تحليل تكتيكي: بروسيا دورتموند 4-0 بروسيا مونشنغلادباخ

 
    كانت بداية مثالية لتوماس توخيل. دورتموند تحت قيادة خليفة كلوب فاز في 4 مباريات رسمية في كل البطولات من بينها المباراة الأولى في البوندسليغا أمام مونشنغلادباخ 4-0 مع أداء أكثر من رائع على ملعب إدونا بارك.





بدأ دورتموند كما كان متوقعاً بـ 4-1-4-1، وتواجد يوليان فايغل في المركز رقم 6 مثل مباراة الكأس أمام شيمنيتس. شينجي كاغاوا كان أساسياً بينما غونزالو كاسترو القادم الجديد تواجد في دكة البدلاء. ماركو رويس وهنريخ مخيتاريان على الطرفين.

مدرب غلادباخ لوسيان فافر بدأ اللقاء بإشراك ثنائي قلب الدفاع الشاب المكون من آندرياس كريستينسين ومارفين شولتس، بحكم غياب الثنائي مارتين شترانتسل وألفارو دومينغيث وبدء يانتشكه في مركز الظهير الأيمن. غرانيت شاكا ولارس شتيندل ثنائي الارتكاز، وعلى الطرفين فابيان جونسون وإبراهيما تراوري لاعبان يمكنهما الانطلاق بسرعتهما في المساحات لكن ذلك حدث نادراً. في الهجوم الثنائي رافاييل ويوسيب درميتش الذي عوض ماكس كروزه المنتقل لفولفسبورغ هذا الصيف. 

 
دورتموند سيطر من البداية ولم يترك المجال لغلادباخ للقيام بمرتدات. ضغط الأسود أكثر عندما واجهوا سلبية المهور الذين تمركزوا حتى منتصف الملعب ولعبوا تمريرات في البداية باتجاه الهجوم.

مثال لضغط دورتموند في المباراة
 
مع تبادل الأدوار بين يوليان فايغل وإلكاي غوندوغان بتحرك الأول على اليسار وتراجع الثاني للخلف، شاهدنا أيضاً تقدم سوكراتيس وهوميلس، قلبا الدفاع حاولا التواجد مباشرة أمام درميتش ورافاييل لصد أي محاولة تمرير لمهاجمي غلادباخ. فايغل أصبح يغير من انطلاقاته، وبالتالي يفتح المساحات لهوميلس الذي تقدم أكثر وأصبح خياراً متاحاً للتمرير وصناعة اللعب.

لوكاس بيتشيك كان غير متقدم كثيراً بالمقارنة مع شميلتسر، الظهير الأيمن البولندي كان محطة استلام وتسليم لغوندوغان في بناء اللعب. بحكم هذا الترابط على الطرف الأيمن، بدأ الفريق في اللعب بشكل أكثر سرعة على الطرف الآخر. شميلتسر كان متقدماً ومخيتاريان خلفه وهوميلس غالباً ما كان حراً كخيار للتمرير والاستمرار في التحول من اليمين لليسار.

بفضل هذه التحركات، استطاع غوندوغان أن يُبعد لاعبين من الخصم بحكم تحرك شاكا من مركزه الأصلي. سوكراتيس ينضم للسلسلة ويمرر لهوميلس، مما يجعله يجد الوقت ومساحة كبيرة باتجاه شميلتسر. 
  في الهدفين الأول والثاني لدورتموند، هذه التركيبة في بناءالهجمة وصناعة اللعب كانت ناجحة بامتياز. قبل 1-0 كان الأسود والأصفر يعتمد على الجناح الأيمن عبر غوندوغان وبيتشيك، قبل أن يصبح سوكراتيس يمرر بسرعة نحو هوميلس. هنا الكرة وجدت طريقها من هوميلس لكاغاوا الذي ابتعد عنه شتيندل المكلف بمراقبته ربما لمحاولة غلق مجال التمرير نحو مخيتاريان على الطرف. تمريرة قُطرية من هوميلس ثم كاغاوا الذي لم يتأخر في إرسالها لرويس الذي سدد الكرة نحو القائم القريب وسجل الهدف.

عند 2-0، كان التحول سريعا باتجاه هوميلس الذي مرر الكرة مباشرة لشميلتسر الذي كان خلفه مخيتاريان على الجناح الأيسر. الظهير الأيسر فضَّل تمريرة كرة عالية نحو رأس بيير-إمريك أوباميانغ الذي وجد شباك يان زومر.
 
دفاع غلادباخ 

المهور دافعوا بخطتهم المعتادة 4-4-2 بتواجد رباعي في الوسط في خط واحد أمام خط الدفاع لكن ثنائي الهجوم نادراً ما وجد الفرصة للوصول لمنطقة دورتموند. بروسيا عرف كيف يستفيد من وضع غلادباخ والتمركز الذكي لفايغل وغوندوغان ثنائي الارتكاز ساهم في استمرار التفوق.

 
 
إحصائية لتمريرات فايغل وغوندوغان خلال المباراة


 خطة لوسيان فافري دائماً ما تعتمد على غلق المساحات على الأطراف أمام الخصم مستفيداً من واجبات لاعبي الوسط الدفاعية، وبالتالي لا وجود لـ نصف مساحة فارغة. لكن التحول السريع لدورتموند من الخلف للأمام أجبر غلادباخ على التحرك بسرعة في هذا الاتجاه. هنا يأتي تغيير في الواجبات حول من يجب مراقبته من قبل من والتحرك من أجل قطع التمريرات، وبالتالي هذا التحول يجعل رد الفعل يأتي مفاجئاً ويجد دورتموند المساحة التي يستغلها لصالحه.

أثناء تقدم لاعبي غلادباخ خصوصاً عندما تصل الكرة لرومان بوركي حارس دورتموند، نجد أن كشاكا وشتيندل يراقبان فايغل وغوندوغان بالمقابل قد نجد جونسون وتراوري متأخرين عنهما لكن الغريب كان في تمركز درميتش ورافاييل. المهاجمان لم يضغطا على هوميلس وسوكراتيس وكانا قريبين من بعضهما البعض، وبالتالي وجد قلبا دفاع بروسيا الوقت والمساحة لبناء اللعب من الخلف.

عند مراقبة كشاكا لغوندوغان فإنه يترك المساحة خلفه ويجب على شتيندل أن يتكفل بالفراغات لوحده –وهو لاعب هجومي ولا يمكن مقارنة أدواره بالأدوار التي كان يقوم بها كريستوف كرامر. المساحات العديدة التي تركت في الخلف،  يمكن للأسود والأصفر استغلالها عبر الترابطات التي يقومون بها من غوندوغان لهوميلس لكاغاوا وأوباميانغ وباقي زملائهم في سيطرتهم على المباراة.



بعد أقل من نصف ساعة، بروسيا دورتموند تقدم 3-0. شتيندل خسر الكرة بعد ركلة ركنية في نصف ملعب الخصم. كرة فاغل مرة لغوندوغان الذي مرر نحو أوباميانغ المنطلق بسرعته في المساحة، وفي النهاية أرسل كرة عرضية نحو مخيتاريان.



12 تسديدة على المرمى لدورتموند مع نهاية الشوط الأول مقابل 3 فقط لغلادباخ وهو ما يؤكد الفرق الواضع في أداء الفريقين. في الدقيقة الـ50 سجل البي فاو بي 4-0 وهي النتيجة النهائية للمباراة. هجمة سريعة وكرة مباشرة من كاغاوا لرويس المنطلق في المساحة أيضاً، قبل يمرر الكرة للخلف لمخيتاريان -الذي سجل هدفين في أول مباراة في البوندسليغا هذا الموسم بعدما احتاج 24 مباراة الموسم الماضي للقيام بذلك.



بعد الهدف الرابع استمر دورتموند في تدويرالكرة مع تجنب خطورة محتملة من الخصم وكان من المُمكن أن يضيف هدفاً آخر.

 

خلاصة

يمكن أن نلتمس الأعذار لفافري الذي كان قراره إشراك قلبي دفاع بسن 19 و20 سنة، رغم أن شولتس لعب مباراة جيدة والإثنان كانا مع فريق بأداء دفاعي ضعيف.



بالمقابل، بداية أكثر من رائعة لتوماس توخيل مع دورتموند (4 مباريات، 4 انتصارات، 0:12 هدفاً)، طبعاً لا يمكن أبداً الحكم على مدرب من مبارياته الأولى لكن هناك الكثير لنراه من هذا الفريق. سيكون من المُثير لو تابعنا كيف سيكون أداء ماتس هوميلس، هينريخ مخيتاريان أو شينجي كاغاوا.


للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad