تحليل تكتيكي بروسيا دورتموند 3-0 شالكه 04


دائما ما تكون مباريات الديربي ذات طابع خاص ولا يكون من السهل على فريق التفوق حتى وإن كان يمرمن أفضل فتراته، الأمر كان مختلف بالنسبة لدورتموند الذي كان يعاني في ديربي الرور في السنوات الأخيرة لكنه كان اليوم الفريق الوحيد الذي رأيناه يفعل كل شيء بالمقابل كان شالكه لا حول له ولا قوة.

تشكيلة بروسيا دورتموند
دخل دورتموند المباراة خطته المعتادة بخطة 4-2-3-1 بتواجد شاهين وغوندوغان في الارتكاز، كيرش لاعب الوسط في مركز الظهير الأيمن بإصابة بيتشيك وعدم جاهزية دورم.
مخيتاريان جناح أيمن بدل كامبل المريض، وكاغاوا خلف أوباميانغ المهاجم الصريح وثنائي قلب الدفاع كان مكونا من هوميلس وسوبوتيتش.

تشكيلة شالكه
كعادته روبيرتو دي ماتيو يختار خطة 3-5-2 بتواجد ثلاثي الدفاع: ناستازيتش - نويشتيتر - هوفيديس، بينما فوكس وأوشيدا في دور الجناح-الظهير، والمفاجئ كان تواجد الظهير الأيسر دينيس أووغو في الارتكاز، بينما عاد هونتيلار للمشاركة بعد الإصابة التي تعرض لها أمام ريال مدريد في دوري الأبطال. 


ربما لم يتوقع روبيرتو دي ماتيو أن خطته الدفاعية قد تفشل بهذا الشكل بعد صعوبة القيام بضغط في الوسط أمام دورتموند. 

في العادة عندما يلعب الأزرق الملكي أمام فرق تلعب بخطة 4-4-1-1|4-4-2 فإنه يستفيد من إضافة مدافعيه في خط الارتكاز من أجل خلق كثافة عددية. حتى أمام ريال مدريد كانت الخطة ناجحة شيئا ما في أغلب فترات المباراة، لكن الوضع كان مغاير أمام دورتموند الذي خلق مشاكل كبيرة له بحكم ضغطه الناجح حتى في 4-4-1-1|4-4-2 لكن بتمركز مثالي.

اختيار دي ماتيو المفاجئ لدينيس أووغو في الارتكاز مع مساندة ماركو هوغر كان متوقع منه ليس حماية دفاع شالكه فقط بل الحد من خطورة الثلاثي إلكاي غوندوغان، نوري شاهينوهنريخ مخيتاريان.

وهذا الذي لم ينجح، بعدما وجد دورتموند سهولة في التمرير في منطقة تواجد أووغو وهوغر في مرات لا تعد ولا تحصى. وهو بالتالي ما جعل دفاع شالكه يصبح مكشوفا وسهل الاختراق مع قدرة دورتموند في العثور على المساحات وأيضا عدم القدرة في الحفاظ على الكرة ثم تمريرها باتجاه كيفين برينس بواتينغ في المركز رقم 10 أو باتجاه المهاجمين.

خطة 5-3-2 تنجح فعليا فقط عندما تسمح للـ الجناح-الظهير بالتقدم للأمام، ولكن حتى الآن تعليمات دي ماتيو لـكريستيان فوكس على اليسار وأتسوتو أوشيدا على اليسار لا تمكنهما من التقدم للهجوم كثيرا في المباراة وتحد من انطلاقاتهما المميزة.

وبالتالي في ظل عدم صعودهما، نجد أن الثلاثي الهجومي بواتينغ، كلاس-يان هونتيلار وتشوبو موتينغ معزولون عن باقي الفريق ولكن الأكثر أهمية عدم تقديمهم أي شيء يذكر عندما لا تكون الكرة بحوزتهم. وهو ما جعل دورتموند يجد سهولة في استعادة سيطرته واستحواذه على االطرة في الوسط والبداية في الهجمات من جديد.

تشوبو موتينغ كان في مستوى جيد هذا الموسم وهونتيلار سجل أهدافا أيضًا ولكن لم يستطيعا مع بواتينغ من أن يكونوا اللاعبين الذين يمكن أن يساعدوا الفريق على الأقل دفاعيا كما توقع منهم دي ماتيو يوم السبت. عندما يحاول شالكه أن ينقل الكرة للهجوم، كان هناك ضغط كبير من دورتموند. الكرات الثانية بعد التمريرات الطويلة كانت أغلبها من نصيب دورتموند بفضل ضغطهم.

 لاعبو شالكه تعثروا في إيصال الكرة لبواتينغ أو أحد المهاجمين


في مواقف عديدة وخصوصا في بداية المباراة، كانت خطة شالكه 5-2-2-1 والتي كان فيها تشوبو-موتينغ وبواتينغ في خط بمسافة قريبة خلف هونتيلار. ولكن لم يكن هناك ضغط كبير على الطرف وهو ما يمكن أن يصعب مهمة دورتموند وثم العودة للخلف أو البحث عن حل آخر بالتمريرات الطويلة وهنا يمكن أن يأتي دور الجناح-الظهير في الضغط على الجناح ثم الظهير الخصم. هنا كان المشكل الأكبر لخطة دي ماتيو التي لم يكن فيها ما يمكن من استرجاع الكرة أو غلق المساحات.

 كان شالكه في مناطقه طيلة الـ90 دقيقة وهو ما كان يعني أن دورتموند هو الذي يمتلك الكرة ويقوم بالمحاولة تلو الأخرى والتي كان يحتاج فيها للعمل أكثر على اللمسة الأخيرة وإلا كنا سنشاهد نتيجة أكبر بكل تأكيد. تحركات لاعبي دورتموند كانت مميزو وذكية بحكم تواجد المساحات التي يمكن استغلالها، في الجهة اليسرى التي يتواجد فيها رويس وكان ينطلق عبرها كاغاوا.
 
الظهير الأيمن أوليفر كيرش كان أيضًا يتقدم ويقوم ببناء الهجمات وصناعة اللعب وحتى أباميانغ كان ينتقل للجناح الأيمن مع مساندة مخيتاريان الذي كان يتحول أيضًا للوسط. في مرات عديدة كان كيرش يتقدم عبر الجناح في الثلث الأخير من الملعب ويمرر كرات طويلة مستغلا المساحة خلف بواتينغ وأيضا فوكس. رويس أيضًا كان يتحول للعمق ليكون بين مدافعي شالكه وهو ما كاد يستغله في أكثر من فرصة.

 
غوندوغان
بحكم غياب ضغط وسط شالكه، استفاد إلكاي غوندوغان من ذلك الذي كان عليه العودة للخلف قليلا من أجل تغطية لاعبي هجوم الأزرق الملكي. غوندوغان بدأ المباراة في قلب وسط دورتموند وهو الدور الذي تطور فيه شيئا فشيئا بعد الإصابة التي جعلته يغيب أكثر من سنة.

في الأسبوع الماضي أمام شتوتغارت، كان دوره القيادي في خط الوسط مميزا جدا بحكم اقترابه من الأداء الذي كان يقدمه في 2013 وجعله حينها من أفضل لاعبي الوسط في العالم. في تلك المباراة كان غوندوغان قد وجد الفرص للتقدم أكثر للأمام وتمكن من تسجيل الهدف الثاني في فوز فريقه 3-2.

وفي ديربي الرور رقم 167 أمام شالكه، كان غوندوغان في أفضل مبارياته هذا الموسم بقيادته هجمات دورتموند من الخلف وكان لاعب الوسط الذي يسترجع الكرة، واللاعب الذي كان وراء الهدف الثاني الذي سجله مخيتاريان في الدقيقة الـ79.

خلاصة

 لم تكن هناك حلول لشالكه، فأدوار اللاعبين في المباراة وقدرتهم على مراقبة تحركات لاعبي دورتموند والضغط عليهم واسترجاع الكرة كلها أمور كانت مشاكل كبير في خطة دي ماتيو 5-2-2-1 التي كانت مثل 5-3-2 مع غياب هجوم الأزرق الملكي سواء في الهجمات المنظمة أو المرتدات.

دورتموند قدم مباراة كبيرة ذكرتنا بالأداء الذي كنا متعودين أن نراه في طريقة لعبه التي بدأت تستعيد شيئا ما قوة غوندوغان ونوري  شاهين في الارتكاز وتحسن دقة تمرير اللاعبين.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@
charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad