تحليل تكتيكي أتليتيكو مدريد 0-0 ريال مدريد at 15:06 Posted by Unknown

  7 مباريات هذا الموسم، لم ينتصر ريال مدريد فيها. هذه المرة كانوا قريبين من تحطيم هذه السلسلة السلبية، لكن مرة أخرى يستطيع أتليتيكو الابتعاد عن الهزيمة وملعب بيثنتي كالديرون أصبح عقدة للريال، 4 زيارات متتالية للملكي من دون تسجيل أي هدف للمرة الأولى في تاريخه الذي يبلغ 113 سنة.

تشكيلة أتليتيكو مدريد: اعتمد سيميوني في خطته 4-4-2 المعتادة على سواريز وغابي في الارتكاز مع أردا توران وكوكي على الأطراف كما كان متوقعا، وثنائي هجومي مكون من غريزمان وماندجوكيتش وبقاء توريس كبديل. 

تشكيلة ريال مدريد: بالمقابل اختار أنشيلوتي في خطة 4-4-3|4-4-2 إشراك خاميس بدل إيسكو الذي  يرى فيه قدرة أكبر على التمرير السريع ورغبته في ترك الإسباني كورقة رابحة للشوط الثاني، مودريتش وكروس في الارتكاز مع مهمة السيطرة على نسق المباراة. ثلاثي الهجوم المعتاد بنزيما-بيل-رونالدو.

*بشكل غير مفاجئ من أنشيلوتي الذي قرراستمرار إيسكو على دكة البدلاء  في ظل عودة خاميس رودريغيس، إيسكو الذي كان يمكن أن ينفع الريال بحكم قدرته على المراوغة وتحركاته الممتازة في مساحات أتليتيكو التي تكون ضيقة. لكن خاميس من كان يكمل الجناحين مع بيل في المزيج بين 4-3-3|4-4-2  للملكي.

هذا المزيج في طريقة اللعب شاهدناه غالباً هذا الموسم. بيل يقوم بشغل مركزه المتقدم في حالة السيطرة على الكرة، في نفس الخط مع كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو. أمام الكرة، يتراجع بيل لخط الوسط مما يجعل الطريقة تصبح 4-4-2. خاميس رودريغيس على اليسار (في المباريات السابقة غالباً ما كان إيسكو) لا يتقدم كثيراً على الجناح في الأمام، بل بشكل أفقي حتى يكمل ثنائي الارتكاز ويصبح لاعب وسط ثالث.

طريقة اللعب في هذه المباراة أكدت ذلك، وككل مباراة تكون هناك اختلافات بالنسبة التحركات. كان لدى بنزيما مساحات أكثر من العادة وبالتالي قد يميل للجناح. الهدف ربما كان أخذ الأفضلية بحكم القدرات الفنية والتقنية وذكاء الفرنسي من أجل التفوق على القوة الدفاعية وتماسك أتليتيكو وأيضاً من أجل أن يكون محطة ارتكاز لباقي زملائه. في آخر لقاء في الدوري حوَّل واستخدم بنزيما غالبا كمهاجم وهمي.

ليس فقط بنزيما، بيل، رونالدو الدفاع كانوا أيضاً مرنين جداً. في الفترات الأولى من المباراة، رأيتم صعود مارسيلو وكاربخال، بينما بيل ورونالدو يقومان بتقديم عمق أكبر.

استعملوا في الأمام تمريرات 1-2 في الوسط مع تغيير في المراكز وتحركات سلسلة. كروس كان أكثر ارتكازاً وأقرب لقلبي الدفاع، خاميس ومودريتش قاما بشغل أنصاف المساحات وقاما بصنع الهجمات من هناك. أمام خطة أتليتيكو 4-4-2، كانت لديهم مساحات قليلة وفقط وجدوها عبر الأطراف.

*في الموسم الماضي كان أتليتيكو أقرب إلى ماكينة دفاعية قريبة للكمال. الفريق كان يدافع بخطين دفاعيين من الصعب اختراقهما بحكم قرب اللاعبين من بعضهم البعض وتماسكمهم وقيامهم بالضغط مع تمركز ثنائي الهجوم بشكل ممتاز يجعلهما في وضعية أفضل للانطلاق بالمرتدات السريعة. هذا الموسم لم يعودوا كما كما كانوا سابقاً، لكن مع ذلك ما زالوا فريق قوي دفاعيا.

أمام ريال مدريد، استمر دييغو بابلو سيميوني في اللعب بخطين من 4 لاعبين ثم ثنائي هجومي مكون من غريزمان وماندجوكيتش، هذا الأخير يقدم حضور بدني كبير بالنسبة للالتحامات مع الخصم لكن توريس ربما يكون الرقم "9" المثالي لمباراة الريال. سرعة "النينيو" صالحة أكثر مما قدمه الكرواتي خصوصا مع تقدم أغلب لاعبي ريال مدريد لنصف ملعب أتليتيكو وبالتالي يمكن لتوريس أن يستفيد من المساحات خلف راموس وفاران في الانطلاق.

سيميوني اختار ماندجوكيتش، مع اللاعبين الآخرين، لأنه كان واثقاً بأن خط وسطه قادر على اللعب أفضل مما كان عليه في الشوط الأول. الأتليتي لم يستطع إيقاف هجمات ريال مدريد في نصف ساعة الأولى: جهة غاريث بيل وداني كاربخال اليسرى، الجهة التي يتواجد فيها مودريتش أيضا كانت لها الأفضلية وكانت المنطقة التي أتت منها أغلب هجمات الريال في 30 دقيقة. لا تبدو مصادفة –خصوصا عندما يكون في اليسار مارسيلو، خاميس ورونالدو – ولكن ربما لأن سيكيرا من كان متواجداً في مركز الظهير الأيسر لأتليتيكو. حسب الملاحظات هذا الموسم، فعندما يتواجد خيسوس غاميث تكون هذه المنطقة أفضل دفاعيا عما تكون عليه بتواجد البرازيلي، لذلك ربما يكون أنشيلوتي قد غير من خطته عندما علم تواجد سيكيرا في هذا الخط.

*هذه المرة وجد مودريتش وزملاؤه مساحات كافية من أجل الوصول لمنطقة الجزاء، البداية كانت من الأطراف وصولا للعمق عبر ترابطات وتمريرات سريعة بين اللاعبين. الميرينغي كانوا الأفضل في فترات عديدة من المباراة وأتيحت لهم فرص خطيرة، لكنها وجدت قرارات غير مثالية من لاعبيه وتصديات  الحارس السلوفيني - يان أوبلاك انتقل من بنفيكا إلى أتليتيكو مقابل 16 مليون يورو و هو أغلى حارس في تاريخ الليغا.

بعيدا عن صعوبات أتليتيكو في تقييم مشاكل تماسك الفريق، مما منحهم أفضلية وعدم أفضلية، كانت هناك 4-4-2 المعتادة. مودريتش، كروس وخاميس كانوا في مواجهة تقدمات فردية وبعض انطلاقات الأتليتي من الوسط، أيضا من ثنائي الهجوم. ولكن كانت هناك مشاكل في تماسك الفريق بشكل عام.

أتليتيكو عانى من أجل إيقاف الريال. ولولا تألق أوبلاك وتصدياته لكان تأخر في النتيجة وبالتالي فإن السلوفيني أبقى فريقه في المباراة وربما في المباراتين معاً. فرصة من غريث بيل وتسديدة خادعة من خاميس رودريغيس كانتا أساس تألق أوبلاك، الذي كان سداً منيعاً لفريقه. ليس فقط أن أتليتيكو عانى أمام هجمات الريال بل أنه لم عانى ايضاً وافتقد لقيامه بالهجمات ووجد صعوبات حتى في الحفاظ على الكرة.

 رغم المواهب التي كان من المنتظر أن تؤدي بشكل أفضل في الكالديرون، سحر أردا توران، تحركات أنطوان غريزمان وقيمة كوكي كان لها دور قليل في تطور الفريق خصوصا في الشوط الأول. مشاكل الروخي بلانكوس كانت بالكرة أو من دونها.

سيميوني قال:"لعب الغريم بشكل أفضل في الشوط الأول، كانت لديه فرصه، وكان لدينا استجابة رائعة من أوبلاك بشكل جيد جداً في فرصة بيل. من العادي بالنسبة للخصم أن يلعب مثلما فعل في الشوط الأول، هذا ما يفعلونه".

الشوط الثاني

في الشوط الثاني كان هناك ضغط أعلى من أتليتيكو، قللوا من الفارق وأصبحوا متساويين. يشرح التشولو:" الجزء الأفضل كان ردة الفعل التي أظهرناها، فريق آخرمن تألم، بعدما تألمنا في الشوط الأول. فريقنا قام برد فعل جيد، رد بشكل جيد جدا، تغيرت المباراة وتغير مكان تمركزه في الملعب الذي كان عليه اللعب فيه والضغط والمباراة بدأت في أن تصبح أكثر تكافؤاً مثلما تصورنا في البداية".

الاختلافات شاهدناها من بداية الشوط الثاني مع تقدم أتليتيكو أكثر للأمام، ريال مدريد لم يعد أبداً مثملما كان في الشوط الأول وأتليتيكو لم يمر بتلك الفترات السيئة.

يصرخ الأوروغواياني أوسكار "إل بورفي" أورتيغا المُعِد البدني في الروخي بلانكوس لـ 3 أو 4 مناسبات:"هيا، الكرة لنا". الطاقم التدريبي لسيميوني يطالب بكثافة أكبر في الملعب، وهو ما جعل من فريق سيميوني يحقق النجاحات منذ تعييه مدربا للفريق في ديسمبر 2011.

 

من دون القيام بشيء استثنائي، ومن دون أداء كبير من غريزمان وكوكي، أصبح الأتليتي أفضل وقام بإبعاد الخطر عن منطقة يان أوبلاك. حجم الفرص الواضحة –خصوصا بيل ومرتين من خاميس- التي جعلت الريال يسيطر على أتليتيكو طوال 45 دقيقة، جعلت التخوف أن أوبلاك لا يمكن أن يقوم بإنقاذ الفريق في كل مرة. 

 

لبعض الوقت، كان من الصعب أن لا نجد ماريو ماندجوكيتش غير متدخل في لقط في منطقة ريال مدريد سواء مع كاربخال أو راموس وأيضاً فاران. رغم الجرح الذي تعرض له بعد كرة عالية بينه وبين راموس، إلا أنه استمر في الصراعات الثنائية بين وبين دفاع الريال. سيميوني لخص جيداً ليلة مهاجمه الصريح بالقول :"أتكلم معه قليلاً بحكم أن اللغة تجعلنا بعيدين شيئاً ما، لكنه قدم مباراة كبيرة. عمل وحارب، حارب أمام راموس وفاران طوال الوقت".

حاجز اللغة يشكل عائقاً لعلاقة الإثنين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمدرب يريد أن يتواصل ويرسل رسالته بشكل فعال.

لكن لا يمكن انتقاد ماندجوكيتش رغم غيابه عن التسجيل عدة مباريات وأدائه أمام ريال مدريد الذي جعل مدربه يصفه بـ "المحارب". أما بخصوص غريزمان، فإنه لم يضع بصمته حتى الآن في 3 مباريات في دوري الأبطال منها اثنتين أمام باير ليفركوزن والآن مباراة الذهاب أمام ريال مدريد رغم أنه الهداف الأول للفريق هذا الموسم، لذلك كان أول لاعب تم استبادله في المباراة من قبل "إل تشولو" –ربما توقعنا أن يكون ماندجوكيتش بحكم إصابته لكن ذلك لم يحدث-.

  التغيير الأخير لم يؤثر على المباراة. توريس وراوول غارسيا دخلوا لأتليتيكو وكانت لدبهما انطلاقات جيدة، إيسكو عوض بنزيما، وبالتالي أصبح بيل ورونالدو في الهجوم، لكن ما تغير كان قليلاً.

خلاصة

نتيجة 0-0 تعيدنا لذكريات مواجهة الروخي بلانكوس أمام تشيلسي في نصف النهائي ورحلته إلى لندن. المباراة الأولى كانت قد انتهت بالتعادل السلبي في الكالديرون بعد مباراة كانت مقفولة، ونتيجة 0-0 لم تمنع الأحمر والأبيض من إقصاء البلوز في الستامفورد بريدج في واحدة من المباريات الأفضل للأتليتي مع دييغو سيميوني. القائد غابي قال لـراديو ماركا:"أحب أن نقوم بمباراة مثل العام الماضي في لندن على البرنابيو".

بالمقابل يحتاج الريال للخروج من عقدته التي أصبحت في عدم قدرته على الفوز أمام جاره وغريمه أتليتيكو في 7 مباريات متتالية، ويقوم بمباراة كبيرة يوم الأربعاء المقبل على ملعبه وأمام جماهيره ليؤكد أنه بطل أوروبا.

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

abuiyad