تحليل تكتيكي: فالنسيا 2-2 ريال مدريد


مباراة مجنونة ومثيرة جدًا. عندما ظهر أن رونالدو قد حصل على ركلة جزاء، انطلق فالنسيا في هجمة مرتدة أدت إلى البطاقة الحمراء لكوفاسيتش ولعب ريال مدريد بعشرة لاعبين. ثم تقدم ريال مدريد الذي أخذ زمام المبادرة ولكن فالنسيا عدَّل على الفور بعد ذلك. 

تشكيلة فالنسيا: اعتمد غاري نيفيل طريقة 4-3-3 التي تتحول لـ 4-1-4-1 بدل 3-5-2 التي خسر بها في مباراة فياريال 0-1. سانتوس وعبد النور في قلب الدفاع ومعهما باراغان وأوربان كظهير أيمن وأيسر على الترتيب. القائد باريخو في الارتكاز وعلى جانبيه دانيلو وآندريه غوميش. جواو كانسيلو ورودريغو دي بالو على الجناحين، وباكو ألكاسير المهاجم الصريح.


تشكيلة ريال مدريد: اختار رافا بينيتيث الاعتماد على طريقة 4-3-3 بتواجد دانيلو، بيبي، راموس ومارسيلو في خط الدفاع. كروس ومودريتش وكوفاسيتش في خط الوسط مع بقاء كازيميرو، خاميس وإيسكو في الاحتياط. في الهجوم: بنزيما، بيل ورونالدو ثلاثي الـBBC 


استحواذ ريال مدريد


2-5-3 / 2-3-5 شكل ريال مدريد مع الكرة
كان من السهل أن نرى من بداية المباراة أن الملكي أراد اندفاع الظهيرين عاليًا في الملعب بينما يتمركز 3 خط الوسط أمام قلبي الدفاع. الخط الأمامي لريال مدريد المكون من 3 لاعبين وأصبحت المساحة بينهم ضيقة من أجل الترابط مع بعضهم البعض وكذلك تقديم تهديد لكرات أطول. عمل هذا بشكل جيد جدًّا على تمديد خط وسط فالنسيا وفتح ممرات التمرير للمهاجمين الذين يتراجعون في أنصاف المساحات للتحول وربح مساحة للهجوم.

في بعض الأحيان سينتقل كوفاسيتش إلى أبعد من ذلك من أجل السماح لمارسيلو بالتواجد في الوسط. كان كوفاسيتش يتقدم مع رونالدو ويساعده في الاختراق هناك من الجناح. مارسيلو كان قادرًا على إيجاد مساحة داخل أنصاف المساحات في المراوغة قُطريًا باتجاه المرمى في بعض المناسبات قليلة مما أدى إلى اختراقات خطيرة داخل منطقة جزاء فالنسيا، ولكن لم يأتي شيء من ذلك في النهاية - من المؤكد أنها كانت اختلاف جميل إلى بنية الفريق بالرغم من ذلك.
تقدم كوفاسيتش لم يكن متابعًا من قبل لاعب الارتكاز المقابل بينما جذب تحرك مارسيلو للداخل انتباه جناح الخصم، تاركًا التحركات القُطرية الطويلة مفتوحة لكوفاسيتش لربح مساحة في الأمام.
بدا أن جناحي فالنسيا ركّزا بشكل رئيسي على مراقبة ظهيري ريال مدريد. وبالمثل بتتطلع آندري جوميش لمراقبة رجل لرجل على مودريتش، ولكن بطريقة نسبية. هو لم يتبع مودريتش بإحكام جدًا، ولكن في كثير من الأحيان كان يريد أن يضع مودريتش تحت مراقبته كما ساعد المهاجم باكو ألكاسير في الضغط على قلبي الدفاع. إذا لم تكن لديه الفرصة للضغط على قلبي دفاع  ينتقل أقرب إلى مودريتش. لم يكن كوفاسيتش وكروس تحت مراقبة مباشرة وبدا أن لاعبي خط وسط فالنسيا أرادوا أساسًا حماية مناطقهم ومن ثم الخروج للضغط على هذين الاثنين بدلًا من اتباع تحركاتهما.

بسبب تركيز جناحي فالنسيا على تتبع ظهيري الريال، كانا في بعض الأحيان يندفعان عميقًا بما فيه الكفاية للانضمام لخط الدفاع، مما ترك لاعبي الوسط معزولين قليلًا في وسط الملعب. كان كروس، مودريتش وكوفاسيتش قادرين على لعب كرات قُطرية قصيرة من وسط الملعب باتجاه أنصاف المساحات المفتوحة أين سيتراجع بنزيما، رونالدو، أو بيل في كثير من الأحيان لاستلام الكرة. من هناك يمكن لواحد من المهاجمين الثلاثة أن يراوغ في الأمام ويدفع تكتل فالنسيا للعمق في حين يبحث عن الترابط، التسديد، أو إعادة تدوير الكرة. عند تركيز لاعبي خط وسط فالنسيا أكثر على حماية الارتكازوأنصاف المساحات فقط في حين ترك 6 لاعبين في الخلف يقومون بالتحول في ما بينهم والضغط على الجناحين-كان هذا النظام أكثر استقرارًا عندما ظهر للحظات وجيزة. 
كان المشكل في نظام ضغط فالنسيا -إلى جانب عدم وجود حماية لأنصاف المساحات- عدم الوصول إلى كروس في وسط الملعب. كما أن ألكاسير سيضغط على أحد قلبي الدفاع وستنتقل الكرة إما إلى مودريتش أو كوفاسيتش على الجانبين - واحد من لاعبي وسط فالنسيا سيترك بطبيعة الحال خطهم للذهاب والضغط على الكرة. كانت المساحة في وسط قلبي الدفاع ومساحات الرقم 8 أين لعب كروس كلاعب خط وسط دفاعي. سمحت المسافة بين باريخو وكروس –وغياب تواجد فالنسيا في هذه المساحة بسبب تركيز ألكاسير فقط على قلبي الدفاع- لكروس لاستلام الكرة بدون ضغط في كثير من الأحيان. ساهمت كل هذه الجوانب في الرؤية الواضحة للألماني للملعب ، وكان قادرًا على استخدام تمريراته الطويلة ممتازة والقدرة على إلى لعب كرات للاختراق وتقدم الفريق عاليًا في الملعب. كان هذا دائمًا مشكلة كبيرة لفالنسيا.
لعبة رائعة من بنزيما وترابط مميز من ثلاثي هجوم ريال مدريد في لقطة الهدف الأول
عندما كان الملكي قادرًا على الوصول من خلال وسط الخفافيش وأمام خط دفاعهم، بدا أن ثلاثي الهجوم متقاربين ويبحثون عن الترابط. كان بنزيمة الأكثر مناسبة لهذا النوع من اللعب في حالات الضغط العالي مع حاجة رونالدو وبيل لمساحة أكبر ليكونا خطيرين مع مراوغاتهم -لأنهما يستخدمان سرعتهما أساسًا للهجوم على مساحات كبيرة بدلًا من المراوغة بين العديد من اللاعبين. أتى الهدف من بنزيمة في هذا المشهد بعدما استلم الكرة ومن ثم تهرب من ضغط عدة مدافعين من فالنسيا مع المراوغة قبل لعب تمريرة قصيرة إلى بيل الذي لعبها بالكعب لرونالدو في خط الدفاع. من هنا لعب رونالدو ببساطة الكرة في المساحة المفتوحة التي ستنجم عن تمركزه وخروج عبد النور من الدفاع وتركه سانتوس وحيدًا. ركض بنزيمة باتجاه الكرة من خلال المساحة ووضع الكرة في زاوية المرمى –لكن تراجع للخلف وترك الخصم يدخل في المباراة مثل ما حدث أمام أتليتيكو مدريد وسيلتا فيغو سابقًا هذا الموسم.

لعب فالنسيا على الجناح

 فالنسيا 4-3-3 أمام ريال مدريد 4-4-2

في استحواذ فالنسيا، كان الظهيران يتندفعان للأمام في حين يظل الجناحان لتوفير عرض للملعب. أدى ذلك إلى ظهور ألكاسير معزولًا تمامًا في الأمام وحتى عند استلامه الكرة في الوسط لا يجد مساندة ويضطر لإعادته للخلف. وكان أندريه غوميش لاعب الوسط الذي انضم في معظم الأحيان إلى ألكاسير في الأمام. على الرغم من أن فالنسيا لم يكن لديه الكثير من الوجود في وسط الملعب للعب، مع جناحين يتمركزان على نطاق واسع وظهيرين يتقدمان عاليًا سمح لهم بالترابط من خلال الطرفين مع المزيد من الانتظام - وكان هذا النهج الرئيسي طوال المباراة.

دافع ريال مدريد في بنية كنا معتادين على رؤيتها تحت قيادة كارلو أنشيلوتي حيث لاعب الوسط والارتكاز الأيسر (كوفاسيتش) سوف تتحرك للخروج من الوسط، ويشغل الجناح الأيسر في حين يظل رونالدو في مركزه المفضل في نصف المساحة اليسرى ويستمر بنزيما كمهاجم. سوف يتارجع بيل للجناح الأيمن في الجهة المقابلة في حين يتحول كروس ومودريتش في جميع أنحاء وسط الملعب لتشكيل شكل 4-4-2. أيا من ثنائي ريال مدريد في الأمام في الحالة الدفاعية كان لا يضغط وفي كثير من الأحيان كان فالنسيا قادرًا على السيطرة على الكرة ودفع الريال مرة أخرى إلى نصف ملعبهم.
ضغط بيل ومودريتش والوصول لـ 4-4-2

إذا كانت الكرة بعيدًا عن الجهة اليمنى لفالنسيا بسبب الأفضلية لدفاع ريال مدريد على هذا الجانب من الملعب، فإنه يمكن أن يخرج بيل أو مودريتش من خط الوسط والضغط على نصف المساحة/الجناح الأيمن الذي يترك مفتوحًا نظرًا لعدم التماثل بجانب بنزيمة. كان هذا تناوبًا دفاعيًا مميزًا بشكل جماعي للحفاظ على الضغط على الكرة وبنية متماسكة نسبيًا. يسيطر اللوس بلانكوس على كل المناطق الهامة -أنصاف المساحات والوسط- في حين قريب بما فيه الكفاية للطرفين للضغط عليهما إذا انتقلت الكرة هناك. كان هذا التناوب شائعًا عندما كان أنشيلوتي مدرب للملكي كذلك. رغم أن المشاكل حدثت عند تبديل الجناحين بين رونالدو وبيل.

كما ترون هنا، 3 لاعبي وسط ريال مدريد يفتقدون دعم المهاجمين وكان مودريتش غير معتاد على الخروج نحو الطرف في هذا النظام. وكان فالنسيا قادرًا على الهجوم من الجناح الذي يتواجد فيه رونالدو بسبب الضغط الضعيف مع ترابطات سريعة لاختراق نصف المساحة والتحرك نحو منطقة الجزاء، مما أدى إلى بعض الفرص الخطيرة. حصل غوميش على ركلة جزاء عندما استغل قوة انطلاقته في التحول للمرور من الطرف الأيسر لفالنسيا ومهاجمة بيبي في منطقة الجزاء، مما أدى إلى تعديل النتيجة 1-1 قبل نهاية الشوط الأول بلحظات. 
فالنسيا في 4-1-4-1 لكن خلق لهم ذلك مشاكل في التحول

 كان لفالنسيا وقت صعب طوال المباراة للسيطرة على الكرة لفترات طويلة من الوقت. ويرجع ذلك جزئيًا إلى لعب الجناحين –كانسيلو ودي باول- بشكل عميق جدًّا في الدفاع وترك ألكاسير بمفرده أمام دفاع الريال. كان غوميش لاعب الارتكاز من قدم في نهاية المطاف الطاقة اللازمة لكسر خط دفاع الخصم من الجناح الأيسر وتسبب بهدف، وهو الأمر الذي يشرح لماذا كان مركزه الأعلى في خط الوسط فالنسيا بأكمله.
محاولات الضغط المُضاد من ريال مدريد استفاد من هذا التباعد الذي كان سليمًا في الاستحواذ وفالنسيا لم يكن لديه ما يساعده على القيام بالتحول. يمكن للاعبي وسط الريال القيام بالضغط المُضاد بقوة فورًا بعد خسارة الكرة كما انه لا يوجد تهديد من لاعب وسط وراءهم لاستلام الكرة والتحول في حين أن المدافعين يمكنهم ببساطة التغطية على ألكاسير واعتراض التمريرات المتجهة له. كانوا قادرين على تحقيق الاستقرار في استحواذهم على الكرة كلما جاء ألكاسير بشكل عميق للغاية في مرحلة التحول للمساعدة في إبقاء الاستحواذ و إذا تمكنوا من الخروج من الضغط في المرحلة الانتقالية.
فرصة لفالنسيا عبر كرة قُطرية من دي باول باتجاه القائم البعيد وانطلاقة كانسيلو ورأسيته كانت خطيرة

نهج فالنسيا لخلق الفرص كان من ترابطاتهم القصيرة من خلال الجناحين - ولكن أفضل نتائجهم كانت من انطلاقات طويلة في مرحلة التحول وكراتهم القُطرية الطويلة باتجاه لاعبين منطلقين نحو القائم البعيد –وهو ما يذكرنا بمدرب غاري نيفيل اللاعب في مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغسون. انتقل فالنسيا في هذه الحالة نحو وسط الملعب حيث لم يكن هناك الكثير من الضغط كما ذكر سابقًا. الخروج من ترابط على الجناح لتجنب الضغط والتحرك نحو الوسط ومع عدم وجود ضغط سمح لهم بلعب تمريرات دقيقة نحو الجزء غير المحمي من دفاع ريال مدريد - خصوصًا كرات دي باول، وهذا أيضًا كيف أتى هدف التعادل الثاني فورًا في آخر 10 دقائق من المباراة.

البطاقة الحمراء

كما هو متوقع بعد البطاقة الحمراء، أصبح فريق دفاعيًا أكثرَ من أجل محاولة وحماية النتيجة التي كانت لديهم  -ونقطة من هذا السيناريو ليست سيئة على الإطلاق، على الرغم من أنه كانت لديهم فرصة للخروج بـ 3 بعد تقدمهم بهدف- بينما أصبح الفريق الآخر متمركزًا بشكل متوازن وهجوميًا أكثر ويتتطلع للحصول على المزيد من النقاط من هذا الموقف. 
 يمكن أن نرى هنا أن فالنسيا لديه 3 لاعبين أمام خط دفاع ريال مدريد في حين كان هناك أيضًا لاعبين اثنين كخيارات للتمرير على الجناحين. لأن ريال مدريد لعب بطريقة 4-4-1 وافتقدوا إلى حضور كافٍ في الضغط من الخط الأمامي لوقف وصول فالنسيا المتواصل لوسط الملعب. هنا لاعب على الكرة يلعب كرة قُطرية قصيرة نحو لاعب في نصف المساحة اليمنى مع إمكانية خطيرة لترابط واختراق دفاع ريال مدريد، ولكن ذلك لم يحدث.
على الرغم من وجود لاعب أقل، إلا أن مودريتش لا يزال يخرج من خط الوسط للضغط على لاعبي خط وسط فالنسيا وتلقيهم الكرة بشكل أعمق إلى جانبي رونالدو. على الرغم من ذلك لم يتأخر تقدم فالنسيا الفوري – لم يكن الريال قادرًا على السيطرة حقًّا مساحة كافية بشكل جماعي لمنع فالنسيا من التقدم في الملعب. على الرغم من هذه الظرفية 4-3-2 دوران يبدو بدس جميلة ...
يمكن الآن لقلب دفاع فالنسيا على الكرة ببساطة لعب كرة عمودية من خلال خط وسط الملكي المفتوح حيث لا يوجد ضغط عليه وفالنسيا لديه الآن عدد أكبر من اللاعبين أمام الخط دفاعي في الارتكاز والوسط وأنصاف المساحات.

هدف فالنسيا الثاني، أتى بالطبع من كرة قُطرية خطيرة باتجاه القائم البعيد وانطلاق مهاجمين

عانى فالنسيا في وقت مبكر من المباراة بسبب تنظيمهم الدفاعي ولكن كان قادرًا على التفوق على الريال عدة مرات التحول ومع كرات قُطرية طويلة نحو القائم البعيد. بعد البطاقة الحمراء وبعد التأخر بهدف من رأسية رائعة من كرة ثابتة، كانوا أكثر تركيزًا لتوفير أكبر عدد من اللاعبين في الأمام والتطلع إلى الترابط على الجناحين من أجل إرسال كرات عرضية داخل منطقة الجزاء مع عدد كبير من المهاجمين. 

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad