تحليل تكتيكي باريس سان جيرمان 1-3 برشلونة


   برشلونة الآن في وضع أفضل للتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد هزمه باريس سان جيرمان في ملعب حديقة الأمراء في ذهاب ربع النهائي. لويس سواريز سجل هدفين بعد هدف التقدم للضيوف من نيمار، بينما تسديدة فان دير فيل كانت سبباً في الهدف الوحيد لأصحاب الأرض في آخر فترات اللقاء.


 الفريقان معاً لعبا بطريقة 4-3-3، مع تواجد ارتكاز دفاعي وحيد، وثلاثي في الهجوم ورباعي في الدفاع.



تشكيلة باريس سان جيرمان: سان جيرمان غاب عنه زلاتان إبراهيموفيتش وفيراتي للإيقاف ولاعبين آخرين للإصابة، وبالتالي بدأ لوران بلان المباراة بـإدينسون كافاني في الأمام، خافيير باستوري على اليسار، ولافيدزي على اليمين، يوهان كاباي كارتكاز دفاعي في مركز تياغو موتا المصاب، وأدريان رابيو في الوسط، ماريكينيوس قلب دفاع.


تشكيلة برشلونة: اعتمد لويس إنريكي على مارتين مونتويا في مركز الظهير الأيمن بغياب داني ألفيش، جيرارد بيكي وخافيير ماتشيرانو كثنائي قلب الدفاع وحضور ثلاثي الهجوم المكون من ليونيل ميسي، لويس سواريز ونيمار.


PSG vs Barcelona - Football tactics and formations



 باريس سان جيرمان والتحول مابين 4-4-2|4-3-3 دفاعياً


خطة البي إس جي الدفاعية كانت مشابهة لمثيلتها التي اعتمدها ريال مدريد في الكلاسيكو الأخير. دافعوا في 4-4-2|4-3-3 بالتركيز على الطرف الأيسر وترك الطرف الأيمن مفتوحاً.


في العادة، تسعى الفرق للتركيز على الوسط ثم بعد ذلك عزل الأطراف عندما يتم لعب الكرة باتجاهها كاستراتيجية دفاعية. هذه الاستراتيجية تركز على الجناح الأيسر والوسط بينما يتم ترك نصف المساحة اليمنى والطرف الأيمن من دون حماية بواسطة مهاجمي باريس.
 


 ماتويدي لعب كلاعب وسط في الجهة اليسرى وكان يتحول للطرف الأيسر في الدفاع من أجل أن يستمر باستوري في الأمام كجناح أيسر (قريب من تمركز كريستيانو رونالدو). كافاني كان يبقى المهاجم الصريح حتى في الحالة الدفاعية ولافيدزي يتراجع لخط الوسط على الطرف الأيمن. هذا يعني أن الطرف الايمن مفتوح أمام لافيدزي ورابيو للضغط بينما كافاني وباستوري ينتبهان أكثر للطرف الأيسر. 


الهدف الأساسي من هذه الاستراتيجية كان إبعاد الكرة عن منطقة تواجد ليونيل ميسي -ميسي الذي يلعب كجناح أيمن تحت قيادة اللوتشو. في المباراة أمام ريال مدريد، ليونيل ميسي قرر من تلقاء نفسه أن يتحول للوسط بعد الدقيقة الـ50 إثر هدف سواريز وهو ما سمح لبرشلونة السيطرة على ما تبقى من اللقاء وتحقيق الانتصار.


في هذه المباراة أمام باريس بدأ بالتحول باتجاه الوسط مبكراً وبرشلونة وجد سهولة في التفوق على دفاع الباريسيين أكثر مما حصل أمام ريال مدريد. قبل أن يتحول بشكل نهائي لوسط الملعب قام بتحركات وترابطات مع راكيتيتش ومونتويا من الطرف، وعندما قام بهذه التحركات ماتويدي كان يراقبه لاعب للاعب حتى يتحول من الطرف.


جانب آخر من استراتيجية باريس كان عبر مرتداتهم الهجومية من شكلهم الدفاعي، البداية من الأطراف عبر انطلاقات ماتويدي السريعة ولافيدزي بينما باستوري كان مسانداً جداً من الطرف الأيسر مع ماكسويل. 


كانوا يركزون أكثر على الطرف الأيسر بشكل كبير عبر ترابطات اللاعبين فيما بينهم ثم العرضيات نحو كافاني ورابيو المنطلق بشكل عمودي باتجاه المرمى.


برشلونة في 4-4-2


من أجل يخلق برشلونة التوازن بوجود ميسي، تم التحول لـ 4-4-2 بشكل قريب لما يفعله اللوس بلانكوس من أجل توازنه بوجود رونالدو –وهو ما فعله برشلونة أيضاً سابقاً في مباراة الكلاسيكو.


ليو ميسي يمكنه البقاء في الأمام بجانب لويس سواريز بينما يتراجع نيمار شيئاً ما وبالمقابل راكيتيتش يشغل الدور في الطرف الأيمن. هذا يجعل من الفريق مستقراً دفاعياً بغض النظر عن قلة مشاركة ميسي في العمل الدفاعي وأيضاً نيمار مما يسمح بخلق التوازن مع الإثنين. 


لاحقا في المباراة عندما تحول ميسي لمركز المهاجم الصريح كان سواريز من استلم المركز على الطرف الأيمن لكنه يتراجع شيئاً ما مما يجعل برشلونة يبدو أكثر في 4-1-4-1.



هجوم برشلونة وتحول تمركز ميسي





*رغم أن باريس كانت لديه استراتيجية دفاعيةـ لكنهم لم يكونوا ملتزمين دفاعياً. دخول دافيد لويز بدل تياغو سيلفا المصاب لم يساعد بحكم شهرته بأن تمركزه سيء بشكل عام. لاحقا تلقى كرتين من بين قدميه عبر سواريز الذي سجل في المرتين مستفيدا من تمركزه الضعيف -لا يمكن لوم لويز على كل ما قدمه في المباراة، فاللاعب لم يكن جاهزاً للعب وكان غريبا أنه تواجد على دكة البدلاء في الوقت الذي كانت مدة غيابه المتوقعة أطول. 


هنا أعجبني وصف سيد لو صحفي الغارديان حين وصف الأمر:"لويس سواريز لم يخطط لأن تمر الكرة من بين قدمي دافيد لويز، ليس في المرة الأولى أو الثانية أيضاً، لكن هذا ما فعله ... سواريز لم يخطط أن تمر الكرة من بين قدمي لويز، لم يخطط فعل أي شيء على الإطلاق، فقط أن يصل إلى هناك. "هناك" هو المرمى".



*الحالة الدفاعية للفريق افتقدت للتفاهم في الضغط وردة الفعل بتحركات متسلسلة أمام الكرة وتغطية تحركات بعضهم الذي البعض. كل هذا جعلهم يقدمون لبرشلونة الأفضلية على مستوى الطرف الأيمن والذي استفادوا منه. في الطرف الأيسر (الطرف الأيمن لباريس) كان يتواجد نيمار، إنييستا وألبا الذين يقومون بالترابطات فيما بينهم، ومع خطة باريس الدفاعية سمح ذلك أمام 3 لاعبين نجوم من القيام بهجمات خطيرة. ألبا يتقدم بشكل عمودي ويقوم بانطلاقاته قرب خط التماس بينما نيمار يبدأ بالقرب من خط التماس ويستخدم إنييستا وألبا من أجل "الصد" ثم يتحول إلى الداخل ويراوغ من أجل  أن يشكل مواقف خطيرة، وإنييستا يكون مساند في حالة السيطرة على الكرة.


دور إنييستا يختلف عما كان عليه سابقاً وخصوصاً مع لويس إنريكي. لم يعد الآن التركيز عليه في المراوغات والتحول بين الوسط والخطوط الدفاعية للخصم التي يقوم بها راكيتيتش حالياً، الكرواتي يتحول بين الخطوط وعلى الأطراف من أجل أجل أن يوازن تحركات ميسي، يقوم بالضغط ثم بنطلق بشكل مباشر ويسدد. دوره الآن أكثر في المساندة وخلق المساحات لزملائه مثل نيمار كما أنه يمكن أن يراوغ ثم يتمركز في الأمام كما تعودنا رؤيته يلعب. خطة اللوتشو تركز على الأجنحة والترابطات التي يقومون بها ثم الدخول باتجاه منطقة جزاء الخصم بدل الخطة التي تعتمد على صناعة اللعب واللعب من الوسط كما كان عليه الحال مع بيب غوارديولا.  



ردة فعل ميسي على استراتيجية باريس الدفاعية أمامه جعلته  يترك سواريز يتحول للطرف الأيمن مع تبديلهما مركزيهما. تحركات ميسي باتجاه الوسط كانت ذكية وجعلته يكون قريب بشكل مباشر من المنطقة التي تشهد أفضلية برشلونة في الطرف الأيسر. الهدف الأول جاء بعد خطأ من باريس أثناء سيطرته على الكرة، بوسكيتس تفوق على رابيو في اليمين ثم ميسي يرسل تمريرة باتجاه نيمار وخلف فان دير فيل وماركينيوس والبرازيل يضع الكرة على يسار سيريغو.



التغييرات



لاحقا بدخول تشافي بدل إنييستا لعب في هذا الدور وقام بذلك بشكل جيد جداً. قراراته واختياراته في التمرير كانت ممتازة، ولعب باتجاه مساحات ضيقة جداً كما أنه تحكم في المباراة.



اللوتشو كما في مباراة الكلاسيكو قال أن تغيير مركزه في المباراة كان قرار الأرجنتيني، المدير الفني للبارسا ذكر أن ميسي قرر أين سيتحول في الملعب وأخبر اللاعبين الآخرين ما يفعلونه وهو ما يؤكد الذكاء الكبير لليو وقدرته على التحول مرة أخرى في مباراة كبيرة.  


أشرك بلان الجناح البرازيلي لوكاس بدل رابيو مما جعل باريس يتحول من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 مع كاباي وماتويدي في الوسط الدفاعي، باستوري كلاعب في المركز رقم 10 ولافيدزي للجناح الأيمن. ركزوا أكثر على الدخول للعمق مع ترابطات في الطرف الأيسر والتسديد من هناك أو تحويل الكرة للوكاس وكافاني، وهو ما كان ناجحاً أكثر من الخطة الأصلية.


خلاصة


نتيجة 3-1 في حديقة الأمراء تبدو شبه مستحيلة أن يعود معها البي إس جي بالتأهل من مباراة الإياب، لكنهم قاموا بالتعديلات المناسبة أمام تشيلسي مع مواجهة أولى ضعيفة واستطاعوا التأهل من دور الـ16.

في الجانب المقابل، برشلونة سيسعى لتأكيد تفوقه في الكامب نو في سعيه نحو البصم على موسم تاريخي خصوصاً مع تألق ميسي وقدرته على اتخاذ القرارات المناسبة التي تجعله يفيد فريقه ويتحكم في المباراة مثل ما فعل في مباراة الكلاسيكو وأمام باريس.



للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad