تحليل تكتيكي بايرن ميونيخ 3-2 برشلونة (3-5)
at
17:37
Labels:
بايرن ميونيخ,
برشلونة,
تحليل تكتيكي,
غوارديولا,
لويس إنريكي,
ليونيل ميسي,
نيمار
Posted by
Unknown
بلغ برشلونة نهائي
دوري الأبطال اذي سيقام في برلين يوم 6 مايو|أيار المقبل بعد تفوقه على بايرن 5-3
في مجموع مباراتي نصف النهائي، رغم خسارته أمامه في الإياب بنتيجة 3-2 على اليانتس
آرينا.
خسارة المواجهة الأولى
3-0 جعلت التساؤلات تكثر حول مستقبل بيب غوارديولا في ميونيخ، خصوصاً بعد خسارة
نصف نهائي الموسم الماضي أمام ريال مدريد نتيجة 5-0 في مجموع المباراتين.
في الحقيقة لا أرى
لماذا يمكن أن نفاجأ من خطة غوارديولا الدفاعية غير الناجحة، فحتى في ظل نجاحه
عندما كان في برشلونة دائماً ما كانت هناك مشاكل في الدفاع في المساحة بين قلب
الدفاع والظهير التي يمكن أن تكون كبيرة وحتى في ظل تواجد لاعب ارتكاز وحيد مثل
بوسكيتس فإنه لم يكن يستطع أن يغطي مساحة الملعب كاملة. هنا غوارديولا كأنه
يلعب مباراة شطرنج مع برشلونة ولويس
إنريكي.
في لعبة الشطرنج، اللاعب المهاجم الجيد يمكن سريعاً أن يكتشف نقاط ضعف خصمه ويرغب في الضغط أكثر على قدر الإمكان في هذه النقطة. هذا يتم فعله لسببين: 1- نقطة الضعف عي المكان الأنسب الذي يمكنك من خلالها التفوق على دفاع الخصم و 2- والضغط على نقطة الضعف يجعل خصمك يقوم بردة فعل ويغير استراتيجيته من أجل حماية هذه النقطة وهذا يجعلك أفضل في المباراة. غوارديولا كان في وضعية تتوجب عليه العودة في المواجهة، فارق 3 أهداف وثلاثي هجومي في أوج تألقه يجب أن يتم الدفاع أمامه. يمكن أن نقول أنه أراد أن يسجل هدفاً أو اثنين في أسرع وقت ممكن أو كان يحاول إجبار لويس إنريكي على استراتيجية دفاعية تمكنه من تجنب خطر أحد المهاجمين.
نقطة الضعف التي كان
بايرن يركز عليها في كل فرصة كان نصف المساحة بين خافيير ماتشيرانو وخوردي ألبا
حيث ألبا يتميز في انطلاقاته الهجومية لكنه ضعيف دفاعياً. للقيام بذلك، على بايرن
أن يجعل اللعب على الجهة اليمنى في خطة لعبه. يمكن أن نقول أن رافينيا لم يكن
ينطلق للأمام مثلما اعتدنا عليه رغم أنه كان يتمركز بشكل متقدم لكن للمساندة.
أمامه كان يتواجد توماس مولر، فيليب لام وتياغو مما يعني أن بايرن عندما يلعب
الكرة في هذه المنطقة فإنهم كانوا متاحين للترابطات فيما بينهم ويقوم لاعب بدور حائط
صد أمام الخصم لمساندة زميله. في الجانب الآخر كان روبيرت ليفاندوفسكي يمكن أن يبدأ
من الطرف الأيسر ثم يتحرك باتجاه العمق من أجل أخذ الأفضلية لأي مساحات في دفاع
برشلونة عندما يبحثون من أجل تغطية طرفهم الأيسر.
فكرة الهجوم بشكل
غير متوازن بأربعة لاعبين في جهة واحدة ربما غير مفهومة خصوصاً وأن بايرن كان يفتقد
لأهم لاعبين هجوميين هما روبين وريبيري وذلك أظهر رغبة غوارديولا في حث لويس
إنريكي من أجل تعديل خطته للرد على هذا.
للأسف بالنسبة لهم هذه الخطة
الهجومية من بايرن أيضاً كان لديها نقاط ضعف مع افتقاد الطرف الآخر للتغطية.
الظهير الأيسر خوان بيرنات كانت لديه حرية للهجوم من الجناح الأيسر لكنه بذلك كان
يعرض الدفاع لخطورة أكبر في ظل تواجد لاعبين في الدفاع وليس أربعة. دفاعياً ربما
يمكن أن يتم حل ذلك عبر تراجع ألونسو ليكون بين قلبي الدفاع مع تغطية بنعطية الجهة
اليسرى. لكن ذلك أمام لاعبين مثل لويس سواريز وليونيل ميسي يجعل بن عطية وأي مدافع
آخر في مهمة صعبة وربما مستحيلة من دون مساندة. لم يكن ينتقل بعيداً ومن وقت لآخر
كان برشلونة قادراً على وضع الضغط على بايرن في تحوله من الدفاع للهجوم ولعب الكرة
باتجاه هذه الجهة من الملعب للتفوق على خط دفاع الألمان.
*مع بداية المباراة،
ظهر أن بايرن يدافع بلاعبين وليس أربعة. بيب غوارديولا جعل مهدي بن عطية وجيروم
بواتينغ في قلب الدفاع. رافينيا وبيرنات في مركز الظهير-الجناح وليس الظهير مع
دفاع متقدم.
- عندما يقوم برشلونة
بإرسال لاعبين للضغط مع ترك 3 لاعبين آخرين في الوسط، يكون قلبا الدفاع وتشابي
ألونسو ممنوعين من بناء اللعب من الخلف. وبالتالي عليهم القيام بتمريرات طويلة وهو ما يفعله بواتينغ هنا.
- حل طبيعي لإيقاف
مهاجمين خطيرين عندما تلعب دفاع متقدم هو مصيدة التسلل. عليك أن تكون مثالياً في
توقيت تطبيق ذلك حتى لا تتم معاقبتك من الخصم. في هذه اللقطة، ينطلق إيفان
راكيتيتش من دون مراقبة وتشابي بطيء جدا حتى يعود ومانويل نوير عليه أن يقوم
بتصديين لينقذ فريقه.
- في هذه اللقطة، لا
يوجد هناك ظهيران ليسا أيضا طهيرين-جناحين. رافينيا تقريباً جناح، بينما بيرنات
خارج اللعبة لأنه يتقدم على اليسار. ألونسو مراقب وبالتالي ليست هناك حلول سهلة
للتمرير.
- بايرن كان يعاني في
الدفاع بلاعبين لكن عند تواجد 4 لاعبين فإن المهمة تكون أسهل خصوصاً وأن لاعبي
الوسط لا يقدمون الشيء الكثير في الضغط على لاعبي برشلونة. هنا بنعطية في تحدي مع
راكيتيتش ووجد الأمر سهلا.
* أتذكر هنا حديث الكاتب
الأوروغوايي إدواردو غاليانو في كتابه "كرة القدم في الشمس والظل" عن
هدف نيلتون قلب دفاع منتخب البرازيل المميز في مونديال 1958:
"في بداية الشوط الثاني، تقدم نيلتون سانتوس من موقعه، وكان حجر الأساس في الدفاع البرازيلي، وكانوا يسمونه الموسوعة لسعة معرفته في أمور كرة القدم. ترك نيلتون موقعه في المؤخرة، واجتاز خط الوسط، وتفادى اثنين من الخصوم وواصل طريقه إلى الأمام. كان المدير الفني البرازيلي فيسنت فيولا يركض أيضاً على حافة الملعب، ولكن من الجھة الخارجية، وكان يتعرق بغزارة ويصرخ به: ارجع، ارجع إلى مكانك!
ولكن
نيلتون واصل جريه بإصرار نحو منطقة الخصم. فأمسك
فيولا البدين رأسه بيأس، لأن نيلتون لم يمرر الكرة إلى أي من لاعبي الھجوم: بل أكمل اللعبة كلھا وحيداً، وأنھاھا بتسجيل ھدف.
عندئذ
علق فيولا بسعادة: أرأيتم؟ ألم أقل لكم؟ إنه يعرف ما الذي يفعله!"
هنا
بواتينغ لم يُسجل هدفاً مثل نيلتون، لكن مغامرة قلب الدفاع واندفاعه للأمام
أملا في إرسال تمريرة مثالية للهجوم كان يمكن أن يعاقب عليه. سلاح جيد، لكنه واجه
تمركز جيد من برشلونة دفاعياً مثل الحرف
اللاتيني U، أي تحرك خاطئ ويمكن لبرشلونة
الانطلاق في هجمة مرتدة سريعة في مواجهة مدافع واحد من بايرن.
- بايرن
كان يحاول صناعة اللعب من الخلف، لكن من يتواجد من أجل ذلك: بنعطية، بواتينغ
وألونسو في غياب الظهيرين من أجل إضافة خيار إضافي للتمريرة الأولى وأيضاً من أجل
تقليص الضغط على الثلاثة.
بيرنات
غالباً ما كان يتمركز بشكل سيء كظهير أيسر وبالتالي كانت هناك مساحة كبيرة بينه
وبين بنعطية، كما أن تقارب قلبي دفاع بايرن في أغلب فترات المباراة في الحالة
الدفاعية كان يجعل مساحات عديدة من الملعب دون تغطية.
بيرنات
دائما ما كان يبحث عن فرصة تقديم عمق أكبر لفريقه على الطرف والتقدم للأمام،
وبالتالي المساحة دائماً ما كانت كبيرة بينه وبين قلب الدفاع وكانت مسألة وقت لا غير حتى يستملها برشلونة
لأفضليته. ربما قد تكون هناك تساؤلات حول لماذا لم يكن لمانويل نوير دور في التقدم
من أجل إيقاف خطر التمرير خلف الدفاع، ربما قد تكون تعليمات محددة أو شيئا آخر لا
نعلمه.
- برشلونة
سجَّل هدف التعادل بعدما أحرز بايرن هدفه الأول عبر مهدي بن عطية من ركنية، هنا
مصيدة التسلل التي يعتمدها بايرن لم تنجح. لم يكن هناك أحد من لاعبي الوسط أمام
ميسي الذي استلم الكرة من نيمار الذي انطلق بها من نصف ملعب فريقه بعد تمريرة
طويلة ضائعة من ألونسو باتجاه تياغو. بيرنات لم يكن متمركزا قرب المدافع للمساندة
وبواتينغ كان بعيدا تاركاً مهمة قبل الدفاع لألونسو، تمريرة سحرية خلف دفاع بايرن من ميسي
وسواريز أمام نوير ثم تمريرة لنيمار الذي يقتل المواجهة.
- القشة
التي قصمت ظهر بايرن وجعلت برشلونة في النهائي كانت هدف نيمار الثاني، كرة من ماتشيرانو
باتجاه ميسي في الوسط رأسية هذا الأخير لسواريز في المساحة ثم هدف نيمار، بنعطية تقدم في وقت ترك سواريز خلفه وشفاينشتايغر كان مع ميسي.
خلاصة
يمكن أن
نقول بأنه نظريا الأفكار التي أظهرها غوارديولا هجومياً جعلتنا نشاهد مباراة
تكتيكية مثيرة. لا يمكن أن نعرف هل لو لم يسجل برشلونة هدف التعادل بسرعة ماذا كان
سيحدث حينها، صحيح أن المواجهة كانت صعبة بعد نتيجة الذهاب لكن كان من اممكن أن
نشاهد مباراة مختلفة. لو كان بايرن قادراً على التسجيل مرة أخرى في الشوط الأول
دون أن يتلقى هدفا فربما كان لويس إنريكي جعل نيمار يتراجع وبالتالي فإن المباراة
تختلف تماماً.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: