تحليل تكتيكي: ريال مدريد 3-4 شالكه




كان الأزرق الملكي قريبا من تحقيق ما كنا مجمعين على أنه مستحيل قبل المباراة، الفوز 4-3 مع فرص عديدة للتأهل من ملعب السانتياغو برنابيو أمام حامل اللقب ريال مدريد الذي لم يخرج بعد من هبوط مستواه محليا.

تشكيلة ريال مدريد

اختار كارلو أنشيلوتي العودة لـ 4-4-2 بوجود رونالدو وبنزيما في الهجوم، بينما إيسكو وبيل على الأطراف وكروس مع العائد من الإصابة سامي خضيرة في الارتكاز والذي عوض البرازيلي لوكاس سيلفا.

خط الدفاع تكون من فاران وبيبي كثنائي قلب الدفاع، أربيلو مع كوينتراو كظهيرين أيمن وأيسر.

تشكيلة شالكه

الإيطالي الآخر روبيرتو دي ماتيو اعتمد خطته المعتادة 5-3-2 بالاعتماد على الثلاثي هوفيديس-ماتيب-ناستازيتس في الدفاع وتواجد بارنيتا في مركز الجناح-الظهير الأيمن وفوكس كـ جناح-ظهير أيسر.

في خط الارتكاز نويشتيتر وأمامه هوغر وماكس ماير خلف ثنائي الهجوم تشوبو-موتينغ وهونتيلار.






صحيح أن خطة 3-5-2 لم تكن مفيدة لدي ماتيو في الأسابيع الماضية، ولكن ذلك كان عائدًا لتعليماته لعدم صعود الظهيرين للأمام والإبقاء على خط دفاعي مكون من 5 لاعبين في الحالة الدفاعية والهجومية معا. عدم نجاح الخطة لم يكن لهذا السبب فقط، بل أيضًا لغياب الضغط في الوسط وأحيانا يكون عالي فقط وليس بكيفية ناجحة. أمام دورتموند كان التحول لـ 5-2-2-1 لكن تلك المباراة كانت سيئة جدا للفريق. أمام الريال، لم يكن هناك تغيير في الخطة بل كان هناك ضغط أكبر ومشاركة الظهيرين في الهجمات.

شالكه نجح في إيقاف بناء هجمات ريال مدريد، التي تحولت للاعتماد على التمريرات الطويلة في المساحة على الجناح أو على الطرف المقابل ولكن في أغلب الأحيان كانت الكرات تجد الظهيرين-الجناحين المتمركزين بشكل جيد دفاعيا. في بعض الأحيان كانت تمريرات كروس قد تجد كريم بنزيما الذي يتحرك بشكل ذكي أو انطلاقات من كريستيانو رونالدو، ولكن الحل كان يأتي من إيسكو في كل مرة تكون الكرة بحوزته في منطقة جزاء شالكه.



ريال مدريد تمكن من الوصول بعد ذلك بسهولة لمنطقة دفاع شالكه، بحكم عدم نجاح الضغط العالي الذي كانت تنقصه حركية أكبر من اللاعبين، ولكن بالمقابل استطاع شالكه الحفاظ  على الكرة عبر شوبو موتينغ –ولاحقا ساني-، هونتيلار كان مميزا خصوصا في المساحة بين بيبي وأربيلوا والظهيران-الجناحان قاما بدورهما على الأطراف في ظل تواجد بيل وكريستيانو رونالدو وإيسكو، أيضًا ماكس ماير كان له دور كبير في الوسط مع مساندة نويشتيتر لاعب الارتكاز وهوغر على اليمين.

استحواذ شالكه على الكرة كان مميزا، ناستازيتش وهوفيديس مررا كرات جيدة على الطرف، وبين الخطوط والارتكاز، بالمقابل كان ماير وهوغر يقومان بهذا الدور في الأمام. ماير كان مميزا في استلامه الكرة ومراوغاته وتحركاته بين الخطوط بالانتقال من الجهة اليمنى لليسرى والعودة للارتكاز. شوبو-موتينغ وساني من بعده، هونتيلار وبارنيتا وفوكس على الأطراف كان بإمكانهم دائما إيجاد مساحات بين دفاع ووسط ريال مدريد.



المساحات الشاسعة بين الوسط والدفاع كانت المشكلة الأكبر للريال، في الضغط العالي كان شكل الفريق 4-3-3 بانضمام بيل إلى كريستيانو وبنزيما في الضغط بالتحول من 4-4-2. الخطة كانت تهدف لوضع ثلاثي قلب دفاع شالكه تحت الضغط، لكن مساندة نويشتيتر ولاعبي الأطراف لم تسمح بنجاح ذلك. وكنتيجة لذلك، عانى الريال في الجهة اليمنى بوجود أربيلوا وحده قبل أن يعود بيل لمساندته.

تقدم كروس، إيسكو وخضيرة للأمام من أجل الضغط على نويشتيتر وزملائه ومساندة الهجوم  كان بالمقابل سببا في تواجد مساحة من دون تغطية أمام الدفاع. شوبو- موتينغ كان الأكثر استغلالا لهذه المساحات مع اللاعب المتقدم على الطرف، بعد تغيير كان شالكه أخطر عبر ساني وهونتيلار اللذين أخذا الأفضلية في هذه المساحات.

مشكل الريال أيضًا كان تداخل المهام الهجومية للاعبين. خضيرة كان يحاول مساندة الأطراف عندما يتقدم للأمام، مما يجعل الارتكاز من دون مساندة وبالتالي يكون تقدمه سلبيا على الفريق وليس إيجابيا. خضيرة تلقى كرات قليلة. 27 تمريرة (بنسبة نجاح 100%) أقل بـ32 تمريرة من كروس، إيسكو 37 وحتى أقل بـ 5 تمريرات من موندريتش الذي عوض خضيرة بعد ساعة من اللعب. بالمقابل كان إيسكو كان أقرب للارتكاز من الهجوم مما جعل مركز الرقم 10 من دون لاعب. 



ماير رائع

دائما ما استغرب تواجد برينس بواتينغ أساسيا وبقاء ماكس ماير في الاحتياط، ربما لأن الغاني كلف الفريق عندما تم التعاقد معه من ميلان وتم منحه أعلى راتب في شالكه. ماير كان قد تألق في كاس أمم أوروبا لأقل من 17 عاما قبل أن يضمن تصعيده للفريق الأول في شالكه.

أمور عديدة تعجبني في طريقة لعب ماير: تقنيات ومهارات كبيرة، يعرف كيف يلعب بكلتا القدمين، قدرته على إيجاد الحلول ومساندة زملائه وذكاؤه في تحركاته أو تمريراته. أمام ريال مدريد في البرنابيو، كان صاحب الـ19 عامًا يتمركز كما ينبغي بين خطوط الميرينغي وخصوصا في المساحة بني خضيرة، بيبي وأربيلوا. ماير استطاع أن يواصل تسلمه الكرات خلف لاعبي ارتكاز الريال –كروس وخضيرة- قبل أن يبحث على خيار التمرير لزميل أو الانطلاق على الطرف الأيسر وما كان ينقصه فقط هو تسجيل هدف من إحدى الفرص العديدة التي أتيحت للرويا بلوز.


عودة مودريتش الأمر الإيجابي الوحيد للريال

مشاركة لوكا مودريتش هو الأمر الإيجابي الذي خرج به الريال مما حدث له يوم الثلاثاء في البرنابيو. وما هو أكثر أهمية هو الحالة التي ظهر بها الكرواتي بعد 116 يوما من الغياب، دخوله كان مفيدا لعودة قوة خط وسط فريقه وهو ما ظهر في أول 3 أو 4 من لمساته للكرة.

ريال مدريد يحتاج لوكا مودريتش لأنه يعاني من عدم وجود مساندة لطوني كروس الذي يستعيد بعضا من أدائه المتذبذب الذي كان عليه في بايرن، ولكن مع لوكا يصبح الريال فريقا مختلفا لأنه جيد جدا ومهم لهذا الفريق.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad