تحليل تكتيكي ليفربول 1-2 مانشستر يونايتد



  سابقا كانت المباراة بين ليفربول ومانشستر يونايتد تحدد الألقاب، هذه المباراة كانت من أجل الصراع على المركز الرابع والتأهل لدوري الأبطال بتقدم اليونايتد بفارق نقطتين عن ليفربول قبل إطلاق الصافرة الأولى ثم أصبح الفارق 5 نقاط في ظل فوز الشياطين الحمر بنتيجة 2-1 أمام الريدز في الآنفيلد.


المباراة سيتم تذكرها بتألق خوان ماتا الذي سجل ثنائية وطرد ستيفن جيرارد بعد أقل من دقيقة من دخوله الملعب في الشوط الثاني، لكن المعركة التكتيكية بين الفريقين كانت مثيرة أو كما قلت سابقا "الأندية الإنجليزية يمكنها الخسارة في كل مباراة في المسابقات الأوروبية، لكن مع ذلك نستمر في مشاهدة البرميرليغ من أجل مباريات مثل هذه".


تشكيلة ليفربول


ليفربول لعب بخطته المعتادة 3-4-2-1، برحيم ستيرلينغ في مركز الجناح-الظهير الأيمن، أدم لالانا في المركز رقم 10 بجانب كوتينيووخلف ستوريدج وجو ألين استمر في الارتكاز مع هيندرسون، بينما جيرارد كان في الاحتياط.



تشكيلة مانشستر يونايتد


مانشستر يونايتد لم يكن مختلفا عن المباراة التي فاز فيها أمام توتنهام، لويس فان خال فضل اعتماد 4-3-3 بتواجد ماتا على الجناح الأيمن ويونغ على الأيسر وروني كمهاجم صريح بالمقابل استمر آندير هيريرا أساسيا في الوسط وبليند في مركز الظهير الأيسر.

 تشكيلة ليفربول ومانشستر يونايتد في الشوط الأول والثاني


سيطرة اليونايتد وفشل الريدز في الضغط



قبل بداية المباراة كنت قد كتبت بأنه لم تكن هناك مفاجآت من ليفربول أو مانشستر يونايتد بالنسبة للتشكيلة بسبب الغيابات التي كانت معروفة، مما يعني أنه كان من المنتظر أن نشاهد خطة 3-4-2-1 أمام 4-1-2-3 وهو ما يناسب الريدز. صحيح أن خطة 4-1-2-3 كانت مميزة لليونايتد وناجحة ولكن هناك بعض المشاكل التكتيكية أمام خطة 3-4-2-1.


البداية ستكون بكيف سيكون كاريك في مواجهة كوتينيو ولالانا معا في منطقته، وأيضا كيف ستكون مواجهة فالنسيا أمام الجناح-الظهير مورينو في ظل عدم مساندة ماتا الكافية وربما سيكون الوضع مختلف بالنسبة لبليند ومساندة يونغ في مواجهة ستيرلينغ.

لذلك كان الاعتقاد أن فان خال قد يتحول لـ 4-1-4-1 لو شعر أن فريقه يمكن أن يعاني تكتيكيا ويفقد السيطرة على الكرة والمواجهات الثنائية، وبالتالي الخال لن يعود لثلاثي في الدفاع لأنه لا يتوفر على اللاعبين المناسبين لذلك.


فريق برندان رودجرز أصبح يعرف كأنه ربما أفضل فريق يمارس الضغط في البرميرليغ. فان خال كان يعرف ذلك ولذلك استخدم تكتيكه المفضل في خطة 4-3-3 من أجل التحكم في المباراة لصالحه. هنا اليونايتد يحفز ضغط ليفربول في جهة من الملعب، ثم بعد ذلك يتم التفوق على ذلك بترابطات سريعة بين اللاعبين، مما يسمح بالانتقال للجهة الأخرى التي تكون فيها المساحة أكبر.


لذلك كان واضحا لنا مشاهدة المثلثات بين اللاعبين والتي بكل تأكيد تساهم فيها خطة 4-3-3 التي تصنع أفضل المثلثات، وهو ما كان قد تطرق إليه الخال في مقابلته قبل اللقاء بقوله أن الترابطات غالبا ما تكون بسبب تمريرات اليونايتد عبر المثلثات في كل الملعب.

ضغط ليفربول فشل في إيقاف استغلال اليونايتد للمساحات وهو ما ظهر في الهدف الأول.  هيندرسون وآلين تحولا معا للجهة اليمنى من أجل الضغط في حين تمريرة جونز التي وصلت لفيلايني هزمت ليفربول ( ستوريدج أمام جونز وستيرلينغ وكوتينيو في تمركز خاطئ). 



عندما استلم فيلايني الكرة، هيريرا في المساحة المتروكة من ليفربول بسبب الضغط. ليفربول ظهر كأنه يلعب برباعي في خط الدفاع بتواجد تشان في مركز الظهير الايمن للتغطية على ستيرلينغ ومورينو ظهير أيسر ولكنه بقي كجناح-ظهير بين الضغط على فالنسيا أو مراقبة ماتا وهذا ما ترك مساحة بينه وبين ساخو، هنا هيريرا ممرها باتجاه ماتا الذي أنهى الهجمة بشكل ممتاز وبالتالي تقدم الضيوف 0-1.




فيلايني استخدم كثيرا في التفوق 3 ضد 2، وأيضًا التركيز كان منذ بداية المباراة كان الاعتماد على فيلايني في استلام الكرات الطويلة. إمري تشان حاول في البداية التفوق عليه في الثنائيات ولكنه لم يستطع ذلك ليتم استمرار اعتماده كمحطة في الهجمات من دي خيا وزملائه من مركزه كلاعب ارتكاز في الجهة اليسرى أو الوصف الأفضل (لاعب في مركز الرقم 10 دفاعي)، يجذب الضغط وثم يبحث عن تمرير الكرة إلى اليمين في المساحة. خوان ماتا هو اللاعب المناسب للاستفادة من هذا الوضع في الجهة اليمنى. فيلاني وآندير هيريرا كانا بسرعة يجدانه والهدف الأول كان عبر هذه الطريقة.



خوان ماتا كان ممتاز جدا في هذه المباراة، دوره كان أقرب للاعب حر أكثر منه جناح (جناح وهمي) وبالتالي في أغلب الأحيان لم يكن مورينو وساخو يراقبان أي لاعب. الإسباني كان أكثر اللاعبين لمسا للكرة، أفضل نسبة تمريرات صحيحة،  وثاني أكثر لاعب قياما بالمراوغات في المباراة والأهم من ذلك سجل ثنائية والهدف الثاني يعتبر من أهداف الموسم في البرميرليغ.


دي ماريا قدم أداءا جيدا بعد دخوله في آخر 35 دقيقة بلعبه دور box-to-box أكثر من يونغ يحكم أن ليفربول ترك مساحات في منطقته من أجل تسجيل هدف التعادل، الأرجنتيني عوض يونغ في مركز الجناح الأيسر لكن تحركاته وتمريراته كانت أخطر مما قام به الإنجليزي. في لقطة الهدف الثاني، كان في موقف 3 ضد إثنين مع فيلاني وروني أمام تشان وسكيرتل وهذا ما يعني أنه لن يكون مراقبا عندما يستلم الكرة ويمرر لماتا –مورينو مرة أخرى كان غير فعال وفشل في الضغط أو مراقبة ماتا-.


تكتيك اليونايتد لم يكن ناجحا دائمًا. ليفربول ضغط وفاز بالكرة في الأمام، مما سمح لكوتينيو بالانطلاق بالكرة في المساحة من دون تواجد أي لاعب قريب منه ليضعه تحت الضغط. كان للبرازيلي الوقت للتمرير باتجاه ستوريدج الذي سجل هدف ليفربول وأصبحت النتيجة 1-2.


ضغط ليفربول كان ناجحا خصوصا عندا يعود كاريك بين قلبي دفاع اليونايتد وبالتالي يمكن الضغط 3 ضد 3، وهو ما جعلهم يلعبون كرات طويلة لمروان فيلاني الذي فاز في 11 من مواجهاته الثنائية خلال المباراة. فيلاني كان جيدا جدا في المباراة، مستمرا في الرد على الانتقادات بعد أدائه المميز أمام توتههام في الجولة الماضية. حضوره البدني الجيد في الوسط مهم جدا متفوقا على هيندرسون.

 مشاكل في هجوم ليفربول وطرد جيرارد لم يساعد في عودتهم



هنا لم يختلف وضع ليفربول كثيرا عن مباراته أمام ليفربول التي كان قد فاز فيها (1-0) بفضل هدف في الشوط الثاني، الريدز لم يستطع بناء الهجمات بسبب ضغط اليونايتد الجيد وبطء تمريرات ليفربول الذي جعله يفقد السيطرة على الكرة مرات عديدة.


عندما تكون الكرة لدى ليفربول فإن اليونايتد يصبح في خطة 4-1-4-1|4-5-1 وهو ما نجح بسبب إيقاف التمريرات خصوصا بين الخطوط وفي المساحات، وحتى اللاعبين المتراجعين لا يجدون مساحات كثيرة للتحرك واستغلالها لمساندة زملائهم.

ظهور ليفربول كأنه يلعب بدفاع مكون من 4 لاعبين، يعني أن مورينو وستيرلينغ لا يتقدمان معا للأمام في نفس الوقت وبالتالي لا يستفيد الليفر من طريقة لعبه التي تعتمد جناحين-ظهيرين من أجل توسيع دفاع الخصم وخلق تفوق عددي في كل الملعب ولكن ذلك لم يحدث.


 ستيرلينغ لم يكن بإمكانه تقديم شيء من مركز الجناح-الظهير قبل التحول لمركز الرقم 10 بعد طرد جيرارد في خطة 4-3-1-1 قبل التحول بعد ذلك لمركز الظهير الايسر في ظل إشراك ماريو بالوتيلي. ستوريدج ظل في الأمام للانطلاق والضغط على قلبي الدفاع بينما بالوتيلي كان خلفه لحماية الكرة ويقوم بدور الرابط كرأس الماسة "دايموند" التي كان هيندرسون فيها على اليمين، كوتينيو على اليسار وآلين في قاعدتها.


ما نجح هجوميا بالنسبة لليفربول كانت تحركات ستوريدج في التحول الهجومي. ستوريدج كان قد مرر كرة هدف للالانا -الذي سدد الكرة بجانب القائم الأيمن لدافيد دي خيا بدل تسديدها داخل الشباك-، أيضا تحركه أعطاه مساحة لاستلام أسيست من كوتينيو في هدف ليفربول الوحيد.


خلاصة 


فان خال قدم لنا درسا تكتيكيا في ليس فقط تجنب ضغط ليفربول، بل استغلاله من أجل تفوقه. اليونايتد الآن يتقد بفارق 5 نقاط عن ليفربول الذي يحتاج تعديل تكتيكاته عندما يواجه الفرق التي تعتبر قوية خصوصا بظهور الفريق من السهل الدفاع أمامه.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad