تحليل تكتيكي: فولفسبورغ 2-0 ريال مدريد




   فوز ريال مدريد غير المتوقع في الكلاسيكو، كان على ما يبدو جرعة الثقة قبل الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام فولفسبورغ، في البطولة التي تعتبر الآن الهدف الوحيد للفريق الذي يمكن الوصول إليه.

تشكيلة فولفسبورغ: وضع ديتر هيكينغ فريقه في شكل 4-1-4-1. فيرينيا وريكاردو رودريغيز كظهير أيمن وأيسر على الترتيب، نالدو ودانتي في وسط الدفاع. لويز غوستافو كرقم 6، جوشوا غيلافوغي وأرنولد في الرقم 8. برونو هينريكي ويوليان دراكسلر على الطرفين، بينما تولى آندريه شورله دور المهاجم.
تشكيلة ريال مدريد: وضع زيدان فريقه تكتيكيًا بالضبط كما كان  في الكلاسيكو في نهاية الأسبوع. بدأ الريال في 4-3-3 مع كاسيميرو، كروس ومودريتش في خط الوسط من ثلاثة لاعبين. وثلاثي الهجوم: بيل، بنزيما ورونالدو. 
خطة لعب الريال من زيدان سمحت له التفوق على خصمه لويس إنريكي. والمشكلة هي أن الخطة كانت محددة للغاية ومصممة لعدد قليل من المباريات حيث يكون الريال في وضع غير مؤات.  مواجهة فولفسبورغ تتطلب استراتيجية مختلفة، لذلك سيكون على ريال مدريد إدارة المباراة، والمدرب الفرنسي وضع ثقته في نفس الأحد عشر لاعبًا الذين كانوا قد هزم البرسا.بالمقابل، تمكن المدرب هيكينغ من احتواء خصمه بشكل عام واللعب بشكل فعال، ولاعبوه لعبوا أفضل مباراة لهم هذا الموسم.


*كانت واحدة من السمات الأكثر إثارة للاهتمام في النظام الدفاعي الذي اختاره هيكينغ، دافع فريقه مبدئيًا في 4-1-4-1، والتي كانت تتحول إلى 4-3-2-1 إلى 4-3-3-0. لكن تشكيلة الفريق لم تكن العامل الحاسم. كان أكثر أهمية بكثير للذئاب أنهم دافعوا بشكل واسع أو على نفس الخط في أي وقت. كانت المسافة بين المدافع وشورله في بعض الأحيان أقل من 15 مترًا. حتى أن المهاجم شورله ينخفض أمام الكرة في كثير من الأحيان إلى نفس لاعبي الخط الذي خلفه وهذا يجعلنا نرى 4-1-5-0. كان شورله ينخفض لخط الوسط والتوجه على كاسيميرو في حين يتابع أرنولد وغيلافوغي مودريتش وكروس على التوالي. ومع ذلك، لم يكن فولفسبورغ متماسكًا، ولكنه غطى الملعب بأكمله.
كان فولفسبورغ يصل إلى منطقتين مهمتين: على الجناحين حيث استطاع فولفسبورغ الوصول بشكل جيد على نطاق واسع. والأكثر أهمية: يمكنهم بناء الضغط في الارتكاز على مودريتش وكروس. هنا كان الدور الكبير من أرنولد وغيلافوغي وفي بعض الأحيان  كانا حتى أعلى لاعبين في تشكيلة فولفسبورغ.
لكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع في الخلف فولفسبورغ يضغط دائمًا على من يمتلك الكرة، وفي محاولة لإلغاء ما لا يقل عن اثنين من أقرب الخيارات المحتملة أمام اللاعب، في حين يظل البقية في المراقبة لخط الوسط، في حالة لويس غوستافو في التغطية. عادة واحد من لاعبي خط الوسط يحيط بشورله بينما توجه الآخرين وفقًا لذلك، في حين أن خط الوسط والدفاع يضغطان المسافات العمودية.  أفقيًا بدلًا من ذلك، لم يحتفظ فولفسبورغ بنفس التماسك، ربما للحفاظ على احتلال مستمر للممرات، والتي منها أتت كل الهجمات المرتدة من الألمان .

الكرة عند قدمي راموس على يسار الارتكاز: يندفع غيلافوغي على الفور باتجاه كروس، يليه هنريكي الذي يبقى قريبًا من مارسيلو، فولفسبورغ يحاول إجبار خصمه على تمريرة أو عرضية نحو مارسيلو، من الناحية النظرية سيكون بأفضلية دفاعية لأنه بالقرب من خط التماس ستكون هناك مساعدة من الخط وبالتالي العزل إضافة لاحتلال جيد في تلك المنطقة من الملعب. شورله منخفض عن ذلك وموجه على كاسيميرو في حين دراكسلر وأرنولد يسيطران على مودريتش من الجانب الآخر. يلاحظ أيضًا غياب لاعبي ريال مدريد خلف خط ضغط أصحاب الأرض.

*بناء لعب ريال مدريد من الخلف كان جيدًا، ولكن لا يمكنه بأي حال من الأحوال التقدم عموديًا. ما زالت لم تحل مشاكل التنسيق بين المدافعين ولاعبي خط الوسط حول من سيخفض في مساعدة البناء.
مشاكل ريال مدريد مع بنيتهم التمركزية في الاستحواذ موجودة لفترة طويلة. وكانت واحدة من أكبر الأسباب التكتيكية لماذا فشل بينيتيث بسرعة في بداية الموسم، وكان عاملًا وراء العديد من العروض الضعيفة هذا الموسم. في الاستحواذ على الكرة، يعاني اللوس بلانكوس في وضع أنفسهم كفريق واحد لإنشاء الهياكل التي يمكن أن تجعلهم يقومون بدوران الكرة على نحو فعال. عدم القدرة على وضع أنفسم في مسافات كافية غالبًا ما يؤدي في لعدم ترابط في الاستحواذ وهجوم معزول.
مشاكل التنسيق النموذجية لريال مدريد زيدان خلال البناء المنخفض. من الناحية المثالية، ينبغي أن يكون لاعب خط الوسط منخفضًا بين قلبي الدفاع، ولكن هذا ليس بالضرورة مشكلة. العقبة الحقيقية تكمن في المسافات القصيرة جدًا بين اللاعبين بسبب الاحتلال غير الصحيح للملعب. يفتقر أيضًا لخيارات التمرير العمودية التي تسمح بتقدم اللعب. مع مودريتش وكروس في إدارة الاستحواذ، لعبا إلى حد كبير على نفس الخط أمام الدفاع، كاسيميرو اللاعب رقم 6 مبدئيًا ولكن من خلال الدور العميق من كروس ومودريتش وجوده في مساحة الستة نادرًا ما كان مطلوبًا. أصبح أكثر تقدمًا تقريبًا كلاعب وسط هجومي، ولكنه فريسة سهلة لمراقبة أرنولد.

عمليات آمنة ولكن ليست مثمرة جدًا وممرات التمرير ليست مفتوحة وراء خط الضغط من فولفسبورغ. هذا الوضع صعب التحقق، لأن كاسيميرو ليس لديه هذه الخصائص المناسبة لهذا الدور وكثيرًا ما كان وضعه على بعد بضعة أمتار أمام رفاقه، ومراقب من أحد لاعبي خط وسط فولفسبورغ.
مع تقارب هؤلاء اللاعبين، كانت هناك العديد من الترابطات من خلال الخطين الأولين من لاعبي الريال ولكن هذه الترابطات ليست جيدة بشكل خاص. المسافات القصيرة بين اللاعبين، تعني أنهم في كثير من الأحيان يحتلون نفس المساحات ومنع خيارات أمام من يمتلك الكرة في الحصول في طريقه على ممرات التمرير أيضًا. من النادر أن لاعبي خط الوسط سيتخذون مواقع داخل ثغرات في دفاع فولفسبورغ أيضًا، وهذا يعني أن عددًا قليلًا من هذه الترابطات يمكن أن تؤدي إلى تمريرة من شأنها كسر الخط الأول للدفاع.

في هذا الوضع، مع الكرة عند بيبي، أرنولد يساند شورله في مضاعفة المراقبة على كروس، حيث مازال كاسيميرو منخفضًا قبل تبادل الأدوار. سيكون هناك في هذا الوقت تواجد للميرينغي خلف خط ضغط فولفسبورغ، ولكن رونالدو مراقب من دراكسلر، في حين أن مودريتش ليس فقط في ظل أرنولد، ولكنه مراقب هذه المرة من لويس غوستافو.
مبدئيًا، الفريق الهجومي الذي لديه ثلاثة لاعبين في الأمام للتفوق على دفاعات الخصم: يمكنك اللعب حول دفاع الخصم إذًا على الجناحين. هنا كان فولفسبورغ دائما هناك. بدلا من ذلك، فإنه يمكن أن تلعب في تشكيل الخصم، وذلك في المساحات بين خطوطه. تحقيقا لهذه الغاية، كان فولفسبورغ في شكل مسطح جدًا، ولكن لم يحتل الريال هذه المساحات.
في هذا السيناريو المعقد، كان ريال مدريد يحتاج بشكل حاسم مساندة بنزيما. تحركات مستمرة على نطاق واسع ومحاولة إيجاد  المهاجم الفرنسي في بناء العمليات الهجومية. كما وفر بنزيما أيضًا  قدرة عظيمة على عدم التنبؤ في تحركاته أمام الكرات الطويلة، والتناغم مع بيل ورونالدو الناتج عن التبادل المستمر للمراكز قد يفاجئ فولفسبورغ على المدى الطويل.
للأسف لزيدان وجميع مشجعي الريال، اضطر المهاجم الفرنسي عدم إكمال المباراة بسبب الإصابة قبل حوالي أربع دقائق من نهاية الشوط الأول. غيَّر دخول خيسي الأوراق على الطاولة: كان الإسباني أقل قدرة في تصعيب مهمة الخصم في تنبؤ تحركاته، في حين انتقل بيل إلى اليسار ورونالدو من نصف المساحة الأيمن.
ونتيجة لذلك، يمكننا أن نرى كمية كبيرة من الكرات الطويلة التي لعبت نحو رونالدو الذي كان أكثر في الداخل مع تقدم  المباراة. أظهرت هذه الكرات الطويلة عدم قدرتهم على اللعب من خلال خطوط فولفسبورغ وتجاوزوا وسط الملعب تمامًا أملًا في العثور على المهاجم وراء الخط الدفاعي. وعلى الرغم من عثور عدد من هذه التمريرات على الرجل بشكل دقيق، لكن البناء المحتمل للهجوم من هذه اللحظات كان ضعيفًا كما كان البرتغالي في كثير من الأحيان معزولأ ولم يكن قادرا على جعل الآخرين في اللعب بشكل فعال عندما كانت لديه فرصة .
في نفس الوقت حتى دفاع الريال وجد صعوبة: الجهود المبذولة أمام برشلونة بدت ذكرى باهتة. إلى جانب الإرادة للدفاع عن الفريق، افتقر الإسبان أيضا إلى التنظيم: الخطوط لم تعد عمليًا متماسكة أبدا،ً وهذا جعل في أكثر من مرة واحدة إيجاد فولفسبورغ على نحو متكرر المساحة للتمرير وربما كان يمكن أن يتلقى هدفين آخرين. 
 وكانت الهجمات المرتدة من الذئاب طوال المباراة كابوسًا حقيقيًا لزيدان، خصوصا خطأ كاسيميرو في ركلة الجزاء التي سمحت للألمان أخذ زمام المبادرة بهدف رودريغيز. وكانت تحولات الريال بطيئة ومرتبكة وكلما استطاع فولفسبورغ استرداد الكرة وجدوا مساحة وراء الظهيرين. غالبًا ما أخذ برونو هينريكي ودراكسلر الوقت لصالحهما أمام مارسيلو ودانيلو، أو استفاد من عدم وجود دعم من بيل ورونالدو لمسامدة الظهيرين البرازيليين في موقف واحد على واحد. ولا سيما موقف دراكسلر أمام دانيلو، والأداء الممتاز من الألماني الذي كان مرتاحًا في التقدم بالكرة بكل ثقة ( 3 مراوغات ناجحة) وإيجاد ممرات تمرير خطرة.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad