لوف تفوق تكتيكيا على سكولاري وأصاب البرازيليين بالصدمة



   بعد خسارة البرازيل لمونديال 1950 التي استضافته آنذاك وخسرته لصالح الأوروغواي في النهائي، لم يكن أبرز المتشائمين من البرازيل وعشاقه ينتظرون تكرار سيناريو أسوأ من ذلك بل لم يكن أحد يتصور أن كارثة ستقع بملعب مينيراو في بيلو هوريزونتي بخسارة السيليساو 7-1 أمام الماكينات الألمانية.

واحدة من أفضل مباريات كأس العالم على مر التاريخ، نتيجة مفاجئة كادت أن تكون بأكثر من سباعية بعد السيطرة الكلية لألمانيا، شوط أول انتهى بخماسية ألمانية وانفراد البومبر ميروسلاف كلوزه كهداف تاريخي للمونديال ب16 هدف، مسعود أوزيل أضاع انفرادا كان يمكن أن يذهب بالنتيجة ل8-0 قبل أن يسجل أوسكار هدفا شرفيا في الدقائق الأخيرة. 

يوجي لوف لم يغير شيئا في تشكيلته التي واجهت فرنسا سابقا في ربع النهائي، واستمر في خطته 4-1-4-1 / 4-2-3-1 ليثبت مرونته بالاعتماد على ميروسلاف كلوزه مرة أخرى كرأس حربة، توماس مولر وأوزيل على الأطراف وطوني كروس كصانع ألعاب رقم10.

لويس فيليبي سكولاري دخل بخطة 4-2-3-1 بدون القائد تياغو سيلفا للإيقاف ونيمار المصاب. دانتي كان هو بديل قائد الفريق في الدفاع، بينما الجناح برنارد كان هو اللاعب البديل المفاجئ مكان نيمار، مع تحويل أوسكار للوسط كلاعب رقم 10. لويس غوستافو عاد للتشكيل الأساسي كلاعب وسط هولدينغ، بينما باولينيو كان خارجها.

هجمات ألمانيا والتفوق على الظهير الأيسر

سيناريو المباراة كان غريبا للغاية، بسقوط البرازيل في أرضها ووسط جماهيرها بخمسة أهداف في نصف ساعة فقط، بينما لم يكن هناك أي رد فعل للاعبي فيليباو سوى العمل على عدم استقبال مزيد من الأهداف.

لا يمكن حسم أين كانت ألمانيا متفوقة على البرازيل، كل شيء كان صائبا بالنسبة له والعكس بالنسبة للبرازيل الذي كان كل شيء خاطئا منهم، فلم نشاهد ولا مرة المستضيف ينافس أو يستأسد بعد السيطرة الألمانية.

ألمانيا ركًّزت في هجماتها على الجهة اليمنة جهة مولر ولام، والجهة اليسرى للبرازيل. في نصف ساعة الأولى لا يمكن حصر عدد المرات التي تخطى فيها الألمان الظهير الأيسر مارسيلو، والأغرب من ذلك حتى مارسيلو لم يكن في المستوى المطلوب للتمركز جيدا أمام هجمات المانشافت، بل الأدهى أنه كان يحاول الصعود للأمام بينما هجمات الألمان استمرت من جهته. 

الضغط الكثيف

ألمانيا استمرت باللعب بخط دفاع متقدم وهو الأمر الذي خلق لهم مشاكل في مباراة الجزائر(2-1) والتي شاهدنا فيها نوير يتحول للاعب ليبرو خلف المدافعين، لكن أمام البرازيل وفي ظل وجود مهاجم بطيء مثل فريد والذي لا يقدم أي تحركات خلف مدافعي الخصم فالأمر كان سهلا على قائد الدفاع ماتس هوميلس وزملائه. فريد يريد فقط الكرات السهلة أمام المرمى، لذلك فإن الألمان كانوا فرحين يذلك وبالتالي بالضغط كان أعلى مع استعمال خط دفاع عالي.

في المقابل، ذلك أعطى للدفاع الفرصة للضغط أكثر، كرووس يراقب فيرناندينيو وخضيرة يضغط على غوستافو وبالتالي تفوق ثلاثي الوسط الألماني عدديا على الثنائي البرازيلي. تفوق جعلنا نشاهد خضيرة وكرووس أكثر في الأمام فسجل الأول الهدف الخامس فيما سجل طوني قبل ذلك الهدفين الثالث والرابع.

الضغط الألماني المكثف في الوسط كان يعني أن مدافعي البرازيل ليس لديهم أي حلول عندما تكون الكرة بحوزتهم. غوستافو وفيرناندينيو كانا خارج الخدمة بسبب الضغط، بينما أوسكار حاول أن يحافظ على الكرة في الأمام خلف شفاينشتايغر. 

دافيد لويز أغلى مدافع في التاريخ

خريطة حرارية لتحركات قلب الدفاع دافيد لويز

 دافيد لويز تلقى انتقادات كبيرة بعد المباراة، فاللاعب كان قائد الفريق لكنه فقد سيطرته على نفسه بعد نهائية شوط المباراة الأول. لكن في الشوط الأول كان اللاعب الوحيد الذي يحاول أن يفعل شيئا فالكرات القصيرة باتجاه الوسط لم تكن خيارا وبالتالي مرر كرات طويلة للهجوم كما حاول التقدم للأمام، لكنه ينسى ينسى نفسه بأنه قلب دفاع وكيف يتمركز اللاعبون في هذا المركز.

تغييرات سكولاري لكن بدون جدوى

في الشوط الثاني سكولاري أشرك سكولاري كلا من باولينيو وراميريس بدلا من هالك وفيرناندينيو، أملا في إعطاء طاقة وحيوية أكبر لأداء الفريق. البرازيل تحولت ل 4-3-3، غوستافو خلف راميريس وباولينيو، وهو الشكل الذي كان يجب على سكولاري أن يبدأ به المباراة، وهو الأمر الذي ظهر في بداية النصف الثاني للمباراة بتحديهم لمانويل نوير في أكثر من مرة.

يواكيم لوف أيضا أشرك آندريه شورله مكان كلوزه، ومثل مباراة الجزائر كان يلعب في الأمام وخلف المدافعين وهو الأمر الذي استفاد منه بسبب صعود لاعبي البرازيل للأمام وتركهم للمساحات في الخلف، سجل هدفين منهما أسيست من فيليب لام من اليمين.

سكولاري أشرك ويليان مكان فريد كتغيير أخير، مما جعله يلعب بدون مهاجم لإعطاء طاقة أكبر لفريقه، والحقيقة أن البرازيل كانت تحتاج لأكثر من ذلك. أوسكار سجل هدفا في الدقيقة ال90 لكنه كان بدون معنى.

أفضل مباراة شاهدناها في التاريخ، الفريق الذي يستضيف البطولة ينهزم بال7 في نصف النهائي أمام جماهيره وهذا المنتخب هو البرازيل الأنجح والأكثر تتويجا في تاريخ كأس العالم. 

كل شيء كان خاطئا بالنسبة للبرازيل، بداية باختيار برنارد كأساسي بسبب كونه من بيلو هوريزونتي، وبعد ما تلقاه من ثناء في نفس الملعب في كأس القارات العام الماضي. ربما سكولاري كان يريد أن يستفيد من شهرة نيمار ببديله برنارد. لكن لا يمكن لوم اختيار اللاعب فقط بل اللاعبين ككل واللاعبين الذين لم يتم استدعاؤهم من الأساس والاعتماد على لاعبين مثل هالك الذي يستحق العودة لدوري الدرجة الثانية الياباني وفريد المهاجم الفريد من نوعه.

 

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

 

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad