تحليل تكتيكي: ألمانيا 0-2 فرنسا

  في الأيام التي سبقت المباراة، كان هناك موضوع مركزي للنقاش: ما هي التشكيلة التي سيختارها يواكيم لوف وكيف يمكن أن يعوض الغيابات؟ خلال المباراة المثيرة التي استمرت120  دقيقة في بوردو قبل حسم الألمان التأهل من ركلات الترجيح، أصيب كل من المهاجم ماريو غوميز ولاعب الارتكاز سامي خضيرة. وبالمثل كان باستيان شفاينشتايغر الذي خرج بإصابة لكن تعافى منها في الوقت المناسب لمباراة الدور قبل النهائي مع فرنسا. إضافة لذلك كان هناك إيقاف ماتس هوميلس لجمعه بطاقتين صفراوين في البطولة.
لم يسلم لوف من الانتقادات من الإعلام الألماني لموقفه التكتيكي، الذي يختلف عن المعتاد، وهو ما كان ضد إيطاليا. تكتيكات تعتمد على خصائص الخصم مع ثلاثة غيابات في التشكيلة الأساسية.  كان هناك تساؤل حول من سيبدأ في دور خضيرة بين شفاينشتايغر، تشان وفايغل وما مدى تأثير ذلك في المباراة. في الواقع لوف لعب بشكل مختلف، واختار الاسمين الأولين.
النتيجة: كانت هناك تغييرات من لوف في جميع أجزاء الفريق في 4-3-3. بينيديكت هوفيديس عوض هوميلس في مركز قلب الدفاع بجانب جيروم بواتينغ. يوشوا كيميش ويوناس هيكتور في مركز الظهير الأيمن والأيسر على الترتيب. في عدم الاستحواذ على الكرة، كان منتخب ألمانيا يستقر في 4-1-4-1، شفاينشتايغر كان كمحور أمام الدفاع. كان على لاعب مانشستر يونايتد  منع استقبال الكرة بين السطور من غريزمان. أمامه كروس وتشان، أوزيل ودراكسلر على الجناحين، كان عليهما إزعاج بناء اللعب المنخفض من ثنائي قلب الدفاع الفرنسي وثنائي الوسط، وشغل المساحات ودعم توماس مولر مع ضغط فردي في بعض الأحيان فقط.
بالمقابل، وجد منتخب فرنسا أثناء البطولة، أن الأفضل اللعب في 4-2-3-1 على أساس دائم مع غريزمان وسط كل شيء.  مع ذلك، قبل مباراة دور نصف النهائي، كانت هناك الكثير من التكهنات حول أفضل تكتيك لمواجهة ألمانيا واقتراح عودة ديشون إلى 4-3-3: كان أمام ديدييه ديشون إمكانية الاعتماد على خيارات غير محدودة في قائمته. نغولو كانتي، متاح مرة أخرى بعد إيقافه، ويمكنه إضافة قدرته على افتكاك الكرة التي يمتاز بها في المباراة التي يبدو أن فرنسا في اتجاه اللعب فترة طويلة في نصف ملعبهم.  وعلاوة على ذلك، فإن 4-5-1 في مرحلة عدم امتلاك الكرة من شأنها مساعدة فرنسا لتغطية العرض المقدم من الظهيرين الألمانيين كيميش وهيكتور. قرر الفرنسي عدم إجراء أي تغييرات.  ونتيجة لذلك، فإن الفريق الذي لعب أمام أيسلندا في الدور ربع النهائي وفاز 5-2. وهذا يعني: بقاء بول بوغبا وبليز ماتويدي في ثنائية الارتكاز. موسى سيسوكو مرة أخرى على الجناح الأيمن. ديميتري باييت على الجناح الأيسر. أنطوان غريزمان خلف أوليفييه جيرو .


استمر استحواذ ألمانيا مع بداية المباراة أقل من 30 ثانية. انطلق كلا الفريقين في عراك، وفرنسا الأكثر استفادة. ويرجع ذلك إلى النهج الموجه نحو اللاعبين في خط الوسط، وعلى كلا الجناحين، ووجد المنتخب الألماني عدد كبير جدًا من مواقف واحد على واحد، وبالتالي بالكاد يمكن أن يتخذوا قرار التمرير بدقة بسبب الميزة الفردية في وسط فرنسا.
وكان الملاحظ أيضا أن ديميتري باييت في اللحظات الأولى يتجه مباشرة على يوشوا كيميش  والمدافع الأيمن. وبعد بضع دقائق، ينطلق غريزمان نحو العمق، وكانت فرصة أولى خطيرة لأصحاب الأرض.  حتى قبل المباراة كان واضحًا تمامًا أنه ينبغي تجنب مثل هذه المشاهد بالنسبة لفريق لوف.
وضع لوف تشان على اليمين وأراد حضوره البدني أمام بوغبا وماتويدي. يجب أن يعمل شفاينشتايغر على التأمين خلف تشان وكروس، وإعطاء لاعب مانشستر يونايتد مهمة بناء اللعب من الخلف. خلال المباراة، كان القائد الألماني يمكن مع حسه التمركزي اعتراض بعض تمريرات الفرنسيين ونزع فتيل حالات خطرة .

السيطرة الألمانية
بعد البداية الهجومية من فرنسا ما في ذلك الضغط الهجومي المكثف، تعود السيطرة لألمانيا لفترة طويلة من الشوط الأول بعد حوالي 10  دقائق. أصبح أمام جيروم بواتينغ وبينيديكت هوفيديس فرصة فتح اللعب في سلام دون ضغط من الخصم لأول مرة. بقي جيرو وغريزمان سلبيين وركز مهاجم أتليتيكو مدريد على كروس.
تحركات ألمانيا عندما سيطروا على المباراة: قلب الدفاع في بناء اللعب من الخلف، ثنائي الوسط يحاولان إنشاء خطوط تمرير عديدة. أوزيل ومولر لنقل الخطوط في اتجاهين متعاكسين. يكتور، في الدائرة أعلى، متقدم متيحًا حلًّا على الطرف.
عند الاستحواذ على الكرة، وهذا بنسبة 68%، هاجمت ألمانيا بدلًا من ذلك أخذ بنية 4-2-3-1، مع إمري تشان الذي يتقدم في خط الوسط. كروس مع شفاينشتايغر في شغل صناعة اللعب؛ ربما اختيار لوف لتشان من أجل قدرته على التحرك بدون كرة وقدرته في الكرات العالية، الذي من شأنه أن يزيد من خطر ألمانيا في منطقة الجزاء.
غالبا ما ينخفض شفاينشتايغر على الجانب الأيسر، حيث كان في خط من ثلاثة، ويمكن لبواتينغ التوجه خلال نصف المساحة الأيمن إلى الأمام في أو على الأقل كان يملك وقتا كافيا لعمل أحد تمريراته القُطرية.
في بعض الأحيان يميل شفاينشتايغر مباشرة بين قلبي الدفاع، ولكن عادة ما ركز على المساحة يسار هوفيديس. كروس كان يغير من تمركزه، ولكن كان أيضًا ميل واضح للتواجد  في الغالب على اليسار بجانب الكتلة الأولى من الفرنسيين. وظرفيًا كان يبقى خلف هجوم الخصم، لربطهم في المركز.
كروس أثبت نفسه مرة أخرى كلاعب خط وسط من الطراز العالمي.  ليس هناك من هو أفضل منه في استخدامأنصاف المساحة من أجل السيطرة. يسيطر كروس دائمًا على نصف المساحة الأيسر. وهكذا يفتح جسده، ويزيد من مجال رؤيته، وبالتالي اتخاذ قرارات أفضل.
ألمانيا قد وضعت بالفعل جدار في خط الوسط والهجوم: ما وراء نسبة الاستحواذ الكرة التي سبق ذكرها، نجاح تمريرات الألمان كان بنسبة 88.3% من 643 تمريرة، أي أكثر من ضعف ما مرره الفرنسيون، كما كان لديهم الأفضلية في مساحة الملعب بـ62%، استعادة 1 كرة من 4 في الوسط الهجومي.

هوفيديس ليس هوميلس

ثلاثة غيابات عانى منها منتخب ألمانيا، ماتس هوميلس كان الأقل مناقشة.  تشهد أحد الإحصاءات أن في الفترة من 2010، فازت ألمانيا بـ 60% من المباريات مع هوميلس في الملعب و72.5% من دونه، كان هذا مريحًا.  في الواقع، لم يصل بينيديكت هوفيديس لمستوى التطلعات كبديل، لسببين على الأقل –رغم أن ألمانيا لم تخسر سابقًا بوجوده.
فقد هوفيديس 4 من 7  مواجهات هوائية، تفوق عليه أيضًا غريزمان في التوقيت والثقة، لاعب أقصر منه بـ12 سنتيمترًا. مثال على الاتجاه العام الذي شهد هيمنة فرنسا على الكرات العالية بنسبة 63% من المبارزات الهوائية التي فازوا بها.
اضطر مدافع شالكه خلال تطور المباراة إلى الوصول إلى نصف ملعب الخصم، ولعب الكرة بشكل سهل. وعندما حاول اللعب خارج اختصاصه وقدراته، ارتكب أخطاء كثيرة: 6  من 7  أخطاء أتت من تمريرات للأمام.

ربما كان اعتقادًا سخيفًا من الألمان اللعب بنفس الأسلوب تحت كل الظروف ما كلفهم غاليًا: الافتقار إلى الجودة اللازمة لوصول الكرة لأقدام اللاعبين بشكل مثالي. كل ذلك سمح لفرنسا استعادة الكرة ثلاث مرات بالقرب من المنطقة، 3  مرات حتى في الداخل. وكانت إحدى هذه المرات قاتلة، وأدت إلى الهدف الثاني.
*كان من الصعب قراءة تمركز إيمري تشان خلال الاستحواذ على الكرة، في المراحل الأولى من المباراة. كان لاعب خط الوسط من أصل تركي في مهمة موازنة تحركات أوزيل، ومحاولة الهجوم على المساحات بين مدافعي أصحاب الأرض.  الفرصة الحقيقية الأولى في المباراة أتت عندما تمكن تشان من الانطلاق خلف إيفرا، ووجده كيميش بتمريرة متقنة. تحرك تشان جعل أومتيتي يقوم بمتابعته، مما خلق الظروف الملائمة لتواجد مولر عند القائم القريب. 
لإلغاء خطورة مثل هذه التحركات من تشان،  ظل إيفرا إلى جانب أومتيتي معظم الوقت: في الواقع حقق هدفه، لكنه رفض تحمل المخاطر وفرص الانطلاق في هجمات على الطرف بشكل كلي تقريبًا.

أصبح ما يقوم به تشان يمكن التنبؤ به كثيرًا: دائما على نفس خط مولر، لم يعقد مهمة قلبي دفاع فرنسا حيث يظلان كذلك في مواجهة اثنين ضد اثنين. كوسيلني على وجه الخصوص خرج فائزًا من جميع المواجهات الهوائية.  أول تغيير تكتيكي حقيقي في المباراة، كان بعد استبعاد لوف للاعب ليفربول من المباراة ودخول غوتسه.

 
*الصعوبات التي واجهها تشان ومولر هي مجرد واحد من العوامل الخارجية التي أثرت على أداء مسعود أوزيل.قدم  صانع ألعاب آرسنال مباراة جيدة، وتقاسم المسؤولية مع كروس لجعل المباراة في منطقة الخصم: أوزيل لعب عدد أقل بقليل من تمريرات كروس (76-85)، وقام بصنع فرصة (مقابل 3 من زميله)،  استعاد أوزيل أيضًا ثماني كرات واعترض 2، مما ساعد على الحفاظ على ضغط ألمانيا على فرنسا.

 
ما كان مفاجئًا هو عدد الكرات في منطقة الجزاء الملعوبة من منتخب ألمانيا، التي لم تتعدى خمس محاولات وكانت منها الخطورة في مناسبة واحدة. هذه الخطورة الهجومية الضعيفة من أسبابها موقف شفاينشتايغر، المنخفض جدًا ويتواجد بين قلبي الدفاع. لا يمكننا الحديث عن فريق نقسم إلى مجموعتين، 5 في بناء اللعب و 5 لانتظار الكرة على خط منطقة الجزاء، ومع ذلك، لأنه كان يلعب في نصف ملعب واحد، كانت ألمانيا قادرة على الحفاظ على لاعبيها في متوسط ​​ 30.2 متر فقط. ولكن أوزيل كان يضطر أن ينخفض من أجل لتسريع المناورة والبقاء حتى الآن بعيدا عن منطقة الجزاء.

 
أداء دراكسلر السيء كان عاملًا سيئًا آخرَ، كلما قدم له أوزيل الكرة لا تعود مرة أخرى: لاعب فولفسبورغ قام بإعادة الكرة 19 مرة وفشل في المراوغة في 5 من 7 محاولات. كما أنه لم يستخدم المساحة التي أنشأها هيكتور طوال المباراة.

 
*هدف فرنسا الذي فتح المباراة كان من ركلة جزاء أعلنها ريدزولي، تسببت بها لمسة يد من شفاينشتايغر، مماثلة لتلك الممنوحة على بواتينغ ضد إيطاليا. كان الفرنسيون لبضعة دقائق يهاجمون بعد سيطرة ألمانية في معظم الشوط الأول معتمدين على جانبهم الأيسر.
فهم كيميش على الفور الفجوة التقنية بينه وبين ديميتري باييت، بعد دقيقة واحدة من المباراة تفوق عليه النجم الفرنسي. لذلك لم يكن  أمام الألماني صاحب الواحد وعشرين عامًا طريقة أخرى للحد من خطر خصمه المباشر، غير أن يتبعه في جميع المجالات لمنعه من الالتفاف بالكرة كلما تلقى الكرة. الذي في الواقع كان ناجحًا  .
في الثانية من ثلاث فرص كما في الصورة من فرنسا على الجهة اليمني لألمانيا: كيميش يتبع غريزمان، الذي استبدل مركزه مع باييت، وبالفعل فإنه يقول لأوزيل تغطية الكرة الممكن لإيفرا وليس الاقتراب من أومتيتي. حتى لوف يشير إلى ذلك من مقاعد البدلاء.
تقدم إيفرا عبر الطرف خلال تحرك باييت نحو وسط الميدان، ولم يعد لديه مخاوف من تشان، وعندما أدرك أن أوزيل لم يكن لديه القوة لمتابعة خطاه إلى نهاية الملعب.

أصحاب الأرض ركزوا على اليسار بمسبة 45% من الوقت، ومن خلال المركز في 37% من الحالات وعلى الجانب الأيمن في  18% المتبقية.

غريزمان لا يمكن إيقافه

 
خدع غريزمان مراقبه شفاينشتايغر  بتحركه أفقيًا، وإيجاد خط تمرير بينه وبين سيسوكو، الذي تم خفضه في المساحة بين كروس ودراكسلر لتلقي وتوزيع الكرة إلى الأمام. غريزمان الخارق، والحل الوحيد الممكن للقيام بالضربة القاضية للخصم: 4 تسديدات على المرمى من أصل 7 محاولات لمهاجم أتليتيكو مدريد، تمكن من النجاح في 5 مراوغات من 5، لعب 58  كرة، لم يلعب أي فرنسي أكثر من ذلك (بوغبا الثاني بـ50). مدهش لمهاجم هداف وزعيم. رأس، قلب وساقَي هذا الفريق .
 غريزمان جعل من جيرو زميله المثالي في الهجوم كما هو عليه فيرناندو توريس في أتليتيكو: نقطة مرجعية ومهاجم موهوب جسديَا يحرره من المراقبة ويخلق له مساحة للعب (جيرو صنع 3 فرص) .
الأمير الصغير أراد منا أن نرسم له خروفًا. في ليلة مرسيليا، أنطوان غريزمان لم يرتعش في رسم أحلام الفرنسيين الطفولية. بمهاراته وثقته الكبيرة بنفسه التي جعلته جناح لاتيني مع دييغو سيميوني في مدريد وصانع ألعاب فرنسي، استلم قلمًا وبدأ في الرسم واضعًا خطة لعبة "الزُّرق" على كتفيه عندما أصر على البقاء على الأرض. منذ اللحظات الأولى، أظهر بأن هناك سحر لدى اليساريين. لكن أنطوان ليس صغيرًا. في مواجهة العملاق بواتينغ ، تراجع وقتًا طويلًا، لكنه عاد دائمًا. عاد للعبة من بعيد ووضع لعب فرنسا بين قدميه. سيطرة، تمريرات، تفوق في المواجهات الثنائية، والمراوغة، وفي العرقلة. كل شيء من خلال غريزمان. وفي صحراء العمل الهجومي الأزرق، مثل صورة أنطوان دو سانت اكزوبري التي فقدت في الصحراء، كتب أنطوان قصته الأمير الصغير.

خلاصة
وصل فريقان للمباراة النهائية، وليسا الأفضل في هذه البطولة (واحد من أفضل كان ألمانيا، والآخر الذي أقصي من قبل ألمانيا نفسها)، كانا قادرين على إخفاء العيوب واللعب بقلق شديد مع بعض مواطن القوة الجيدة التي لديهم.
 فوز فرنسا 2-0 على ألمانيا في يورو 2016 لم يكن غير مستحق؛ كان مجرد انعكاس لطبيعة هذه الرياضة. إذا كنت مسيطرًاأو مسيطر عليك، الفوز في بعض الأحيان أو الخسارة يعتمد على عوامل أخرى، مثل الحظ أو بالمهارة الفردية. إذا سارت الأمور في صالحك، هذا لا يعني أنك لا تستحق ذلك. بل يعني فقط أنه كنت هناك لاغتنام اللحظة عندما تبتسم لك الفرصة. في بعض الأحيان ليس مجرد كونك أفضل طوال المباراة. ولكن عن كونك أفضل في لحظات سريعة التي تقرر ذلك.
من الصعب الحديث عن يواخيم لوف: في خمس بطولات كبرى قاد ألمانيا للوصول إلى الدور نصف النهائي على الأقل.  وإذا أضفنا كأس العالم 2006، عندما كان المساعد الأول ليورغن كلينسمان، من شأنه أن يزيد إلى 6. ولكن إذا كان لوف ضد إيطاليا في بوردوقد أعد فريقه بشكل جيد وتعديلاته كانت جيدة أثناء المباراة، لكنه في مارسيليا كان أكثر واقعية و لم يتدخل على الفور في  تعديل ما اختاره في البداية (يمكن أن يعكس موقف تشان وشفاينشتايغر، حيث كان الأول خارج المباراة والثاني ليس لديه القوة لمراقبة  غريزمان والارتكاز).   
الآن فرنسا لديها فرصة للفوز بطولة كبرى الرابعة والثالثة على أرضها بعد يورو 1984 وكأس العالم 1998.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad