تحليل تكتيكي: روما 0-2 ريال مدريد


  كل نادٍ –ريال مدريد وروما- تخلص من مدرب ينظر إليه على أنه عقبة أمام القيمة الحقيقية للفريق، ولكليهما كانت لذلك تأثيرات إيجابية، على الأقل في النتائج. لوتشيانو سباليتي قبل هذه المواجهة، جمع 13 من 18 نقطة متاحة له، مع أربعة انتصارات متتالية في السيري آ. زين الدين زيدان بدوره كان قد خسر نقطتين فقط في الليغا، وسجل ريال مدريد أكثر من 24 هدفا في ست مباريات فقط.
استمرت أوجه التشابه بين الفريقين في الملعب، حيث اختار سباليتي في روما كما زيدان في ريال مدريد نفس الطريقة 4-3-3 فقط نظريًا والتي تنتهي في كثير من الأحيان حتى تصبح 4-4-2، بسبب تمركز كريستيانو رونالدو وصلاح.
تشكيلة روما: اعتمد سباليتي على فلورينزي، مانولاس، روديغير وديني في خط الدفاع. فانكور، ناينغولان ولياييتش في خط الوسط. الغياب الكبير في هجوم روما كان عدم تواجد إدين دجيكو الذي عوضه دييغو بيروتي في دور المهاجم الوهمي، مع تواجد محمد صلاح على الجناح الأيمن وستيفان الشعراوي على الأيسر.

تشكيلة ريال مدريد: بالمقابل، استعاد زيدان مارسيلو في مركز الظهير الأيسر ولعب داني كارفخال في مركز الظهير الأيمن، وبينهما قلبا الدفاع رافاييل فاران وسيرخيو راموس. طوني كروس، لوكا مودريتش وإيسكو في الوسط. خاميس على الجناح الأيمن، وكريستيانو على الأيسر وكريم بنزيما كمهاجم صريح.

تنظيم مختلف
تتوقف أوجه الشبه في الشكل. التوجه الذي اختاره الفريقين في المباراة، هو في الواقع، على طرفي نقيض. أعد ريال مدريد للمباراة مع سعيه باستمرار امتلاك الكرة -ولا يمكن انتظار خلاف ذلك بوجود نوعية لاعبين أمثال مودريتش، كروس وإيسكو في خط الوسط- في حين أن روما كان ينوي منذ البداية السيطرة على المساحة من خلال التحول السريع على أساس انطاقات بيروتي، الشعراوي وصلاح.
في استحواذ اللوس بلانكوس، كان الجيالروسي وا ينتظرون ريال مدريد في خط منتصف الملعب، مع بيروتي الذي كان يقوم بدور درع أمام كروس المسؤول لبدء نشاط ريال مدريد جنبًا إلى جنب مع ثنائي قلب الدفاع. يتراجع صلاح وشعراوي أمام الظهيرين، في حين أن لاعبي خط الوسط، بيانيتش وناينغولان، يقومان بمتابعة تحركات إيسكو ومودريتش.
هذا أتاح لروما منع نفسه البناء الأساسيي المتأخر لريال مدريد. مع إبعاد كروس من مراقبه بيروتي (ولكن لا يزال له دور كبير في التمريرات، البداية الأولى للاستحواذ كانت بالمرور حتمًا من أقدام ثنائي وسط الدفاع، راموس وفاران، ولكن ما زالا ذلك منخفضًا جدًا و ضيقًا، ربما خوفا من انطلاقات جناحي روما، وغالبا ما تخلى عنهما مارسيلو وكارفاخال. بقي راموس، كروس وفاران معزولين في الخلف، مع بقية أعضاء الفريق محميين من وسط روما لانتظار وصول الكرة إلى أقدامهم.
في هذه الصورة ينضاف نابغولان لبيروتي –فانكور مع مودريتش. كروس لا يوجد لديه خيارات قابلة للتطبيق بصرف النظر عن نافاس. راموس وفاران قريبان جدًا من بعضهما البعض وضيقين، في حين أن بقية الفريق بعيدين وهو بالفعل في نصف ملعب الخصم. لا أحد يتراجع للربط وحتى إيسكو يقف خلف بيانيتش ويشاهد.
تعثر استحواذ ريال مدريد جدًا ، وكافح من أجل التقدم في الملعب في كثير من الأحيان، واضطر إلى التخلي عن لاعب خط وسط إضافي (عادة مودريتش) أو محاولة الحصول على كرة بعيدة باتجاه رأس بنزيمة أو قُطريا.

أزعج روما بناء اللعب المنخفض من ثلاثة لاعبين من ريال مدريد بلاعب واحد فقط، بيروتي. أصبح كروس معزولًا وبقي مارسيلو منشقًأ عن دفاعه. لذا يضطر الريال لعدم اللعب بشكل طويل وتراجع مودريتش، في هذه الحالة يتابع بشكل جيد من قبل بيانيتش، يزيد من فصل خط الدفاع مع هذا الهجوم. الوحيد الذي يقدم نفسه بين الخطوط هو كريستيانو رونالدو، ولكن مع الوقت الخطأ.
كرووس يخرج وحده أمام مواطنه الألماني روديغير، الذي اندفع إلى خط الوسط. قلب دفاع روما لديه حتى خيارين للتمرير بين خطوط ريال مدريد. خاميس، في الواقع، خرج بدوره ومودريتش يبدو أنه يتمشى. ستنتهي الكرة عند الشعراوي، والتي سوف تذهب في موقف 2-على-1 ضد كارفاخال مع ديني.

*كان نادي روما ذكيًا لا لإجبار الريال على ارتكاب أخطاء، عكس ذلك بالانتظار. قوة روما كانت من حضوره الكبير في الكرات الثانية، أو في إعادة تدوير سريع من تلك التي فقدت من الريال.أتت أول عملة يحتمل أن تكون خطرة من روما لتوه من كرة افتكها بيروتي من كروس، الذي أطلق صلاح في العمق، إلا أنه توقف عند مدخل منطقة الجزاء بعد إغلاق من فاران.
إذا كانت استراتيجية روما قد أوصلته للحصول على نتائج ممتازة فيما يتعلق باحتواء القوة الهجومية المحتملين لريال مدريد (في عام 2011 متى آخر مرة لم يتمكن ريال مدريد من القيام بأي تسديدة على المرمى خلال الشوط الأول)، لا يمكن قول ذلك باعتبار خلق فرص التهديف.
جوهر عقم هجوم الذئاب هو نتيجة لمجموعة من العوامل. أولا، توفر ريال مدريد على قلبي دفاع تمكنا من التغطية وحدهما تقريبًا العرض الكامل للدفاع. كان سيرخيو راموس خصوصًا الأكثر تاثيرًا،  في مواجهاته الثنائية مع صلاح (ربما باستثناء مناسبة عندما كان المصري قادرًا على التفوق عليه، وفي الشوط الثاني حين أجبر راموس على مخالفة وبطاقة صفراء). تمكن صلاح  من المراوغة مرتين فقط من 12 محاولة والموقف المتحفظ للغاية من فاران و راموس، الذي كما ذكر كان ضعيفًا وضيقًا، دمر تذبذب فعالية دييغو بيروتي بين خطوط، فقط في مناسبة تمكن من إخراج الفرنسي من وسط الدفاع.
المرة الوحيدة التي تمكن فيها بيروتي من سحب فاران، خلق روما ربما أفضل فرصة في المباراة بأكملها. قلب الدفاع الفرنسي، في الواقع، فشل في العودة في الوقت وخط وسط الميرينغي وقف مكتوف الأيدي يراقب استمرار العملية. فانكور، حر تمامًا، لديها حتى حلين للوصول لهدف لروما. ثم ستأتي الكرة إلى الشعراوي ولكن سيتم إيقافها بسبب تدخل نافاس.
لكنها كانت نفس الخيارات الخاطئة تتكرر مرارًا الخيارات في الثلث الأخير من الملعب، تسديدات متسرعة وأخرى غير دقيقة. بالمقارنة مع هذا النقص من الفعالية، سجل خيسي وكريستيانو بسهولة هدفين لريال مدريد زادا من إدراك الفرق في جودة اللاعبين بين الفريقين.
واحدة من العديد من الخيارات الفردية الخاطئة من روما. يمكن أن يفتح ناينغولان بسهولة لصلاح، بحكم تمركز دفاع ريال مدريد، وبدلًا من ذلك يحاول التسديد من بعيد، بسهولة ترتد عن طريق راموس (لاحظ أيضا تخلف مارسيلو عن الدفاع، مودريتش والموقف الذي هو في الحقيقة قلب دفاع ثالث).

*روما لم يعد قادرًا على الضغط مع ما يكفي من تركيز في استحواذ ريال مدريد خلال الشوط الثاني، وتحرير تحركات إيسكو ومودريتش خلف خط وسط الجيالوروسي. ريال مدريد سجل هدفًا ثم آخر حسم به المباراة –وتقريبًا التأهل- في حين بدا أن روما بلغ حدوده التي يبدو أن سباليتي غير قادر تمامًا على إزالتها حتى في الدوري.
عدم التطابق بين صلاح ومارسيلو، رهان محفوف بالمخاطر قرر سباليتي لعبه لكن لم يكن لديه التأثير المطلوب، انتهى الفريق لدفع الاختلاف التقني العالي، مما يؤدي بشكل غير مباشر لنتيجة 1-0 كريستيانو رونالدو (مارسيلو يحصل على الكرة وحر في اللعب عموديًا) .
في عملية 1-0 للريال. بيروتي متأخر على كروس الذي في النهاية حر ليستدير ويفتح على مارسيلو (زيدان يشير إليه، من على دكة البدلاء). صلاح بعيد وفلورينزي يجد نفسه في موقف 2-1 الذي سوف يخرج سالما مدافعين قلائل في العالم.

استنفد روما الموارد المادية والنفسية ، وهكذا انتهى للدفاع في الوراء بدلًا من الأمام (والذي كان في بعض الأحيان قادرًا على القيام به بشكل جيد في الشوط الأول ويرجع ذلك أساسا إلى دين، فلورينزي وفانكور) والسماح للميرينغي أن يأتي بسهولة داخل منطقة الجزاء و منح حتما فرص وتسديدات خطرة (مثل فرصة خيسي، حيث يتقدم الإسباني من منتصف الملعب تقريبًا دون أي عائق).

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad