تحليل تكتيكي: بايرن ميونيخ 1-0 بنفيكا

   عانى بايرن من مشاكل كبيرة أمام بورتو في مباراة الذهاب في دوري الأبطال. هذه المرة كان الخصم بنفيكا البرتغالي لكن المباراة الأولى في اليانتس آرينا، دون أداء فردي كبير من معظم لاعبيه خرج بهدف نظيف قبل مباراة العودة في ملعب النور بلشبونة بعد أسبوع.
تشكيلة بايرن: اعتمد بيب غوارديولا في تشكيلته الأساسية على فيليب لام وخوان بيرنات في مركزي الظهير الأيمن والأيسر على الترتيب؛ يوشوا كيميش ودافيد ألابا في وسط الدفاع. أرتورو فيدال في الارتكاز أمامه تياغو ألكانتارا وتوماس مولر. دوغلاس كوستا وفرانك ريبيري على الجناحين؛ روبيرت ليفاندوفسكي في الأمام.
تشكيلة بنفيكا: اختار روي فيتوريا إشراك الحارس إيدرسون بدل المصاب جوليو سيزار. ألميدا وإليسو في مركزي الظهير الأيمن والأيسر؛ لينديلوف وجارديل في وسط الدفاع. فيسا وريناتو سانشيز في الارتكاز، بيزي ونيكو غايتان على الطرفين. جوناس وكستاس ميتروغلو في الهجوم.


*شكَّل غوارديولا فريقه  في 4-1-4-1. كيميش وألابا في وسط الدفاع، على جانبيهما لام وبيرنات. فيدال في الارتكاز أمامه تياغو ومولر معًا في المركز رقم 8. دوغلاس كوستا وفرانك ريبيري على الجناحين. ليفاندوفسكي في الأمام.
في المركز رقم 8  كان هناك عدم تماثل في دوريهما وهما بمثابة نوعين مختلفين من اللاعبين. تقريبًا دائمًا ما يكون مولر بدور أقل تركيزًا في بناء اللعب كلما لعب في هذا المركز هذا الموسم، ويندفع إلى الأمام أو يتبادل الأدوار مع الجناح الأيمن. تياغو مرة أخرى ينخفض إلى الوراء، يشغل نصف المساحة الأيسر ويقوم ببناء اللعب من هناك.
كان هذا في هذه المباراة أيضًا؛ كما حضر دور لام وبيرنات كذلك اهمية دور الجناحين. كوستا وريبيري كانا مبدئيا على عرض الملعب وحاولا من مواقف واسعة للغاية للوصول إلى المراوغة.
الفرق يكمن في المساندة:  كان بيرنات في كثير من الأحيان ينطلق خلف ريبيري وبيرنات لم يلعب على نطاق واسع جدًا فقط، ولكن انتقلت في وقت مبكر إلى الأمام. بالمقابل كان كوستا بالكاد يجد هذا الدعم من لام، بدلًا من ذلك بقي في كثير من الأحيان وحده على الطرف، ولذلك أيضًا غالبًا ما يكون مرتبطًا بمركزه على الجناح وبدعم أكثر من مولر عن لام.
ومع ذلك، لم يكن مولر فقط مساندًا على الجانب، ولكن شغل في بعض الأحيان دفاع الخصم حتى يكون كوستا في موقف أفضل، وكذلك شغل مولر جزئيًا مساحة الرقم عشرة أو انخفض مرة أخرى إلى في نصف المساحة الأيمن. نادرًا ما كان لام يقوم بانطلاقات خلف كوستا بل كان يساهم في بناء لعب بايرن من مساحة حيث تياغو على اليسار، فيدال كرقم 6 ولام على اليمين. في الخلف ألابا وكيميش ينتقل قليلًا إلى اليمين.
كانت هناك العديد من التغييرات في المراكز. التحول الأكثر شيوعًا هو انخفاض أو تقدم لام أو تياغو، حيث شكل أحدهما ثنائية الارتكاز مع فيدال. كان أمرًا مثيرًا للاهتمام أن نرى كيفية تأمين مرونة بايرن من فيدال، تياغو ولام تبعًا للموقف وبسبب قلبي الدفاع مثل انطلاق فيدال في عملية الهدف وبطريقة لدمج قدرات فيدال في اللعب التمركزي دون تغيير كبير.

*كما كانت هناك مرونة أمام الكرة. كانت هناك عدة مرات 4-1-4-1 وحتى 4-3-3 في مرات قليلة، وغالبًا ما كان مولر أعلى ويقف مع ليفاندوفسكي أمام قلبي دفاع الخصم كمهاجم ثانٍ صريح، في حين كان تياغو يضغط على نفس الخط مع الجناحين ويتمركزان بشكل قريب جدًا.


 بايرن 4-1-3-2 وبنفيكا في 4-4-1-1

 هنا كان شكل 4-1-3-2 الذي نجح بشكل جيد جدًا وكان بنفيكا على الفور تحت الضغط. التمريرات إلى الجانب كانت تتابع من قبل المهاجمين والجناحين. ونظرًا لتقدم تياغو كان ارتكاز الخصم أمامه مع المهاجمين الإثنين، فضلًا عن منع خيارات التمرير للخلف. التمريرات الأخرى كانت تجد انطلاق الجناحين جنبًا إلى جنب مع تياغو، وتأمين فيدال للمساحات الواسعة في الوراء.
 ولكن بايرن كان لديه تواجد كبير في خط الوسط مع فيدال، لام، تياغو ومولر. يتم العثور على الرجل الحر في بناء اللعب، وكانت هناك مساحات مفتوحة على الجانبين لريبيري أو كوستا. على وجه الخصوص، كان بيرنات ولام دائما حرين في مراكزهما.



 *كان فيدال قادرًا على الإقناع مرة أخرى ويعيد الإشارة إلى الدور الذي تم التعاقد معه من أجله. باستيان شفاينشتايغر في ذروة تأقله كان معروفًا بتقدمه المنتظم للهجوم، ويواجه ظرفيا حالات الضغط في الأمام. جمع المحارب أرتورو فيدال في هذه المباراة كل هذه المهارات، مما يكشف الأداء المتميز. أمام الكرة، دافعت بذكاء في مواجهة المرتدات ومع الكرة، قام بتنظيم اللعب. كان يمكن العثور على التشيلي في جميع أنحاء الملعب، وكان لديه بالفعل في نهاية الشوط الأول فقط 43 لمسة للكرة وسجل هدفًا.

*فيليب لام قدم أداءًا جيدًا للغاية. عندما يكون بايرن بدون الكرة، ينتقل القائد لمركزه كظهير أيمن، أين يمكن أن يفوز بـ 83% من عرقلاته. عندما يكون فريقه يمتلك الكرة، ينتقل للارتكاز على نحو متزايد لدعم أرتورو فيدال في بناء اللعب وتأمين تقدم التشيلي. هذه العملية تنسق في بعض الأحيان بشكل جيد للغاية، وتؤدي إلى بعض الحلول التي تجعل بايرن يصل للثلث الأخير. اللاعب البالغ من العمر 32 عامًا وصل إلى 100 لمسة للكرة وكان نقطة تأمين رئيسية أمام فريق هجومي جدًا. من 82 تمريرة كانت منها 75 صحيحة، وهو ما يعادل نسبة 91%.  كما قدم تمريرة هدف وتقريبًا كان يمكنه جعل النتيجة 2-0 لو لعب ليفاندوفسكي كرة قصيرة داخل منطقة الجزاء بدل كرة طويلة جدًا.
يمكن هذا أن يكون دليلًا آخرَ على أن القائد يمكنه أن يستمر في المضي قدمًا في المباريات الكبيرة. هميته بالنسبة للاستقرار في الموقف الدفاعي في هذا اللقاء الكبير ومدى التحدي في الحفاظ على التوازن كظهير في نظام بيب غوارديولا، أظهر بيرنات ضعيفًا على الجانب الآخر رغم تمريرته الحاسمة. فاز الإسباني في 40% فقط من عرقلاته، وكان عليه ارتكاب أخطاء ثلاثة. تمركز لام دائمًا ما كان بشكل صحيح من قبل لعبه التمركزي حتى في بعض حالات الهجمات المرتدة ودون ارتكاب أخطاء. وعلاوة على ذلك، كان في مواجهة نيكولاس غايتان من أكثر اللاعبين أهمية في الفريق الخصم ولاعب قوي جدًا 
.
*كما ذكرت في تحليلي لفريق بنفيكا، فإن روي فيتوريا استمر في شكل4-4-2 الذي اعتاد عليه الفريق مع جورجي جيسوش وبالكاد تلاحظ اختلافات. في مباراة اليانتس آرينا كثيرًا ما كانت هناك 4-4-2، 4-4-1-1 و4-3-3 و كانت هذه الأخيرة لا سيما في المرحلة الأولى عندما اندفع نيكو غايتان الجناح الأيسر عدة مرات إلى الأمام وكان في خط مع المهاجمين الإثنين.  يفترض أن هذا التوجه كان على لام، خصوصًا بسبب دوره غير التقليدي كظهير أيمن. 

 ضغط بنفيكا في 4-3-3
 كانت أكبر مشكلة لبنفيكا أنه لديه تماسك أفقي جيد جدًا ولكن ليس كما هو الحال عموديًا وبالتالي لم يكن لديه وصول كبير لبناء لعب بايرن. وبالتالي يكن البافاري بالكاد يجد مشكلة في دوران الكرة وتحديد الموقف. في حين كانت هناك ندرة في الفرص المستمرة في الثلث الأخير، ولكن بايرن كان مستقرًا في الثلث الأول ويمكن دائما التغلب على الخطين الأول مرة أخرى.
المرحلة الأولى من بايرن كانت قوية بعد الهدف المبكر قبل أن يبدأ في التراجع أمام تنظيم خطوط الخصم، خصوصًا بعد عدم قدرة البافاري على الوصول في 4-1-3-2 وهذا بنفيكا يمكنه أن يجد راحته للعب، وهذا يؤدي للضغط على بايرن والتقدم للأمام.  بطبيعة الحال، ساعد في ذلك أيضًا النوعية الفردية من ريناتو سانشيز على الكرة، مما جعل بعضًا من ضغط بايرن لا شيء.

تطور الأمر في الشوط الثاني. بالطبع كانت هناك تغييرات غوارديولا المعتادة إلى حد كبير. لم يكن هناك سوى عدد قليل من التعديلات الطفيفة مثل انطلاقات أكثر للأمام من بيرنات من خلال نصف المساحة قبل ريبيري واستبدال كيميش لصالح مارتينيز مما يعني من نوع لاعبين مختلف في الخط الأول وكومان بدل كوستا، مما يعني المزيد من التركيز على تحقيق اختراقات. بدا بايرن متقلبً جدًا في الضغط، وافتقر للشدة في القيام بذلك وكان هناك بضع مرات شكل 4-4-2 ضد الكرة. 

خلاصة
بدأ بايرن المباراة بشكل قوي لكن هدأ إلى حد كبير في هدوء ليس كذلك الذي يسبق العاصفة وكان يمكنه أن يقدم أداءًا أفضلَ. ربما من الغريب انتظار أداء مميز من البافاري إن أخذنا في الحسبان الأداء المتراجع هذا العام، وخصوصًا أنه واجه بنفيكا مميز كان قويًا دفاعيًا ومستقرًا وأكثر حضورًا في الأمام.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad