تحليل تكتيكي: آرسنال 2-1 مانشستر سيتي

 في يناير 2015، واقعية أرسين فينغر قادته للفوز 2-0 أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، والفرنسي اعتمد تكتيك مشابه في ليلة الاثنين في فوز آرسنال أمام أكبر المنافسين على اللقب ليُحافظ على المركز الثاني خلف المتصدر ليستر.
تشكيلة آرسنال: بدأ آرسين فينغر في طريقة 4-4-1-1 بـرباعي الدفاع بيليرين، ميرتيساكر، كوسيلني ومونريال. فلاميني ورامزي في الارتكاز في ظل إصابة كوكلان وكاثورلا. والكوت وكامبل على الجناحين، بينما أوزيل خلف المهاجم جيرو.
تشكيلة مانشستر سيتي: اعتمد التشيلي مانويل بيليغريني على نفس الطريقة 4-4-1-1 بدفاع مكون من سانيا، أوتامندي، مانغالا وكولاروف. فيرناندينيو وتوري في الارتكاز. دي بروين وفابيان ديلف على الجناحين. دافيد سيلفا خلف المهاجم أغويرو.



مانشستر سيتي
لسنوات ومانشستر سيتي يلعب بطريقة 4-4-1-1، والتي يسهل التعديل عليها حسب اللاعبين المُتاحين ولاعبي الخصوم. يمكن أن تكون الأدوار في 4-4-2 التي اعتمدها مانشيني واستمرت مع دجيكو وأغويرو في الأمام أو حتى 4-2-2-2 خصوصاً مع سيلفا ونصري مع توزيع الأدواء في حالة الاستحواذ. أمام الكرة، غالباً 4-4-1-1 | 4-4-2 التي استعملت أمام أرسنال في هذه المباراة.
ومع ذلك، كان هناك تعديل طفيف. هذه المرة لم يلعب دافيد سيلفا كلاعب رقم 10 يميل للجناح،بل خلف أغويرو. دور سيلفا كان لكيفن دي بروين، الذي بدأ على الطرف الأيمن. والمثير للدهشة تواجد لاعب على الطرف الأيسر يختلف عن نوعية سيلفا، دي بروين أو نصري أو ستيرلينغ، من شغل هذا الدور عدة مرات.
لم يكن سيلفا أو دي بروين، أو ستيرلينغ أو آخر اعتاد اللعب أكثر قرب الطرف الأيسر من بدأ في تشكيلة السيتي. هذه المسؤولية كانت من نصيب فابيان ديلف لاعب الارتكاز (المركز رقم 6 أو 8)، الذي لعب سابقاً كجناح أيسر في ليدز يونايتد وطور مسيرته كثيراً باللعب في أستون فيلا كلاعب وسط في الجهة اليسر في خط وسط من 3 لاعبين. ربما أراد بيليغريني وجود لاعب إضافي يُجيد التمرير مع تقدم كولاروف الظهير الأيسر وحتى التغطية على انطلاقات يايا توري. والأمر الطبيعي سيكون أخذ أفضلية تواجد ديلف في الوسط، من أجل محاولة تقليص الخيارات المُتاحة أمام مسعود أوزيل، اللاعب الذي ستكون الأنظار متجهة نحوه في غياب سانتي كاثورلا وأليكسيس سانتشيس للإصابة.
كان ديلف قادراً من هناك على المساندة في الاستحواذ، كان يتمركز في المساحة ويحاول أن يستعيد الكرة مباشرة بعد خسارتها من أجل تأمين كولاروف والارتكاز. عندما تكون الكرة بحوزة الخصم يتمركزعن  قريب على نحو مُثير مع تحول سلسلة الوسط قليلاً إلى الجانب الأيمن وفي بعض الأحيان تبدو في طريقة 4-1-3-1-1 مع تواجد فيرنادينيو أمام المدافعين.

آرسنال
مبدئياً، استمر آرسين فينغر بكل تأكيد في طريقة 4-4-1-1 لكن غالباً ما كان يبدو أن مسعود أوزيل من يغير هذه الطريقة لتُصبح 4-5-1. كان أوزيل يتراجع في بعض المواقف عندما يراقب لاعب من الفريق الخصم. في مواقف أخرى، يمكن مشاهدة أوزيل يتقدم بتحركات للضغط في الأمام، لكن غالباً ما كانت فردية أو مع مساندة رامزي لمساندته في مساحة ارتكاز الخصم.
آرسنال لديه نقطة ضعف تتمثل في بطء ميرتيساكر عند اللعب بالشكل الاعتيادي للغنرز –بينما يفتقد ثنائي قلب دفاع السيتي ذلك أيضاً وجيرو يعرف كيف يكون مهاجم محطة يمكنه تمرير الكرة لوالكوت وكامبل. فينغر كان جيداً جداً تكتيكياً لأنه أبعد خطورة السيتي.
 أولاً بطلبه من فلاميني مراقبة سيلفا أينما ذهب في نصف ملعب آرسنال وأن يوقفه كلما استلم الكرة ولا يمنحه الوقت على الكرة. الآن الأمر أن أي شيء وكل شيء يقوم به السيتي يمر عبر سيلفا، لأنه يقوم بدور الموزع للسيتي. إذاً آرسنال أراد إيقاف سيلفا وفلاميني قام بهذا العمل وسيلفا تحصل حتى على بطاقة صفراء في ردة فعل لما كان فلاميني يقوم به معه.
فلاميني يُراقب سيلفا مراقبة لصيقة في أكثر من موقف
الأمر الثاني كان إيقاف أغويرو ومن أجل هذا اختار فينغر كوسينلي للقيام بالأمر. أولاً لعب آرسنال بشكل متأخر يعني أن المساحات قليلة أمام المهاجم الأرجنتيني للانطلاق خلف المدافعين. ثانياً كوسينلي راقبه بشكل جيد، حيث كان يخرج من منطقة الدفاع لمراقبته وحتى ينتقل لمنطقة ميرتيساكر لمراقبة "إلـ كُون". كانت لآرسنال خطة واضحة أمام أغويرو بأن يخرج كوسينلي من الدفاع ويبقى ميرتيساكر وتأمين التغطية، بينما مونريال حاول أيضاً مراقبة دي بروين لكن فرصة دي بروين في الشوط الأول جيد –فرصة دي بروين الخطيرة كانت من تفوق أغويرو على كوسينلي- جعلت مونريال يبقى في الخلف وترك دي بروين يأتي لمنطقته بدل الخروج ومراقبته.
*"قمنا بخطأ كبير في الهدف الثاني وهذا كان حاسما في المباراة"، هكذا صرَّح مانويل بيليغريني بعد نهاية المباراة. قام إلياكيم مانغالا بخطأ في الوقت بدل اضائع من الشوط الأول. تمريرة المُدافع الفرنسي التي كان يُحاول إيصالها للمنطقة التي يشغلها فيرناندينيو، لكن الأخير لم يكن قادراً على الوصول إليها لتتحول للغنرز ومسعود أوزيل الذي مرر تمريرة الهدف لجيرو. "هل تُنفق 70 مليون جنيه استرليني من أجل خشبتين وليسا قادرين على اللعب دون كومباني؟" هكذا تساءل جيمي كاراغير قبل أسابيع قليلة. الآن، الحقيقة تستمر بالظهور في أن دفاع السيتي يختلف في حال وجود البلجيكي من عدمه. مانغالا مُخيب وأوتامندي لا يبدو أنه سيكون بنفس المستوى الخارق الذي كان عليه في الموسم الماضي مع فالنسيا -وعلى الأقل لن يبدو جيداً إلا إن كان بجانب كومباني.
بتواجد كومباني حقق السيتي في البرميرليغ هذا الموسم: 6 انتصارات، تعادلين، 0 خسارة؛ تلقى هدف واحد. مانشستر سيتي دون كومباني: 4 انتصارات، 0 تعادلات، 5 خسائر؛ تلقى 18 هدف.
*كما قلت سابقاً بأن فلاميني كان يُراقب سيلفا لكن لم أجد هذا مع فيرنادينيو وقيامه بنفس الشيء مع أوزيل الذي لديه دور مشابه مع آرسنال كما يقوم به سيلفا مع السيتي–يايا توري قام بذلك لكن لم يكمل الأمر.
هنا يايا توري قريب من مسعود أوزيل
يايا توري بعيد جداً عن مسعود أوزيل 
خط وسط السيتي كان متقدماً شيئاً ما أكثر مما هو ضروري. ثانياً أوزيل كان يجد بشكل مستمر المساحة بين الخطوط وحتى قبل الهدف الأول صنع فرصة لوالكوت. جيرو كان يحاول أن يمنح والكوت وكامبل فرصة التقدم لكن لم يجد ذلك نجاحاً. آرسنال لم يكن ليصل خلف دفاع السيتي مع تراجعهم للخلف لذلك عندما وجد والكوت الفرصة اعتبر سانيا مثل الحائط وبحث عن الزاوية البعيدة. سانيا كان يعتقد أن والكوت سينطلق في نفس الخط ثم يبحث عن العرضية –لكن بعد ما أصبح الجناح الذي يلعب بالرجل اليُمنى يلعب على الطرف الأيسر (والعكس) لم تعد العرضيات هي الحل الوحيد. وبدل ذلك سجل هدفاً. حاولوا بعد ذلك أن يتفوق على فريق على الآخر في الوسط وبدء مرتدة ومن مرتدة سجل آرسنال قبل نهاية الشوط الأول. مرة أخرى يجد أوزيل المساحة وجيرو يتفوق على أوتامندي مسجلاً الهدف الثاني الحاسم.

الشوط الثاني
بعد الاستراحة، تغير نسق المباراة. السيتي كان مُجبراً على الهجوم أكثر من أجل العودة في النتيحة، آرينال استمر في دفاعه وتماسكه واللعب على المرتدات. أصبحت طريقة 4-5-1 ظاهرة أكثر، وكانت أيضاً طرق 4-1-4-1 وحتى 4-2-3-1. لكن هذا التركيز على التماسك أتاح للسيتي محاول اللعب والسيطرة على المباراة مع محاولة خلق الفرص بعد دخول البدلاء ستيرلينغ، بوني ونافاس بدل ديلف، أغويرو وسيلفا.
إشراك بوني كان يعني أن أن السيتي سيجد من يمكن أن يُنافس في الكرات الهوائية في منطقة الجزاء لكنهم لم يلعبوا على نقاط قوته لكن الإيفواري يمكنه أن يلعب دور المهاجم "المحطة". السيتي يمكنه اللعب حوله لكن لا يفعل ذلك. ثانياً حاولوا بإشراك نافاس بدل سيلفا وجعل دي بروين في دور الرقم 10. توري أصبح ينضم للهجوم لكن آرسنال كان مقتنعاً بالبقاء في الخلف واللعب على المرتدات.

*هدفه في الدقائق الأخيرة يجب أن لا يحجب الحقيقة: يايا توريه لم يُقدم مباراة جيدة وحضوره في ثنائية الارتكاز في المباريات الكبيرة يمكن تفسيره فقط بإصرار بيليغريني على اعتماد سيلفا كصانع لعب، وهو أمر ضروري. في فترة روبيرتو مانشيني أو في السنة الأولى للمدرب التشيلي –عندما كان يعتمد مهاجمين في الأمام- كان سيلفا يبدأ من الطرف في 4-4-2. كانت الأمور مناسبة سواء محلياً أو في دوري الأبطال، لكن لشهور بدأ يظهر ضعف دفاعي في مانشستر سيتي يبدأ من لعب توري في ثنائية الارتكاز. ضعف يجب أن يتم تصحيحه بطريقة ما مثل اللعب بـ4-3-3 مع لاعب وسط إضافي. 
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad