تحليل تكتيكي: يوفنتوس 2-2 بايرن ميونيخ

 عانى كلا الفريقين في الأسابيع الأخيرة من مشاكل هائلة بسبب الإصابات. بينما يوفنتوس بنهاية سلسلة الانتصارات الطويلة متتالية الأسبوع الماضي فقط، وإصابات بايرن في وسط الدفاع التي تجعل بيب غوارديولا يلعب بثنائي بمتوسط قامة 173 سنتيمتر فقط.
عاد بايرن بنتيجة يمكن أن تكون جيدة جدًا قبل مباراة الإياب أمام يوفنتوس في اليانتس آرينا، بينما البيانكونيري قد يكون استفاد ربما في تغيير توجهه في مباراة العودة. في الدقيقة 55، بدا أن مباراة الذهاب في دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا قد حسمت بالفعل. كان يوفنتوس قد استقبل الهدف الثاني، وكان يظهر أن بايرن ميونيخ المسيطر في تورينو. ولكن بعد ذلك مالت المباراة لكفة السيدة العجوز وانتهت حتى 2-2. فقد بطل ألمانيا السيطرة مع عودة يوفنتوس القوية وتوجهه نحو العودة في النتيجة.

تشكيلة يوفنتوس: اعتمد ماكس أليغري طريقة 4-4-2 المتحفظة دفاعيًا: ليشتشتاينر في الظهير الأيمن وباتريس إيفرا الظهير الأيسر، ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي في وسط الدفاع. كلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة في الارتكاز، خوان كوادرادو وبول بوغبا على الطرفين الأيمن والأيسر. باولو ديبالا وماريو ماندجوكيتش في خط الهجوم.

تشكيلة بايرن: بالمقابل، اعتمد بيب غوارديولا على ثنائية دافيد ألابا-يوشوا كيميش في قلب الدفاع، فيليب لام وخوان بيرنات الظهيران الأيمن والأيسر. أرتورو فيدال في الارتكاز مع تواجد تشابي ألونسو في الاحتياط وحضور تياغو ألكانتارا في الوسط. آريين روبين على الجناح الأيمن، ودوغلاس كوستا على الأيسر. توماس مولر وروبيرت ليفاندوفسكي في الهجوم.

*لعب يوفنتوس دون كرة في 4-4-2، الشكل الذي يمكن وصفه أكثر كما 4-4-1-1 أو 4-4-2-0. كل من ماندجوكيتش وديبالا كانا موجهين أكثر نحو لاعبي وسط بايرن و محاولة تغطية مسارات التمرير. الضغط العالي على كيميش وألابا لم يكن سوى بشكل متقطع في الشوط الأول.

هذا مختلف عن ما شاهدناه في مرات هذا الموسم مع أليغري خصوصا بتواجد كوادرادو من البداية. كان الدفاع بدون كرة في شكل 4-4-1-1 / 4-4-2. هنا أيضًا بوغبا على الجانب الأيسر وكوادرادو على الأيمن. إيفرا، كيليني، بارزالي وبونوتشي يشغلون الخط الخلفي. عندما تكون الكرة ليوفنتوس ويقوم ببناء اللعب، يندفع إيفرا للأمام ويبقى الظهير الأيمن أعمق. كوادرادو وإيفرا يقدمان العرض، بوغبا في الوسط يساند في بناء اللعب والمهاجمين. اللعب بـ 3-5-2 / 5-3-2 يعطي أليغري خيارًا أفضلَ أمام خصم مثل بايرن.

ربما كان هذا أيضًا حقيقة أن بايرن استثنائي في التمركز الجيد والتحرك. مع هذه الخطة كان يجد ماندجوكيتش وديبالا صعوبة في إيجاد كرات في الأمام، واضطرراهما لمساعدة أكثر في مناطق أعمق للحفاظ على التماسك. إضافة إلى ذلك، كانت المسافة في تدوير بايرن الكرة عاليا كبيرة جدًا، ومهاجما يوفنتوس بالكاد يمكن أن يتمكنا من الوصول.

في الاستحواذ، لم يتغير توزيع الأدوار عند البيانكونيري. ماندجوكيتش وديبالا يحتلان المساحات الأمامية، وديبالا يمكن أن يكون منخفضًا إلى مناطق أعمق مقارنة بالكرواتي. ليشتنشتاينر وإيفرا يندفعان إلى الأمام، ماركيزيو في مركز الرقم 6 يتراجع في بعض الأحيان لإنشاء خط ثلاثي في الخلف وخضيرة يحتل مع بوغبا المساحات المركزية، يمكن أن يكون بوغبا أعلى وفي مساحات أوسع. اللاعب المقابل كوادرادو سعى للمراوغة والزيادة العددية على اليمين مع ليشتنشتاينر.

*كان ثنائي وسط دفاع بايرن دافيد ألابا ويوشوا كيميش بعيدين جدًا إلى الأمام، ولكن كانت كذلك أيضًا فرصة من أول كرة طويلة على الفور. أضاع ماريو ماندجوكيتش الفرصة على يوفنتوس.

تولى بعد ذلك بايرن بسرعة كبيرة السيطرة على المباراة. سيطر تياغو على مناطق الارتكاز ولم يقدم محور يوفنتوس الذي يتكون من كلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة أية فرصة لبناء اللعبة بهدوء.
قام البيانكونيري أيضًا بخطأ بالغ الأهمية في الدفاع: كان الإيطاليون ليس فقط في 4-4-2 عميق، لكن خطوطهم شكلت في صف واحد.
مدرب يوفنتوس، ماسيميليانو اليغري، ليس ساذجًا. كان يعلم أن الدفاع المتأخر في كتلة منخفضة ضروري لتكون لديه فرصة في هذه المواجهة. من انطلاق المباراة، قام لاعبوه بمحاولة غلق الوسط ودفع لاعبي البافاري على الأجنحة.

عندما يكون لبايرن الكرة بالقرب من خط التماس، ثلاثة لاعبين يمكنهم تطبيق الضغط. قطعوا زوايا التمرير، حرصوا على التأكد من أن المستفيد من التمريرة المحتملة يمكن تغطيته من قبل العديد من اللاعبين في نفس الوقت. منع هذا التحرك الأمامي الطبيعي للاعبي غوارديولا.
اللاعبون المدافعون كانوا متاحين ليكونوا أمام أو في حول الكرة. انظروا إلى فيليب لام أدناه. إذا كان سيذهب إلى الأمام، ثلاثة لاعبين سيكونون في مواجهته. إذا كان يتردد، اثنان سيضغطان من الأمام وواحد من الخلف.

*كان أكثر ما يلفت الانتباه هو تقسيم الأدوار بين لام وبرنات. في البداية بدا مماثلا نسبيًا مع اختلافات بسيطة فقط بين الاثنين. لذلك كان تقدمهما معًا في الاستحواذ  باتجاه الوسط، لام لعب أقرب للارتكاز وبرنات كان أعلى قليلًا. تسبب هذ في تغير الشكل في بناء اللعب لـ 2-3- في الخطين الأولين، يمكن أن يندفع برنات أعلى وكان فيدال يتراجع من حين لآخر. يحدث هذا بسبب تقسيم الأدوار في الخطوط الأخرى.

كانت تحركات بيرنات ترتبط بتياغو ألكانتارا. حيث كانت هناك بعض الانطلاقات الهجومية من برنات، وعندها يتحول تياغو قُطريًا مرة أخرى في المساحة الناتجة عنها ويطلب الكرة. في كثير من الأحيان كانوا على حد سواء متمركزين في خط واحد، ثم يركض بيرنات قُطريا ويبقى كوستا قرب الخط وينتقل تياغو نحو كوستا ويمكن حتى أن نشاهد ألابا يميل لليسار كخيار تمرير ثم محاولة لعبها لتياغو بين الخطوط –هنا يتراجع فيدال لتأمين الخلف مع كيميش. وإضافة على ذلك يجب على بيرنات البقاء في موضع منخفض وكوستا وتياغو يمكن لهما إفساح المجال لتياغو في موضع منخفض ثم تقدم بيرنات.
ومع ذلك لام، كان أقرب للوسط من الطرف، لأنه لم يرغب في فتح مساحة الرقم 8 ولكن للاعب الجناح. بحكم كون دور لام أعمق قليلًا وأكثر صرامة، كان روبين في المرحلة الأولى يمكن أن يتراجع عدة مرات أعمق للحصول على الكرة من لام أو كيميش على الطرف. ربما تم هذا واحد لمنع أي تقدم محتمل من بوغبا وإيفرا والاستفادة من موقف الأخير المثالي

 كان مولر السبب لماذا تم التعامل مع هذا أو يمكن أن يتم. ركض مرة أخرى في المساحات المفتوحة أو قُطريًا في تلك المناطق التي تركها روبين من قبل تحركه للخلف. يمكن بعد ذلك أن يتقدم لام بدوره للأمام، ويفتح مساحات لروبن الذي ينطلق في الوسط، ومرة أخرى يخلق مثلث، وترابط مع روبين على مثلث تياغو، بيرنات، كوستا أو ألابا في الجهة المقابلة.

على العموم، فقد تغير هذا في وقت لاحق إلى حد ما. كان ألابا وكيميش سابقًا في كثير من الأحيان ينطلقان بالكرة إلى الأمام، لجذب قدرة الخصم على الضغط والمساحات وبالتالي فتح المساحات؛ مفهوم رئيسي من طريقة اللعب التمركزي. تراجع فيدال أكثر وشغل لام في المراحل الأخيرة من الشوط الأول غالبًا منطقة الرقم 6 لوحده.
  
  لعب بيرنات الآن يختلف كثيرًا عن لام في الاستحواذ وظهور 3-1- أو 3-2- في بناء اللعب مع تياغو بجانب لام أمام ألابا، فيدال وكيميش.
  

 في هذا الشكل 3-2 أو 3-1 كيميش، فيدال وألابا يمكنهم التقدم مرة أخرى في المساحات المفتوحة، ومن هناك محاولة اللعب في كتلة الخصم، هناك أصبح كيميش يتقدم أكثر بكثرة على الطرف الأيمن ثم يلعب الكرة والعودة للخلف مرة أخرى.

الشوط الثاني
سيطر  يوفنتوس بأداء أقوى بكثير على آخر نصف ساعة تقريبًا وبإيقاع مختلف تمامًا. كانت المباراة في الشوط الأول، تقريبا بطيئة على الرغم من الديناميكية العالية من بايرن، لكن ذلك كان مختلفًا في الشوط الثاني الذي غلب عليه عدم الانضباط، العشوائية والتسرع. بدأ أليغري هذا الشوط بإشراك هيرنانيس بديلا لكلاوديو ماركيزيو وغيرت قليلًا قدرتهم على الضغط. يمكن للمرء أن يقول أن 4-4-2 كانت من 4-4-2-0. انطلق ماندجوكيتش وديبالا إلى الأمام الآن على نحو متزايد، خضيرة وهيرنانيس كانا يلعبان الآن في الضغط الموجه على اللاعبين إن استطاعوا الوصول إلى ذلك.

مشكلة بايرن ظهرت عدة مرات في هذه القدرة العالية للضغط. اذا هاجم يوفنتوس في وقت مبكر، لا يمكن أن يشارك لام في الوسط. وكانت هذه عادة ما تتم فقط إذا يمكنك بناء لعب مستقر بالفعل. فقط بعد أن تباطأ ضغط الخصم، انتقل لام لمساحة الارتكاز. سابقًا، كان كما بيرنات جيدًا في تقديم عرض وفي وضع أعمق نسبيا لإعطاء عرض لقلب الدفاع، كما لم يستطع ذلك الجناح المتقدم. هنا دافع يوفنتوس أفضل بكثير.

بعد نتيجة 0-2 و1-2،  بايرن ميونيخ كان أيضا جزئيًا في موقف دفاعي. كانت التحركات والمواقف غيرمثالية، والقرار في التحول الهجومي لم يكن كما في الشوط الاول بإعادة بناء لعب مثالية. كانت طريقة اللعب ببساطة غير متماسكة، وبالتالب كان يعاني في تنظيم خطوطه. كانت المسافات بين فيدال واللاعبين الآخرين ضعيفة في قدرتهم على الضغط.

هذا المزيج من المشاكل في لعب بايرن، لعب في صالح يوفنتوس. مع تغييرات أليغري بإشراك ستيفانو ستورارو وألفارو موراتا، ساعد هذا سواء في الهجوم بطريقة ديناميكية واللعب في المساحات المفتوحة عند بايرن. هنا استفاد ماندجوكيتش من بنيته الجسدية وكان لا يمكن إيقافه من دفاع بايرن. تغييرات غوارديولا المتأخرة من بنعطية وريبيري مكان بيرنات وكوستا لم تحمل أي تغيير إيجابي.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad