تحليل تكتيكي بايرن ميونيخ 1-3 بروسيا دورتموند




   كانت آخر مواجهة بين بايرن وبروسيا دورتموند في حقبة كلوب، المباراة الأكثر أهمية لدورتموند هذا الموسم بالمقابل لزملاء القائد فيليب لام كانت واحدة ضمن مباريات كبيرة ماضية وفي الأسابيع المقبلة. بشكل أو بآخر يمكننا اعتبارها نهائي مبكر، ابتسمت في الأخير للأصفر والأسود بعد بلوغ المباراة ركلات الترجيح. 


تشكيلة بايرن ميونيخ: دائماً ما يجعل غوارديولا من الصعب توقع التشكيلة الأساسية لمباريات بايرن، بن عطية عاد من الإصابة وبدأ أساسياً في خط الدفاع بجانب بواتينغ والمفاجأة رافينيا الذي لعب كمدافع في الجهة اليسرى في خطة 3-5-2، ألونسو استمر كلاعب وسط دفاعي يرتكز أمام الدفاع وفايزر لعب كجناح، مع عودة روبين للاحتياط.


تشكيلة بروسيا دورتموند: اعتمد يورغن كلوب خطة 4-3-3 في الضغط على دفاع بايرن، رويس عاد للعب أساسياً ليكون ثلاثي الهجوم مع كاغاوا وأوباميانغ، وكذلك الأمر بالنسبة لغوندوغان الذي عوضه غينتر في آخر مباراتين في الدوري وهنا كوبا كان لاعباً في خط الوسط أيضاً في الجهة اليمنى وبيندر في الارتكاز.



Bayern Munich vs Borussia Dortmund - Champions League - 6th May 2015 - Football tactics and formations
بايرن



فاجأ غوارديولا الجميع بإشراكه الظهير الأيمن البرازيلي رافينيا في مركز غير مركزه، رافينيا بدأ المباراة كقلب دفاع في الجهة اليسرى  في خط دفاع مكون من 3 لاعبين. مثل بنعطية كقلب دفاع في الجهة اليمنى، الإثنان في الخط الأمامي لبايرن كانا يتمركزان بالقرب من خط التماس وذلك من أجل جعل مهمة دورتموند أصعب عند الضغط ب3 لاعبين (رويس،أوباميانغ وكاغاوا) مع تواجد تشابي ألونسو لفتح المساحة مستفيداً من ضغط دورتموند ولإيجاد حلول أيضاً على الأطراف خصوصاً توفر تياغو ألكانتارا.



ذلك كان ناجحاً جداً. ألونسو كان يجد سهولة في التحرك في المساحات بين المدافعين الثلاثة وأضاف قوة للخط الأول.دورتموند لم تكن لديه القدرة للتفوق على هذا التنظيم رغم تمركزهم الذي يعتبر جيداً غالباً وذكياً في خيارات تمرير لاعب البافاري. بايرن وجد صعوبات في بعض المرات في الهجوم، لكن الفريق كان يسيطر على الكرة عبر ألونسو في الخلف.



أيضاً، بايرن كان يمرر الكرة من جانب لآخر من أجل تقدم رافينيا وبنعطية ومحاولة إيجاد لاعب في الهجوم أو لاعب متقدم عبر الجناح. بايرن وجد طريقة 3-5-2 الأفضل من أجل التغلب على ضغط دورتموند، لاعبو بايرن كانوا يجدون سهولة في تمرير الكرة نحو تياغو ولام وإن كان هناك ضغط من لاعبي الأصفر والأسود عليهما، يتم نقل الكرة باتجاه الجناح حيث يتواجد فايزر وبيرنات بحرية.



خطة بايرن كالعادة كانت مرنة جداً. في بعض الأحيان كانت تظهر كـ 3-5-2، التي كانت على الورق، غالباً كانت 4-2-4 3-1-4-2 و 3-2-2-2. كانوا مؤمَّنين دفاعياً عبر هذه التحولات، ألونسو كان يتواجد أمام الدفاع من أجل خلق كثافة عددية في مواجهة الضغط المضاد الذي يشكله هجوم دورتموند، التمركز كان أكثر في 3-3-2-2 مع تحركات متقدمة من لاعبي خط الدفاع ودورتموند وجد صعوبة بالغة في صناعة اللعب.



دورتموند 
  

 دورتموند اعتمد على ضغطه العالي في الوسط في 4-3-3 رويس، كاغاوا وأوباميانغ كانوا يتقدمون للأمام، والذي كان يبدو غالباً أنه يتركز على اليسار.



كاغاوا كان يحاول أن يوقف مسار التمرير وفي وضع متقدم يضغط على ألونسو. أوباميانغ ورويس نحو الأطراف ولشغل أنصاف المساحات في دفاع بايرن ثم التواجد بالقرب من كاغاوا. خلف هذا الخط الأمام، هناك خط الوسط المكون من غوندوغان، بيندر وكوبا الذي يجب أن يعترض وسط بايرن ثم عزل لاعبيه على الأطراف.



بشكل عام، نجح ذلك. رغم المشاكل الفردية مع هجمات البافاري على الأطراف أو بناء الهجمات من الوسط أو الكرات الطويلة لكن كان لديه تماسك جيد في الارتكاز.



تغييرات كلوب وغوارديولا



دورتموند كان أقوى في الشوط الثاني بعد ساعة من اللعب. البافاري أصبح ضعيفا في ترابط لاعبيه، وقلة تحركاتهم وأيضاً الضغط لم يعد ناجحاً. أمور عديدة قد تكون ساهمت في ذلك، قد تكون بسبب العياء أو أسباب نفسية أو تعديلات من غوارديولا أو تغيير تياغو ألكانتارا الذي كان مسؤولاً عن نجاح هذه الخطة.

 بوجود روبين، كان هناك أولاً 3-4-2-1 في حالة السيطرة على الكرة، أما أمام الكرة فالشكل لم يختلف كثيراً وكان روبين يلعب خلف المهاجمين الاثنين. دقائق قليلة بعد ذلك دخل شفاينشتايغر كبديل، مما جعل روبين يتقدم أكثر للأمام ويترك التحركات الدفاعية. لكن سرعان ما أصيب روبين ودخل مكانه غويتسه.



من غير الواضح إن كان التحول لـ 4-1-4-1|4-3-3 مجهزا مسبقاُ أو بسبب تفوق دورتموند أو بسبب إصابة روبين. بداية، رافينيا كان قلب دفاع في الجهة اليسرى وبيرنات جناح، لكن ذلك كان في دقائق. تحول بيرنات لمركزه كظهير أيسر، رافينيا عاد ظهيراً أيمنَ كما أنه شغل ايضاً مركز الجناح الأيمن.



رغم هذا التغيير، كان لدى البافاري مشاكل أكبرَ. الترابطات استمرت في ضعفها هجومياً، تحركات فايزر سابقاً في المباراة كانت أقل والتحركات أيضاً على اليسار كانت ضعيفة. هنا، دورتموند كانت لديه أفضلية. في الشوط الثاني كان يورغن كلوب بخطة 4-4-1-1 بإشراك مخيتاريان بدل كاغاوا. كوبا ومخيتاريان على الطرفين من أجل مساندة أوباميانغ ورويس، لاحقا أشرك كامبل بدل الجناح البولندي من أجل أداء أفضل.



بخروج تياغو ومولر، افتقد بايرن قوته الهجومية -ربما يجب كتابة ملحوظة في دليل لبايرن والمدربين، أنه لا ينبغي تغيير توماس مولر في المباريات الكبيرة إن لم يكن يعاني من إصابة، من دونه دائماً ما يكون هناك شيء خاطئ. الأسوأ من ذلك أن الفريق كان غائباً  في الوسط وكان عليهم بناء الهجمات مباشرة من الجناح، دورتموند يمكن أن يتواجد بسهولة هناك ويكسر الهجمات -على الأقل حتى تلقى كيفن كامبل البطاقة الصفراء الثانية (108)-.

ذلك نجح، ودورتموند كان متفوقاً على بايرن، لكن بالمقابل تلقى كامبل بطاقة صفراء ثم طرد في تواجده القصير في المباراة. 4-4-2 تحولت لـ 4-4-1، أوباميانغ انتقل إلى الأطراف ورويس بقي في الأمام. بايرن سيطر على الفترات الأخيرة من اللقاء وكان قريباً من تسجيل هدف الفوز، في الأخير المباراة ذهبت لركلات الترجيح.



خلاصة



يمكن للبافاريين أن يجدوا أعذاراُ كافية -الإصابات، وركلة الجزاء التي لم تحتسب (ربما لم يكونوا ليسجلوها بعدما شاهدناه في ركلات الترجيح، وعلى العموم الحكم غاغلمان اعترف بخطئه). قدموا 60 أو 65 دقيقة جيدة سيطروا في على اللقاء وكان يمكن أن يتقدموا بفارق أكثر من هدف لكن بعد ذلك أتاحوا لدورتموند العودة في المباراة، حيث ما زال كلوب يعرف كيف يزعج بايرن بتعديلاته مستفيداً من ظروف اللقاء.
 

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad