احتاج
روما لتحقيق الفوز من أجل تقليص الفارق مع المتصدر يوفنتوس لست نقاط، لكن في ظل
نتيجة الفوز التي قد من أجل اليوفي يبدو أنه في طريقه للفوز برابع لقب له في
السيري آ على التوالي.
تشكيلة
روما
تشكيلة رودي غارسيا
الرسمية كانت كما كان متوقعا، بالبدء
بفرانشيسكو توتي في مركز المهاجم الوهمي #9 وآدم لياييتش على الجناح الأيمن.
التغيير الوحيد عن المباراة
التي فاز فيها على فينورد في الدوري الأوروبي كان في حراسة المرمى، مع عودة مورغان
دي سانتيس أساسيا بدل سكوروبسكي.
تشكيلة
يوفنتوس
مع إصابة آندريا
بيرلو وبقاء بول بوغبا على دكة البدلاء، اختيار ماكسيميليانو أليغري كان على
كلاوديو ماركيزيو لسد فراغ غياب المايسترو وإشراك بيريرا بدل الثاني.
أليغري تحول للعب
بثلاثة لاعبين في الدفاع ولكن في أغلب فترات المباراة كان دفاع من خمسة لاعبين
بإشراك كاسيريس وتواجد ليخشتاينر وإيفرا.
*في هذه المباراة، عاد أليغري لخطة 3-5-2 وهي الخطة الرئيسية لمدرب
اليوفي أنطونيو كونتي. هذه الخطة لا تعني بالضرورة أنها دفاعية، ولكن هنا تم
الاعتماد عليها من أجل اللعب بشكل دفاعي على الطريقة الإيطالية الكلاسيكية لتحقيق
النتيجة المطلوبة، وأليغري اختار الدخول هكذا من أجل الاستفادة من لاعب إضافي في
خط الدفاع.
الجناحان-الظهيران لا يتقدمان بالضرورة، بل يجعلان الدفاع يصبح مكونا
من 5 لاعبين، وفي كل مرة يتقدم فيبها لاعب من روما للأمام يجد أمامه أكثر من لاعب
أمامه وهناك من يقوم بالتغطية من خلفه ليجد نفسه أمام 5 لاعبين وربما أكثر.
في فترات طويلة من المباراة، كان اليوفي دائما يتوفر على كثافة عددية
في الدفاع، مع عدم تقدم أي من لاعبي وسط روما لمساعدة المهاجمين، مع عودة
فرانشيسكو توتي وآدم لياييتش معًا أكثر للخلف شيئًا ما وليس البقاء في الأمام
ومحاولة تشكيل ثلاثي هجومي مع جيرفينيو. لذلك وجد اليوفي الأمر سهلا بالبقاء في الخلف
ومحاولة تسجيل هدف من المرتدات مع عدم قدرة روما على اختراق الخط الدفاعي.
ظهيرا روما هوليباس وتوروسيديس، لم يحاولا التقدم الأكثر ومساعدة
لياييتش وجيرفينيو علي الأطراف في ظل عدم تقدم لاعبي خط الوسط رغم قوتهما في
المساندة الهجومي. كل هذا ساهم في استمرار فشل روما في الأمام في أغلب فترات
المباراة مع عدم القدرة على بناء هجومي يمكن أن يخترق دفاع اليوفي. وإضافة لسهولة
استرجاع لاعبي البيانكونيري الكرة، كانت المرتدات الهجومية خطيرة.
مع لعب دي روسي أكثر في الخلف، وعودة تيفيز وألفارو موراتا لنصف ملعب اليوفي
كان روما يبدو وكأنه يلعب بـ 3-4-3 لكن ليس مثل آخر 20 دقيقة.
* تمركز لاعبي اليوفي كان أكثر في الخلف مع بقاء تيفيز وموراتا أكثر
قرب المساحة التي يتمركز فيها دانييلي دي يروسي ، من أجل تكرار الثنائيات التي
يتميزان بها والبحث عن تمريرة على الجهة اليمنى أو اليسرى -مثل مباراة دورتموند في
دوري الأبطال-، قبل أن يتفطن الذئاب للمسألة وتبدأ عملية الضغط.
المباراة كانت في غالب الأحيان عبارة عن سلسلة من الصراعات الثنائية في
وسط الملعب. ميراليم بيانيتش مع ماركيزيو، دي روسي مع فيدال وسيدو كيتا مع روبيرتو
بيريرا ومانولاس ويانغا مبيوا مع تيفيز وموراتا.
* أسلوب لعب روما، كان يعني أن يوفنتوس يمكن أن يستطيع الاعتماد على
المرتدات الهجومية السريعة التي كان من السهل أن يقوم بها عبر تفوق لاعب واحد على
خصمه المباشر وفي ظل عدم مساندة ظهيري روما لقلبي الدفاع فاليوفي لم يجد صعوبة في
القيام بالمرتدات.
هجمات يوفنتوس كانت في غالب الأمر تتم حين يتقدم بيريرا أو فيدال
للأمام مع الترابط مع أحد المهاجمين. قلبا دفاع روما، -وخصوصا يانغا مبيوا- كان في
مواجهة مباشرة لهجمات اليوفي بحكم تقدمه بالقرب من الارتكاز.
عرضية بيريرا الأرضية باتجاه موراتا المتمركز في القائم الثاني، كادت
أن تجعل كوستاس مانولاس -الذي قدم مباراة كبيرة- على أن يسجل هدفا في مرماه، قبل
أن يقوم بيريرا أيضًا بصنع فرصة جيدة لفيدال في بداية الشوط الثاني، وبعد ذلك
احتسب الحكم خطأ لآرتورو فيدال نال على إثره توروسيديس البطاقة الصفراء الثاني،
كارلوس تيفيز سدد الركلة الحرة المباشرة بامتياز فوق الجدار الذي كونه لاعبو روما
مسجلا الهدف الأول.
*هدف تيفيز جعل اليوفي حينها يصل لفارق 12 نقطة عن مطارده المباشر
روما الذي كان عليه اللعب بـ10 لاعبين، لكن روما عاد في المباراة بشكل مميز ولعب في
20 دقيقة كما لم يفعل في 70 دقيقة بـ11 لاعبا وليس بـ10 لاعبين.
غارسيا أجرى 3 تغييرات. أخرج لياييتش، توتي ودي روسي، وأشرك أليساندرو
فلورينزي، خوان إيتوربي ورادجا ناينغولان. روما تحول لخطة أقرب لـ 4-3-1- بتواجد
فلورينزي كظهير أيمن هجومي، ناينغولان في الوسط وتحول كيتا في مركز أقرب لمركز دي
روسي، وإيتوربي خلف جيرفينيو.
الأكثر أهمية من شكل
الفريق، كان الطاقة والروح الكبير التي أبداها روما في الملعب، بالاستفادة من
حركية اللاعبين الثلاثة وسرعتهم وقدرتهم على تغيير حضور روما في نصف ملعب اليوفي
بشكل إيجابي.
تواجد توتي من
البداية ساهم في تسهيل مهمة دفاع اليوفي بحكم بطء تحركاته وعدم مساندته الفريق في
الحالة الدفاعية، وبالتالي كانت مهمة دفاع الخصم سهلة في وجود فقط جيرفينيو
ولياييتش السريعين.
روما هاجم جيدا من
الطرف الأيمن حيث يتواجد فلورينزي وإيتوربي، ولرغم لعبهما 25 دقيقة فقط كانا
اللاعبين الأكثر نجاحا في المراوغات بـ3 مراوغات ناجحة من أصل3، مما يؤكد أهميتهما
في رفع نسق المباراة في آخر 20 دقيقة من المباراة.
كيليني ارتكب خطأ في
حق إيتوربي، وفلورينزي تكفل بتنفيذ الركلة الحرة باتجاه منطقة الجزاء حيث وجدت رأسية
سيدو كيتا التي كانت وراء هدف التعادل.
منذ انتقاله في صيف
2011 إلى السيدة العجوز، أصبح آندريا بيرلو لاعبا مهما في سيطرة يوفنتوس طيلة
الثلاثة مواسم الأخيرة. بيرلو كان لاعبا محوريا في خطة أنتونيو كونتي المفضلة
3-5-2 ولعبه في مركزه المفضل كـريجيستا لصالح اليوفي.
لكن في سن 35 سنة،
أصبح بيرلو يعاني من بعض الإصابات التي تبعده عن المشاركة مع اليوفي وبالتالي
كلاوديو ماركيزيو هو من يشغل هذا الدور. في العادة يتم استخدامه كلاعب وسط مثل
بوغبا، ولكن بحكم تميز صاحب الـ29 سنة برؤية جيدة للملعب وقدرة على تمرير الكرة
بشكل مميز أصبح هو الخيار الأول للعب أمام المدافعين في غياب بيرلو.
غياب بيرلو أمام روما
جعل ماركيزيو يأخذ مركزه. وفي مباراة مثل هذه، كان ماريكيزيو من أفضل اللاعبين في
فريقه وحضوره كان واضحا في الملعب بإبقائه فريقه منظما وهو ما سيجعل من الطبيعي أن
يتحول لمركز الريجيستا بشكل دائم عندما يرحل بيرلو من يوفنتوس.
خلاصة
عموما المباراة لم تكن بالمستوى المنتظر، يوفنتوس
كان له النصيب الأكبر في بطء نسق المباراة عبر التركيز على الدفاع بأكبر عدد من
اللاعبين وذلك من أجل تحقيق نقطة والتي تعتبر نتيجة جيدة لإبقاء فارق النقاط في 9.
أداء روما كان مخيبا، في ظل أهمية تحقيق الفوز من
أجل إثبات منافسته ليوفنتوس على اللقب لم يكن هناك تقدم لاعبي الوسط أو الظهيرين
للثلث الأخير من الملعب كما ينبغي. غارسيا يستحق الإشادة على تغييراته كما يستحق
أليغري على خطته التي دخل بها المباراة من أجل الخروج بنقطة.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: