عاد روبيرتو غاليارديني لأتالانتا قبل عام بعد إعارة
فاشلة في فيتشينتسا. كان الفريق الثالث له في دوري الدرجة الثانية حيث لعب لمعظم مسيرته القصيرة، بعد تشيزينا
وسبيتسيا ولعب بعض المباريات في كل مكان. العودة إلى بيرغامو لم تكن أفضل حالًا قبل
أن يستطيع أن يجد له عزاءًا بظهوره في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لأول مرة في
شهر مايو، وآخر مباراة في الدوري.
بعد بضعة أشهر من ذلك، أضحى غالياردي ليس فقط عنصرًا أساسيًّا
في أتلانتا وواحدًا من المواهب الواعدة في الدوري الإيطالي، ولكن ربح بالفعل دعوة من
المنتخب الإيطالي في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني ثم انتقاله إلى إنتر بعقد إعارة لمدة 18 شهرًا
من أتلانتا مع إلزامية الشراء بمجموع يقدر بـ25 مليون يورو. وهو الرقم الذي يعتبره
الكثيرون مبالغًا فيه. غاليارديني هو جزء من تلك المجموعة من الشباب في أتلانتا المتألقين
هذا الموسم مع المدرب غاسبيريني حتى قبل أن نتمكن من تقييمهم كقيمة فنية. إلى جانبه
ماتيا كالدارا، نفس العمر، الذي انتقل إلى يوفنتوس قبل بضعة أيام مقابل 20 مليون يورو.
الكثيرون يعانون من أجل تحديد ما إذا كان أتالانتا باع جيدًا أو الآخرون تحركوا أولًا.
تعودنا على الأخذ بالحسبان وتقريبًا من المسلم به
القيمة الاقتصادية والفنية للاعب، ولهاتين الحالتين مثل كالدارا وغاليارديني - حيث
في سعرهما تأتي بالتأكيد أكثر العوامل غير الملموسة مثل '' الجنسية الإيطالية' أو
"المنفعة في المستقبل" - تناقش أيضًا.
غالياردي هو في حد ذاته ليس لاعبًا رقم
"10"، من النوع الذي كان علامة في أحدث عصور كرة القدم، ولا رقم
"9". ولكن لاعب خط وسط دفاعي. وهو المركز الذي أصبح بكل تأكيد أكثر قيمة
في كرة قدم اليوم. نحن على يقين من أن سونينغ لا يتوقعون توتي جديد أو باجيو الجديد؟
بالإضافة إلى المزيد من القضايا العامة، منها ما
يتعلق بإمكانية الاعتماد على موهبة غاليارديني على وجه التحديد. لعب غاليارديني أساسيًا
في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في 8 مباريات فقط. عدد قليل جدًّا لتكون قادرًا على
تقييم جودة لاعب؟ وهل تم تسهيل الأمر من قبل
نظام غاسبيريني في أتلانتا؟
مميزات غاليارديني
تحدث الكثيرون في الأشهر الأخيرة عن هذا اللاعب
بعد دعوته للمنتخب الإيطالي، وبعد الأداء الرائع ضد روما. وهو ما يفسر حقيقة أنه في
الأساس، نحن لا نفهم حتى الآن كل ما هو عليه اللاعب.
وقد غذت الصحافة المفاهيم الخاطئة هذا الغموض، مثل
عندما اخترعت صحيفة لا غازيتا قبل شهرين علامات الاقتباس "بوغبا الأبيض"، خاطئة على العديد من المستويات. ومع
ذلك، فإن المقارنة مع بوغبا، تساعد على إظهار تميز غاليارديني في السيري آ. بوغبا من نوعية اللاعبين الأكثر لفتًا للانتباه، بالتسديدات البعيدة ومهارة الفرنسي ولكن يمكن أن نأخذ المقارنة من زاوية الحداثة في تفسيره لدور لاعب خط
الوسط.
كما هو مطلوب في لاعب خط الوسط الحديث، لا يوجد
لدى غاليارديني نقاط ضعف معينة. حتى إن كان لا يستطيع أن يفعل أي شيء بطريقة مميزة
ليبرز في الملعب (على عكس مثلًا زميله كيسيي). له سيطرة جيدة على الكرة، لا يملك رؤية الرقم "10"ولا دقة الرقم
"6". يستخدم كلا القدمين جيدًّا. أفضل مميزات غاليارديني هي أقل وضوحًا:
قراءته للعب، وعدوانيته العمودية التي تجعله فعالًّا.
ومن هذا المنطلق لاعب ذكي ولكن ليس المهندس الذي
يصمم اللعب، ولكن هو جيد جدًّا في اختيار الحل الصحيح عندما يتطلب منه اتخاذ قرار ضمن
مدى زمني ضيق. ليس جيدًا في خلق بيئة اللعب، ولكن يعززها عندما يسمح له الفريق أن يلعب
بشروطه. لهذا يبدو غاليارديني بأداء باهت في أسوأ مباريات أتالانتا، في حين كان متألقًا
في المباريات الأفضل (ضد روما مثلًا).
لماذا اهتم به إنتر؟
في ضوء صعوده الصاروخي واهتمام سونينغ واستعدادهم
للاستثمار فيه، يمكن للمرء أن يطرح بعض الأسئلة حول مميزات هذا اللاعب الذي لا يزال
غير معروف من قبل الجمهور العام، وكيف يمكن استخدامه في انتر. وفيما يتعلق الخصائص
التقنية والتكتيكية، هو لاعب في وسط مساند "interior". في 13 مباراة مسجلة حتى الآن مع قميص أتالانتا بيرغامو وخصائص فنية جيدة
والقدرة على المراوغة، كما يتضح من متوسط مراوغة 1,15 مقارنة بمتوسط 0.84 في هذا الدور.
هذه البيانات، جنبا إلى جنب مع نسبة التمريرات الصحيحة (%84.8) يمكن لنا أن نفهم كيف
أن غاليارديني لاعب يمكن أن يساهم في مرونة المناورة الهجومية. كل هذا دون
أن أن نهمل تمامًا المرحلة الدفاعية: غاليارديني هو أيضًا قاطع كرات، بمتوسط 4.38 كرات
مسترجعو في المباراة مقارنة مع متوسط 4,44 في الدور في السيري آ.
يفتقر خط وسط إنتر الحالي إلى الدقة في المراوغة،
وجميع اللاعبين معظمهم يستخدم كلاعبي ارتكاز، لديهم أو في أقل من 85% دقة تمريرات، في
حين، فيما يتعلق باسترداد الكرة، يتجاوز غاليارديني كل لاعبي خط وسط إنتر (أفضل مسترجع
كرات في إنتر هو ميراندا، في حين أن لاعب خط الوسط بروزوفيتش الأول بين لاعبي نفس الخط).
ما يمكن أن يقدمه غاليارديني أكثر إلى إنتر هو كيف تعلم لاعب خط وسط أتالانتا واستفاد
من العمل مع غاسبيريني هذا العام: تعود اللاعب على كثافة وشدة في اللعب وتغطية دور
يجمع بين تغطية جيدة وبناء اللعب. في مقابلة أجريت معه مؤخرا قال: "غاسبيريني يعلمك كرة القدم: كيف تصارع على الكرة بعدوانية، كيف تستعيد الكرة".
وبالإضافة إلى ذلك، وعلى مستوى تحفيزي، ليس هناك
شك في أن في خط وسط إنتر سيكون غاليارديني نهمًا، وهو الشاب الذي يشعر أن هذه الخطوة
بمثابة قفزة حقيقية في مسيرته. على العكس من ذلك، وصول لاعبين أثنت عليهم الصحافة ولكن
التوقعات الكبيرة شهدت خيبة أمل لعدم تمكنهم من أن يكون لهم تأثير (كوندوغبيا، بانيغا).
سيكون مطلوبًا من غاليارديني في هذا المنحى
إثبات جدارته في الملعب، بالنظر في الاستثمار الذي تم من سونينغ، وحرصهم على إظهار
أنهم لا يريدون ادخار جهدهم في الاستحواذ على اللاعب الذي يمكنه في نفس الوقت ضبط توازن
خط الوسط والتباهي بإسم "الموهبة الإيطالية الشابة."
أما بالنسبة لموقفه التكتيكي على رقعة شطرنج إنتر،
هذا السؤال يجب أن يجيب عليه ستيفانو بيولي، الرجل الذي دعته قيادة الانتر لتطبيع الوضع
في البيت النيرازوري بعد فشل تجربة دي بوير. بيولي هو واحد من أكثر المدربين حداثة
والمتطرفين من المدرسة الإيطالية. كما كان واضحا من المباراة الأولى، فكرته لكرة القدم
المتوقع أن يلعب بوتيرة عالية جدًا وتتميز بالعمودية، في الهجوم كما الموقف الدفاعي.
هذا حتى على حساب التفريط في توازن الفريق بشكل عام. فكرة طموحة نجحت حتى الآن
على نحو متقطع أيضًا بسبب عدم كفاية بعض الأدوات في الملعب.
دوره في خط وسط إنتر؟
من وجهة
نظر تكتيكية بحتة، في اتلانتا 3-4-1-2 غاسبيريني، شغل غاليارديني دور لاعب ارتكاز في
ثنائي بجانب كيسيي. دور لاعب الارتكاز في
4-2-3-1 المختبرة من قبل انتر بيولي لا يختلف. في هذا النظام، من شأن لاعب أتالانتا
السابق اللعب جنبا إلى جنب مع بروزوفيتش، والصراع على مركز
أساسي مع كوندوغبيا ومع تحول ميديل المحتمل لخط الدفاع.
كبديل لكوندوغبيا، غاليارديني مضمون، مقارنة بالفرنسي،
تواجد أكبر في بالتقدم نحو الأمام وقدرة أكبر على توليد التفوق التمركزي أمام خط الضغط
لوسط المنافس. في حين يفضل الفرنسية استلام الكرة على قدميه، لدى الإيطالي قدر أكبر
من الكفاءة للبحث عن المساحة واستقبال الكرة مع الجري. دفاعيًا، أظهر كوندوغبيا صعوبات
واضحة في التمركز، ولم يكن حتى الآن قادرًا على إرضاء بيولي، الذي يطلب من لاعبي خط
الوسط إنشا ضغط عال لإزعاج البناء المنخفض للعب من قبل الخصم. دينامية غاليارديني شرط
ضروري في شدة اللعب المطلوبة من غاسبيريني والتي يضعها بيولي في موقع متميز مقارنة
بالفرنسي، ناهيك عن أن في هذه المرحلة المبكرة من الموسم كان الشاب القادم من بيرغامو
أكثر انتباهًا في قراءة عمليات الخصوم (1.5 اعتراضًا للكرة في المباراة الواحدة، مقارنة
مع 1.3 لكوندوغبيا)، ونظافة التدخلات (1.8 خطأ في المباراة الواحدة، مقارنة مع 2.1
للفرنسي) وأكثر كفاءة في مواجهة الخصم واحد على واحد ، مع 0.6 مراوغة تلقاها في المباراة
الواحدة، إحصائية لا ترحم مقارنة مع المراوغات التي عانى منها في المباراة الرقم 7
في إنتر 1.7.
إذا فات الأوان ويحتاج إلى اللحاق بالركب، يعاني
غالياريدني في السرعة (خير مثال على الفرق بين السرعة والديناميكية). ليس دائمًا لديه
القوة على إيقاف الخصم جيدًا حتى في الأطراف. على العكس من ذلك، هو جيد جدًا في الدفاع
المتقدم، وقراءة اللعبة وقطع ممرات التمرير. غاليارديني هو واحد من أفضل الأمثلة على
أن نوعية الافتكاكات في كثير من الأحيان أكثر أهمية من الكمية (كما هو موضح من قبل
هذه الخريطة من Wyscout).
في حال ما اختار بيولي 4-3-3 أكثر تماسكًا، قد يجد
غاليارديني هنا الدور الذي ربما هو الأنسب لخصائصه كلاعب وسط بوكس-تو-بوكس، مع لاعب
خط وسط آخر هو بروزوفيتش وبديل لماريو جواو، مع ميديل أمام الدفاع. عودة التشيلي، الذي
لا يزال مبتعدًا بسبب الاصابة، سيكون العنصر الأساسي للسماح للإنتر للعب مع هذا النموذج.
غاليارديني هو واحدة من أفضل مستعيدي الكرة في الدوري الإيطالي. ولكنه ليس، على سبيل المثال، مثل ناينغولان.
في هذا السياق، فإن خط وسط إنتر سيكون أكثر توازنًا،
مع وجود لاعب دفاعي (ميديل) يحيط بها اثنان من اللاعبين الهجوميين (بروزوفيتش وغاليارديني
أو بروزوفيتش وجواو ماريو). ومع ذلك، في حين أن ثلاثي في الوسط مكون من لاعبي خط الوسط
جواو ماريو، غاليارديني وبروزوفيتش غير مرجح ولكن ليس مستبعدًا باستخدام غاليارديني كرقم 6. هنا النيرازوري يفترض خط الوسط مع ميديل
أمام الدفاع وعلى جانبيه (ماريو جواو) أو على وجه التحديد بروزوفيتش غاليارديني).
وصول غاليارديني يزيد عدد لاعبي خط الوسط في فريق
بيولي، وبالتالي منافسة داخلية لحمل القميص الأسود والأزرق. وهناك خطر أكثر من ذلك، في هذا المعنى،
بانيغا وكوندوغبيا. الفرنسي، تحدثنا عنه أعلاه. يضيف غاليارديني دينامية أكبر لخط
الوسط من التي أظهرها كوندوغبيا. يتشابه من الناحية الفنية (88% نجاح التمريرات للاعب
موناكو السابق مقابل 85% من غاليارديني) ولاعب أتالانتا السابق مفضل في الهجوم في مساهمته وصناعته اللعب مقارنة مع الفرنسي. الميل الأكبر للإيطالي الشاب في الهجوم.
ولكن وصول غاليارديني يعرض مستقبل بانيغا مع النيرازوري
للخطر أيضًا. وصل الأرجنتيني في فصل الصيف من إشبيلية لكن لم تكن لديه القدرة على التأثير على اللعب ووجد صعوبة في حجز مكان أساسي مع دي بوير
ثم مع خليفته. وعلى الرغم من أن بانيغا قد سجل عددًا مثيرًا للاهتمام من التمريرات
المفاتيح (2.7 في المباراة الواحدة)، وحققت حتى الآن هدفين و 3 تمريرات حاسمة، مع دي
بوير كان في كثير من الأحيان خارج مركزه، ولا
يبدو قادرًا على الاندماج في نظام بيولي، كونه غامضًا من الناحية التكتيكية.
وصول لاعب خط وسط آخر والصعوبة الجلية والتي يعترف
بها بيولي للتسوية مع الأرجنتيني وجواو ماريو وما يقوم
به من تقييد المساحة المتاحة لبانيغا. وقد
أظهر إنتر صعوبة في الإبقا على خط وسط يتكون من بيريسيتش، كاندريفا، جواو ماريو وبانيغا،
إضافة إلى إيكاردي. مع بروزوفيتش و / أو غاليارديني، بالإضافة ربما إلى ميديل، سيكون الفريق أكثر توازنًا. ومع ذلك، فإن التوازن
الذي سيكون على حساب تواجد بانيغا، والذي ليس من قبيل المصادفة، وفقًا للشائعات، أن
يكون بالفعل على قائمة الممكن خروجهم.
وعلاوة على ذلك، فإن فكرة أن غاليارديني سيصبح بديل
بروزوفيتش قد يكون له معنى حتى في المستقبل. في الواقع، إذا كان اليوم الرقم 77 هو
واحد من العناصر الرئيسية للانتر، وخصوصا لمساهمته في الهجوم، يجب أن ننظر أيضًا أن
الكرواتي هو (مع إيكاردي) واحد من عدد قليل من لاعبي إنتر المتواجدة أسماؤهم في سوق
الانتقالات وبالفعل بدا على وشك ترك إنتر في الصيف الماضي، شيء يحسب حسابه للصيف المقبل،
وحاجة إنتر إلى تعديل في الميزانية القادمة. محاولة خط وسط مع غاليارديني في دور بروزوفيتش
ودون الكرواتي يمكن أن يمثل الاختبار الأساسي للحالة التي سوف تصبح هي القاعدة في الموسم
المقبل.
خلاصة
حتى يثبت بوضوح قيمته، سوف نناقش كثيرًا تكلفة غاليارديني،
يمكننا أن نشرح بالاختيار بين نظريتين. قد تعتقد أن إنتر قد دفع 30 مليون يورو لندرة
خصائص غاليارديني، ولذلك ربما ينبغي لنا أن نعتاد على العالم الذي تكون فيه الوظائف
التكتيكية تستحق أكثر من الموهبة الطبيعية. أو يتعين علينا أن نفكر بأن الإنتر قد دفع
من أجل الروح الإيطالية وشباب غاليارديني، سلعة ثمينة في الأوقات التي تكون فيها فرق
(ميلان مع رومانيولي والثقة الكبيرة التي وضعت في لوكاتيلي ودوناروما، واستراتيجية
يوفنتوس لسنوات عديدة الآن). ويبدو أن إنتر قد قررالاستثمار في فكرة ان الإيطاليين
أكثر موثوقية.
من غير المتوقع تصور إدخال فوري لغاليارديني في
التشكيل الأساسي. اللاعب هو شاب واعد لم يثبت قيمته بعد بالكامل. في هذا المعنى، ما
لم يثبت لاعب أتالانتا السابق قدرة تأثير فوري خصوصًا وأنه يعتبر أول صفقة لإنتر
بيولي، والأكثر احتمالًا هو انضمام غاليارديني في البداية للمداورة والمنافسة بين خط
وسط إنتر(كما ذكر في وقت سابق )، خصوصا مع كوندوغبيا على حساب وقت اللعب المقدم لبانيغا. أعتقد أن غاليارديني سيجلب المميزات التي كان يأمل إنتر في الحصول عليها من كوندوغبيا وفيليبي ميلو.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @tacticalmagazin وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: