تحليل تكتيكي باير ليفركوزن 1-0 أتليتيكو مدريد

atletico vs leverkusen - Football tactics and formations


 بعد تحقيقه الفوز 1-0 في ذهاب دور الستة عشر أمام أتليتيكو في الباي آرينا، يمكن لباير ليفركوزن أن يتمسك بحظوظه في التأهل من ملعب بيثنتي كالديرون بعد تقديمه أداءًا كبيرًا في مواجهة الروخي بلانكوس وصيف بطل دوري الأبطال.



تشكيلة باير ليفركوزن


اختار روجر شميدت الاعتماد على روبيرتو هيلبيرت في هذه المباراة الهامة كظهير أيمن، مما جعل غونزالو كاسترو يعود للارتكاز. لارس بيندر عاد للتسكيلة الأساسيو وجوزيب درميتش مرة أخرى يت تفضيله على شتيفان كيسلينغ في مركز المهاجم الصريح.


 شميدت لعب بخطة من 4-4-2 إلى 4-2-3-1 بالاعتماد على هاكان تشالهانوغلو كلاعب حر في المركز رقم 10. وتحت أنظار مدرب منتخب تركيا فاتح تريم، سجل صاحب ال21 عامًا  هدف المباراة الوحيد.


تشكيلة أتليتيكو مدريد


دييغو سيميوني ركز في خطته على انطلاقات أردا توران ثم أنطوان غريزمان عبر الأطراف وتواجد ماريو ماندجوكيتش كرأس حربة، في خطة بين 4-4-2، 4-5-1 و4-3-3.
 


تفوق واضح لباير ليفركوزن


باير ليفركوزن الذي تأهل كثاني المجموعة الرابعة، حتى هذه المباراة لم يكن قد فاز مباراة في دور الـ16 في هذه المسابقة. خسروا 3 مرات في مواجهاتهم في هذه المرحلة في العقد الماضي، وفي كل مرة كان على الأقل فارق الأهداف 4 في مجموع المباراتين. كما أنهم قدموا لهذه المباراة بالحصول على نقطة واحدة من آخر 3 مباريات في البوندسليغا.


في هذه المباراة، تحكم المضيفون بنسق اللقاء واستطاعوا الاستحواذ على الكرة بنسبة 65 بالمئة طيلة الشوط الأول على عكس ما كان متوقعا ومنتظرا بتفوق أتليتيكو لأنه كان الأكثر ترشيحا وتفضيلا للفوز، لكن النادي الألماني وعلى غير العادة قدم أفضل أداء له هذا الموسم في دوري الأبطال.


غونزالو كاسترو كان أكثر اللاعبين تمريرا للكرات وتشالهانوغلو كان له دور حر في الانتقال في خط الوسط وبداية الهجمات، سرعة كبيرة وقدرة على الضغط العالي وإيجاد المساحات كل ذلك ساعد الأسود على تقديم أداء كبير وخلق مساحات في منطقة الروخي بلانكوس. لاعبو ليفركوزن تقدموا للأمام أكثر فأكثر، عبر انطلاقات لاعب من الوسط أو تقدم ظهير خصوصا البرازيلي فيندل عبر الجناح الأيسر، ثم بعد ذلك يمكن لهم العودة من جديد للارتكاز وتدوير الكرة من دون ضغط لاعبي أتليتيكو.






 ضغط لاعبي ليفركوزن بثلاثة لاعبين من أجل افتكاك الكرة ومن أجل محاولة الحد من المساحة التي يمكن أن يستغلها الخصم.


أتليتيكو كانوا حذرين مما يمكن ان يواجهوه في باي آرينا بحكم أسلوب اللعب الذي يمكن أن يعتمده روجر شميدت، بعد حديث المدرب دييغو سيميوني ولاعبيه بشكل كبير عن خطورة ليفركوزن عنما يرفعون نسق المباراة، الضغط العالي والانطلاقات السريعة. خطة الضيوف كانت واضحة جدا: البقاء في الخلف، والبحث عن التفوق على الضغط وعدم ترك المنافس يجد المساحات التي يمكن أن يستفيد منها في الانطلاقات.

لكن رغم ذلك، عانى أتليتيكو منذ بداية المباراة من خسارة الكرة بشكل كبير في الهجوم وعدم القدرة على الحفاظ عليها وانتظار انطلاقات توران وغريزمان. المهاجم جوزيب درميتش كان ممتازًا في تمركزه أمام المرمى وبين المدافعين، وقدرته على الترابط مع زملائه القادمين بسرعة. 

  تحول مثالي لليفركوزن من الحالة الدفاعية للهجومية وتواجد أكثر من خيار للتمرير في المساحات.


 
دفاع أتليتيكو عانى أمام سرعة لاعبي ليفركوزن ولم يستطيعوا غلق المساحات أمام منطقة جزائهم


لعبة رائعة في لقطة الهدف، 4 لاعبين من أتليتيكو على 3 من ليفركوزن لكن مهارة بلعربي وتسديدة تشالهانوغلو القادم بسرعة من الخلف لم تترك فرصة لدفاع الضيوف


من دون صانع الألعاب كوكي، لم يكن بإمكان أتليتيكو الحفاظ على الكرة في الوسط وبناء الهجمات -نفس ما تعرض له في خسارته أمام سيلتا فيغو في الليغا قبل حوالي أسبوعين، لكن الاختلاف أنه كان قد أشرك ماندجوكيتش وتوريس معا من البداية.

 تياغو وغابي وأيضًا اللاعب الذي يمكن أن يحتفظ بالكرة أردا توران لم يستطيعوا التعامل مع الضغط الذي فرضه لاعبو وسط ليفركوزن. بطل إسبانيا أكمل لاعبوه فقط 58 بالمئة من تمريراتهم وهو أقل رقم قام به فريق في دوري الأبطال هذا الموسم. وعندما يفقد لاعبو أتليتيكو الكرة فإن لاعبي ليفركوزن كانوا خطيرين في تقدمهم للأمام وقدرتهم على خلق مشاكل لدفاع أتليتيكو الذي افتقد لخط الوسط الذي يقوم بدور حاجز أول مع عدم ترك المساحات.

في نتيجة 1-0 في الشوط الثاني، كاد قائد أتليتيكو غابي في لقطة أن يقود باير ليفركوزن لفرصة تسجيل هدف ثان بعد تعامله المثالي مع الكرة على حدود منطقة جزاء فريقه، وهو الأمر الذي أكد ما يعانيه أتليتيكو في المباراة وأن مهمته لم تكن سهلة كما كان متوقعا قبل بدايتها.


ليفركوزن فاز أيضًا في المعركة البدنية


أغلب نجاح أتليتيكو في المواسم السابقة تحت قيادة سيميوني، في الليغا وأوروبا، كان بفضل عدم قدرة الخصوم في التفوق على قوة الأتليتي التي يمتاز بها لاعبوه في كل تحدثي وصراع ثنائي. لكن ليفركوزن أظهروا أنهم بإمكانهم التعامل مع ذلك بطريقة أفضل وتكون ناجحة.
 
حديث بين دييغو سيميوني مدرب أتليتيكو مع روجر شميدت مدرب ليفركوزن من على خط التماس


مع نهاية الشوط الأول، كانت الإحصائية تشير لارتكاب ليفركوزن 14 خطأ وأتليتيكو 13. ربما كانت بعض أخطاء ليفركوزن تستحق العقاب، لكن الحكم التشيكي بافيل كرالوفيتش كان راضيا في استمرار المباراة من دون إنذارات كثيرة. وذلك كان السبب في الحديث الذي كان بين سيميوني ومساعده بورغوس مع روجر شميدت بجانب أرضية الملعب.


أتليتيكو كان يسعى للعودة في المعلاكة في الشوط الثاني، تياغو كان محظوظًا في عدم حصوله على بطاقة صفراء ثانية بسبب خطأ ارتكبه في الوسط. لكن قبل 14 دقيقة من نهاية المباراة، غادر الدولي البرتغالي المباراة بسبب تدخله على تشالهانوغلو بالقرب من خط التماس. تياغو سيغيب عن مباراة الإياب في الكالديرون وهو أيضًا مصير قلب الدفاع الأوروغواياني دييغو غودين الذي نال بطاقة صفراء بسبب تدخله في حق لارس بيندر على مستوى الركبة في الشوط الثاني.


أتليتيكو أيضًا، عانى من إصابة الظهير الأيسر سيكويرا ولاعب الوسط ساوول نيغويث، مما جعل "إل تشولو" يشرك خيسوس غاميث وراوول غارثيا قبل أن يسرك فيرناندو توريس بدل أردا توران.




حارس ليفركوزن بيرند لينو كان له دور كبير في فوز فريقه بعد تصديه لتسديدة تياغو قبل نهاية الشوط الأول، ثم هدف تشالهانوغلو الثمين في الشوط الثاني الذي يجعل الأسود بحظوظ للتأهل لدور الثمانية من ملعب بيثنتي كالديرون.
 

أتليتيكو سقط في تلك المباريات، التي يعاني فيها من سرعة وضغط المنافس من دون إيجاد حلول حتى أنه لا يستطيع الحفاظ على الكرة –مواجهاته أمام برشلونة هذا الموسم وسيلتا فيغو- ولا القيام بالهجمات المرتدة رغم ما يمكن أن ينظر له تواجد كبير من لاعبي ليفركوزن في الوسط وبالتالي قلبا الدفاع فقط المتواجدان في نصف ملعبهم.



للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad