تحليل تكتيكي ليفربول 2-1 مانشستر سيتي


   ليفربول لن يحقق اللقب وحتى المركز الثاني صعب المنال، لكنهم كانوا أفضل فريق في إنجلترا في 2015. 8 انتصارات و3 تعادلات في آخر 11 مباراة في البرميرليغ ومباراة السيتي أكدت تطور مستوى الفريق.

تشكيلة ليفربول

قرر بريندان رودجرز التخلي عن دانييل ستوريدج وماريو في دكة البدلاء، مفضلا البدء برحيم ستيرلينغ كمهاجم وهمي #9 في خطة 3-4-3 وليس 3-4-2-1. لازار ماركوفيتش كان أساسيا عوض جوردان إيب المصاب أو خافيير مانكيو وعودة إمري تشان للدفاع بجانب سكيرتل ولوفرين.

تشكيلة مانشستر سيتي

مانويل بيللغريني استمر في خطة 4-4-2 التي عانى بها أمام برشلونة، لكن هذه المرة بدأ بفيرنانديو ويحيى توري في الارتكاز بدل فيرناندو وجيمس ميلنر، مع إشراك مانغالا مع كومباني في قلب الدفاع وكولاروف ظهيرا أيسرَ واستمرار ثنائي الهجوم أغويرو ودجيكو.

Liverpool vs Manchester City - Football tactics and formations

مباراة الأحد كانت تشبه بشكل كبير مباراة الموسم الماضي، حيث يتبادل الفريقان الهجمات في ما بينهما. لا شيء تغير، باستثناء أن هذين الفريقين ربما لا يتنافسان مع بعضهما البعض على اللقب ولكن التأهل لدوري الأبطال أمر مهم بالنسبة لليفربول وكذلك الحفاظ على المركز الثاني وانتظار هدايا من تشيلسي للعودة للصراع على اللقب.

رغم أفضلية السيتي في 48 ساعة من أجل استعادة جاهزية اللاعبين بعد مباراتيهما في دوري الأبطال واليوروبا ليغ وسط الأسبوع، ولكن ليفربول من كان يبدو الأكثر جاهزية ورغبة في الفوز بالمباراة. وبعد شوط أول شهد تسجيل ليفربول عبر جوردان هيندرسون والسيتي عبر إيدين دجيكو، أصحاب الأرض سيطروا في الشوط الثاني وهدف فيليب كوتينيو الرائع منحهم فوزًا مستحقًا.
 
*بالنسبة لبرندان رودجرز، فإنه كان من المفاجئ أن يعتمد خطة 3-4-3 بتواجد رحيم ستيرلينغ كمهاجم وهمي وترك دانييل ستوريدج وماريو بالوتيلي معا في دكة البدلاء.

قراره الكبير الآخر كان إشراك لازارد ماركوفيتش كـ جناح-ظهير أيمن بدل جوردان إيب (المصاب) والإسباني خافيير مانكيو، خصوصا مع معرفة تواجد دافيد سيلفا على الطرف الأيسر وبالتالي فإن دور ماركوفيتش يتطلب حذرا أكبرَ من أجل عدم ترك مساحات للكناري.

*إن كان رودجرز يقامر في إشراك ماركوفيتش، فيبدو أن مانويل بيلليغريني لا يفكر أبدا في تحريك النرد. ربما كان متوقعا بشكل كبير أن يغير بيلليغريني ويصحح أخطاءه التي وقع فيها في مباراة برشلونة يوم الثلاثاء، ويعتمد على خطة 4-2-3-1 ولكن قراره كان إشراك الثنائي إدين دجيكو مع سيرجيو أغويرو في الأمام.

كان هناك أيضًا قرار آخر من بيلليغريني، باختياره إشراك مانغالا بدل مارتين ديميكيليس وهو الاختيار الذي لم يكن منطقيا بتاتا. فرغم تقدم مارتين ديميكيليس في السن إلا أنه وبشكل مفاجئ قد أثبت أنه أفضل قلب دفاع في السيتي هذا الموسم، والتساؤل الكبير هو حول فينسينت كومباني الذي يرتدي شارة القيادة.

الاستغناء عن أفضل قلب دفاع في الفريق حاليا من أجل أغلى صفقة جديدة ولم يقدم صاحبها أداءًا جيدًا حتى الآن والعب  بمهاجمين في الأمام أمر يجب أن يُنتقد عليه المدرب التشيلي، الذي يكون قد اقترب كثيرًا من ضمان نهاية مستقبله مع الأزرق السماوي.



*بالمناسبة، آدم لالانا كاد أن يفتتح النتيجة في الدقيقة الثامنة بعدما تلقى تمريرة مثالية في المكان الذي يجب أن يتمركز فيه مانغالا الذي كان يحاول أن يغطي ستيرلينغ –كومباني كان يراقب ستيرلينغ من الوسط – الذي لم تصله الكرة وترك العمق الذي استغله لالانا في الانطلاق ولكن تسديدته كانت ضعيفة باتجاه جو هارت –مانغالا عاد بعد ذلك محاولا اللحاق بلالانا-.

لالانا أظهر مهارة رائعة في الدقيقة التاسعة في هدف شهد راية الحكم المساعد الذي أشار إلى وجود تسلل على لاعب ساوثهامتون السابق، كوتينيو سدد عرضية منخفضة والتي قابلها لالانا برجله اليمنى قبا أن يسدد الكرة باتجاه المرمى برجله اليسرى ولكن الحكم المساعد كان محقا في قراره.
*كان علينا انتظار دقيقتين فقط لمشاهدة هدف جوردان هيندرسون الذي أعطى ليفربول التقدم من تسديدة قوية لا تُصَد.

قبل تسجيل هينردسون الهدف، كومباني كان يحاول إبعاد الكرة في الوسط ولكن ستيرلينغ افتك الكرة وانطلق بها -دون أن يتمكن كومباني من استعادتها- قبل أن يمرر لستيرلينغ اذي أرسلها لهيندرسون على مشارف منطقة الجزاء ويسدد هذا الأخير باتجاه المرمى ويسجل الهدف إن أمكننا وصفه " على طريقة جيرارد".

*قبل سنتين كان يتم اعتبار البلجيكي واحدا من أفضل المدافعين في البرميرليغ، ولكن ما يمر به الآن هو أكثر مما يمكن أن نصفه بـ فترة فراغ. بل يمكن أن نقول أن  مهاراته الحالية لم تعد تساعده في تجنب ارتكاب الأخطاء التي تؤدي بشكل مباشر لتلقي فريقه أهدافا.

بعد خسارة السيتي أمام برشلونة، قال  كومباني ضد من يعتقدون أنه كان السبب وراء الهدفين "ببساطة: عندما تكون النتائج جيدة، الكل سيقول أنني ألعب بشكل جيد. وكلما لم تكن النتائج بجانبنا، فسيقول الناس أن عدة لاعبين من الفريق لا يؤدون جيدا" وأضاف "كل هذا جزء من اللعبة ولا يزعجني على الإطلاق. أنتم (الإعلام) تسيرون وفق زاوية واحدة. بالنسبة لي، لا يمكنني أن أعطي اهتمامي لذلك وهذا ما قلته". 

بالنسبة لي يا كومباني، الأمر ليس رؤية الأمر من زاوية واحدة بل تكرار نفس الشيء مباراة بعد أخرى يثير التساؤل والانتقاد بكل تأكيد.

*بعد دقيقتين من هدف هيندرسون، يعود دفاع ليفربول لما عانى منه في بداية الموسم والإنقاذ كان من القائم.

تطور مستوى سيمون مينيوليه بعدما جعله برندان رودجرز بديلا لبراد جرونز، قبل أن يعود بعد إصابة الأخير ويتألق بعد ذلك خصوصا في تصدياته، لكنه ما زال يعاني في تواصله مع دفاعه سواء بتأخره في الخروج للكرة أو خروجه ثم عودته مرة أخرى -وهو ما حصل في تسديدة أغويرو التي صدها القائم.

في يناير، كان رودجرز قد قال عن الحارس البلجيكي "أعتقد أنه يبدو كـحارس مرمى مختلف"، ولكن يبدو أن مثل هذا  الأداء هو عودة لمثل تلك المباريات في النصف الأول من الموسم. دافيد سيلفا أرسل كرة طويلة باتجاه أغويرو الذي كان متواجدا بين سكيرتل وتشان، وغياب التواصل بين الحارس والمدافعين جعل أغويرو في فرصة لتسجيل الهدف.



 مينيوليه كان بإمكانه أن يخرج لالتقاط الكرة ولكنه فضل البقاء، بل إنه كان متقدما شيئًا ما ثم عاد بعد ذلك، وهو ما جعل أغويرو مرتاحا أكثر للوصول للكرة ثم التسديد ولكن لحسن حظ الحارس البلجيكي أن الكرة اتجهت للقائم وليس داخل المرمى.

*هدف التعديل للسيتي كان بصورة أكثر من رائعة. تمريرة من يحيى توري باتجاه دافيد سيلفا، الذي تواجد بين الخطوط قبل أن يمرر لأغويرو.

عند تسلم أغويرو الكرة من سيلفا، استطاع أن يجذب نحوه مدافعي ليفربول في حدود منطقة الجزاء -كما يفعل ليونيل ميسي- قبل أن يتحول من اللاعب الذي ينهي الفرص إلا الذي يصنعها بعدما استفاد دجيكو من المساحة أمام المرمى التي خلفها انتقال المدافعين باتجاه المهاجم الأرجنتيني الذي قام بتمريرة سحرية سجل منها زميله البوسني. 

*في الشوط الثاني، قرر بيلليغريني إشراك جيمس ميلنر بدل دجيكو من أجل تقوية قط الوسط أكثر. ولكن بدل تغيير الخطة لـ 4-2-3-1 بتواجد ميلنر بجانب فيرناندينيو، ظهر السيتي في خطة 4-1-3-1 بتواجد ميلنر على اليسار وهو ما جعل الأمور لا تتحسن.

لذلك كان لاعبو السيتي يرتكبون الأخطاء من أجل كسر هجمات ونسق ليفربول بدل إيجاد خطة أفضل لإيقاف ذلك. لاعبو السيتي ارتكبوا 4 مخالفات في الشوط الأول ولكن ارتكبوا ضعف ذلك 3 مرات في الشوط الثاني. بجانب استحواذ ودقة تمريرات أقل (75% نسبة التمريرات الصحيحة مقابل 82% في الشوط الأول) وبالتالي كانت الأفضلية لليفربول في تحقيق الفوز.

*عندما جاء هدف الفوز، كان نتيجة المساحات التي وجدها لاعبو وسط ليفربول. كان بإمكان ستيرلينغ أن يجد الوقت للبحث عن كوتينيو، والبرازيلي كان لديه أكثر من حلول قرب منطقة الجزاء قبل أن يختار الحل الأمثل.

إنهاء كوتينيو كان رائعا، أقل قوة من هدف هيندرسون ولكن بتركيز أكبر لم يدع أي فرصة لجو هارت. أن تقدم للاعبين المميزين الوقت والمساحة ثم تستقبل هدفا من ذلك، هو أفضل عقاب لمن يرتكب مثل هذه الأخطاء.

*كوتينيو رجل المباراة

كوتينيو كان اللاعب الأفضل في المباراة بعد الأداء الذي قدمه وأضاف إليه هدفا رائعا، في سن الـ 22 سنة وبعد مروره من مرحلة البقاء احتياطيا الموسم الماضي في مباريات عديدة، ولكن الأمر يختلف هذا الموسم الذي أصبح فيه واحدا من بين أفضل اللاعبين في البرميرليغ خصوصا في 2015.

في ظل عدم وجود مهاجم صريح، كان البرازيلي هو حلقة الوصل بين الوسط والهجوم ووجد ما كان يبحث عنه بين خطي دفاع ووسط السيتي. كوتينيو كان أكثر اللاعبين تسديدا من لاعبي ليفربول بالضعف، وقام بـ 50% تمريرات أكثر في نصف ملعب السيتي من رحيم ستيرلينغ.

كوتينيو قام أيضًا بعرقلات ناجحة (17) أكثر من أي لاعب آخر من ليفربول في 2015، وأيضا غطى 10.6 كيلومتر أمام السيتي، وهي كلها أمور تزكي أداء رجل المباراة.

*جو ألين يستحق الإشادة

أداء جو ألين في الفترة الأخيرة كان مميزا وخصوصا في هذه المباراة بالتحديد. في غياب لوكاس ليفا، تطور مستوى لاعب الوسط الإيرلندي بشكل كبير وكان سببا رئيسيا في الحد من خطورة توري.

ألين كان مميزا في افتتاكه للكرات ولم يخسر الكرة إلا مرات معدودة أقل من أي لاعب آخر من زملائه ما عدا مارتين سكيرتل. أيضا، نجاح تمريراته بلغ (88%) أكثر من هيندرسون (73%)، كوتينيو (73%)، ألبيرتو مورينو (74%) وماركوفيتش (81%).

*ماذا عن مستقبل بيلليغريني في السيتي

تمت إقالة روبيرتو مانشيني سابقا بعد إنهاء السيتي الدوري في المركز الثاني، الخروج من دور المجموعات في دوري الأبطال والوصول لنصف نهائي كأس إنجلترا.

إلا في حال صنع بيلليغريني معجزة في الكامب نو، فإن البرميرليغ هو أمله الوحيد للبقاء ولكن لا يبدو أن هذا الأمل ما زال ممكنا مما سيجعل التساؤل موجودًا حول استمراره بعد نهاية الموسم.

تقريبًا كل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم في فترة تدريبه الحالية للأزرق السماوي،  تدنى مستواهم الذي جعل النادي دفع مبالغ كبيرة من أجل جلبهم بمجموع يقارب 200 مليون جنيه إسترليني  والوحيد الذي كان التعاقد معه ناجحا بالنسبة لقيمة الصفقة هو مارتين ديميكيليس وبالتالي الأمور ليست على ما يرام.

بل الأكثر من ذلك، يمكن أن نشعر بأن لاعبي السيتي لم يعودوا يلعبوا من أجل بيلليغريني، والشوط الثاني أمام ليفربول في الأنفيلد كان فرصتهم الكبيرة للضغط من أجل تحقيق الفوز الذي يجعلهم منافسين على اللقب.

خلاصة

بالنسبة لبرندان رودجرز، فالإشادة سترافقه بعد التحول الكبير الذي قاد الفريق إليه بالتحول من جديد لخطة 3-4-3 وتطور مستوى الفريق ككل من الدفاع والوسط والانتقال من المركز الثاني عشر في أواخر نوفمبر والعاشر في أواخر ديسمبر والآن منافس على التأهل لدوري الأبطال.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad