تحليل آرسنال 0-0 تشيلسي: ممل، تشيلسي ممل!!


  "ممل، تشيلسي ممل" هكذا كانت تغني جماهير آرسنال بعد الصفارة الأخيرة في ملعب الإمارات. كانت تلك الرسالة للاعبين الذين يرتدون اللون الأزرق المحتفلين بالتعادل السلبي الذي جعل ناديهم في طريقه لتحقيق لقب البرميرليغ الأول في 5 سنوات.

  تشكيلة آرسنال: اعتمد فينغر تشكيلته المتوقعة في ظل عدم وجود غيابات، كوسينلي مع ميرتيساكر في قلب الدفاع وبيليرين-مونريال كظهيرين، كوكلان مع كاثورلا في الارتكاز ورامزي مع أليكسيس كجناحين وأوزيل خلف المهاجم الصريح جيرو.


  تشكيلة تشيلسي: دخل مورينيو بنفس خط دفاعه المكون من تيري-كاهيل في القلب وإيفانوفيتش-أثبيلكويتا كظهيرين، هذه المرة يعود راميريز كمساند لماتيتش وفابريغاس في الارتكاز وفابريغاس.

لم يبدأ دروغبا في غياب كوشتا وريمي وكان بديلا في الشوط الثاني، بل أوسكار من قاد هجوم البلوز مع ويليان وهازارد على الأطراف.

Arsenal vs Chesea - Premier League - Football tactics and formations

المشجعون المحليون كانوا غاضبين بحكم قدوم تشيلسي من أجل نقطة وأخذوا هذه النقطة. ربما مشجعو الغنرز اختلفوا عن آخرين من فترة سابقة يمكن أن نذكر مثال لموسم 1997-1998 تحت قيادة آرسين فينغر هل كان من الممكن أن يقولوا "ممل، آرسنال ممل" أيضاً؟ حينها كان الفريق يمتلك لاعبين مثل إيان رايت، دينيس بيركامب، نيكولاس أنيلكا، مارك أوفرمارس، إيمانويل بوتي وباتريك فييرا سجلوا 19 هدف في 16 مباراة بالدوري بين نوفمر ومارس في طريقهم للفوز بالدوري؟ هل كان من الممكن أن يخجلوا من كون فريقهم خرج بشباك نظيفة في 12 من آخر 14 مباراة؟ هل كان من الممكن أن يشعروا بالإحباط لكون فريقهم فاز في 5 من أصل 6 مباريات متتالية بنتيجة 1-0، والمباراة الأخرى كانت نتيجتها 0-0؟
  قد أسمح لنفسي بالإجابة وأقول لا بالنيابة عنهم. وذلك لأنهم كانوا سعيدين لكون فريقهم في طريقه للفوز بالدوري ولا شيء آخر يهم ولا ينبغي ذلك.

" لا أهتم أين ومتى، أريد فقط أن أكون بطلاً"، هذاما قاله جوزيه مورينيو قبل انطلاق المباراة، وستتحقق أمنية للمرة الثامنة في 13 موسماً.

آرسنال كان لديه انتصاران فقط في آخر 12 مباراة في الدوري أمام تشيلسي. فينغر لم يهزم أبداً مورينيو في 12 مناسبة، والآن 12 أصبحت 13. الأكثر من ذلك، في 1170 دقيقة التي واجه فيها فينغر مورينيو، آرسنال كان متقدماً في 73 دقيقة فقط. هنا سأقتبس رد المدير الفني الفرنسي عندما سأل عن نتيجة الستامفورد بريدج بين البلوز مانشستر يونايتد وأخبروه أنها 1-0، فقال "كالعادة"، وكالعادة يمر موسم آخر دون أن يتغلب فينغر عى مورينيو.

هذا الأسبوع قال فينغر عن أسلوب تشيلسي في آخر مباراة في الانتصار أمام مانشستر يونايتد. "من السهل أن تدافع" هكذا كانت رؤية الفرنسي البسيطة. وقد يكون المرء مجنوناً إن انتظر أن يبقى مورينيو صامتاً.

"ليس سهلاً"، هكذا رد البرتغالي. "إن كان ذلك سهلاً، لم تكن لتخسر 3-1 على أرضك أمام موناكو. إن دافع جيدا كان ليتعادل 0-0 أمام موناكو ويفوز في مونتي كارلو. ليس سهلاً أن تعد فريقاً ليدافع".

ربما لو اختار آرسين الخيار "الأسهل" أكثر، لما كان تشيلسي سيحتفل بلقبه الرابع  في الدوري منذ آخر لقب لآرسنال!!

*كان هناك حديث قبل المباراة عن إمكانية جاهزية دييغو كوشتا مع تشيلسي، لكن الإسباني كما كان متوقعاً فشل في أن يكون مع الفريق. المفاجئ كان عدم تواجد ديدييه دروغبا من البداية، وبقاء الإيفواري على دكة البدلاء رغم أنه لديه رقم مميز أمام آرسنال بتسجيله 8 مباراة في 11 مواجهة أمام آرسنال في مسيرته.  

مورينيو قبل المباراة قال"ديدييه كان تقريباً جاهزاً، لكن لدينا مباراة يوم الأربعاء أيضاً ولدي شكوك حول إتاحة دييغو كوشتا أو لويك ريمي. علي أن أفكر في هذا أيضاً"
عندما شاهدت التشكيلة الرسمية التي دخل بها مورينيو، تساءلت حول من يمكن أن يكون المهاجم، الترشيحات كانت لهازارد وربما ويليان. في النهاية كل ذلك كان خاطئاً، وكان أوسكار منبدأ في الأمام. 

*المباراة بدأت كما كان متوقعاً، مع تقدم آرسنال للأمام وتشيلسي فرحين بالبقاء في الخلف. مرة أخرى، يعاني خصوم تشيلسي من خلق فرص حقيقية. ربما فريق مورينيو ضغط مع تراجعه للخلف لكنه استطاع أن يقوم بتعديل ذلك سريعاً والضغط على حامل الكرة على بعد 25 و30 متر من مرماه.

خلف جيرو في الأمام، سانشيز، سانتي كاثورلا وآرون رامزي فقدوا الكرة في 35 مناسبة في الشوط الأول فقط، مع فوز استرجاع ويليان الكرة 10 مرات في 45 دقيقة. آرسنال عانى في الوصول وتسديد الكرة نحو المرمى، وهذا يؤكد لماذا البرازيلي مفضل لدى مدربه. 

سانشيز سدد بالقرب من منطقة الجزاء وتسديدة مسعود أوزيل اتجهت نحو يدي تيبو كورتوا، لكنها كانت المرة الوحيدة التي تصدى فيها البلجيكي لكرة قبل نهاية الشوط الأول. تشيلسي أثبت مرة أخرى أنه يستطيع أن يوقف خطورة أي هجوم يواجهه، وتلك التسديدة كانت الأخيرة على المرمى.

في الحقيقة، كان تشيلسي من استطاع صنع أفضل فرصة في الشوط الأول بفضل تميزهم في المرتدات الهجومية. مرة أخرى يقوم ويليان بافتكاك الكرة في نصف ملعبه، متبادلا التمريرات مع هازارد نحو الأمام. ويليان تقدم وقام بتمريرة سحرية نحو راميريز الذي وجد  وجد نفسه بعيداً عن ميرتيساكر وكوسينلي وفي مواجهة أوسبينا.

تسديدة البرازيلي كانت سهلة وتصدى لها دافيد أوسبينا بأريحية. كان تحركاً يشبه هدف هازارد قبل أسبوع في ستامفورد بريدج، مرتدة هجومية سريعة مع تسديدة أرضية. كلاهما كانا في الدقيقة الـ38، لكن ربما كان مورينيو يتمنى أن يكون هازارد في مكان راميريز لينهي الهجمة في مرمى الغنرز. 

*قرار مايكل أوليفر الأول بعد 10 دقائق فقط كان مهماً وكان محقاً فيه. أوسكار تقدم في منطقة الجزاء مع متابعة هيكتور بيليرين. الظهير الإسباني وضع يدا على كتف البرازيلي، لكن الالتحام كان بسيطاً ولم يستوجب إعلان ركلة جزاء. ربما لو كان هناك لمسة أيضاً بالرجلين لشاهدنا تدخل الحكم لكن ذلك كان غائباً.

 *هناك قرار متداول نشاهده غالباً، وهو عندما تمرر الكرة ويكون هناك خطأ فإن الحكم يحتسبه، لكن عندما يكون ذلك بعد القيام بتسديدة فالحكم غالباً لا يعلن شيئاً.  

 كان من الغريب فشل الحكم أوليفر في رؤية دافيد أوسبينا يتدخل بقوة على أوسكار. الحارس الكولومبي تأخر في الخروج من مرماه وبالتالي عند لعب البرازيلي الكرة فوقه اصطدم باللاعب.

تدخل حارس الغنرز كان خطيراً وقوياً، لكن لم يتم إعلان ركلة جزاء. مما يجعل الأمور تستمر في منح حراس المرمى الضوء الأخضر ليقوموا بما يقومون به في مثل هذه المواقف.
  
*اعتراض تشيلسي من أجل ركلة جزاء كان أيضاً في عملية من فابريغاس الذي استلم الكرة على مشارف منطقة الجزاء ومر من كاثورلا، وسقط بعد تحديه أمام زميله في المنتخب. الحكم أوليفر أطلق صفارته، لكن القرار كان بوجود ركلة حرة لآرسنال وتم إنذار فابريغاس بسبب "التحايل".

الإعادة لم  تساعد أوليفر وأظهرت أن فابريغاس بالغ في السقوط (ومن لا يفعل ذلك في الوقت الحالي؟)، لكن كان هناك لمس واضح من كاثورلا على لاعب وسط تشيلسي، وكان من الممكن أن يقوم الحكم بإعلان ركلة جزاء للضيوف.

*عدم إعلان مايكل أوليفر ركلة جزاء بسبب لمس غاري كاهيل الكرة بيده في منطقة الجزاء كان الأكثر تفهماً من بين القرارت الثلاثة في الشوط الأول. 

تسديدة سانتي كاثورلا بالقربة من نقطة تسديدة ركلات الجزاء وجدت ارتماء قلب الدفاع من أجل صد الكرة. بكل تأكيد هناك رأي وآخر مخالف حول كون الأيدي يجب أن تبقى في "وضعها الطبيعي"، لكن في الواقع الأمر مختلف وليس هناك مدافع يرتمي ويضع يده بالقرب من جسده. هذا لا يعني أنها لم تكن ركلة جزاء لكن القانون لديه منطقة رمادية أكثر من الأبيض والأسود. 

 الشوط الثاني

*في الشوط الثاني لم تتغير الأمور كثيراً، تشيلسي أبقى آرسنال بعيداً عن تشكيل خطورة على مرماه. كان ذلك حتى الدقيقة الـ68 عندما قام ميرتيساكر بأول تسديدة لأصحاب الأرض وهي الأولى منذ نهاية الشوط الأول، ولم يستطيعوا تسديد واحدة على المرمى في الشوط الثاني بأكمله.

فرصة ميرتيساكر أتت بعد كرة ثابتة، وهي المرة الأولى التي عانى فيها تشيلسي في إبعاد عرضيات آرسنال في منطقة الجزاء. كورتوا تقدم ليبعد الركلة الحرة من كاثورلا، لكنه واجه حضور مدافعي فريقه وبالتالي لم يستطع لكم الكرة بقوة. الكرة سقطت باتجاه ميرتيساكر لكن تسديدة مرت جانباً. 

الفرصة الوحيدة الأخرى الخطيرة أتت في الوقت بدل الضائع، عندمل لعب ناتشو مونريال كرة لأوزيل في منطقة الجزاء. الألماني حاول تسديدة الكرة نحو المرمى لكنها كان من الممكن أن تجد البديل داني ويلبيك الذي لم يستطع الوصول إليها.

خلاصة

عندما قام صحفي بسؤال مورينيو : "المشجعون يقولون تشيلسي ممل؟" رد المدير الفني البرتغالي: "أعتقد الممل هو عدم الفوز بالألقاب لمدة 10 سنوات"، فبعيداً عن لعب تشيلسي الدفاعي إلا أنه استطاع تحقيق ما جاء من أجله وآرسنال كان يحتاج استراتيجية مغايرة ليتفوق على تألق جون تيري وباقي زملائه وتحقيق الفوز لأول مرة في ملعب الإمارات منذ 2010، لكن ذلك لم يحدث.
 

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad