تحليل تكتيكي بايرن ميونيخ 4-1 كولن


</Bayern Munich vs Away team - Bayern Munich – 1. FC Cologne 4:1 - Football tactics and formationsdiv>


فوز آخر لبايرن ميونيخ في البوندسليغا عندما استقبل كولن في اليانتس آرينا، البافاري قدم نصف ساعة أولى مثالية تكتيكيًا كانت كافية من أجل حسم المباراة.


تشكيلة بايرن ميونيخ


اختار بيب غوارديولا تشكيلة مختلفة قليلا عن مباراته أمام بادربورن في خطة 4-3-3|4-1-4-1 المبدئية بتواجد شفاينشتايغر كلاعب ارتكاز واستمرار ليفاندوفسكي أساسيا في الهجوم مع تواجد غويتسه ومولر خلفه وروبين وريبيري على الأطراف.



تشكيلة كولن


كولن بقيادة مدربه شتويغر بخطة 4-5-1|4-4-2 بتواجد أوساكو قرب أنطوني أوجاه في خط الهجوم ويوناس هيكتور الظهير الأيسر في المنتخب الألماني كلاعب خط وسط بجانب ليمان لاعب الارتكاز.




دور رافينيا كان فكرة غير معتادة في تكتيك بايرن


واحد من أكثر الاختيارات التكتيكية إثارة في المباراة كان دور الظهير الأيمن البرازيلي رافينيا، الذي لعب دور ما يعرف في خطة غوارديولا في بايرن "الظهير الوهمي". هذا يعني أن الظهير يترك مركزه الأساسي وينتقل في اتجاه إلى أنصاف المساحات أو وسط الملعب، وبالتالي يلعب كارتكاز إضافي لفترة معينة في ظل عدم وجود لاعب آخر يشغر المركز.


في العادة يمكن للظهيرين أن أن يتقدما للأمام ثم التحول خلف لاعب الارتكاز من أجل دعمه ومن أجل جعل إمكانية تمرير قلبي الدفاع الكرت باتجاه الجناحين مباشرة. لكن في هذه المباراة كان دور رافينيا أكبر خصوصا في بداية المباراة.

 رافينيا يتواجد بين بادشتوبر وبواتينغ في مركز لم نعتد رؤيته فيه


كان يمكن لرافينيا أن ينتقل من مركز الظهير الأيمن للتواجد بين قلبي الدفاع واللعب كـ "سويبر". وفي العادة هذا المركز يرجع للمدافع ولاعب الارتكاز الذي يمكنه أن يكون خط دفاعي من 3 لاعبين في مرحلة الاستحواذ على الكرة وبالتالي يقدم خيارات أخرى للتمرير للوسط، وتغطيات مختلفة للظهيرين، ولكن استخدام الظهير في مثل هذا الدور لديه دوافع مختلفة.


وكان يمكن لرافينيا أن يترك الجهة اليمنى أيضًا، وبالتالي لم يكن بإمكان جناح الخصم أن يقوم برقابته. في الغالب كان الجناح يستمر بالبقاء على الطرف من دون مراقبة أي لاعب، بينما بايرن ركز على الطرف الأيسر.ومع وجود رافينيا في الوسط كخيار متاح للتمرير والتغطية على شفاينشتايغر كان بإمكان البايرن الاستمرار في التفوق على الطرف الأيسر.


لاعبو كولن على الجهة اليسرى: الجناح، الظهير ولاعب الوسط في الجهة اليسرى، كانوا يغطون المساحة التي يمكن أن يستغلها من الجناح أو في الثلث الأخير. ولكن في الغالب لم يكن أي لاعب من بايرن هناك سوى مولر أو روبين من أجل توسيع رقعة اللعب لكن كل اللاعبين الآخرين كانوا متمركزين في الوسط أو على الجهة اليسرى.

لذلك ظهر بايرن أكثر في خطة 2-3-4-1 أيضًا. غويتسه وروبيري كانا في الجهة اليسرى، بينما روبين ومولر في الجهة اليمنى  وفي غالب الأحيان واحد منهما من يتواجد في تلك المنطقة من أجل تقديم عمق أكثر بينما يمكن للآخر التحرك باتجاه الوسط.


فكرة تواجد رافينيا أقرب للوسط، كان مساعدا على التركيز أكثر على الجهة اليسرى والعمل على زعزعة تنظيم لاعبي كولن في تلك الجهة وبالتالي إيجاد المساحات أو عبر الجناح بواسطة تحركات سريعة. هنا كانت المواقف الفعالة بتواجد رافينيا في دوره غير المعتاد، شفاينشتايغر يتقدم للأمام للمساندة والتحركات عبر الأطراف كانت مساعدة لترجمة التفوق سريعًا.




هدف غوارديولا الأساسي في كل مباراة هو إيجاد نظام تحركات وتمريرات من أجل لاعبيه حسب نظام وخطة الخصم مما قد يجعل بايرن متفوقا. ومن أجل هذا التفوق لا بد من التركيز على فتح المساحات، ومباراة بايرن هذه كانت مثالية بالنسبة لهذه الأساسيات. خطة بايرن الأولية كانت ما بني 4-1-4-1|4-3-3 مع تواجد غويتسه ومولر في مركز الرقم 8 أمام باستيان شفاينشتايغر، ولكن ذلك لم يستمر طويلا.

 مولر يتحول للطرف وغويتسه ينتظر في الجهة المقابلة وتقدم رافينيا وألابا


غويتسه ومولر كانا غالبا يتحولان من الوسط للأطراف، خصوصا عندما يتحصل روبيري أو روبن الكرة في الجناح. ريبيري وروبين يمكن أن يتراجعا شيئا ما للخلف من أجل استلام الكرة وبالتالي كان للاعبي الوسط التحرك خلف لاعبي الخصم الذين يمكن أن يراقبوا روبيري وروبين. ومع هذا، كان من الصعب أن يوقفوا اللاعبين الآخر أو الاستمريرا في مراقبة ريبيري وروبين بحكم ضرورة البقاء أكثر في الخلف وإلا فستكون المهمة أسهل للروبيري من أجل الاختراق.


ألابا أيضًا كان يشارك في الهجمات عبر الجهة اليسرى ورافينيا على اليمين (بدرجة أقل) وبالتالي القدرة على عمل مثلث مع الجناح ولاعب الوسط. وأيضًا يمكن للجناحان التحول للوسط واستعمال المساحة التي تخلها تحركات مولر وغويتسه. عندئذ يمكن للجناح لعب الكرة مع لاعب الوسط في الجهة المقابلة أو الجناح.

 رافينيا من البداية كان في الوسط وتحول شفاينشتايغر لليسار وتقدم ألابا لمساندة ريبيري


هذه التحركات كانت مرة أخرى في الغالب على الجهة اليسرى، وهو أمر مثالي للاعبين وأدوارهم. ليس فقط لأن ألابا سريع ومميز في ثنائيته مع ريبيري كمساند له وظهير هجومي، لكن غويتسه كلاعب وسط في الجهة اليسرى جيد جيدا، مستفيدا من ذكائه في تحركاته وجيد في المساحات الضيقة بينما مولر يمكن غالبا أن يتحول لمساندة ليفاندوفسكي ويكون متواجدا كخيار متاح للتمرير عندما يتحول ريبري للوسط بينما أيضًا يفتح الوسط لروبين.


في بعض المواقف، كان مولر يتحرك أولا للأمام ثم  يتحول لليمين مما يسمح لروبين بالدخول في الوسط مع ريبيري أمام شفاينشتايغر وغويتسه ومولر على الأطراف. مهمة لاعبي كولن في مراقبة لاعبي بايرن كانت صعبة بحكم كل هذه التحركات وربما غوارديولا اختار هذا من أجل التفوق على تنظيم فريق شتويغر.


كولن تحول بين 4-5-1، 4-4-2 و4-3-2-1 لكن خطة مراقبة لاعبي بايرن لم تنجح قبل أن تتغير الأمور في الشوط الثاني


مما لا شك فيه أن فريق كولن ليس فريقا سهلا، فكرة شتويغر على الورق كانت مثيرة للاهتمام. المدرب النمساوي استخدم خطة 4-5-1 مع خط وسط يمكن فيه للجناح الأيمن أن يتقدم غالبا ويتمركز في نصف المساحة الشاغرة. وفي هذه الحالة يمكن أن تظهر الخطة 4-4-2 بتواجد المهاجمين على الجانبين. ربما تفكير شتويغر كان منصبا على تركيز بايرن على الجهة اليسرى بتواجد ألابا وبيرنات في المباريات السابقة.



 خريطة حرارية تظهر مناطق تحركات لاعبي بايرن ولاعبي كولن في أول 36 دقيقة والفارق كبير جدا


الجناح الأيمن الياباني أوساكو حاول مراقبة ريبيري، ألابا، غويتسه وشفاينشتايغر في نفس الوقت عندما يتواجدون في منطقته ولكنه لم يستطع إطلاقا أن يتفوق عليهم وبالتالي لم تكن هناك كرات مسترجعة. فوغت والظهير من خلفه كانا مشغولين بتحركات لاعبي بايرن في منطقتهم، بالمقابل لم يستطع لاعبو كولن الآخرون الوصول للكرة. عندما يقوم لاعبو بايرن بتغيير مراكزهم في ما بينهم على المستوى الهجومي، لم يكن بإمكان لاعبي كولن الصمود أمام تلك التحركات المميزة من مولر وروبين في الطرف الأيسر.


تحسن كولن في الشوط الثاني وأصبح أكثر خطورة. الشكل الدفاعي تحسن وأصبح يعمل بشكل أفضل، وبايرن أصبح أقل حركية وقدرة على التحكم في نسق اللعب وهو ما أثر على جعل طريقة ضغطهم غير مستقرة. لكن في النهاية كان ذلك كافيا للفوز عن جدارة واستحقاق خصوصا بعد عودة بايرن لاستعادة سرعته في الأداء بعد تغيير الخطة شيئا مع إشراك ألونسو بدل مولر.


خلاصة



حقق بايرن ميونيخ الفوز الذي كان متوقعا أمام كولن وقدم مباراة جيدة مع 25 دقيقة مميزة. دور رافينيا في المباراة، تحركات لاعبي خط الوسط وقدرتهم على التفاهم بذكاء وتبادل المراكز مع الجناحين ودور ألابا كظهير هجومي كانت أسباب الفوز. كولن كانت لديه بعض الفرص لتسجيل أهداف من المرتدات، لكن في النهاية أثبت بايرن قوته.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad