيرة.


تشكيلة ليفربول: بعدما كان قد اعتمد  على طريقة  4-3-3 في الأسابيع الماضية، قرر يورغن كلوب الدخول بطريقة 4-2-3-1 لهذه المباراة. لم يكن بإمكان المدرب الألماني الاعتماد على جيمس ميلنر (إصابة في الكاحل)، بينما ترك لوكا ليفا في الاحتياط. واختار ثنائية ارتكاز مكونة من إمري تشان والقائد جوردان هيندرسون، أمام رباعي دفاع عرف غياب سكيرتل وشهد ثنائية لوفرين-ساخو في قلب الدفاع كلاين كظهير أيمن ومورينو ظهيراً أيسر. اعتمد على لالانا وكوتينيو على الجناح الأيمن والأيسر. روبيرتو فيرمينو خلف المهاجم ديفوك أوريغي الذي بدأ مكان مواطنه كريستيان بنتيكي.
تشكيلة ليستر: كعادته، لم يَخُن كلاوديو رانييري المدير الفني لليستر طريقته 4-4-2. سيمبسون وكريستيان فوكس في مركز الظهير الأيمن والأيسر وعودة الألماني هوث للعب بجانب القائد ويس موغان في قلب الدفاع. كينغ وكانتي في الارتكاز وعلى الطرفين ألبرايتو على اليسار والجناح الأيمن رياض محرز (13 هدف و7 اسيست) الذي يساند المهاجمين شينجي أوكازاكي وجيمي فاردي متصدر هدافي البرميرليغ.


*متصدر البرميرليغ يستمر في الفكرة التي تميزه: بالتماسك والكثير من السرعة في المرتدات. الفريق المفاجأة هذا الموسم في البرميرليغ ما زال يتصدر الدوري رغم خسارته. ليستر معروف بقدرته على الضغط، لكن ذلك ليس ما يميزهم بل قدرتهم على التركيز في مرحلة واحدة. لديهم القدرة على الوصول للتماسك المطلوب الذي يُميز فريق رانييري.
 من دون الكرة، خطان اثنان قريبان جداً ومتماسكان، مع فاردي وأوكازاكي يحاولان الاقتراب من لاعبي ارتكاز لفيربول تشان وهيندرسون. فريق بخطوط متقاربة، مما لم يمنح ليفربول تبادل التمريرات وتسهيل عملية بناء اللعب.
أوكازاكي وفاردي لم يُحاولا الضغط على دفاع ليفربول من طريقة 4-4-2 التي ظهرت لوقت قصير 4-4-1-1. في مرحلة الضغط العميق والمتأخر، المهاجمان يراقبان لاعبي ارتكاز ليفربول:فاردي على هيندرسون وأوكازاكي على تشان، لكن الثنائي كان يقوم بالتغيير عدة مرات . في بعض الأحيان كان أوكازاكي يندفع في اتجاه قلب الدفاع الذي يكون خياراً للتمرير أمام حامل الكرة.
هنا يمكن أن يكون ساخو حامل الكرة لكنه يجد تشان وهيندرسون مُراقبين من طرف أوكازاكي وفاردي على الترتيب، وبالتالي لا يكون أمام قلب الدفاع الخيار الطبيعي للتمرير. هذا جعل قلبي الدفاع لوفرين وساخو أمام حرية كبيرة للتقدم، كل من الكرواتي والفرنسي كانت لهما محاولات للمراوغة لكنها كانت مقلقة في مرات عديدة وكان يمكن  أن تقود لتغيير النتيجة. في غالب الأحيان كان الريدز يخلقون أفضلية عددية على واحد من كينغ وكانتي، مما يسبب خسارة التنظيم في الوسط في كل موقف، خصوصاً في الشوط الأول.
على العموم، مشكل المحافظة على تنظيم وتماسك الخطوط كان من نقط الضعف الأساسية لليستر وليفربول لم يجد طرقًا مختلفة للاستفادة منها.  
*قبل الحديث عن المشاكل التي عانى منها ليستر دفاعياً. يجب أن نشيد بمورغان وهوث الحائط القوي في دفاع الثعالب، القوة البدنية جنباً إلى جنب مع السيطرة على المنطقة من الاثنين، أمر قد تجلى في لحظات كثيرة من المباراة. في الفترات التي وصل فيها للسيطرة الكاملة، كانت قدرة الثنائي في السيطرة على الدفاع والتراجع واحد من مفاتيح إبقاء الفريق في المباراة. كان كل من هوث كما مورغان لديهما القدرة على تعديل الوضع وتصحيح فشل الآخر.

*أكد ليفربول في هذه المباراة خصوصاً الأمور الإيجابية التي كان من المُقَرر أن نراها في الأسابيع الأخيرة. التحركات بشكل قُطري من الظهير مع تحركات مناسبة من الجناح أو انطلاقات قُطرية من أجل زيادة الهجوم على أنصاف المساحات الدفاعية لليستر.

تسبب ليفربول بمشاكل كثيرة لدفاع ليستر في العديد من المناسبات. ومما لا شك فيه، أنه من العوامل الأساسية لخطورة هجمات الريدز على دفاع الخصم كانت من سرعة وحركية أوريغي التي جعلت قلبي الدفاع في وضع صعب. على الرغم من استمرار فريق كلوب في الاستحواذ على الكرة بمعدل أكثر من 60 في المئة –والذي وصل أكثر من 70%، كانت الهجمات السريعة التي ينبغي أن تقود لصنع فرص ليفربول الخطيرة.

بعد 38 دقيقة، مهاجم ليفربول، أوريغي، شعر بعدم الارتياح ويجب أن يترك الملعب بسبب الإصابة. دخل كريستيان بنتيكي بديلاً له وهذا من شأنه أن يُحدث بعض التغييرات في المباراة.
هنا أوريغي ينطلق خلف مورغان للاستفادة من كرة لالانا قبل أن يتدخل الرحارس شمايكل
 فيرمينو الذي يتراجع للوسط وتحرك كينغ يثير انتباه كانتي ما يجعل مساحة كبيرة خلفهما استفاد منها البرازيلي بتمريرة عمودية لأوريغي بين هوث ومورغان لكن لم تكتمل
كرة طويلة من هيندرسون باتجاه لالانا لكن التحرك الذي من فيرمينو جعل المساحة تتسع بين فوكس وهوث

أوريغي كان يصنع الخطورة بلعبه في مساحة والبحث عن الكرة خلف المدافعين، ولكن دخول اللاعب السابق لأستون فيلا غيَّر ذلك، أسلوب لعب الريدز أصبح متوجهاً لإيصال الكرة لمنطقة جزاء الخصم التي يتمركز فيها بنتيكي. المهاجم البديل أظهر حضوراً أقل بكثير خارج منطقة الجزاء كما كان الأمر بتواجد أوريغي.
 الجانب السلبي في لعب ليفربول كان العزلة المتكررة على الجناح في تقدمه للأمام. خصوصاُ بعد انطلاقات طويلة للاعب على الجناح، و في النهاية عادة ما يجد نفسه في حالة ميؤوس منها في مواجهة اثنين من المدافعين دون مساندة من الظهير –خصوصاً لالانا مع كلاين ويبدو أن التفاهم بينهما منعدم عكس كوتينيو مع مورينو.
استفاد ليفربول من أنصاف المساحات بشكل فعال مع إعطاء الظهير المتقدم أو الجناح عمقاً أكبرَ، في حين، على سبيل المثال، كان حضور إمري تشان قوي على الجناح خلال الشوط الأول. على الرغم من ذلك، سدد ليفربول تسديدات عديدة، و نادراً ما كانت تستدعي تدخل كاسبر شمايكل. تسديدتان فقط كانتا موجهتين على إطار مرمى الحارس الدنماركي.
تشان ينطلق ويستلم تمريرة في مساحة فارغة في منطقة ليستر

ولكن ليستر ظهر أقل خطورة بكثير في الهجوم على غير المعتاد. التمريرات العمودية السريعة للمهاجمين كانت تتوجه بعد ذلك إلى الدولي الجزائري رياض محرز الذي ينبغي عليه بعد ذلك الاختراق على الجناح. ومع ذلك، لم ينجح اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً في تشكيل الخطورة التي يتميز بها بالاعتماد على مهارته، لذلك اكتسب دفاع ليفربول الثقة بقيادة ساخو ولوفرين.
*الضغط القوي من ليفربول حد من طموح ليستر الذين يتميزون بالمرتدات السريعة. لاعبو رانييري لم يكونوا خطيرين هجومياً ولم يستطيعوا خلق مرتدات هجومية، لذلك استسلم المدرب الإيطالي لذلك حين أخرج أوكازاكي من أجل داير وفاردي لأولوا بعد هدف بنتيكي.
 تحولت طريقة لعب ليستر أقرب لـ 4-2-3-1 مع محرز خلف أولوا قبل أن يخرج الجزائري من أجل إشراك كراماريتش قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، والتحول لـ 4-2-4 مع تقدم الظهير الأيسر كريستيان فوكس من الدفاع ويتمركز عالياً. تم تطبيق الخطة ب في وقت متأخر، واستمروا رغم ذلك في صنع فرص  من أجل التعادل.
بنتيكي قام بـ "فرصة الموسم الضائعة" لكن اللقطة فيها تسلل لأن مورغان هو اللاعب الأخير من ليستر وليس هناك حارس في نصف ملعبهم

خلاصة
بالنسبة لليفربول 3 نقاط كانت مهمة جداً في الصراع على المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية: فوز توتنهام لم يغير الفارق عن المراكز المؤهلة لدوري الأبطال. بالنسبة لكلوب، ما زال هناك عمل كبير ينتظره خصوصاً في المباريات الأقل قوة التي يختلف فيها شكل الفريق ويظهر فيها أقل تركيزاً وتحفيزاً مما يكون عليه في المباريات الكبيرة وهذا ما يؤكده الفوز وعدم قبول أي هدف من أفضل هجوم (37 هدف) وخارج أرضه (21 هدف سجلها بعيداً عن ملعب كينغ باور)  وهو إنجاز كبير.
خسارة آرسنال جعلت ليستر يستمر في الصدارة - ما هذا الدوري الذي لم يحقق فيه أي نادٍ أكثر من 38 نقطة في 18 مباراة-: إنجاز كبير لفريق كان في نفس اليوم من العام الماضي في المركز الأخير برصيد 10 نقاط. ليستر واجه أسوأ فريق يمكن أن يواجهه، وذلك ربما بسبب تناقض أسلوب اللعب. يومان فقط بين مواجهة ليستر سيتي لمانشستر سيتي في مواجهة حقيقية لقياس طموحاته الحقيقية. 
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

تحليل تكتيكي: آرسنال 2-1 مانشستر سيتي

 في يناير 2015، واقعية أرسين فينغر قادته للفوز 2-0 أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، والفرنسي اعتمد تكتيك مشابه في ليلة الاثنين في فوز آرسنال أمام أكبر المنافسين على اللقب ليُحافظ على المركز الثاني خلف المتصدر ليستر.
تشكيلة آرسنال: بدأ آرسين فينغر في طريقة 4-4-1-1 بـرباعي الدفاع بيليرين، ميرتيساكر، كوسيلني ومونريال. فلاميني ورامزي في الارتكاز في ظل إصابة كوكلان وكاثورلا. والكوت وكامبل على الجناحين، بينما أوزيل خلف المهاجم جيرو.
تشكيلة مانشستر سيتي: اعتمد التشيلي مانويل بيليغريني على نفس الطريقة 4-4-1-1 بدفاع مكون من سانيا، أوتامندي، مانغالا وكولاروف. فيرناندينيو وتوري في الارتكاز. دي بروين وفابيان ديلف على الجناحين. دافيد سيلفا خلف المهاجم أغويرو.



مانشستر سيتي
لسنوات ومانشستر سيتي يلعب بطريقة 4-4-1-1، والتي يسهل التعديل عليها حسب اللاعبين المُتاحين ولاعبي الخصوم. يمكن أن تكون الأدوار في 4-4-2 التي اعتمدها مانشيني واستمرت مع دجيكو وأغويرو في الأمام أو حتى 4-2-2-2 خصوصاً مع سيلفا ونصري مع توزيع الأدواء في حالة الاستحواذ. أمام الكرة، غالباً 4-4-1-1 | 4-4-2 التي استعملت أمام أرسنال في هذه المباراة.
ومع ذلك، كان هناك تعديل طفيف. هذه المرة لم يلعب دافيد سيلفا كلاعب رقم 10 يميل للجناح،بل خلف أغويرو. دور سيلفا كان لكيفن دي بروين، الذي بدأ على الطرف الأيمن. والمثير للدهشة تواجد لاعب على الطرف الأيسر يختلف عن نوعية سيلفا، دي بروين أو نصري أو ستيرلينغ، من شغل هذا الدور عدة مرات.
لم يكن سيلفا أو دي بروين، أو ستيرلينغ أو آخر اعتاد اللعب أكثر قرب الطرف الأيسر من بدأ في تشكيلة السيتي. هذه المسؤولية كانت من نصيب فابيان ديلف لاعب الارتكاز (المركز رقم 6 أو 8)، الذي لعب سابقاً كجناح أيسر في ليدز يونايتد وطور مسيرته كثيراً باللعب في أستون فيلا كلاعب وسط في الجهة اليسر في خط وسط من 3 لاعبين. ربما أراد بيليغريني وجود لاعب إضافي يُجيد التمرير مع تقدم كولاروف الظهير الأيسر وحتى التغطية على انطلاقات يايا توري. والأمر الطبيعي سيكون أخذ أفضلية تواجد ديلف في الوسط، من أجل محاولة تقليص الخيارات المُتاحة أمام مسعود أوزيل، اللاعب الذي ستكون الأنظار متجهة نحوه في غياب سانتي كاثورلا وأليكسيس سانتشيس للإصابة.
كان ديلف قادراً من هناك على المساندة في الاستحواذ، كان يتمركز في المساحة ويحاول أن يستعيد الكرة مباشرة بعد خسارتها من أجل تأمين كولاروف والارتكاز. عندما تكون الكرة بحوزة الخصم يتمركزعن  قريب على نحو مُثير مع تحول سلسلة الوسط قليلاً إلى الجانب الأيمن وفي بعض الأحيان تبدو في طريقة 4-1-3-1-1 مع تواجد فيرنادينيو أمام المدافعين.

آرسنال
مبدئياً، استمر آرسين فينغر بكل تأكيد في طريقة 4-4-1-1 لكن غالباً ما كان يبدو أن مسعود أوزيل من يغير هذه الطريقة لتُصبح 4-5-1. كان أوزيل يتراجع في بعض المواقف عندما يراقب لاعب من الفريق الخصم. في مواقف أخرى، يمكن مشاهدة أوزيل يتقدم بتحركات للضغط في الأمام، لكن غالباً ما كانت فردية أو مع مساندة رامزي لمساندته في مساحة ارتكاز الخصم.
آرسنال لديه نقطة ضعف تتمثل في بطء ميرتيساكر عند اللعب بالشكل الاعتيادي للغنرز –بينما يفتقد ثنائي قلب دفاع السيتي ذلك أيضاً وجيرو يعرف كيف يكون مهاجم محطة يمكنه تمرير الكرة لوالكوت وكامبل. فينغر كان جيداً جداً تكتيكياً لأنه أبعد خطورة السيتي.
 أولاً بطلبه من فلاميني مراقبة سيلفا أينما ذهب في نصف ملعب آرسنال وأن يوقفه كلما استلم الكرة ولا يمنحه الوقت على الكرة. الآن الأمر أن أي شيء وكل شيء يقوم به السيتي يمر عبر سيلفا، لأنه يقوم بدور الموزع للسيتي. إذاً آرسنال أراد إيقاف سيلفا وفلاميني قام بهذا العمل وسيلفا تحصل حتى على بطاقة صفراء في ردة فعل لما كان فلاميني يقوم به معه.
فلاميني يُراقب سيلفا مراقبة لصيقة في أكثر من موقف
الأمر الثاني كان إيقاف أغويرو ومن أجل هذا اختار فينغر كوسينلي للقيام بالأمر. أولاً لعب آرسنال بشكل متأخر يعني أن المساحات قليلة أمام المهاجم الأرجنتيني للانطلاق خلف المدافعين. ثانياً كوسينلي راقبه بشكل جيد، حيث كان يخرج من منطقة الدفاع لمراقبته وحتى ينتقل لمنطقة ميرتيساكر لمراقبة "إلـ كُون". كانت لآرسنال خطة واضحة أمام أغويرو بأن يخرج كوسينلي من الدفاع ويبقى ميرتيساكر وتأمين التغطية، بينما مونريال حاول أيضاً مراقبة دي بروين لكن فرصة دي بروين في الشوط الأول جيد –فرصة دي بروين الخطيرة كانت من تفوق أغويرو على كوسينلي- جعلت مونريال يبقى في الخلف وترك دي بروين يأتي لمنطقته بدل الخروج ومراقبته.
*"قمنا بخطأ كبير في الهدف الثاني وهذا كان حاسما في المباراة"، هكذا صرَّح مانويل بيليغريني بعد نهاية المباراة. قام إلياكيم مانغالا بخطأ في الوقت بدل اضائع من الشوط الأول. تمريرة المُدافع الفرنسي التي كان يُحاول إيصالها للمنطقة التي يشغلها فيرناندينيو، لكن الأخير لم يكن قادراً على الوصول إليها لتتحول للغنرز ومسعود أوزيل الذي مرر تمريرة الهدف لجيرو. "هل تُنفق 70 مليون جنيه استرليني من أجل خشبتين وليسا قادرين على اللعب دون كومباني؟" هكذا تساءل جيمي كاراغير قبل أسابيع قليلة. الآن، الحقيقة تستمر بالظهور في أن دفاع السيتي يختلف في حال وجود البلجيكي من عدمه. مانغالا مُخيب وأوتامندي لا يبدو أنه سيكون بنفس المستوى الخارق الذي كان عليه في الموسم الماضي مع فالنسيا -وعلى الأقل لن يبدو جيداً إلا إن كان بجانب كومباني.
بتواجد كومباني حقق السيتي في البرميرليغ هذا الموسم: 6 انتصارات، تعادلين، 0 خسارة؛ تلقى هدف واحد. مانشستر سيتي دون كومباني: 4 انتصارات، 0 تعادلات، 5 خسائر؛ تلقى 18 هدف.
*كما قلت سابقاً بأن فلاميني كان يُراقب سيلفا لكن لم أجد هذا مع فيرنادينيو وقيامه بنفس الشيء مع أوزيل الذي لديه دور مشابه مع آرسنال كما يقوم به سيلفا مع السيتي–يايا توري قام بذلك لكن لم يكمل الأمر.
هنا يايا توري قريب من مسعود أوزيل
يايا توري بعيد جداً عن مسعود أوزيل 
خط وسط السيتي كان متقدماً شيئاً ما أكثر مما هو ضروري. ثانياً أوزيل كان يجد بشكل مستمر المساحة بين الخطوط وحتى قبل الهدف الأول صنع فرصة لوالكوت. جيرو كان يحاول أن يمنح والكوت وكامبل فرصة التقدم لكن لم يجد ذلك نجاحاً. آرسنال لم يكن ليصل خلف دفاع السيتي مع تراجعهم للخلف لذلك عندما وجد والكوت الفرصة اعتبر سانيا مثل الحائط وبحث عن الزاوية البعيدة. سانيا كان يعتقد أن والكوت سينطلق في نفس الخط ثم يبحث عن العرضية –لكن بعد ما أصبح الجناح الذي يلعب بالرجل اليُمنى يلعب على الطرف الأيسر (والعكس) لم تعد العرضيات هي الحل الوحيد. وبدل ذلك سجل هدفاً. حاولوا بعد ذلك أن يتفوق على فريق على الآخر في الوسط وبدء مرتدة ومن مرتدة سجل آرسنال قبل نهاية الشوط الأول. مرة أخرى يجد أوزيل المساحة وجيرو يتفوق على أوتامندي مسجلاً الهدف الثاني الحاسم.

الشوط الثاني
بعد الاستراحة، تغير نسق المباراة. السيتي كان مُجبراً على الهجوم أكثر من أجل العودة في النتيحة، آرينال استمر في دفاعه وتماسكه واللعب على المرتدات. أصبحت طريقة 4-5-1 ظاهرة أكثر، وكانت أيضاً طرق 4-1-4-1 وحتى 4-2-3-1. لكن هذا التركيز على التماسك أتاح للسيتي محاول اللعب والسيطرة على المباراة مع محاولة خلق الفرص بعد دخول البدلاء ستيرلينغ، بوني ونافاس بدل ديلف، أغويرو وسيلفا.
إشراك بوني كان يعني أن أن السيتي سيجد من يمكن أن يُنافس في الكرات الهوائية في منطقة الجزاء لكنهم لم يلعبوا على نقاط قوته لكن الإيفواري يمكنه أن يلعب دور المهاجم "المحطة". السيتي يمكنه اللعب حوله لكن لا يفعل ذلك. ثانياً حاولوا بإشراك نافاس بدل سيلفا وجعل دي بروين في دور الرقم 10. توري أصبح ينضم للهجوم لكن آرسنال كان مقتنعاً بالبقاء في الخلف واللعب على المرتدات.

*هدفه في الدقائق الأخيرة يجب أن لا يحجب الحقيقة: يايا توريه لم يُقدم مباراة جيدة وحضوره في ثنائية الارتكاز في المباريات الكبيرة يمكن تفسيره فقط بإصرار بيليغريني على اعتماد سيلفا كصانع لعب، وهو أمر ضروري. في فترة روبيرتو مانشيني أو في السنة الأولى للمدرب التشيلي –عندما كان يعتمد مهاجمين في الأمام- كان سيلفا يبدأ من الطرف في 4-4-2. كانت الأمور مناسبة سواء محلياً أو في دوري الأبطال، لكن لشهور بدأ يظهر ضعف دفاعي في مانشستر سيتي يبدأ من لعب توري في ثنائية الارتكاز. ضعف يجب أن يتم تصحيحه بطريقة ما مثل اللعب بـ4-3-3 مع لاعب وسط إضافي. 
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

تحليل تكتيكي: هانوفر 0-1 بايرن ميونيخ


   آخر مباراة لبايرن في 2015، لم يكن التركيز بشكل كبير عليها مقارنة باهتمام الإعلام بمستقبل غوارديولا مع البافاري وخليفته في حال عدم تجديد عقد المدرب الإسباني. إدارة البافاري قامت بتهدئة الأمور بتجديد عقود 4 لاعبين قبل مباراة هانوفر بيوم واحد. تشابي ألونسو (2017)، خافي مارتينيث (2021)، جيروم بواتينغ (2021) وتوماس مولر (2021). بعد يوم من الفوز في هانوفر 1-0، تم إعلان عدم تجديد عقد غوارديولا وخروجه مع نهاية الموسم وقدوم الإيطالي كارلو أنشيلوتي لمدة 3 سنوات بداية من الموسم المُقبل.


انتقل بايرن لمواجهة هانوفر بقائمة تضم 14 لاعباً، في قائمة تقلصت بعد ابتعاد فيليب لام للإصابة. يوشوا كيميش بدأ في دكة البدلاء ليشارك بادشتوبر وتياغو ألكانتارا أساسيين. بدأ بيب غوارديولا بطريقة 3-1-4-2: بواتينغ كقلب دفاع أوسط، مارتينيث قلب دفاع أيمن وبادشتوبر قلب دفاع أيسر. رافينيا ظهير-جناح أيمن لكنه متأخر مقارنة بكومان على الجهة المُقابلة

بالمقابل، بدأ فرونتسيك الذي يعيش موسماً سيئاً مع هانوفر بـ 4-4-1-1 بتواجد إندرياسين وميلفوت إيردينغ أمام دفاع بايرن.

*كان يُريد فرونتسيك أن يقوم مثل ما قام به إنغولشتات بضغط معقول وليس ضغط عالي مع الحفاظ على الاستقرار الدفاع والتركيز على المرتدات الهجومية. فرق أخرى مثل إينتراخت فرانكفورت كان لديها لاعبون أكثر في الخط الخلفي بينما هانوفر كان يركز على الوسط.
طريقة 4-4-1-1 كانت مثيرة، لأن ثلاثي وسط بايرن كان في مواجهة أمام 4 لاعبين من هانوفر متمركزين في الوسط جاهزين للتدخل بقوة في المواجهات الثنائية ووضع لاعبي بايرن تحت الضغط بالإضافة لرافينيا وبادشتوبر والدفاع.
التركيز كان أكثر على تشابي ألونسو ومحاولة حد إمكانية لعبه الكرات القُطرية. وهذا ما كان يسعى له بتمركز المهاجمين سواء بشكل قُطري أو حتى على نفس الخط وصولاً لـ 4-4-2-0 التي لا يتواجد فيها المهاجم في الثلث الأخير بل حيث يتواجد الخط الثاني لبايرن الذي يتمركز فيه ألونسو.

*بايرن كان يلعب دون جناح أيمن، لذلك كان رافينيا بدور هجومي أيضاً مما جعله بعيداً عن مركز مناسب في الحالة الدفاعية.
في الدقيقة الـ8، كانت هناك أفضلية عددية لهانوفر على الطرف الأيمن من ميكو ألبورنوس وإدغار بريب. تقدم ألبورنوس للأمام ولعب كرة جيدة لرأس أندرياسين صدَّها نوير مع مساهمة العارضة في ذلك قبل أن تصل لإيردينك الذي سدَّدَ كرة بعيدة عن المرمى.
بايرن عانى من نفس المشكل قبل أسبوعين أمام بروسيا مونشنغلادباخ، المهور استفادوا من ضعف جهة بايرن اليمنى والهدف الأول أتى من هذا الطرف. هذه المرة لم يتأخر، بيب غوارديولا كثيراً ليقوم بتغيير تكتيكي قبل أن يستفيد هانوفر من نفس الوضع.

التغيير التكتيكي من غوارديولا

في الدقيقة الـ25، نادى غوارديولا على تشابي ألونسو لإعطائه بعض التغييرات؛ تحول كومان على اليمين لتقليل الضغط على رافينيا، بادشتوبر كظهير أيسر متقدم مقارنة برافينيا وتياغو على الطرف الأيسر.
المباراة تغيرت وهانوفر لم يعد قادراً على إيجاد المساحة في الطرف الأيمن لبايرن وبايرن بدأ بالهجوم بشكل أفضل. صحيح أن هدف بايرن أتى من ركلة جزاء، لكنه كان من عمل مميز من كومان على الطرف الأيمن.
مع تواجد كومان وتياغو على الطرف أصبح لمولر وليفاندوفسكي تمركز واضح في الوسط مع قدرتهما على عمل ترابطات مع الجناحين. من هذه المرحلة سيطر بايرن كليا ولم يعد لضغط هانوفر في الخطين الأولين وجود بل أصبح تمركزهم في منطقة الجزاء الحاصة بهم. تراجع المهاجمان أكثر للخلف ولم تكن لديهما القدرة على التقدم مع تحركات لاعبي بايرن الجيدة التي نادراً ما أتاحت لهم التراجع في حالة التحول.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

تحليل تكتيكي: فولفسبورغ 3-2 مانشستر يونايتد


   مانشستر يونايتد خارج دوري الأبطال بعد خسارته أمام فولفسبورغ 3-2. مسيرة مخيبة لليونايتد في هذه النسخة من البطولة التي غاب عنها الموسم الماضي مع خسارة دراماتيكية في ألمانيا أمام ذئاب فولفسبورغ الذين حسموا تأهلهم في صدارة المجموعة بينما سيكون على الشياطين الحمر المنافسة في الدوري الأوروبي.
تشكيلة فولفسبورغ: بدأ ديتر هيكينغ مدرب فولفسبورغ بثنائي قلب الدفاع البرازيلي نالدو ودانتي وكريستيان تراش مع ريكاردو رودريغيز كظهيرين أيمن وأيسرَ. في غياب لويس غوستافو، تواجد جوشوا غيلافوغي وماكسيميليان أرنولد في ثنائية الارتكاز. فيرينيا وشورله على الجناحين الأيمن والأيسر ودراكسلر خلف كروزه المهاجم الصريح.
تشكيلة مانشستر يونايتد: اختار لويس فان خال البدء بغييرمو فاريلا في مركز الظهير الأيمن وماتيو دارميا في الظهير الأيسر؛ مع دالي بليند وكريس سمولينغ في قلب الدفاع. باستيان شفاينشتايغر ومروان فيلايني في الارتكاز، جيس لينغارد وممفيس ديباي على الجناحين وخوان ماتا في المركز رقم 10 خلف المهاجم أنتوني مارسيال.

بداية الليلة بشكل جيد لفريق لويس فان خال، 10 دقائق وأصبح اليونايتد متقدما في النتيجة –فولفسبورغ كاد أن يفعل ذلك في الدقيقة الثانية- بهدف أعطى الفريق الثقة للتحكم في موقف يعرف ضغطاً عالياً.
فرصة فولفسبورغ من شورله قبل هدف اليونايتد من مارسيال
الضغط العالي لليونايتد كان واعداً، لأنهم كانوا قادرين على إجبار ضغط فولفسبورغ التراجع. هذه الظروف ساعدت اليونايتد في الوصول للكرة في منطقة خطيرة، خصوصاً عندما يقوم لاعبو فولفسبورغ لعب كرات قصيرة دون وعي مناسب بمساحة التمركز.
مثال على ذلك نجاح مروان فيلايني في افتكاك الكرة في الدقيقة الـ5 من بين قدمي يوليان دراكسلر الذي استلم الكرة ولم يكن يعرف بتواجد فيلايني خلفه.
*لم تظهر قدرة فولفسبورغ على بناء اللعب من الخلف في بداية المباراة، بل كان يبدو أنهم يلعبون كرات طويلة مباشرة من الخلف في مواقف لا تستدعي ذلك.
هنا سيضطر دانتي على لعب كرة طويلة مباشرة للأمام
على سبيل المثال، يمكن أن يجد حارس المرمى دييغو بيناليو قلبي الدفاع على الطرفين عند ضغط أنتوني مارسيال عليه،  مما يعني أنهما متاحان لاستلام الكرة وتحرير حارس المرمى، لكن الحارس السويسري فضَّل أن يلعب الكرة للأمام.
صحيح أن مانشستر يونايتد حاول الضغط، لكن تماسك الخطوط لم يكن بالمستوى الذي يجعله مثالياً للقيام بذلك. المسافة بين الخط الأول للضغط والخط الذي خلفه كانت كبيرة مما يعني أنه عند مرور الكرة ولاعبي فولفسبورغ من الصعب العودة للدفاع أمام الفراغات التي كانت ظاهرة.
اندفاع شفاينشتايغر للضغط الذي كان في الواضع يخلق "ثقوب" في وحدة يجب أن تستمد تماسكها من لاعب الارتكاز مع باقي اللاعبين. في موقف كان ماكس كروزه يتراجع ليجعل نفسه متاحاً للاعبي الوسط وشفاينشتايغر يبدو بعيداً جداً عنه. في موقف آخر، يمكن لماكس آرنولد أن يكون حراً ليجد مساحة لاستلام تمريرة في منطقة الوسط لأنه شفاينشتايغر يتحرك بعيداً جداً لنصف المساحة.
الهدف الثاني لفولفسبورغ من فيرينيا، بدأ أيضاً من موقف كهذا. تراجع دراكسلر وانطلق في المساحة بين ممفيس ديباي ومروان فيلايني، اللذين كانا يراقبان نصف المساحة على اليمين أين يتواجد كريستيان تراش وجوشوا غيلافوغي. تحرك دراكسلر خلق أفضلية عديدة في وضعية 3 ضد 2 و 4 ضد 3. في هذا الموقف، شفاينشتايغر أو ماتيو دارميان من يجب أن يُحاولا إيقاف تحرك دراكسلر.
الهدف الثاني لفولفسبورغ من فيرينيا
*مبادرات الخط الخلفي لليونايتد لغلق الفجوة بين الوسط والدفاع أيضاً مشكلة في التماسك العمودي لفريق فان خال. دون تماسك عمودي مناسب، يمكن لفولفسبورغ الوصول بين وسط ودفاع اليونايتد مساحة بينهما كبيرة. ذلك كان أيضاً بحكم تمركز الخط الأخير لفولفسبورغ مقارنة بالخط الأول.
*ضغط فولفسبورغ كان مثل مانشستر يونايتد بلاعبين في الخط الأمامي. في بعض الأحيان كان يظهر دفاعياً في شكل 4-4-2 | 4-2-3-1 ويتحول من الشكل الأول لـ 4-1-4-1 عدما يصل اليونايتد لمنطقة فولفسبورغ. أثناء هذا التحول كان اليونايتد يجد ثغرة في نصف المساحة التي كان يحاول خوان ماتا وفيلايني التواجد فيها عند عدم استقرار التماسك لفولفسبورغ من 4-2-3-1 لـ 4-1-4-1.
دون حماية كافية من خط الوسط، تمركز مارسيال وديباي يخلق خيار مثلث هجومي أمام حامل الكرة –قد يكون خوان ماتا. نظراً للمواجهة المباشرة لقلبي الدفاع وظهير فولفسبورغ القريبين من مارسيال وديباي مع مساندة ماتا كان من الممكن الوصول لمواجهة مباشرة أمام حارس المرمى بيناليو مع لاعبي هجوم اليونايتد. هدف مارسيال مثال على هذا الموقف.

الشوط الثاني
بعض الأمور التكتيكية أثارت الاهتمام من اليونايتد. واحدة منها كانت الاستمرار في الضغط في الثلث الأخير من نصف المساحة ومنطقة الوسط. فيلايني في المركز رقم 8 يتحول للخط الأمامي مع توقعات بمتابعته من طرف غيلافوغي لاعب فولفسيورغ مما يفتح نصف المساحة التي يشغلها الجناح القريب أو مارسيال.
فيلايني يقوم بدفع غيلافوغي الذي يراقبه للابتعاد عن منطقة الارتكاز، ونالدو قلب الدفاع يضطر للتقدم للضغط على مارسيال الذي يجد أمامه مساحة
هذه الميزة أصبحت بعد ذلك دون جدوى مع مساندة تحركات اللاعبين القادمين نحو هذه الثغرة بدت أقل قوة.
كان فولفسبورغ في هذا الموقف بطريقة 4-1-4-1. عندما يستلم مارسيال الكرة في منطقة مفتوحة، فولفسبورغ لديه فيرينيا، آرنولد ودراكسلر لإيقاف المهاجم الفرنسي. تحركات مارسيال كجناح أصبحت صعبة بحكم بعد الظهير القريب وشفاينشتايغر وفولفسبورغ نجح في عزله بسهولة.
لعب اليونايتد في الشوط الثاني كرات طويلة كثيرة من الخلف إلى الأمام في وقت كان ينبغي أن لا يتم ذلك. في لحظات كثيرة من بناء اللعب من الخلف، كان الشياطين الحُمر في حالة أفضلية عددية  3 ضد 1؛ 3 ضد 2 دون الضغط الكافي من فولفسبورغ. في مثل هذه الحالات كانت الكرات الطويلة خيارات للتقدم للأمام.
لعب فولفسبورغ بشكل متأخر في انتظار تقدم اليونايتد. استمرارهم في 4-4-2 دفاعياً والتحول لـ 4-1-4-1 دائماً ككتلة متراجعة للخلف. لعب اليونايتد بشكل عالٍ لم يكن مع القدرة على القيام بالضغط المُضاد في مواقف عديدة، في وقت كان يجب القيام بذلك والاستفادة منه في التحول السريع.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t

آندريه شوبيرت: الرجل الذي وراء عودة مونشنغلادباخ القوية


  صباح يوم جمعة بارد وممطر في بروسيا بارك، لكن هذا لا يقلق آندريه شوبيرت الذي يدخل ملعب التدريبات. يقول صباح الخير لاثنتين من الكاميرات التي تحييه عند دخوله. حارس الأمن طويل القامة يُرحِّب به أيضاً، يُربت على ظهره قبل أن ينطلق شوبيرت لملعب التدريبات.  اعتاد اللاعبون هذا، مدرب بشخصية إيجابية يظهر في التدريبات كل يوم مع ابتسامة عريضة على وجهه. 

كان المزاج مختلفاً في مكتب المدير الرياضي للنادي ماكس إبيرل في شهر سبتمبر. لم يكن لدى إبيرل أي خطة للخروج من الوضع الذي كان يعيشه النادي بخسارته للمرة الخامسة في أول 5 مباريات من الدوري، وهو رقم قياسي جديد للنادي غير مرغوب فيه تماماً والأكثر سوءاً أنه تم تأكيده من طرف غريمه التقليدي كولن. في مؤتمر صحفي عقب المباراة، لم يكن لدى المدرب لوسيان فافر أي أفكار حول ما وصل له النادي. في يوم الأحد، استقال.

في ذلك الوقت، كانت خسارة فافر تبدو أسوأ بكثير من النتائج على أرض الملعب. قبل أربعة أشهر، قاد بروسيا مونشنغلادباخ لإنهاء الموسم في أعلى مركز له منذ 27 عاماً، وبذلك يعود لدوري أبطال أوروبا (كأس الاتحاد الأوروبي) للمرة الأولى في 37 عاماً.

كانت تلك النجاحات مفخرة لأربع سنوات ونصف للمدرب السويسري أعاد فيها غلادباخ لمكانة مميزة في كرة القدم الألمانية. كان النادي يواجه شبح الهبوط عندما وصل فافر في عام 2011، كان هناك بعض التماثل لأن فافر ترك النادي في نفس المكان الذي وجده لها؛ المركز الأخير في البوندسليغا. ومع ذلك، كان رحيله ضد إرادة النادي وماكس إبيرل.
حتى في ذلك الصباح الاثنين في مكتبه، سأل إبيرل أندريه شوبيرت، الذين تولى مهمة تدريب الفريق الثاني للنادي في الصيف، ما إذا كان يقبل أن يكون المدرب في المباراة أمام أوغسبورغ بعد ذلك بيومين. لم يكن شوبيرت قد درب سابقاً في البوندسليغا، قاد بادربون للصعود من الدرجة الثالثة ودرَّب سانت باولي وكان قريباً معه من الصعود من الدرجة الثانية للأولى ولكن لم يكن هناك شيء مميز في سجله التدريبي. مسيرة شوبيرت اللاعب كانت محصورة في اللعب مع أندية في الدرجات الدنيا.
قال شوبيرت نعم لإبيرل وفي أقل من 3 أشهر، لا يوجد فريق في ألمانيا في مستوى أفضلَ من بروسيا مونشنغلادباخ. ولا حتى بايرن ميونيخ، الذي استطاع غلادباخ هزيمته 3-1 ويصل لسجل ثمانية انتصارات وتعادلين من 10 مباريات في الدوري تحت قيادة أندريه شوبيرت و26 نقطة من أصل 30 ممكنة مقارنة ببايرن 25 نقطة. عادوا من جديد للمنافسة على التواجد في المراكز الأربعة الأولى وفي جميع المسابقات، خسر مرة واحدة فقط كانت أمام مانشستر سيتي.
بشكل غير مفاجئ، تم تعيين شوبيرت بشكل دائم وليس مؤقت في نوفمبر. بالعودة مرة أخرى في سبتمبر، طلب المدرب من لاعبيه أن يكفوا ما يقومون به، ولا يفكروا فقط في عدم الخسارة. الآن، عليهم الذهاب للمباراة من أجل للفوز. استراتيجيته أثبتت فعاليتها سريعاً. واحد وعشرين دقيقة في مباراة شوبيرت الأولى، وكانوا متقدمين 4-0 أمام أوغسبورغ.

بعد فوزه في مبارياته الأول، قال أندريه شوبيرت بأن "كرة القدم لعبة بسيطة." حسناً، صاحب الـ 44 عاماً هو بالتأكيد من جعلها تبدو على هذا النحو. وقال لاحقاً أيضاً:"نريد أن نكون نشيطين في الطريقة التي نسيطر بها على اللعبة"، "نريد للهجوم، ونريد أن نقوم بالتحول بسرعة. نريد أن نقدم للجمهور الترفيه الحقيقي من خلال اللعب أكثر هجومية، كرة القدم هجومية".
المدير الرياضي إبيرل أشار للاختلاف الذي أتى به شوبيرت على فلسفة لعب سلفه لوسيان فافر:"نهاجم الآن 30 متر أعلى مما كان عليه الأمر مع لوسيان. نحن أقرب إلى المرمى، لذلك نسجل أهداف أكثر، ولدينا المزيد من الفرص".
خسارة ماكس كروزه لصالح فولفسبورغ كانت ضربة قوية؛ كروزه كان الأكثر صناعة للفرص والتمريرات الحاسمة في الموسم الماضي (9) وكان مؤثراً في تشكيلة فافر منذ قدومه من فرايبورغ. التعاقد مع جوزيب درميتش من باير ليفركوزن كان ينظر إليه بأنه تعويض حقيقي لكن مع أدائه تأكد أن لارس شتيندل من يمكن أن يُصبح شريك المهاجم رافاييل. هو بكل تأكيد أكثر من لاعب وسط هجومي، وفي طريقة 4-4-2 يمكن أن يكون مثالياً –ليس كما لعب في الارتكاز.

أمام بايرن تحول شوبيرت من الطريقة الاعتيادية 4-4-2 لـ 3-1-4-2 تحليل تكتيكي: بروسيا مونشنغلادباخ 3-1 بايرن ميونيخ، لكن بين الشوطين عندما كانت النتيجة لا تزال 0-0. سأل شوبيرت لاعبيه في غرفة تغيير الملابس إن كانوا يريدون الاستمرار في الطريقة الجديدة التي تدربوا عليها هذا الأسبوع فقط؟ أم يريدون التحول للطريقة التي اعتادوا عليها؟ اختاروا الاستمرار ونجح غلادباخ في الاستفادة من هذه المغامرة وفازوا 3-1!

رغم أن غلادباخ لا يمتلك دكة بدلاء مميزة مثل باقي الأندية التي تنافس على المراكز الأولى، لكن تمنح شوبيرت خيارات مهمة. آندري هان وباتريك هيرمان غابا بسبب الإصابة في معظم هذا الموسم، إبراهيما تراوري وفابيان جونسون هما البديلان على الطرفين. لاعب الوسط الألماني-السوري محمود داوود كان اكتشاف هذه الفترة -19 سنة يلعب بالقدمين معاً ويجعل كل شيء سهلاً- ومع لعبه بجانب القائد الجديد غرانيت تشاكا، فإن المهور لديهم ثنائي ارتكاز مميز.
الإصابات في الخط الخلفي يمكن أن تعتبر مؤثرة بغياب القائد مارتين شترانتسل، ألفارو دومينيغيث، طوني يانتشكه وحتى يوليان كورب كان مصاباً. على العموم، تمكن الفريق من الخروج في مباريات بشباك نظيفة أمام فولفسبورغ، يوفنتوس، إنغولشتات وشالكه في كأس ألمانيا مما أظهر أن غلادباخ لديه صلابة دفاعية حتى دون لاعبيه الأساسيين.
قارنت الصحافة الإيطالية شوبيرت بهاري بوتر قبل مباراة غلادباخ أمام يوفنتوس. عندما طُرح هذا التشابه عليه، ابتسم، قائلاً أنه لم يكن سوى الأولاد في الملعب الذين يقومون بالسِّحر. استلم غلادباخ وفي رصيده 0 نقطة بعد 5 جولات من البوندسليغا، 10 جولات بعد ذلك أصبح في المركز الثالث ومعدل تهديفي قريب من 3 أهداف في المباراة (سجل 29 هدف وتلقى 12). في كل المسابقات، 15 مباراة (10 انتصارات، 4 تعادلات) هزيمة واحدة أمام مانشستر سيتي. فاز على بايرن، فولفسبورغ، إشبيلية، شالكه (مرتين). تعادلين أمام يوفنتوس- هذا بالتأكيد نوع من السحر.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا


إقرأ المزيد Résuméabuiyad

t