تحليل تكتيكي ريال مدريد 1-0 أتليتيكو مدريد




   مباراة الإياب على ملعب سانتياغو برنابيو كانت كما كان متوقعاً منها. رغم الغيابات التي عانى منها اللوس بلانكوس إلا أنهم استطاعوا تحقيق الأهم وهو التأهل، مستفيدين من النقص العديد لأتليتيكو في آخر ربع ساعة.


تشكيلة ريال مدريد: ليلة كبيرة لتشيتشاريتو الذي وجد نفسه  أساسياً في ظل غياب بنزيما المصاب، كارلو أنشيلوتي اعتمد على راموس في الارتكاز بدل الدفع بخضيرة، إيارامندي ولوكاس سيلفا من أجل سد فراغ مودريتش الغائب أيضاً للإصابة.



اعتمد أنشيلوتي أيضاً على فابيو كوينتراو بدل مارسيلو المعاقب، بالمقابل شغل خاميس وإيسكو الجناحين ورونالدو مع خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو".



تشكيلة أتليتيكو مدريد: في الجانب قرر دييغو سيميوني الدفع بخيسوس غاميث بدل سيكييرا الذي كان الحلقة الأضعف في دفاع أتليتيكو في مباراة الذهاب ، تياغو-كوكي في ثنائية الارتكاز بدل ثنائية غابي-سواريث وعودة ساوول نيغويث للجناح الأيسر وأردا توران للأيمن واستمرار غريزمان-ماندجوكيتش كثنائي في الهجوم.




Real Madrid vs Atletico Madrid - Football tactics and formations

ريال مدريد والـ4-3-3-|4-4-2



  إشراك راموس في الوسط كان يعني أنه سيكون هناك تحول غي التحركات الهجومية للميرينغي. في العادة يلعب ريال مدريد بطريقة 4-4-2 أمام الكرة بعودة غاريث بيل لمساندة الظهير وبقاء رونالدو في الأمام بجانب بنزيما. في حالة السيطرة على الكرة، يتقدم بيل للهجوم مما يعطينا شكل 4-3-3. الجناح الأيسر –إيسكو أو خاميس- يدخل للوسط ويصبح لاعب وسط إضافي مع لاعبي الارتكاز.



أمام أتليتيكو على ملعب سانتياغو برنابيو، كان خاميس من يتقدم على الجناح الأيمن في الخط الأخير. هذه المرة كان إيسكو دفاعياً أكثرَ ومرات عديدة كان يظهر صانع الألعاب الإسباني بدور الرابط بين اللاعبين. المهاجم "تشيتشاريتو" لعب اقل مساندة وترابطاً من بنزيما، بالمقابل كان رونالدو يحاول العمل من الجناح الأيمن مع خاميس.



كاربخال قدم عمقاً أكبر لفريقه في الثلث الأخير من الملعب أكثر مما فعل كوينتراو، وراموس كان يساند المهاجم وكان يتحول لمهاجم ثالث ويتقدم بشكل كبير. في الشوط الأول، كان مدافعو الريال يحاولون التقدم لمساندة وتقديم كثافة تجعلهم يحبطون مرتدات أتليتيكو قبل بدئها. في الشوط الثاني، كان حضور إيسكو أكبر بالمقابل راموس كان ينطلق مرات عديدة عبر الجناح الأيمن.



هنا ريال مدريد قام بتدوير الكرة بشكل ممتاز، لكن غالباً ما كان هناك انعزال عبر الطرف. وعلى العموم استطاعوا القيام بمراوغات خصوصا عبر إيسكو.



أتليتيكو



   في بداية المباراة بدأ الروخي بلانكوس بطريقة 4-4-1-1: غريزمان وماندجوكيتش كانا يتمركزان أمام رباعي خط الوسط. ذلك التماسك الذي كنا نشاهده الموسم الماضي من أتليتيكو أفقيا وتحركات اللاعبين وضغطهم لم نعد نشاهده. بالمقابل، هناك تماسك على المستوى العمودي للتعامل مع الانطلاقات في 4-4-1-1-|4-4-2، مما يمكن أن يصعب مهمة الريال على الأطراف في القيام بالانطلاقات بحكم عدم وجود مساحات كبير، من دون خسارة الحضور في الوسط.



على العموم، "إل تشولو" تحول مبكراً لـ 4-1-4-1|4-5-1. ربما كان هذا من أجل منع اللوس بلانكوس من الهجمات السريعى على الجناح، مع عدم فتح المساحات في الوسط والتي تسهل عملية التمرير. ذلك نجح فعلا وترابطات الريال من الارتكاز وبشكل عام كان من النادر الانتباه لها بحكم حضور الريال في منطقة الجزاء. على العموم، أتليتيكو عانى أيضاً من هذا التحول.



الريال  استطاع دفع أتليتيكو للتراجع إلى الوراء، سيميوني حاول أن يجعل من لاعبيه يقومون بتبادل المهام فيما بينهم لكن لم يكن لديهم منفذ في أحد الجانبين.





البطاقة الحمراء



   بعد الدقيقة الـ75، أخذت المباراة منحى آخر بعد طرد أردا توران. التركي تلقى البطاقة الصفراء الثاني وبالتالي جعل سيميوني يلعب بـ10 لاعبين فقط ومن دون لاعب يمكنه أن يفيده هجومياً في ظل خروج غريزمان -إل تشولو كان قد أخرج غريزمان وأشرك مكانه راوول غارسيا-. بوجود غريزمان في الاحتياط وأردا توران في غرف تغيير الملابس، افتقد فريق الهنود الحمر لمن يمكن أن يقوم بالضربة القاضية، أيضاً سيميوني كان قد أشرك غابي بدل ساوول نيغويز قبل انطلاق الشوط الثاني -أتليتيكو سجل هدفاً واحداً في دور ثمن وربع نهائي دوري الأبطال هذا الموسم.



 هنا دافع الروخي بلانكوس بـ10 لاعبين في 4-4-1 التي افتقدت سهولة في مساحة الرقم 6 خصوصاً مع الضغط، وأيضاً ظلوا بدون فاعلية في المرتدات الهجومية. سابقاً أتليتيكو كان يحاول التحول من 4-1-4-1 و4-5-1 أيضاً بمرونة هجومية مع لاعبي الوسط للظهير بـ 4-3-2-1 و 4-4-1-1. لكن ذلك لم يعد ممكناً، والريال أصبح يبني هجماته بشكل أسهل باتجاه مرمى أوبلاك.



 هدف الفوز للملكي كان مسألة وقت فقط بعد كم الفرص التي أضاعوها. كان هناك ترابط على اليمين بين خاميس وكريستيانو، الذي مرر الكرة على طبق من ذهب للمكسيكي تشيتشاريتو المتمركز بشكل مثالي في منطقة الجزاء مسدداً نحو المرمى والريال يفوز 1-0 ويحسم بطاقة التأهل لنصف النهائي.




خلاصة

 صنع ريال مدريد فرصاً عديدة سواء في مباراة الذهاب أو الإياب لكنه افتقد لبعض الحظ وكثير من المهارة لحسم تأهله مبكراً لنصف نهائي الأبطال، لكنه استطاع القيام بذلك بفضل هدف المكسيكي تشيتشاريتو.

  
يمكن أن نقول أن نسخة هذا الموسم لأتليتيكو أضعف من التي كانت في مثل هذه الفترة من الموسم الماضي، الفريق لم يعد يدافع كما كان يفعل وغالباً ما لا نرى خطورة كبيرة عبر المرتدات التي كان مميزاَ بها، ولكن مع ذلك ما زال يعتبر من الفرق القوية في أوروبا.


للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad