تحليل تكتيكي: بروسيا دورتموند 0-0 بايرن ميونيخ


  بعد خسارة بايرن أمام ماينتس وهي الثانية له هذا الموسم ، كانت مباراته ضد بروسيا دورتموند بحوافز إضافية، فوز دورتموند سيعني تقليص صدارة البافاري لفارق نقطتين فقط. انتهت المواجهة بنتيجة التعادل السلبي  0: 0 بين طرفين لديهما معدل أهداف أكثر من هدفين في مبارياتهما لكن "عرض جيد لدورتموند وبايرن، والمشاهدين وكرة القدم الألمانية" بيب غوارديولا.
تشكيلة دورتموند: بشكل مفاجئ، أشرك توماس توخيل إيريك دورم كظهير-جناح أيمن،  خصوصًا من أجل مراقبة دوغلاس كوستا. هذا كان من شأنه أن يجعلنا نرى دورتموند بـ5 لاعبين في الخط الخلفي ( دورم وشميلتسر على الطرفين؛ بيتشيك، بيندر وهوميلس في قلب الدفاع) بينما إلكاي غوندوغان ويوليان فايغل في الارتكاز. مخيتاريان على الجناح الأيمن ورويس على الأيسر، وأوباميانغ في الهجوم في طريقة 3-4-3/ 5-4-1.
تشكيلة بايرن: بالمقابل، اعتمد غوارديولا على ثنائية كيميش-ألابا في قلب الدفاع مع لام وبيرنات كظهيرين أيمن وأيسر. تشابي ألونسو وأرتورو فيدال في الارتكاز. روبين، كوستا، مولر وليفاندوفسكي في الأمام في طريقته 4-3-3 المرنة.

*أثبت قرار توخيل المثير للاهتمام بالتحرك للعب بسلسلة من 5 لاعبين في الخط الخلفي أنها كرة ممتازة لأن الخط الدفاعي وآلياته كانت حاسمة في نهاية المطاف للوصول للاستقرار الدفاعي للفريق المضيف.
السمة الأبرز في الدفاع كانت التحركات لمساحة الارتكاز من هوميلس بشكل أساسي ولكن أيضًا تحرك بيتشيك على الجانب الأيمن. كان لكلي قلبي الدفاع القدرة على ترك الخط الخلفي والانتقال لمركز الوسط الدفاعي عند تقدم فايغل وجوندوجان في دفاعهم على مستوى أعلى من الملعب.
كان يظهر دورتموند في شكل 4-1-1-3-1 خلال المرحلة الأولى للضغط. اندفاع غوندوغان لمركز الرقم عشرة وفايغل أمام الانطلاقات المتقدمة. يتقدم هوميلس من اليسار وغالبًا ما يملأ الثغرة على جانب فايغل.
تحركات هوميلس تم الإجابة عنها من بيندر وبقية خط الدفاع بشكل واضح. وكانت التحركات إما للغرض المذكور، لملء الثغرة في وسط الملعب دون كشف الخط الأخير. أو متابعة هوميلس توماس مولر، الذي يتراجع مرة أخرى. بيندر كان موجهًا بشكل خاص في المرحلة الأولى بشكل قوي جدًا على روبيرت ليفاندوفسكي.

في الشوط الأول غالبا ما شاهدنا هوميلس ينتقل للمنطقة الأمامية أكثر من بيندر وبيتشيك. وكان التوجه لحركة مولر الذين ينخفض للمساعدة في خلق تحكم بايرن في المنطقة الوسطى في المرحلة الأولى من الهجوم (أي مرحلة بناء الهجمات من الخط الخلفي).
من خلال الخروج من الخط الدفاعي، يمكن لهوميلس تغطية تحركات مولر وشغل المساحة وراء لاعبي الوسط.
في القيام بذلك، حقق دورتموند أمرين. أولا، سمح لهم متابعة التحركات المنخفضة لمهاجمي بايرن وعلى وجه التحديد توماس مولر. من خلال متابعة هذه التحركات من هوميلس وزملائه، سمح لهم تقييد قدرة بايرن على خلق لاعبين الأحرار بين الخطوط حتى عندما كان فايغل وغوندوغان متقدمين مع التوجه نحو اللاعب، ولاعبو بايرن في المساحة في الوراء تعذر عليهم الوصول بسهولة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التحركات إلى الأمام من خط الدفاع دعمت التماسك القطري لدورتموند. مع تقدم ثنائي الارتكازعاليًا نسبيًا، كان هناك إمكانية للمساحات الكبيرة التي يمكن العثور عليها بين خط الوسط وخط الدفاع. إلا أنهم كانوا قادرين على تغطية هذه المساحات بشكل فعال من خلال توجيه هوميلس وبيتشيك الذي يمكن أن يتحركا صعودًا وشغل الثغرات جيدًا لإيقاف بايرن من الاستفادة منها.
*التفوق العددي في الخط الأول دعم دفاعهم عن مناطق واسعة. من خلال سلسلة دفاعية من 5 لاعبين، كان خط الخلفي لدورتموند قادرًا على التحول بفعالية وتقييد أي مساحة على الأجنحة لبايرن يمكنه الاستفادة منها. قلب الدفاع القريب للكرة يمكنه الخروج وتطبيق الضغط في نصف المساحة لأنه يتطلع إلى منع بايرن من الاختراق للداخل سواء من كوستا أو روبن في هذه المناطق.
لم تكن الآليات دائمًا مثالية كما واجه دورتموند بعض المتاعب مع خروج هوميلس عند انخفاض موقف مولر أعمق من مساحة الرقم 6 لدورتموند. كان هوميلس مترددًا لمتابعة مولر حتى نصف ملعب الخصم مع الرغبة في تكفل لاعب وسط بهذه المهمة. ولكن هذا لم يكن دائما منسقًا تنسيقًا جيدًا، وكان مولر قادرًا على التقدم بالكرة في بناء اللعب من خلال ترابط في الوسط في حين تركز الضغط الموجهة لللاعب من دورتموند في مناطق أخرى.
تغطية الخط الدفاعي في رد فعل على تحركات هوميلس كان يمكن أن تكون أفضل أيضًا. في بعض الحالات لا تغطى مساحة هوميلس في الخط دفاعي بشكل  فعال بما فيه الكفاية، وهذا أدى في لحظات قصيرة لعدم استقرار لدفاع الأصفر والأسود. هذه المسائل يمكن أن تكون ناشئة من المراقبة بالتوجه للاعب من الدفاع. كما كان بيندر مع ليفاندوفسكي وكان شميلتسر أكثر تركيزًا على إيقاف الجناح الطائر روبين وبالتالي أصبح من الصعب عليهم التعاون معًا لإغلاق المساحات المتبقية من قبل حركة هوميلس.
من خلال تغطية مساحة الرقم 6، استفاد كل من فايغل وغوندوغان من وجود قدر أكبر من الحرية في الضغط العالي. غالبًا ما أخذ لاعبا خط الوسط موقف أعلى من رويس ومخيتاريان بسبب التوجه على اللاعب على ألونسو وفيدال ولكنهما لم يكن لديهما ما يدعو للقلق حول المساحة التي تركت وراءهما بسبب تغطية قلوب الدفاع. مع زيادة القدرة على الضغط العالي، كان فايغل وغوندوغان قادرين على التحرك للأعلى في الضغط الموجهة للاعب، وتوفير تغطية قوية على ألونسو وفيدال عند بناء لعب بايرن من العمق. جنبًا إلى جنب مع ضغط ثلاثي الخط الأول، كان دورتموند قادرًا على تطوير وصول دفاعي نسبيًا أمام بايرن ومنعهم من التقدم بالكرة.
بواسطة توخيل، خصص ثنائي الارتكاز لدعم الخط الأول من الضغط. في المقابل، فإن حركة الثنائي على حد سواء في هذه المرحلة كثيرًا ما تجعل موقفهم حتى إلى أبعد من ذلك الذي يتخذه جناحي دورتموند المكلفين بتغطية لام وبيرنات. في حين أن ثنائي ظهير-جناح دورتموند يغطي روبين وكوستا.
الخطة الأصلية كانت ضغط كتلة دورتموند عاليًا. وضع توخيل أوباميانغ كالموجة الأولى من الضغط أمام 5-4 والانتظار في الثلث الأوسط. مع هذا الأسلوب، ضغط كتلة دورتموند كان متوسطًا.
من المؤكد أنها مهمة صعبة لأوباميانغ "وحده" حماية مساحة أفقية واسعة جدًا ومواجهة 3 لاعبين من بايرن بانخفاض ألونسو. بسبب سهولة تقدم بايرن أمام أوباميانغ، هذا هو ما حدد أيضًا موقف ضغط فايغل وغوندوغان، كما هو موضح سابقا.

*بدأ دورتموند بشكل مميز وتمكن من الحصول على نسبة كبيرة من الاستحواذ أمام بايرن معروف بسيطرته على الكرة. أظهر أصحاب الأرض توازناً كبيرًا في بنية 3-4-3 مع تدوير آمن للكرة الذي أدى إلى مجموعة من الاختراقات السريعة خلف خط وسط الضيوف.

انتقل الظهيران-الجناحان عاليًا في الوسط في حين كان هناك مسافة جيدة تفصل قلوب الدفاع الثلاثة من نصف المساحة لنصف المساحة. مخيتاريان ورويس لعبأ أعمق وإلى جانبي أوباميانغ و تشكلت بنية 3-4-3.
بلعب دورتموند بثلاثي في قلب الدفاع،فإنه يستفيد من قدر أكبر من الاستقرار في تطوير الاستحواذ بتوفر حماية أفضل ضد التحولات في حين تدوير الكرة على نطاق أوسع يعطي بعض الأمان أيضًا. ولكن هناك بعض العواقب من التركيز الكبير على الاستقرار يصبح يناء اللعب أقل خطورة وبهذا يجد  دورتموند صعوبة أكبر في اختراق خطوط ضغط الخصم.
كما يوفر اللعب بقلوب دفاع ثلاثة لهوميلس قدر أكبر من الحرية في ممارسة مهاراته في صناعة اللعب. ، قائد دورتموند كان واحدًا من اللاعبين المميزين في هذا الكلاسيكر بفضل صناعته اللعب الممتازة وخاصة عبر الكرات الطويلة الصعبة إلى الأمام مع مستوى كبير من الدقة. تواجد كل من بيندر وبيتشيك فضلًا عن انخفاض يوليان فايغل قدَّم له دعمًا أفضل للاندفاع قدمًا في نصف المساحة الأيسردون عواقب وفعل ذلك بشكل جيد جدًا.
واحد من الجوانب الأكثر تهديدًا من المباراة كان العدد الكبير من الكرات الطويلة التي لعبت من وسط الملعب. باستغلال قدرات هوميلس في صناعة اللعب، بدا دورتموند في كثير من الأحيان باحثًا للعب الكرات الطويلة نحو ثلاثي الخط الأمامي الذين كانوا متمركزين ضمن مسافات قصيرة من بعضهم البعض ثم محاولة التفوق في الكرات الثانية. على الرغم من أنه في نهاية المطاف، الباء وكيميش تعاملا بشكل جيد مع التهديد خلال المباراة، بدا هناك إمكانية في هذه التمريرات الطويلة لخلق فرص في التحول بشكل خاص.

*كان دورم على اليمين مهمًا للغاية لاستحواذ دورتموند. دورم يوفر الآن العرض على الناحية اليمنى، ومخيتاريان يمكن اللعب في الداخل وحول نصف المساحة بدلا حيث استطاع أن يكون له تأثير أكبر بكثير من أن يكون المكلف بتقديم عرض الناحية اليمنى عند لعب دورتموند ب3 قلوب دفاع. عندما يقتصر على الجناح، لا يمكن للأرميني استخدام قدراته التكتيكية الممتازة على أكمل وجه لأنه يصبح مقيدا في المساحة والحركة بسبب وجود خط التماس. . الآن مع مساحة أكبر بكثير وفي دورا أكثر مركزية، يمكن أن يتعاون مع زملائه على مستوى أعلى من ذلك بكثير ويستخدام ذكاءه العالي لإنشاء ترابطات والجمع بين زملائه.

*ظهر أن بايرن في ضغطه كان كان لديه استراتيجية لإجبار دورتموند لبناء الاستحواذ من خلال دورم وبيتشيك على يمينهم، حيث يمكن للبافاري اعتراضهم وإجبارهم على التحولات. بيتشيك ليس هو هوميلس في القدرة على التقدم بالكرة بشكل فعال كجزء من خط الدفاع بينما قدرة دورم على دعم الاستحواذ قليلة.

بعد دعوة دورتموند لتحريك الكرة إلى الجانب الأيمن لبيتشيك، فإن دوغلاس كوستا يتحرك صعودًا والضغط قطريًا حتى يجعله قرب خط التماس. بالتنسيق مع ذلك، يضع بيرنات نفسه أقرب من دورم وسيكون الظهير الألماني متاح لتمريرة على الطرف. مباشرة بعد التمريرة، يندفع بيرنات بسرعة بينما دوغلاس كوستا سيواصل سيره ويقطع إمكانية عودة التمرير إلى بيتشيك. سيكون بايرن بعد ذلك قد استخدم التغطية عبر التوجهات على اللاعبين من خلال فيدال وليفاندوفسكي لقطع أي خيارات تمرير في الوسط وسيعزل أمام خط التماس.


*خلال استحواذ البافاري، تألق كيميش جنبًا إلى جنب مع دافيد ألابا وأظهر قدراته في لاعب ارتكاز يلعب في الدفاع بتدوير ذكي للكرة والتمركز الجيد الذي كان حاسمًا في بناء لعب بايرن. وكثيرا ما كان وضع المدافع الشاب بقوة لدعم زملائه سواء كانت تتحرك الكرة الى فتح ممر عابرة، أو أن تكون قادرة على تخفيف الضغط عن لاعبي خط الوسط له. كان تمركز ألونسو بفارق طفيف منه بينما كان الظهيران يتمركزان على مستوى أعلى على الجناحين. في حين كان الونسو متراجعًاـ كان فيدال غالبًا ما يكون أعلى من ذلك بكثير دون كرة وسوف يتمركز عادة خلف خط وسط دورتموند على خط مشابه أكثر لمولر من الإسباني. تصرف روبن على اليمين وجعل تحركاته داخل المعتادة بينما كان دوغلاس كوستا أكثر بكثير الجناح المنحى على يسار الشكل.

تحرك فيدال لمركز الرقم 10 أيضًا كان له تأثير إيجابي على مراحل أخرى من لعب بايرن. على سبيل المثال في الضغط في كتلة عالية. عندما كان بايرن قادرًا على الفوز بالكرة من فايغل، في منطقة دورتموند، على سبيل المثال، نجم عن انتقال فيدال لمنطقة الرقم 10 بمساعدة توجه كوستا على فايغل.
كان توجه الظهيرين مثيرًا للاهتمام مرة أخرى. لام كالعادة أعمق ويساعد في تدوير الكرة في وسط الملعب من خلال اليمين في حين لعب بيرنات أعلى بين خطي الوسط والدفاع.
كانت لبايرن مشاكلهم مع الاستحواذ على الكرة. أمام دفاع قوي، كانوا غير قادرين على تطوير الوصول باستمرار إلى المناطق الوسطى من الملعب ولا يمكنهم اختراق خط وسط دورتموند بشكل سريع بما فيه الكفاية. في كثير من الأحيان افتفدوا احتلال كافي في الوسط وافتقارهم إلى الحضور جعل من الصعب بالنسبة لهم تحريك الكرة للأمام بشكل يدعم خلق خطورة.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
 
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad