قدَّم يوفنتوس واحدا من أفضل أداءاته في مباراة خارج ملعبه في دوري
الأبطال، ليضمن التأهل بأريحية لربع النهائي بعد فوزه 3-0 على بروسيا دورتموند
(5-1 في مجموع المباراتين) على سيغنال إدونا بارك. كارلوس تيفيز (ثنائية) وألفارو
موراتا سجلا أهداف الفوز للبيانكونيري.
تشكيلة دورتموند
اعتمد يورغن كلوب خطته المعروفة 4-2-3-1، كيفن كامبل في أول مباراة له
بدوري الأبطال على الطرف الأيمن، مع هينريخ مخيتاريان على الطرف الأيسر وماركو
رويس خلف المهاجم وكل اللاعبين مركزهم الرقم 10.
سوكراتيس باستاثوبولوس كظهير أيمن بعد استمرار إصابة لوكاس بيتشيك
التي تلقاها في مباراة الذهاب، وبقاء أوليفر كيرش على دكة البدلاء.
تشكيلة يوفنتوس
في البداية اعتمد ماكسيميليانو أليغري ماسة "دايموند" في
الوسط بخطة 4-4-2، بوجود تيفيز وموراتا في الأمام وروبيرتو بيريرا كلاعب في مركز
الرقم 10 لكن بشكل دفاعي وكلاوديو ماركيزيو في دور آندريا بيرلو المصاب وهو ما
أجاده.
إصابة بول بوغبا في وقت مبكر –اليوفي كان متقدم 1-0- جعلته يغير الخطة لـ 5-3-2 بإشراك أندريا بارزاغلي كمدافع إضافي وعودة بيريرا من رأس الماسة للطرف الأيسر مكان بوغبا.
إصابة بول بوغبا في وقت مبكر –اليوفي كان متقدم 1-0- جعلته يغير الخطة لـ 5-3-2 بإشراك أندريا بارزاغلي كمدافع إضافي وعودة بيريرا من رأس الماسة للطرف الأيسر مكان بوغبا.
تيفيز
نجم المباراة كان كارلوس تيفيز، وهدفه الرائع من خارج منطقة الجزاء في
الدقيقة الثالثة من المباراة جعل اليوفي الأقرب للتأهل ووضع دورتموند في وضع أصعب.
مرتدة سريعة بعد ضغط لاعبي دورتموند في الأمام مما جعل تيفيز وموراتا يعثران على
المساحة، تفوق على الضغط ثم وصول الكرة باتجاه الهجوم وتيفيز يمكن أن ينهي الأمر
بمجهوده الخاص.
تيفيز استمر في إيجاد المساحة بين مدافعي ولاعبي وسط دورتموند طوال
المباراة، وفي أغلب الفترات كان يلعب كرقم 10 ورقم 9 معا، مستغلا مهاراته في
المراوغة من أجل الربط بين الدورين. مهارة رائعة للأباتشي وربما فقط ليونيل ميسي
الذي يستطيع القيام بالمثل، وفي ظل تألق ميسي أمام مانشستر سيتي في نفس اللليلة
كان تيفيز يبدع على نحو مقارب في ألمانيا.
الهدف كان يعني أن البي فاو بي يحتاج تسجيل هدفين من أجل تعديل نتيجة المواجهتين
فقط بعدما كان يحتاج تسجيل هدف والخروج بشباك نظيفة لضمان التأهل وهو ما كان يبدو
بعيدا عن متناول لاعبي كلوب، بحكم عدم قدرتهم على تسجيل الأهداف وعودة يوفنتوس
للخلف للدفاع أكثر والاعتماد على الهجمات المرتدة.
مباراة الذهاب نجح فيها اليوفي عبر الاعتماد على الكرات الطويلة
باتجاه تيفيز وموراتا دون الحاجة للتمرير في الوسط في ظل ضغط دورتموند، تيفيز
ومواراتا كانا قريبين من بعضهما في الذهاب وهو ما حدث أيضا في هذه المباراة. تيفيز
كان يتلقى التمريرات وعندما يجد نفسه تحت ضغط أحد قلبي دفاع دورتموند، خصوصا نيفين
سوبوتيتش، فإنه يستطيع التفوق عليه ثم التمرير لموراتا. المهاجم الإسباني كان في
مباراة الذهاب يتمركز على الجهة اليسرى لكنه لعب أكثر في هذه المباراة في الجهة
المقابلة –بحكم اختلاف شكل دورتموند الهجومي وتواجد سوكراتيس كظهير أيمن- وكان
يمكن أن يسجل أكثر من هدف.
دورتموند لم يستطع إيقاف التمرير باتجاه تيفيز، وبالتالي عند الدفاع
إثنين ضد إثنين في الخلف، فذلك يعني أنه عندما يقوم تيفيز بمراوغة ناجحة فإنه
سيكون أمام فرصة سانحة للتسجيل ليوفنتوس، لذلك كان غريبا عدم تواجد لاعب وسط من
دورتموند لحماية الدفاع. الهدفان الثاني والثالث جاءا عندما تفوق تيفيز وموراتا على
دفاع دورتموند بسهولة.
التحول لـ 3-5-2
إصابة بوغبا وخروجه في الدقيقة الـ26 غيرت من خطة يوفنتوس، مع الأخذ
بعين الاعتبار غدم تواجد بيرلو. لكن يمكن أن نعتبر الأمر إيجابيا لماكس أليغري
الذي وجد العذر ليكون أكثر دفاعيا والتحول لـ 3-52، مما يعني أن اليوفي لديه مدافع
إضافي في الخلف بدخول بارزاغلي.
خط الوسط أصبح مكونا من 3 لاعبين بدل 4. بيريرا تحول على يسار
ماركيزيو وأرتورو فيدال على اليمين، مما يعني عدم وجود لاعب يكون رأس الماسة في
المركز رقم 10، وتيفيز هو من لعب هذا الدور.
الخطة كانت أكثر 5-3-2 من 3-5-2، ستيفان ليشتنشتاينر وباتريس إيفرا يعودان
للخلف عند تقدم ظهيري دورتموند للأمام، ثم مهمة بيريرا وفيدال من أجل إيقاف الخصم
في هذه المنطقة، وبالتالي يبقى دفاع اليوفي غير قابل للاختراق.
هجوم دورتموند
مشكلة دورتموند الحقيقية في الهجوم، كانت أنه ليس فقط اختيارات كلوب
للاعبين ما كانت متوقعة بل أيضا الطريقة التي سيكون عليها، وبالتالي كانت مهمة
يوفنتوس سهلة جدا لإيقاف أي خطورة وعدم ترك الخصم يصنع أي فرص من الأساس.
اختيار أوباميانغ كمهاجم صريح بدون مساندة أعطى أصحاب الأرض خيارات
هجومية محدودة. صحيح أن أوباميانغ سريع جدا، لكنه يفتقد التحركات الذكية وتقريبا
كل انطلاقاته متوقة وليس فيها شيء مفاجئ. المهاجم الغابوني حاول القيام بانطلاقاته
خلف الخصم، ولكن بتراجع الدفاع للخلف لم تكن هناك مساحات كافية.
كلوب لم يعتمد على جناحين، بل كامبل ومخيتاريان وهما لاعبان ينطلقان
في الوسط وليس عبر الأطراف، ذلك كان يمكن أن يكون مقبولا لو تم الاعتماد على تقدم
الظهيرين لكن ذلك لم يحدث. شميلتسر كان يتقدم في بعض الأحيان لكن لا يقدم الإضافة،
بينما سوكراتيس ليس ظهيرا مثاليا بل هو أقرب لقلب دفاع يتقدم للأمام وبالتالي فهو
غير مرتاح مما هو مطلوب منه بالتقدم بالكرة في الأمام لأنه لا يحسن ذلك. كان قرارا
غريبا من كلوب الاعتماد على قلب دفاع في هذا المركز، في الوقت الذي يحتاج فيه
دورتموند هدف، وأمام فريق لا يعتمد على الأطراف.
إن كانت هناك طريقة لهزم اليوفي، فإنها عبر الأطراف وهو ما تجاهله
كلوب لسبب ما. هذا سمح للبيانكونيري بالاستمرار في اللعب بماسة في الوسط لتضييق
المساحات وإغلاق المساحة أمام الدفاع وبالتالي صعوبة مهمة رويس، كامبل ومخيتاريان.
بيب غوارديولا كان قد قال سابقا أن دورتموند يهاجم في المساحات، ولكن يوفنتوس
منعهم من ذلك بفضل تمركز لاعبيه.
التغييرات
أول تغيير لكلوب لم يكن التغيير الذي يمكن أن يقلب موازين المباراة، أوليفر
كيرش بدل مارسيل شميلتسر حتى يلعب كظهير أيمن، وينتقل سوكراتيس للظهير الأيسر. بعد
ساعة من اللعب أشرك بلاتشيكوفسكي وآدريا راموس بدل مخيتاريان وبيندر، ودورتموند
أصبح يلعب في ما يشبه 4-2-4 بلعب كوبا كجناح أيمن متقدم للأمام، وراموس بجانب
أوباميانغ.
هذا التغيير هو ما أظهر اختلاف في طريقة لعب دورتموند، مع تقدم
بلاتشيكوفسكي على الطرف الأيمن وقيامه بعرضيات باتجاه منطقة الجزاء، واحدة منها
وجدت رأسية راموس التي كانت أخطر فرصة لدورتموند في المباراة.
مغامرة كان لا بد منها في النصف ساعة الأخيرة، لكن يوفي استفاد من
الموقف. موراتا أضاع انفرادين في الشوط الثاني قبل أن يتمكن من تسجيل هدف اليوفي
الثاني من تمريرة تيفيز قبل أن يتكفل "الأباتشي" تيفيز بنفسه بتسجيل
الهدف الثالث ويؤكد أحقية البيانكونيري في التأهل.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: