تحليل تكتيكي: ريال مدريد 1-0 باريس سان جيرمان

   تم إعداد مشروع باريس سان جيرمان للمنافسة في أوروبا منذ أكثر من سنة على الأقل. لكن لأسباب عديدة لم يحدث ذلك، ولم يكن قادراً على فعل ذلك عند الوصول للمباريات الكبيرة. لم يكن لدى باريس أحد يقود الفريق لتحدي خصوم أقوى، ربما وجدوا ذلك أمس، وللأبد، في دي ماريا.


لم تكن هناك تغييرات في النادي الباريسي عن مباراة الجولة الثالثة على ملعب حديقة الأمراء. دافيد لويز كان التغيير الوحيد في التشكيلة الأساسية التي اختارها لوران بلان لمباراة البرنابيو، مع استمراره بنفس الطريقة 4-3-3 وتواجد الثلاثي آنخيل دي ماريا، إدينسون كافاني وزلاتان إبراهيموفيتش في الخط الأمامي. 15 دقيقة فقط على بداية المباراة، أجبرت المدرب الفرنسي على إجراء تغيير مبكر بعد إصابة ماركو فيراتي (بديله رابيو كان مهماً في تحسن مستوى باريس خلال الشوط الأول والمباراة بشكل عام وليس فقط تغيير مركز بمركز).
تغيير رافاييل بينيتيز كان إشراك لوكا مودريتش من البداية ليكون بجانب كاسيميرو، بينما كان كروس أمامهما وإيسكو على الطرف الأيمن ليتحول من 4-4-2 التماسكة لـ 4-3-3 أقل توازناً. إصابة عضلية أخرى في ريال مدريد، هذه المرة مارسيلو، لاعب من الصعب تعويضه، لكن لم يبدو الأمر كذلك مع بديله ناتشو الذي سجل الهدف الوحيد.

*أبدى لوران بلان سابقاً تفاجؤه من طريقة لعب ريال مدريد في المباراة السابقة التي انتهت 0-0، مؤكداً أن توقعه قبل المباراة أن فريق رافا بينيتيز سيكون دفاعياً لم يكن وارداً. هذه المرة، كان الفرنسي متفوقاً في المعركة التكيكية، بوصول لاعبيه بسهولة لمنطقة دفاع ريال مدريد وصناعته الفرصة بعد الأخرى  خلال الشوط الأول.

كروس دافع أمام مودريتش وكاسيميرو، لكن في الهجوم كان على اليسار. ومع تواجد إيسكو على اليمين لم يكن ممكناً الضغط مثل المباراة السابقة، وباريس سيطر على الكرة بشكل أفضل.
في ظل الضعف التكتيكي للريال، لم يعد كاسيميرو إضافة. الاختلاف الثاني الأكبر كان في لاعب الارتكاز في الجهة اليسرى، في مباراة الذهاب، كان كروس كان يغلق المساحة، حتى وإن لم يكن الألماني لاعب وسط يتمتع بإمكانيات دفاعية لكن تكتيكياً كان جيداً في تلك المباراة - لعب أمس في المركز رقم 10 وكان ضائعاً وكان بعيداً عن التمركز السليم مع أو دون الكرة.

في مباراة البرنابيو، تواجد كاسيميرو في هذا المكان لكن الوضع كان مختلفاً أمام أداء مختلف من دي ماريا. الشاب البرازيلي تلقى إشادة كبيرة على أداءه في الارتكاز هذا الموسم. كاسيميرو كان بعيداً عن التمركز المناسب أمام انطلاقات الأرجنتيني في انطلاقاته باتجاه الكرة، ربما ذلك لغياب أي نوع من التنظيم للمرة الأولى من رافا بينيتيز (يمكن إضافة مباراة سيلتا فيغو)، أو بكل بساطة تم التفوق على كاسيميرو في المواجهات الفردية أمام من كان هناك.

صحيح أن ريال مدريد النادي الوحيد الذي لم ينهزم في كل البطولات هذا الموسم لكن كان سهلاً أن يتأخر بثلاثة أو أربعة أهداف مع نهاية الشوط الأول. مع استحواذ البي إس جي أكثر على الكرة، حارس المرمى نافاس كان لديه لمسات أكثر للكرة (24) من خيسي، إيسكو (22) ورونالدو (23) في أول 45 دقيقة.

حتى عندما تحسن اللوس بلانكوس وكان لديهم استحواذ أكثر في الشوط الثاني، استمر رونالدو في أدائه الضعيف، ولم يكن يجده زملاؤه في أكثر من مرة من أجل التمريرة لصحيحة. 46 لمسة لرونالدو في المباراة، ولا واحدة كانت داخل منطقة الجزاء. دليل آخر على أن المركز رقم 9 لا يناسب البرتغالي حالياً، الذي لم يجعل نفسه مفيداً وظهره للمرمى لمساعدة فريقه في الاستحواذ. باريس سان جيرمان الذي يريد التعاقد مع رونالدو الصيف المقبل، الفريق الوحيد الذي واجهه على الأقل مرتين بقميص ريال مدريد ولم يسجل أمامه.

* تغيير ماركو فيراتي المصاب بآدريان رابيو لم يكن تغيير مركز بمركز. لو لعب الفرنسي مثل الإيطالي على يمين تياغو موتا، وكان لاعب ارتكاز ثانٍ يقوم بنفس أدوار فيراتي الذي لمس الكرة 22 مرة في 15 دقيقة التي لعبها. رابيو كان أكثر مساندة للهجوم الباريسي والفريق استمر بلاعب وسط دفاعي وجيد هو موتا, النتيجة كانت سلسلة من الفرص للضيوف، بداية من تسديدة ماتويدي، والضربة الحرة المباشرة من إبراهيموفيتش، وتسديدة رابيو على القائم وعرضية ماكسويل لمنطقة الجزاء وصولاً لمواجهة 1 ضد واحد لكافاني.
تياغو سيلفا ودافيد لويز قدما مباراة كبيرة في مواجهة هجمات مرتدة محتملة من ريال مدريد، وقاما بإخفاء خطورة رونالدو الذي يلمس الكرة في منطقة الجزاء. في المقابل، كان باريس حاضراً في منطقة الريال بالضغط من إبرا، كافاني، دي ماريا وماتويدي وهو ما لم يحصل في المباراة الماضية. حتى إن لم يكن التحول الهجومي بنفس الروعة والمرونة التي يكون عليها بتواجد فيراتي، إلا أنه بوجود موتا، أوريي، تياغو سيلفا، دافيد لويس، ماكسويل وتراب جعل باريس لا يتراجع. صحيح أن الحارس كيفن تراب قام بخطأ قال بالخروج من مرماه في هدف المباراة الوحيد، إلا أن تمريراته لزملائه كانت مهمة وكرات دافيد لويز الطويلة كانت دقيقة ( 6 كرات طويلة كانت كلها صحيحة).

* في مباراة حديقة الأمراء، لم نشاهد هجوم باريس إطلاقاً. لم يكن إبراهيموفيتش قادراً على استلام كرات تجعله في وضع أفضل أمام دفاع الخصم، ودي ماريا كان بعيداً عن تشكيل  خطورة وكافاني كان بعيداً عن الإثنين والكرة أيضاً –بسبب الاستعمال السيء للاعبين. يوم الثلاثاء، وجد بلان حلاً بتعديل مركز دي ماريا ليتمركز بين الخطوط وسط اللعب في دور لاعب وسط هجومي أيمن، والأرجنتيني كان متألقاً في هذا الدور. لمس دي ماريا كرات أكثر في منطقة لم يعد يهتم بها بطل فرنسا في غياب خافيير باستوري.

لمس دي ماريا الكرة 108 مرة مثل موتا، وجعل الظهير الأيمن أوريي يتقدم أكثر على الطرف، إبراهيموفيتش وجد مساندة أكبر بدل البقاء معزولاً والابتعاد عن دفاع الريال ليركز على تشكيل الخطورة في منطقة الخصم. تواجد الأرجنتيني في قلب الملعب جعله يساهم في تقدم أوريي، والتواجد في وضع أفضل للارتكاز على قدمه اليسرى أو تغيير جهة اللعب نحو كافاني وماكسويل.

* اختلاف كبير بين المباراة في باريس وهذه. في باريس، تلقى بينيتيز الإشادة التي احتاجها بأداء كبير من ريال مدريد يلعب  بتشكيلة أغلبها من البدلاء. لكن في مباراة أمس خسر ذلك، ومع لمسة نهائية أفضل وبعض الحظ لباريس كان يمكن أن يخسر المباراة والثلاث نقاط أيضاً. 

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad