تحليل تكتيكي: برشلونة 1-2 ريال مدريد at 19:02 Posted by Unknown

  على الرغم من أننا لا نزال في بداية أبريل، إلا أن هذا الكلاسيكو كان بطموحات قليلة في ترتيب الليغا ولعب بعد أسبوع الفيفا وقبل ثلاثة أيام فقط من ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا. كان هذا الكلاسيكو الأول منذ رحيل يوهان كرويف، برشلونة أراد تحقيق الفوز من أجل إدخال السعادة على قلوب مشجعيه بعد رحيل من جعلهم يحبون هذا النادي. قاد زين الدين زيدان فريقه في أول كلاسيكو له كمدرب لفوز متأخر في واحدة من المباريات الأقل جاذبية في السنوات القليلة الماضية.

تشكيلة برشلونة: اعتمد لويس إنريكي تشكيلته المعتادة: داني ألفيش، بيكي، خافيير ماسكيرانو وألبا. بوسكيتس، إيفان راكيتيتش وآندريس إنييستا في الوسط. وفي الأمام ثلاثي الـMSN : ايو ميسي، لويس سواريز ونيمار.

تشكيلة ريال مدريد: استفاد زيدان من أخطاء سلفه بينيتيث وأشرك كاسيميرو كلاعب ثالث في خط الوسط مع توني كروس ولوكا مودريتش في خطة اللعب التي كانت تهدف إلى حد كبير السيطرة على معركة خط الوسط. خط الدفاع مكون من داني كاربخال، بيبي، سيرخيو راموس ومارسيلو. وفي الأمام ثلاثي الـBBC : غاريث بيل، كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو.

 

من النادر إمكانية شرح تسعين دقيقة من مباراة كما لو كانت هي نفسها من البداية الى النهاية، كخط مستقيم. في بعض الأحيان، للتحليل والوصف، قد يكون مفضلًا التشبث بجانب معين والتركيز عليه أو حتى تقديم ملخص. البعض أو الأغلبية، يقولون أنه من الضروري التوقف عند نقاط التحول المختلفة ونكون منصفين في كل جزء من الأجزاء. إذا واجهت أيضًا لاعبين من مستوى استثنائي، فمن الأسهل الحصول على جودة هائلة.

وهؤلاء الذين في برشلونة وريال مدريد هم هذا النوع من اللاعبين. ميسي، كريستيانو، نيمار، بيل، سواريز، بنزيما، إنييستا، مودريتش، بوسكيتس... قائمة اللاعبين في الملعب يمكن أن تؤثر بشكل حاسم في المباراة والاتجاه الذي تتخذه، من الإثنين وعشرين إسمًا وستة إضافات ممكنة. مباراة الكلاسيكو ليست استثناءًا.

ريال مدريد

لعب زين الدين زيدان بشكل 4-3-3. كلا الظهيرين داني كاربخال ومارسيلو لديهما واجب إضافي عند اختراق الريال في الثلث الأخير. في كثير من الأحيان يتبادل مارسيلو وكاربخال منطقة العمل مع كلا الجناحين، غاريث بيل وكريستيانو رونالدو.

 3-3-4 من ريال مدريد

في الكلاسيكو الأول هذا الموسم، اختار رافا بينيتيث البدء بخاميسرودريغيز على كاسيميرو الذي كان لاعبًا مهمًا في تشكيلته، ولعب بثنائي في خط الوسطالهجوم المكون من خاميس، بيل، رونالدو وبنزيما. وكانت النتيجة، أن الريال افتقرإلى أي تحكم في أي من أجزاء المباراة وكان يفتقر إلى بنية جيدة سواء مع وبدونالكرة على حد سواء. زيدان بنهج عملي الذي، بالمناسبة، هو العكس تمامًا مما قام به بينيتيث في مباراة الذهاب المشؤومة.

تعلم زين الدين زيدان من أخطاء المدرب السابق وكاسيميرو لعب من البداية في خط وسط من 3 لاعبين والذي حصل على مساندة من بيل ورونالدو على الطرفين. وفَّر هذا الاستقرار الذي هو في أشد الحاجة إليه أمام واحد من أفضل الأندية في العالم، وسمح لهم ممارسة سيطرة أفضل بكثير على وسط الملعب.

في الوسط، دور كاسيميرو كرقم 6 في حين لوكا مودريتش وتوني كروس لعبا كثنائي رقم 8. الفرق بين كاسيميرو وبوسكيتس ينظر إليه عند محاولة كل من الفريقين بناء هجمة من الخلف. في برشلونة، كلما كان ذلك ممكنًا، يكون ذلك عموديًا وصولًا لبوسكيتس. بخلاف ريال، توني كروس كان كثيرًا ما ينخفض إلى نصف المساحة لاستلام الكرة (وليس كاسيميرو). لوكا مودريتش، في هذه المرحلة، يظل كرقم 8.

في الأمام، رونالدو وبيل على الجناحين، لديهما فرصة تبادل المراكز والبحث عن فرص لاختراق دفاع البرسا، من خلال منطقة الجناح، إما عن طريق المراوغة أو عبر العرضيات. كريم بنزيمة لعب كرقم 9، وظيفته أن يحاول منع بوسكيتس من الحصول على الإمدادات عندما يقوم برشلونة ببناء الهجمات من الخلف.

وبصرف النظر عن 4-3-3 كان ريال مدريد يظهر في كثير من الأحيان في شكل 4-5-1، أحيانًا ينتقل كروس إلى الأمام لمساعدة بنزيما إلى الضغط. نادرًا ما حدث هذا في شكل حقيقي من 4-4-2، بدلًا من ذلك جهد عابر في نصف المساحة الهجومية .

ريال مدريد في4-5-1

*مع لاعب إضافي في خط الوسط، استندت مباراة ريال مدريد الدفاعية إلى حد كبير حول نظام مراقبة المنطقة مع العديد من-التوجهات نحو اللاعب أثناء استحواذ برشلونة. هذا نظام مراقبة منطقة، كل لاعب من الريال سيحافظ على كل منطقة  وسيكون ملتزمًا بمراقبة دقيقة لأي لاعب من الخصم يذهب إلى المنطقة الفردية.

 بنزيما موجه على بوسكيتس ومودريتش على إنييستا

 

من خلال تغطية اللاعبين فرديًا، بحث الملكي على تقييد وصول برشلونة للاعبين مثل إنييستا مع مودريتش الذي يغطي عليه عن قرب في حين الوصول الدفاع الخاص بهم سمح لهم الحفاظ على مستوى من الضغط على الكرة. ثنائي الجناح على اثنين من لاعبي الخصم ذوي التوجه نحو الجناح. في حين أن كلا اللاعبين في المركز رقم 8 موجهين على على لاعبي الرقم 8 من الخصم. كاسيميرو نفسه، المتواجد خلف ثنائي الرقم 8، كثيرًا ما توجه إلى ميسي لأن الأرجنتيني في كثير من الأحيان ما يتجه للداخل، إضافة إلى المركز رقم 10 أو 8.

إضافة إلى ذلك، فإن هذه التوجهات نحو اللاعب سمحت للريال الاستفادة من ضعف البنية التمركزية من برشلونة الذي كان عنصرًا هامًّا آخر في المباراة. مقارنة بالسنوات الأخيرة، التباعد والمسافات بين لاعبي برشلونة أقل اتساقًا وخصوصًا في هذه المباراة لم تمكنوا من إنشاء بنية قوية بما فيه الكفاية من خلال وسط الملعب. بشغل لاعبي برشلونة في الدفاع، كان الريال قادرًا على إيقاف برشلونة من اللعب بشكل نظيف من خلال الوسط في حين كان إنيستا وباقي اللاعبين غير قادرين على تطوير التفوق التمركزي.

خصوصًا في النصف ساعة الأولى، كانت هناك بعض الحالات حيث أصبح الملكي غير مستقر بسبب هذه التوجهات نحو اللاعب. كان يتم سحب مودريتش مرارًا وتكرارًا للخروج تجاه الجناح الأيسر لأنه يتبع التحركات الموجهة للجناح من إنييستا وكان الارتكاز مفتوحًا في مواقف بسبب هذا وآليات مشابهة. على الرغم من هذا، كان برشلونة غير قادر على الاستفادة من هذه المساحات المفتوحة بسبب مزيج من وصول الريال إلى خيارات التمرير والتباعد الضعيف من المعتاد في برشلونة.

ساند بنزيما الجهود الدفاعية بشكل جيد لتعزيز قدرة الريال على الدفاع بفعالية عن الارتكاز. سينخفض بنزيما في كثير من الأحيان أعمق بتوجه على سيرخيو بوسكيتس لشغله ما يتيح للاعبي خط الوسط تغطية أمثال إنييستا وراكيتيتش. مع توجه ميسي نحو الداخل، يتطلع برشلونة إلى خلق تفوق عددي ولاعبين أحرار من خلال المناطق الوسطى من الملعب. بدعم من جهود بنزيما الدفاعية في خط الوسط، كان فريق زيدان قادرًا على تقييد برشلونة من فتح الارتكاز كما يفعل عادة.

برشلونة

كان تدوير الكرة من برشلونة مستقرًا إلى حد ما حوالي الثلث الأوسط، نظرا لحركة ميسي أو نيمار، إذا لزم الأمر، وهذا جعل برشلونة قادرًا على إنشاء بنيات تمركزية مجاورة لبعضها البعض، ودائما ضمان توافر خطوط التمرير. مع خمسة لاعبين في الخط الثاني (خط الوسط)، البرسا سيضمن استحواذًا مستقرًا. ولكن بعد ذلك سيثير أيضًا بعض المشاكل الطفيفة، مما يؤدي إلى تأخير تقدمهم.

عندما كانوا قادرين على ذلك، بحث فريق زيدان عن اتخاذ موقف دفاعي عالي في الملعب والضغط على برشلونة في الثلث الدفاعي الخاص بهم في محاولة لإجبارهم على لعب كرات طويلة. على الرغم من أن هذا كان في بعض الأحيان محفوفًا بالمخاطر بسبب مقاومة الضغط فرديًا وجماعيًا من برشلونة، ويمكنهم النضال من أجل الحفاظ على التماسك.

لتحقيق هذا، يمكنهم استخدام التوجهات نحو اللاعبين التي تمارس في كتلة بالمنتصف للحفاظ على وصول دفاعي على مستوى أعلى الملعب وتقييد عدد خيارات التمرير. كانت هناك إمكانية مما لا شك فيها من أن يستفيد برشلونة من هذه اللحظات ولكن كان تدوير الكرة في مساحات أعمق غير فعال بما فيه الكفاية للقيام بذلك. كان اللاعبون أعمق ولم يتمكنوا من الوصول إلى اللاعبين في ما بين الخطوط وكان الضغط لا يتجاوز باستمرار بما فيه الكفاية.

 *حركة اللاعبين في خط الدفاع، وخصوصًا عند بناء برشلونة الهجمات من هذا الخط، كانت تشهد عدم تماثل بين الظهيرين داني ألفيش وألبا. كان لداني ألفيش دور هجومي أكثر من ألبا وجعل شكل برشلونة يظهر كـ 3-4-1-2 وحتى 3-1-2-1-3 (3-ماسة-3 على طريقة كرويف). الظهير الأيمن البرازيلي كان خيار نظيف للتمرير أو يقف في المنتصف بين كريستيانو ومارسيلو.

 3-1-2-1-3 تخليدًا لذكرى كرويف

تواجد خوردي ألبا كمدافع ثالث سيجعل بوسكيتس غير مضطر للابتعاد عن مركزه في خط الوسط كرقم 6 الذي يحافظ على لاعبين اثنين كرقم  8 ، اللذان كان لديهما أيضًا دور مختلف لأن ميسي غالبًا ما ينتقل إلى المنطقة الوسطى وأيضًا نصف المساحة، لذلك كان إيفان راكيتيتش يتحرك أكثر على الطرف من ميسي وفي المرحلة الأولى من خلق الفرص، توجه راكيتيتش في حركة أكثر عمودية من أندريس إنيستا.  اللاعب الكرواتي يملأ نصف المساحة أو الجانب الأيسر لميسي.

لعب إنيستا أكثر كمساند (مساندة اللعب في العمق، إما كرقم 8  أو 10). إنييستا  يتحرك أكثر إلى الجناح أو نصف المساحة، بطبيعة الحركة الأفقية. في الخطوط الأمامية، كان ليونيل ميسي دائمًا ينخفض إلى منطقة الرقم 10  أو 8  حتى 6، عندما يبدأ برشلونة لعب الكرة في الثلث الأوسط.

حتى عدم الدقة في بداية هجمات ريال مدريد وعدم القدرة على التحول بسرعة من المرحلة الدفاعية للهجومية، أظهر أن اختيار لويس إنريكي إشراك فريق يتناسب فقط مع السيطرة على الكرة أمر خاطئ:كان القلق من التحول الهجومي لريال مدريد أكثر من التعامل مع الموقف الدفاعي من فريقهم، نفذ لويس إنريكي خطة محافظة (فقط أعداء اللعب التمركزي "ما يطلقون عليه إسم تيكي تاكا" لا يأخذون فرص التفكير في إمكانية أن الاستحواذ على الكرة هو أيضًا سلاح دفاعي) الذي ثبت أنه غير قادر على قراءة الوضع في الميدان، وإعطاء حياة جديدة لفريق كان لا يطلب شيئًا آخر من الليغا.

كانت الخطة التكتيكية المحافظة الجديدة من لويس انريكي في موقف ميسي الذي توجه للداخل وترك الجناح لتقدم داني ألفيش. وفي الوقت نفسه هناك أيضًا تعديل موقف خوردي ألبا على اليسار بشكل متحفظ، في شكل غير المتماثلة على نطاق واسع.

مع ميسي أقرب للحفاظ على الكرة بين قدميه لمهاجمة المنطقة، نيمار معزول على الطرف، فقد تم تخفيض الخيارات الهجومية للعمل المضني من سواريز على سيرخيو راموس. بهذه الطريقة فقد برشلونة تدريجيًا ميزة تكتيكية تضمن الاستحواذ على الكرة، مما أدى لمناورات هجومية غير فعالة التي كانت في صالح خطة ريال مدريد.

 *تحت قيادة بيب غوارديولا، كان برشلونة مشهورًا بلعبه التمركزي. ولكن منذ ذلك رحيل غوارديولا، انتقلت هذه المبادئ تدريجيًا مع برشلونة بعيدًا عن هذه الفلسفة من اللعب مع الإبقاء على الاستحواذ. وهذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، حيث أن برشلونة في الموسمين الماضيين يمكن بالتأكيد تحدي فريق بيب من حيث الجودة والأداء ولكن كان لها تأثير على الاستحواذ والسيطرة على المباراة.

واحدة من أكبر الاختلافات هو في التمركز. في اللعب التمركزي، يملك الفريق مجموعة توجيهات التي كانت تتبع عن كثب طوال المباراة مما يؤدي إلى بنية تمركزية ثابتة. دون هذه المبادئ التوجيهية، البنية ليست كما كانت مع حرية أكثر. وكان هذا واضحًا في أداء برشلونة مع افتقارهم التباعد المناسب أمام ريال مدريد.

نتيجة هذا النقص، بدأ برشلونة يفقد السيطرة على المباراة في في وقت مبكر من الشوط الثاني وبعد بعض العمل الممتاز من الريال، سرعان ما فقد هدف التقدم من بيكي.

دون مستوى كافٍ من التباعد وكذلك عدد قليل من العوامل الأخرى، كان برشلونة غير قادر على تحمل نفس التهديد في الاستحواذ وتدوير الكرة التي تفتقر إلى الاختراق ضد دفاع اللوس بلانكوس. كان هناك احتلال للوسط لكن الافتقار للشيء المماثل في مساحة الرقم 10 والضغط على الكتلة الدفاعية للريال غير كاف لفترات كبيرة من المباراة.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا @tacticalmagazin وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

abuiyad