تحليل تكتيكي: إشبيلية 1-2 برشلونة


 السيطرة على المباراة من خلال الحفاظ على الاستحواذ هي واحدة من الركائز الأساسية للعب برشلونة وإشبيلية وليس من قبيل المصادفة أن يكون الفريقان في مواجهة مباشرة على ملعب رامون سانتشيث بيثخوان بين أعلى نسبة امتلاك الكرة في الدوري الاسباني: 68٪ للبلاوغرانا و63٪ للأندلسيين -مثل ما كان عليه الأمر أمام مانشستر سيتي بيب غوارديولا في دوري الأبطال.

غيرت تعديلات سامباولي جذريًا أسلوب وفلسفة لعب إشبيلية، في وقت قصير ليصبح واحدًا من الفرق المسيطرة مع الكرة على الساحة الأوروبية. نقطة تحول ليس فقط بسبب حقن الجودة الفردية التي جلبت كمهر في سوق الانتقالات الصيفي، ولكن أيضًا بفضل إعادة تثقيف اللاعبين الذين هم من قبل في قائمو الفريق، نظرًا لإصرار المدرب الجديد على تبادل دائم للكرة على الأرض، وبالتالي كان عليهم أن يعتادوا على اللعب تحت الضغط وزيادة المخاطر. بدأ الفريق يستوعب بشكل جيد التغيير الحاصل وساهمت النتائج أيضًا في ذلك: في هذه المرحلة من الموسم، يحتل إشبيلية المركز الأول في مجموعته في دوري أبطال أوروبا قبل نادي يوفنتوس وفي صراع على منصة التتويج في الدوري الإسباني.
منذ وداع غوارديولا الذي يعود إلى عام 2012: خلال هذا الوقت كان لبرشلونة ثلاثة مدربين، وانتقل تدريجيًا بعيدًا عن مبادئ بيب. إذا سمح وصول سامباولي لإشبيلية للتحول لنهج اللعب التمركزي، ابتعدت تدريبات البلاوغرانا بشكل متزايد بعيدًا أكثر من مخططات اللعب التمركزي الذي نفذه غوارديولا، مع الاستمرار في تسجيل نسبة عالية جدًا من الاستحواذ على الكرة. مع لاعبين أقل وأقل الذين يأتون من أكاديمية النادي لا ماسيا إلى الفريق الأول، فضَّل لويس انريكي تحقيق الاستفادة القصوى من خصائص اللاعبين الموجودين تحت تصرفه بدلًا من الإبقاء على فلسفة ليست مثالية من وجهة نظره. وجعل هذا التغيير في الاتجاه، من برشلونة حتى أكثر فتكًا ووصل للحد الأقصى من مميزات الثلاثي ميسي-سواريس-نيمار والنادي بنفس القدر من النجاح.

الشوط الأول

كشفت مباراة إشبيلية وبرشلونة، عن محدودية تشكيلة لويس إنريكي التي في حاجة لبذل المزيد من الجهود لتطوير اللعب في منتصف الميدان، خصوصًا بعد إصابة إنييستا. في كلا نموذج لعب الفريقين، للسيطرة على الكرة الضغط والضغط المضاد بأهمية مساوية لحركة الكرة: استعادة الاستحواذ في أقرب وقت ممكن، يمكنك من تقليل كمية من الاستحواذ الممنوحة لللخصم وزيادة استحواذك الخاص. في الشوط الأول، وقد فاز اشبيلية في المعركة من أجل  الاستحواذ خلال الشوط الأول (53٪ لـ 47٪)، ولكن أكثر من المهارة التي يسيطر بها على الكرة كانت الشراسة والرغبة التي وجد معها  برشلونة صعولة لحسم الصراع لصالح سامباولي.
الضغط رجل لرجل من إشبيلية يسمح  بسهولة الوصول لناقل الكرات والسعي لتحقيق الهدف الأساسي لاستعادة الكرة في المنطقة الهجومية والثانوية لتوجيه اللعب للجناح المقابل.

ضغط إشبيلية موجه رجل لرجل أمام ناقل الكرة في مرحلة بناء لعب برشلونة، في محاولة لخنق البناء أو على الأقل توجيهه على الأجنحة: المشاكل المذكورة آنفا لفريق لويس انريكي لتطوير اللعب في منتصف الميدان لم تفعل شيئًا ولكن فاقمت الوضع. وبالنظر إلى الاستخدام المكثف لتير شتيغن من البارسا، كان الحارس الألماني في كثير من الأحيان هدفًا لمراقبة الأندلسي وبرشلونة كان لديه وقت صعب في الشوط الأول بأكمله.
تستند قوة أي استحواذ على الجماعية: المراقبة الفردية تسمح لتفريق الجماعية نفسها، وخلق سلسلة من المعارك الفردية التي تضعف مقاومة الضغط للفرد، من خلال حرمانهم من الدعم الذي يمكن الوصول إليه بسهولة.
وحتى تير شتيغن كان هدف المراقبة الفردية بالنظر إلى مشاركته النشطة في مرحلة بناء لعب برشلونة.

يمكن أن يتغلب فريق لويس انريكي في بعض الأحيان على أول خط ضغط الإشبيلييين، ولكن في كثير من الأحيان ينجح فريق سامباولي في أن تبقى لديه اليد العليا، مما اضطر الضيوف للانتقال من الأجنحة، حيث ليس من السهل أبدًا تحقيق الاستقرار في الاستحواذ، ولا التقدم بسهولة.
حتى عندما وصل برشلونة لمنطقة إشبيلية، وكان صاحب الضيافة في كتلة منخفضة، واجه فريق لويس إنريكي شبكة عنكبوتية قوية ومكثفة من إشبيلية.


-عندما كان في الاستحواذ، خلق إشبيلية دائمًا حالات التفوق الهائل في خط وسط ودفاع برشلونة. إذا كانت حقيقة وجود أربعة أو خمسة لاعبين بين خطوط الخصم لن يسهل دائمًا تطور اللعب، ولكن بسبب وجود نزونزي في الفريق، يمكن أيضًا أن يكون منفصلًا تمامًا، مما اضطر دفاع فريق برشلونة للتضحية على الأقل بجزء من سعة الدفاع: عندما لم يقم لاعبو سامباولي باللعب عموديًا، كان تمركز إسكوديروعاليًا جدًا (أو فيتولو عندما بقي الظهير الأيسر منخفضًا) على جانب ومن الناحية أخرى سارابيا وضمان الوصول إلى منطقة الرقم 10. هذا التواجد الكبير بين الخطوط يسمح أيضًا للمدافعين بلعب الكرة بعيدًا لأنه لم يكن لديهم بديل، وأن تكون قادرًا على بدء أوضاع الضغط المضاد حتى عندما لا تصل الكرة إلى وجهتها. عند الحصول على الكرة في المنطقة الهجومية، تبدأ الترابطات الرائعة من لاعبي الأندلسي، وحيث لعب سمير نصري دورًا أساسيًا في الربط كالعادة. في بعض الحالات، كانت المرة الأولى التي بدا فيها برشلونة حقًا تحت رحمة الخصم وكان محظوظًا لإنهاء الشوط الأول بالتعادل.

الشوط الثاني وميسي

ومع ذلك، فقد انقلب الوضع تدريجيًا في الشوط الثاني من المباراة لسببين، لتحول نسب امتلاك الكرة لصالح برشلونة. الأول هو أنه ربما من المستحيل الحفاظ على نفس الكثافة من إشبيلية لمدة 90 دقيقة. لم يدخر الأندلسيين أي جهد في الشوط الأول ولعب بقوة، ودون التخلي عن الضغط في الشوط الثاني اضطر للتنازل بسهولة عن مساحة أكثر. أما السبب الثاني، وربما الأكثر أهمية، وكان في زيادة مشاركة ميسي. بعد تعديله النتيجة في الشوط الأول، فاز ميسي تقريبًا في المباراة عن طريق تقدمه في الملعب عبر مراحل استحواذ مباشرة، وخاصة في التحولات حيث كان إشبيلية غير قادر على العودة كما في أول 45 دقيقة من اللعب.
الجودة الاستثنائية من "البرغوث" غيرت توازن المباراة.  ولم يكتف برشلونة بالاستحواذ على الكرة، لكنه بدأ أيضًا في إنتاج الكثير من وجهة نظر هجومية. توهج ميسي وسواريس ونيمار في الأماكن التي تركها إشبيلية -ربما أرهقوا بعد العديد من المباريات المتقاربة. الهدف الذي أكمل العودة كان فيه ميسي حاسمًا مرة أخرى، وخدم سواريس بشكل حاسم بعد رحلة لم تنته إلا في حافة منطقة الجزاء.

لعب إشبيلية على قدم المساواة مع برشلونة، في سهولة تامة ودون أي رهبة. وقد وضعت شراسة وتنظيم الأندلسيين فريق لويس إنريكي في صعوبة بالغة وغياب إنييستا الذي ظهر أكثر من أي وقت مضى. ولكن عندما صعد ميسي على بساط الريح قرر فعليًا وجهة المباراة، محبطًا جهود إشبيلية ومبعدًا، مرة أخرى، أصدقاءه بعيدًا عن المشاكل. 
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad