تحليل تكتيكي: فولفسبورغ 3-2 مانشستر يونايتد


   مانشستر يونايتد خارج دوري الأبطال بعد خسارته أمام فولفسبورغ 3-2. مسيرة مخيبة لليونايتد في هذه النسخة من البطولة التي غاب عنها الموسم الماضي مع خسارة دراماتيكية في ألمانيا أمام ذئاب فولفسبورغ الذين حسموا تأهلهم في صدارة المجموعة بينما سيكون على الشياطين الحمر المنافسة في الدوري الأوروبي.
تشكيلة فولفسبورغ: بدأ ديتر هيكينغ مدرب فولفسبورغ بثنائي قلب الدفاع البرازيلي نالدو ودانتي وكريستيان تراش مع ريكاردو رودريغيز كظهيرين أيمن وأيسرَ. في غياب لويس غوستافو، تواجد جوشوا غيلافوغي وماكسيميليان أرنولد في ثنائية الارتكاز. فيرينيا وشورله على الجناحين الأيمن والأيسر ودراكسلر خلف كروزه المهاجم الصريح.
تشكيلة مانشستر يونايتد: اختار لويس فان خال البدء بغييرمو فاريلا في مركز الظهير الأيمن وماتيو دارميا في الظهير الأيسر؛ مع دالي بليند وكريس سمولينغ في قلب الدفاع. باستيان شفاينشتايغر ومروان فيلايني في الارتكاز، جيس لينغارد وممفيس ديباي على الجناحين وخوان ماتا في المركز رقم 10 خلف المهاجم أنتوني مارسيال.

بداية الليلة بشكل جيد لفريق لويس فان خال، 10 دقائق وأصبح اليونايتد متقدما في النتيجة –فولفسبورغ كاد أن يفعل ذلك في الدقيقة الثانية- بهدف أعطى الفريق الثقة للتحكم في موقف يعرف ضغطاً عالياً.
فرصة فولفسبورغ من شورله قبل هدف اليونايتد من مارسيال
الضغط العالي لليونايتد كان واعداً، لأنهم كانوا قادرين على إجبار ضغط فولفسبورغ التراجع. هذه الظروف ساعدت اليونايتد في الوصول للكرة في منطقة خطيرة، خصوصاً عندما يقوم لاعبو فولفسبورغ لعب كرات قصيرة دون وعي مناسب بمساحة التمركز.
مثال على ذلك نجاح مروان فيلايني في افتكاك الكرة في الدقيقة الـ5 من بين قدمي يوليان دراكسلر الذي استلم الكرة ولم يكن يعرف بتواجد فيلايني خلفه.
*لم تظهر قدرة فولفسبورغ على بناء اللعب من الخلف في بداية المباراة، بل كان يبدو أنهم يلعبون كرات طويلة مباشرة من الخلف في مواقف لا تستدعي ذلك.
هنا سيضطر دانتي على لعب كرة طويلة مباشرة للأمام
على سبيل المثال، يمكن أن يجد حارس المرمى دييغو بيناليو قلبي الدفاع على الطرفين عند ضغط أنتوني مارسيال عليه،  مما يعني أنهما متاحان لاستلام الكرة وتحرير حارس المرمى، لكن الحارس السويسري فضَّل أن يلعب الكرة للأمام.
صحيح أن مانشستر يونايتد حاول الضغط، لكن تماسك الخطوط لم يكن بالمستوى الذي يجعله مثالياً للقيام بذلك. المسافة بين الخط الأول للضغط والخط الذي خلفه كانت كبيرة مما يعني أنه عند مرور الكرة ولاعبي فولفسبورغ من الصعب العودة للدفاع أمام الفراغات التي كانت ظاهرة.
اندفاع شفاينشتايغر للضغط الذي كان في الواضع يخلق "ثقوب" في وحدة يجب أن تستمد تماسكها من لاعب الارتكاز مع باقي اللاعبين. في موقف كان ماكس كروزه يتراجع ليجعل نفسه متاحاً للاعبي الوسط وشفاينشتايغر يبدو بعيداً جداً عنه. في موقف آخر، يمكن لماكس آرنولد أن يكون حراً ليجد مساحة لاستلام تمريرة في منطقة الوسط لأنه شفاينشتايغر يتحرك بعيداً جداً لنصف المساحة.
الهدف الثاني لفولفسبورغ من فيرينيا، بدأ أيضاً من موقف كهذا. تراجع دراكسلر وانطلق في المساحة بين ممفيس ديباي ومروان فيلايني، اللذين كانا يراقبان نصف المساحة على اليمين أين يتواجد كريستيان تراش وجوشوا غيلافوغي. تحرك دراكسلر خلق أفضلية عديدة في وضعية 3 ضد 2 و 4 ضد 3. في هذا الموقف، شفاينشتايغر أو ماتيو دارميان من يجب أن يُحاولا إيقاف تحرك دراكسلر.
الهدف الثاني لفولفسبورغ من فيرينيا
*مبادرات الخط الخلفي لليونايتد لغلق الفجوة بين الوسط والدفاع أيضاً مشكلة في التماسك العمودي لفريق فان خال. دون تماسك عمودي مناسب، يمكن لفولفسبورغ الوصول بين وسط ودفاع اليونايتد مساحة بينهما كبيرة. ذلك كان أيضاً بحكم تمركز الخط الأخير لفولفسبورغ مقارنة بالخط الأول.
*ضغط فولفسبورغ كان مثل مانشستر يونايتد بلاعبين في الخط الأمامي. في بعض الأحيان كان يظهر دفاعياً في شكل 4-4-2 | 4-2-3-1 ويتحول من الشكل الأول لـ 4-1-4-1 عدما يصل اليونايتد لمنطقة فولفسبورغ. أثناء هذا التحول كان اليونايتد يجد ثغرة في نصف المساحة التي كان يحاول خوان ماتا وفيلايني التواجد فيها عند عدم استقرار التماسك لفولفسبورغ من 4-2-3-1 لـ 4-1-4-1.
دون حماية كافية من خط الوسط، تمركز مارسيال وديباي يخلق خيار مثلث هجومي أمام حامل الكرة –قد يكون خوان ماتا. نظراً للمواجهة المباشرة لقلبي الدفاع وظهير فولفسبورغ القريبين من مارسيال وديباي مع مساندة ماتا كان من الممكن الوصول لمواجهة مباشرة أمام حارس المرمى بيناليو مع لاعبي هجوم اليونايتد. هدف مارسيال مثال على هذا الموقف.

الشوط الثاني
بعض الأمور التكتيكية أثارت الاهتمام من اليونايتد. واحدة منها كانت الاستمرار في الضغط في الثلث الأخير من نصف المساحة ومنطقة الوسط. فيلايني في المركز رقم 8 يتحول للخط الأمامي مع توقعات بمتابعته من طرف غيلافوغي لاعب فولفسيورغ مما يفتح نصف المساحة التي يشغلها الجناح القريب أو مارسيال.
فيلايني يقوم بدفع غيلافوغي الذي يراقبه للابتعاد عن منطقة الارتكاز، ونالدو قلب الدفاع يضطر للتقدم للضغط على مارسيال الذي يجد أمامه مساحة
هذه الميزة أصبحت بعد ذلك دون جدوى مع مساندة تحركات اللاعبين القادمين نحو هذه الثغرة بدت أقل قوة.
كان فولفسبورغ في هذا الموقف بطريقة 4-1-4-1. عندما يستلم مارسيال الكرة في منطقة مفتوحة، فولفسبورغ لديه فيرينيا، آرنولد ودراكسلر لإيقاف المهاجم الفرنسي. تحركات مارسيال كجناح أصبحت صعبة بحكم بعد الظهير القريب وشفاينشتايغر وفولفسبورغ نجح في عزله بسهولة.
لعب اليونايتد في الشوط الثاني كرات طويلة كثيرة من الخلف إلى الأمام في وقت كان ينبغي أن لا يتم ذلك. في لحظات كثيرة من بناء اللعب من الخلف، كان الشياطين الحُمر في حالة أفضلية عددية  3 ضد 1؛ 3 ضد 2 دون الضغط الكافي من فولفسبورغ. في مثل هذه الحالات كانت الكرات الطويلة خيارات للتقدم للأمام.
لعب فولفسبورغ بشكل متأخر في انتظار تقدم اليونايتد. استمرارهم في 4-4-2 دفاعياً والتحول لـ 4-1-4-1 دائماً ككتلة متراجعة للخلف. لعب اليونايتد بشكل عالٍ لم يكن مع القدرة على القيام بالضغط المُضاد في مواقف عديدة، في وقت كان يجب القيام بذلك والاستفادة منه في التحول السريع.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad