تحليل تكتيكي: الأرجنتين 6-1 باراغواي


  نتيجة مباراة نصف النهائي الثاني كانت كبيرة، على غير ما كان متوقعا بعد نهاية الشوط الأول في الملعب البلدي بـكونسيبسيون. ذلك ربما بحكم ما حصل في مواجهة بين الأرجنتين وباراغواي في أول مباراة من دور المجموعات قبل أسبوعين، عندما كان الألبي سيليستي متقدما 2-0 قبل أن تنتهي المباراة 2-2.
قام خيراردو مارتينو بتغيير واحد فقط قبل هذه المباراة، مارتين ديميكيليس بدل إيسيكييل غاراي الذي عانى من مشاكل في المعدة. ميسي تواجد في بعض الأحيان على الجناح وليس دائما في مساحة الرقم 10، الذي شهد حضور خافيير باستوري المتألق في المباراة. لوكاس بيليا كان أكثر تواجدا في منطقة الوسط.
Argentina vs Paraguay - Football tactics and formations
بدأ باراغواي المباراة بـ 4-4-2|4-4-1-1. نيلسون آيدو فالديس كان متقدما عن المتراجع روكي سانتا كروس، الذي كان يركز على التواجد بالقرب من خافيير ماتشيرانو.

أول ربع ساعة في المباراة كانت صعبة على تاتا مارتينو مع خطر باراغواي في مواجهة خط الدفاع الذي لا يكون مرتاحا في مواجهة السرعة وتحت خط المواجهات الثنائية. رغم إشراك ديميكيليس بجانب أوتامندي إلا أن المشكل أقل في الأفراد مما هو في التوازن: هذا رباعي دفاع مع ظهيرين هجوميين وقلبي دفاع بطيئين يحتاجان البقاء في الخلف، مما يجعل الضغط كبيراً على خافيير ماتشيرانو خلف الوسط. باراغواي أتيحت لهم أفضل فرصة للتقدم في الدقيقة الـ14 عندما استلم روكي سانتا كروس الكرة من دون ضغط على مشارف منطقة الجزاء، لكن تسديدته كانت سيئة.
  ليس فقط التأخر بهدفين ما صدم فريق المدرب الأرجنتيني رامون دياس، بل إضافة لذلك كان عليه استبدال ديرليس غونساليس الذي سجل هدف باراغواي أمام البرازيل، وسانتا كروس –صاحب الـ33 سنة لم يسلم من الإصابات طيلة مسيرته- في أول 30 دقيقة. راوول بوباديا دخل للعب في الجانب الأيمن، ولوكاس باريوس بجانب فالديس في الخط الأمامي. كلا البديلين بالمناسبة من أصل أرجنتيني، والأخير قبل نهاية الشوط الأول جعل النتيجة تتحول لـ 1-2.

الضغط العالي من الألبي روخا كان كبيراً. نيكولاس أوتامندي كانت لديه الكرة بالقرب من منطقة جزاء فريقه لكنه واجه ضغط المهاجم فالديس مما جعله يعيد الكرة باتجاه الوسط وباستوري الذي تفوق عليه فيكتور كاسيريس برأسية اتجهت مباشرة نحو باريوس. العملية كان فيها مدافعو الأرجنتين غائبين باستثناء ديميكيليس، لكن مهاجم دورتموند السابق أنهى الكرة في الشباك.

الشوط الثاني

منتخب الأرجنتين رد بشكل قوي في الشوط الثاني، وعكس مباراة دور المجموعات فقد استطاع الألبي سيليستي إضافة هدف ثالث من البداية عبر دي ماريا لتصبح النتيجة 3-1. تمريرة سريعة من بيليا لماتشيرانو ثم تمريرة عمودية لـ "إل فلاكو" باستوري جعلت الخط الثاني لباراغواي غير موجود وبالتالي مساحات كبيرة في خط الدفاع. دي ماريا استلم تمريرة باستوري وسجل الهدف.
 رغم الهدف الثالث، استمر الباراغوائيون في ضغطهم العالي خصوصا على الطرفين وعندما تكون الكرة قرب لاعبي الارتكاز في بناء لعب الأرجنتينيين، مما يعطي بعض المشاكل  -لذلك شاهدنا المدري تاتا مارتينو قلقا من تماسك خط الوسط حتى عند التقدم 4-1 . لكن عندما يكون ليو ميسي في أفضل حالاته فمن الصعب إيقافه. قبل الهدف الرابع مر من 4 لاعبين وجعل برونو فالديس يصطدم في زميله بابلو أغيلار قبل أن يمرر لـباستوري الذي سدد الكرة وارتطمت في الحارس فيار قبل أن تصل لدي ماريا ويسجل الهدف الرابع. 
 لاحقاً قام دي ماريا بتمريرة الهدف الخامس لسيرخيو أوغويرو الذي سجل هدفه الثالث في البطولة والثاني برأسية (طبعا، الهجمة بدأت من ميسي الذي مرر الكرة باتجاه الجناح في المساحة). 6-1 كانت قبل نهاية المباراة بـ8 دقائق من البديل غونسالو إيغوايين بعد تمريرة من ميسي رغم أنه كان ساقطا على الأرض.

خلاصة

سنكون على موعد مع فلسفتين في طريقة اللعب في نهائي الكوبا يوم السبت بين تشيلي الذي يبحث عن إنهاء 99 سنة دون بطولات والأرجنتين الذي يبحث عن أول بطولة منذ 22 سنة ليضيفها للبطولة رقم 14 التي فاز بها في الإكوادور. فلسفتا لعب، يمثلهما طريقة لعب التشيلي التي تعتمد على السيطرة والضغط العالي. وفي الجانب المقابل الفرديات المميزة لكن بمستوى أقل من الأرجنتين. تشيلي خامس أفضل هجوم في تاريخ الكوبا بتسجيله 13 هدف في طريقه نحو نهائي النسخة الحالية. فقط الأرجنتين 2004 و2007، وأيضا البرازيل 1997 و1999 سجلوا أكثر.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad