تحليل تكتيكي: ساوثامتون 1-6 ليفربول


   استمر يورغن كلوب في بداية الممتاز مع ليفربول بالفوز 6-1 على ساوثامتون ليلة الأربعاء في ربع نهائي الكابيتال وان. مباراة شهدت عودة دانييل ستوريدج مع بعض التغييرات في التشكيل، ورغم أن المستوى لم يكن ربما مثلما تُحيلنا إليه النتيجة، لكن ظهرت علامات عديدة على التحسن المستمر في عهد المدرب الألماني.
تشكيلة ليفربول: قام يورغن كلوب ببعض التغييرات في تشكيلته التي اعتمد فيها على طريقة 4-4-2 بماسة في الوسط | 4-1-2-1-2. بدأ كونور راندال أساسياً في خط خلفي مكون من سكيرتل، ديان لوفرين وألبيرتو مورينو. لوكاس ليفا في الوسط الدفاعي وأمامه إمري تشان وجو آلين. الثنائي يساندان آدم لالانا المتواجد في المركز رقم 10 خلف المهاجمين ستوريدج وأوريجي.
تشكيلة ساوثامتون: كانت هناك تغييرات أقل في تشكيلة ساوثامتون مع اختيار كومان عدم إراحة لاعبيه المهمين. ستيكلينببيرغ كان الحارس خلف رباعي دفاع مكون من سواريس، كولكر، فان دايك وريان بيرتراند. وانياما ويوردي كلاسي في ثنائية الارتكاز، مع تمركز وانياما أقرب للدفاع من زميله الهولندي. أمامهما ديفيس الذي يساند الهجوم، ساديو ماني على الجناح الأيمن ودوزان تاديتش على الأيسر بينما غراتسيانو بيلي كمهاجم صريح.

*كان هناك سوء فهم عندما تولى يورغن كلوب الإدارة الفنية في ليفربول أنه سيقوم على الفور بتحويل النادي إلى بروسيا دورتموند الثاني. انتشر هذا المفهوم الخاطئ بشكل رئيسي من قبل وسائل الإعلام ولكن أيضاً من قبل المشجعين. خلال الأسابيع القليلة الأولى من عهد كلوب، أعطانا لمحة عمَّا يمكن أن نتوقع من الألماني، ويبدو كما لو أن الوقت قد حان للجماهير كي تتحمَّس.
في ربع نهائي الكابيتال وان، لعب ليفربول بفريق أقل قوة في غياب الثنائي البرازيلي كوتينيو وروبيرتو فيرمينو. شاهدنا هذا الفريق الأقل قوة يتأخر في النتيجة من الدقيقة الأولى قبل أن يقوم بردة الفعل. ما تبقى من المباراة شاهدنا فيه طاقة كبيرة ونسق سريع في كرة القدم قادنا لما توقعناه منذ تولي كلوب تدريب الريدز لكن هذا الأسلوب كان فيه شيء من الأسلوب القديم لليفربول.
بدل بروسيا دورتموند الجديد، يبدو أننا سنشاهد شيئاً من خليط من تاريخ كرة القدم الألمانية والإنجليزية مع عناصر من كلا الثقافتين الكرويتين معاً لتشكيل وحدة من شأنها أن تتطلع إلى المنافسة في صدارة البرميرليغ.
*"نظام جديد"، هكذا شرح كلوب لستوديو سكاي سبورتس بعد مباراة ليلة الأربعاء على ملعب سانت ماري، "الماسة مع هذين المهاجمين".
اعتاد المدرب الألماني على جعل نظامه يتناسب مع التحدي الذي ينتظره في أول شهرين له كمدير فني لليفربول، واستمر على هذا التوجه العملي في رحلته للساحل الجنوبي لمواجهة القديسين.
على الرغم من فعالية طريقة 4-3-3، إلا أن التحول لاستعمال ماسة في الوسط ساعد ليفربول على الفوز الكبير 6-1. مدعوماً بعودة دانييل ستوريدج، بنى كلوب هجومه حول الدولي الإنجليزي، إلى جانبه ديفوك أوريجي في خط أمامي مرن، مع الثنائي هناك آدم لالانا الذي لعب كرأس الماسة في خط الوسط ليفربول.
* مع التقدم المبكر لساوثامتون منذ الدقيقة الأولى عبر هدف ماني، عانى ليفربول من بداية بطيئة واحتاج وقتاً أطولَ للدخول في المباراة مقارنة بخصمه.
ضغط السوتون نجح في إزعاج بناء لعب ليفربول ومع وجود رباعي في الأمام يستمر في الضغط خلقوا بعض المتاعب للريدز في البداية. الطريقة التي بدأ بها ليفربول لم تمنح مساندة كبيرة للخط الدفاعي خلال الاستحواذ ورغم البدء بستوريدج وأوريغي في الهجوم، لعبوا كرات طويلة عديدة بسبب خطورة رباعي ساوثامتون الأمامي حتى عندما لا تكون لديهم الكرة.
أظهر فريق القديسين تركيزهم على الهجوم عبر الجناح الذي يتواجد فيه الظهير غير الخبير راندال. هذا لم يؤدي للهدف الأول بعد عرضية ناجحة من يمين ليفربول قابلها ساديو ماني برأسية قوية، لكن اللاعب السينغالي أتته فرصة مضاعفة تقدم فريقه بعد عرضية أخرى من جهة راندال.
مع مرور الوقت، تحسن ليفربول واستحواذه أصبح أفضل. ذلك مع مساعدة من ساوثامتون الذي كان ضعيفاً بشكل مفاجئ، لاعبو ليفربول ساندوا ستوريدج وأوريجي بقيادة لالانا رأس الماسة مع تشان بشكل خاص الذي كان متألقاً.
*ظهر أمام ساوثامتون، أن ليفربول لديه خطة لعب حتى عند التأخر في النتيجة فإنه سيستمر عليها من أجل العودة في المباراة. هناك العديد من الطرق لبناء اللعب، وكلوب يُحب أن يبدأ بطريقة ترتكز على الوسط الدفاعي، هذا يعني أن قلبي الدفاع ولاعبي الارتكاز سيكونوا مُشاركين في بناء المرحلة الأولى من الهجوم.
- في هذا المثال يمكننا مشاهدة بناء ليفربول هجمتهم، اللاعبون حول اللاعب الذي يمتلك الكرة يشكلون زوايا لاستلام الكرة ومساندة الهجوم. هذه الزوايا تميل لتشكيل ماسات ومثلثات ععبر مناطق مختلفة من الملعب وهذا يعني أن الكرة يمكن أن تنتقل عبر المناطق الرأسية والأفقية. سهولة حركة الكرة يجعل من السهل جداً للزاوية وعمق الهجوم على التحول بسرعة. هذا يعني أن التنظيم الدفاعي للخصم يمكن أن يُتفوق عليه بسهولة.
كان يمكن أيضاً أن نشاهد تشكيل ماسة حول اللاعب الذي يمتلك الكرة. إن كانت هناك مساحة أمام اللاعب الذي يمتلك الكرة يمكن لأحد المهاجمين أن يتراجع لشغل المساحة. هذا التحرك البسيط يُجبر مدافع ساوثامتون على اتخاذ قرار حول متابعة الانطلاقة أو البقاء في مركزه والدفاع عن منطقته. هذا الخيار يمكن أن يكون معقداً بتواجد مهاجم ليفربول خلفه متمركزاً في نصف المساحة.
*هجمات ليفربول كانت متحورة حول أنصاف المساحات، من خلال التحركات للخلف من لالانا والانطلاقات الهجومية لتشان وآلين معاً مع التحركات المتراجعة لستوريدج وأوريغي المتمركزين حول نصف المساحة كل من جهته وبحثا عن كسر دفاع الخصم من الوسط.
بعد الهجمات الأولى من ساوثامتون، استطاع ليفربول القيام بهجماته الخاصة خصوصاً بتحول ألين للأمام من اليسار. تعادل الريدز في الدقيقة الـ25 وفي الدقيقة الـ29 تقدموا في النتيجة.
مع 4 لاعبين في الوسط يتحركون بشكل مرن، تحسن ليفربول أكثر عند سيطرته على الكرة بتمركزهم جيداً. إمري تشان كان مؤثراً بتحركاته التي جعلته يتحرك أيضاً على الطرف الأيسر، نفس الأمر يمكن أن يُقال على جو ألين. تحركات لالانا كانت أيضاً مهمة بتحوله بين أنصاف المساحات جاعلاً نفسه خياراً لاستلام التمريرات خلف لاعبي وسط ساوثامتون. مرونة تحركات الوسط سهلت الهجوم في مناطق وسع.
*استفاد ليفربول هجومياً من دفاع ساوثامبتون بـ4-4-2. أصحاب الأرض ركزوا على الارتكاز بينما هجمات ليفربول كانت في أنصاف المساحات وأيضاً تقدم ماني أو تاديتش للخط الأول من الضغط، يترك المساحات مكشوفة في خط الوسط.
بعد تسجيل ستوريدج هدفين، قام كومان بتغيير دوزان تاديتش للجناح الأيمن من أجل تعديل مشاكله، رغم حقيقة أنه كان يسبب متاعب لغير الخبير راندال. لم يقدم الصربي في مركزه الجديد مثل ما قدمه عندما كان على اليسار ولم تكن جهته فعالة، وفوق 1لك أضاف الريدز الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول.
أقرَّ المدرب الهولندي لاحقاً بأن هذا كان خطأ من جانبه، مع جعل فريقه يلعب بـ 3-4-3 ودور فيكتور وانياما كقلب دفاع في مركز غير معتاد عليه لاعب الوسط الكيني.
 قرر كومان إشراك شين لونغ وتحول المستضيف لما ظهر كأنها طريقة 3-3-4، ليستفيد ليفربول من ذلك باستمرارهم في الاعتماد على أنصاف المساحات التي كانت متواجدة أمام المهاجمين في ظل لعب الخصم بثلاثة مدافعين.

ضغط ليفربول
أخذ أسلوب الضغط عند كلوب اهتماماً كبيراً بعد انتقاله إلى ليفربول وكيفية تطويره. بروسيا دورتموند النادي السابق للمدرب الألماني كان شهيراً لقدرته على الضغط ولا شك في أن الاهتمام كان في انتظار الوصول لنفس الأمر مع ليفربول أيضاً.
لم نرى حتى الآن الغيغنبريسين من ليفربول تحت قيادة كلوب. هذا لا يعني أننا لن نشاهد أشهر جانب من أسلوب لعب دورتموند في الآنفيلد، ربما في الموسم المُقبل وربما يحتاج بعض التعاقدات بمواصفات معينة قبل أن نرى ليفربول يقوم بذلك النوع من الضغط. بشكل عام، تغير الكثير في ضغط ليفربول حيث أصبح ضغطهم أكثر تماسكاً مع تواصل أفضل. أكيد لم يصل بعد في شهرين فقط للشكل المثالي بوجود حاجة لتعديلات على جزئيات معينة، لكن الضغط أصبح بتفوق على أغلب أندية الدوري الإنجليزي.
ضغط ليفربول أمام ساوثامتون بـ 4-3-1-2 مع لالانا خلف ثنائي الهجوم. 
على مستوى التمركز ما زالت هناك أخطاء وأمام خصم جيد يمكن أن يستفيد منها. وكانت هناك بعض المواقف يكون فيها الضغط أكثر كثافة وقوة لكن لا يصل لما كنا نشاهده في دورتموند حتى نعتبره "غيغنبريسينغ".
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@tacticalmagazin

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad