تحليل تكتيكي: هوفنهايم 1-2 بايرن ميونيخ


   بدأ بايرن الموسم الجديد للبوندسليغا بشكل مميز، بعد فوزه أمام هامبورغ 5-0 رغم لعبه شوطاً أولاً ضعيفاً لكنه استطاع حينها تقديم شوطاً ثانياً جيداً جداً. بالمقابل هوفنهايم خسر في الجولة الأولى من ليفركوزن 1-2، لكنه لم يستطع كالعادة الفوز على بايرن في المباراة التي جمعتهما على ملعب راين نيكار آرينا وخسر أيضاً بنفس النتيجة.

قبل المباراة، حذَّر ماتياس زامر من أن المباراة يمكن أن تكون صعبة بحكم الحرارة واللعب الهجومي الذي يتميز به الخصم وعدم تراجه للخلف والاكتفاء بالدفاع. ربما بعض اللاعبين نسوا أو تجاهلوا ذلك التحذير. بايرن تلقى أسرعَ هدفٍ في تاريخ البوندسليغا من مهاجم هوفنهايم كيفن فولاند الذي قام برد فعل سريع ومن أول لمسة جعل النتيجة 1-0 لأصحاب الضيافة بعد 9.3 ثواني. 



  -قام غوارديولا بتغيير واحد عن التشكيلة التي شاهدناها أمام هامبورغ، بإشراكه ماريو غوتسه بدل روبيرت ليفاندوفسكي. على العموم الطريقة كانت مختلفة  تماماً بالتحول من 4-1-4-1 لـ 3-5-2 والتي تصبح 4-3-3 في حالة الاستحواذ على الكرة. بدأ دافيد ألابا كقلب دفاع في الجهة اليسرى، فيليب لام تحول للارتكاز لمساندة تشابي ألونسو.

تحركات لاعبي بايرن كانت أقرب لـ 3-1-2-3-1|3-1-4-2. بدأ توماس مولر كمهاجم صريح، بينما ماريو غوتسه كان يتحول بين المركز رقم 10 ومهاجم ثانٍ. في حالة الاستحواذ على الكرة يكون غوتسه متراجعاً، لتأمين الترابطات بين الطرفين والووسط والهجوم وهو دور بسيط ليس فيه توجه مباشر للمرمى ويعتمد على دقة التمريرات.


 -لعب هوفنهايم بنفس تشكيلة المباراة السابقة لكن بخطة مختلفة يمكن أن نقول بأنها كانت مفاجئة أمام بايرن. لعب أصحاب الأرض بطريقة 4-3-3 وليس 4-2-3-1 أو 4-1-4-1 أو 4-4-2، بل كانت 4-3-3 واضحة بتواجد 3 لاعبي وسط و3 مهاجمين في كل خط.

 تمركز لاعبي هوفنهايم في 4-3-3

عدة فرق غالباً ما تكون لديها مشاكل في تغطية المساحة بين الخطوط في ظل عدم وجود لاعب يقوم بهذه المهمة. بالمقابل، الفرق التي تطبق بشكل سيء مثل هذه الطرق، تفتح مساحات خلف خط الارتكاز. بالنسبة لهوفنهايم، فالوضع كان جيداً بحكم تماسكهم وعدم وجود مساحات كبيرة بين الخطوط.


-الضغط العالي لهوفنهايم بثلاثة أو أربعة لاعبين لم يكن معتاداً منهم وبكل تأكيد أكثر دفاعياً أيضاً. بشكل عام فريق ماركوس غيزدول يفضل أن يحتفظ بالكرة والهجوم.
هذا الضغط العالي أثر على تمريرات بايرن في المباراة. في العادة جيروم بواتينغ هو أول لاعب يستلم الكرة، لكنه وجد صعوبة في الاختيار بين إرسال الكرة باتجاه الطرف (وهو أمر خطر بحكم الضغط) أو باتجاه الوسط.

طريقة لعب هوفنهايم لم تكن هجومية رغم الضغط العالي، الذي يجب أن يستفيدوا منه في الهجمات المرتدة وخلق الفرص، لكن الفريق أراد أن يُبقي بايرن بعيداً عن ثلثه الدفاعي. هذا لا يعني أنهم لم يرغبوا في التسجيل، لكن ذلك يعني أن الضغط العالي كان من الخطة الدفاعية وليس الهجومية. وكانواً يريدون عدم ترك مساحات كبيرة للأجنحة. 
 الضغط العالي سمح لفولاند الوصول لتمريرة ألابا قبل بواتينغ وسجل هدف هوفنهايم الوحيد.

-في حالة الضغط، يلعب كوستا وروبين كمزيج بين الظهير-الجناح والجناح. مبدئيا، كانا في مركز الظهير-الجناح إضافة لفيدال ولام الذين لعبا كثنائي في المركز رقم 8 قبل ألونسو لاعب الارتكاز الدفاعي. هذا يعني أنهما كانا غالباً على نفس الخط مع فيدال ولام مما يُعطي خيارات أكثر أمامهما.

مولر حاول أن يضغط على الخط الأول لهوفنهايم على الجناح أو على الأقل أنصاف المساحات، عندما تكون الكرة بالقرب من الجناح ومحاولة الفوز بها. كنتيجة لذلك، هذا دفع الجناح أو الظهير المقابل للضغط أكثر. خصوصاً عندما يكون فيليب لام وآريين روبين على الطرف وخصوصاً الجناح الهولندي على اليمين.
 
بايرن لم يستفد كثيراً من خط الوسط، كما نلاحظ فلاعب بايرن ينطلق بالكرة ولا أحدمن لاعبي هوفنهايم قريب منه في محاولتهم العودة لمنطقتهم ولم يحاولوا استعادة الكرة هنا. البافاري أتيحت له محاولات عديدة انطلاقاً من توفر دوغلاس كوستا على الطرف الأيسر.

 
دوغلاس كوستا لم يكن ممتازاً في هذه المباراة، كان أفضل من روبين لكن ذلك ليس بالشيء الكثير. مساحات كبيرة وفرص عديدة لكنه احتاج للتركيز أكثر. هو لاعب افتقده بايرن بشكل كبير ويمكنه أن يقدم ما هو أفضل.

 

 عرضيات دوغلاس كوستا كانت كلها خاطئة


 في بعض الأحيان، يبحث بايرن كثيراً على اللعب على الأطراف رغم وجود خيارات في وسط الملعب. البحث عن عمق أكبر أمر مهم لكنه ليس أمراً ضرورياً دائماً خصوصاً أمام فريق يُتيح لك اللعب من الوسط.



 تمريرات بايرن أغلبها للأطراف


 بعد الدقيقة الـ75 لعب بايرن بعشرة لاعبين بعد طرد جيروم بواتينغ لنيله البطاقة الصفراء الثانية وركلة جزاء، على كل حال ضاعت من هوفنهايم. 

تشابي ألونسو لعب كقلب دفاع في مكان بواتينغ بينما رافينيا استمر في مركز بنعطية الذي خرج مصابا في الشوط الأول. طريقة اللعب كانت أقرب لـ 3-4-1-1 بتواجد ليفاندوفسكي الذي دخل في الشوط الثاني مكان لام وأضاف حضوراً هجومياً أكبر، تياغو تواجد في الارتكاز بجانب فيدال ومولر وغوتسه أصبح بإمكانهما فتح المساحات أكثر وهو ما ساهم في تسجيل البولندي هدف الفوز في الدقيقة 90.

هدف ليفاندوفسكي - دوغلاس كوستا راوغ ومر من اللاعب المقابل له، غوتسه لم يكن أنانيا وترك الكرة لليفاندوفسكي الذي سدد الكرة في مرمى أوليفر باومان.


خلاصة
مباراة ممتعة مع أداء تكتيكي مثير للفريقين معاً. هوفنهايم بدأ بشكل قوي واستطاع تسجيل هدف سريع وسنحت له فرصة التقدم في المباراة رغم تعادل بايرن الذي عرف بفضل خبرته ونقصه العددي الذي كان أفضلية بالنسبة له كيف يبحث أكثر عن الهدف حتى حصل على مبتغاه.


للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad