في العادة من الصعب أن نجد مباراة تشهد متابعة
كبيرة بين المتصدر والعاشر في ترتيب الدوري، لكن رغم ذلك كلاسيكر ألمانيا يبقى
مميزا. بايرن ميونيخ تفوق في دورتموند أمام بروسيا دورتموند رغم إصابة بعض أبرز
لاعبيه.
تشكيلة بروسيا دورتموند:
من دون مفاجآت، اعتمد كلوب تشكيلة متوقعة حسب مواجهة خصم هو بايرن. سوكراتيس استمر
في مركز الظهير الأيمن وأمامه كوبا الذي شغل مركز الجناح الأيمن بالمقابل كامبل في
مركز الجناح الأيسر وشميلتسر في مركز الظهير الأيسر. في الهجوم أوبانيانغ مع
مساندة رويس.
تشكيلة بايرن ميونيخ:
في ظل الإصابات، اختار غوارديولا اللعب بثلاثي في قلب الدفاع بنعطية-بواتينغ-دانتي
وثلاثي ارتكاز ألونسو-شفاينشتايغر-لام وثنائي هجومي مكون من مولر وليفاندوفسكي.
بايرن يستطيع أن يدافع أيضا مع غوارديولا
بيب غوارديولا قال:"إنها أصعب مرحلة لي في
بايرن"، وبدأ في القيام بخطط من أجل دورتموند، الذي كان خطيرا فقط هذا الموسم
عندما يواجه خصم هجومي أو يترك مساحات في الوسط والدفاع.
غويتسه وتياغو في الاحتياط وريبيري وروبين وألابا
كانوا غائبين للإصابة، إلا أن غوارديولا استطاع أن يجد خطة ب بدل الخطة أ واعتمد
على لاعبين أقوياء من أجل التفوق في مواجهات 1 ضد 1 وإيقاف هجمات دورتموند
والاعتماد على الهجمات المرتدة والأهم هو الانتظار.
خطة غوارديولا الدفاعية قد تكون مرتبطة بإصابات
آريين روبين، فرانك ريبيري، ودافيد ألابا، أو ربما بسبب حقيقة أنها فعالة تقريبا
لكل فريق واجه دورتموند هذا الموسم. هناك من سيقول أن بيب قد أخذ جزء من تكتيك
بيتر شتويغر مدرب كولن، لحكم جعله أغلب لاعبي بايرن حلف الكرة ومنتظرين أن يقوم
البي فاو بي بخطأ –أو ربما ماكس أليغري.
الخطة كانت مثيرة للاهتمام: الدفاع كان مكونا من
الثلاثي بنعطية، بواتينغ ودانتي. بيرنات ورافينيا كجناحين دفاعيين، بينما في الوسط
تواجد شفاينشتايغر ولام في المركز رقم 8 أمام ألونسو في الرقم 6. 8 لاعبين من أصل
11 مركز كلهم دفاعيين عكس مباراة الذهاب التي تواجد فيها روبين، ريبيري وغويتسه
خلف مولر وليفاندوفسكي في خطة 4-3-1-2.
الخطة كانت بين 3-1-4-2 و 3-3-2-2 بشكل عام.
ألونسو كان يتمركز في الخط أمام ثلاثي قلب الدفاع غالبا وحيدا، بينما لام
وشفاينشتايغر كان دورهما يرتكز أكثر على الضغط على حامل الكرة وفي بعض الأحيان
يتقدمان أكثر في الوسط. الجناحان الظهيران كانا يتمركزان أيضا على فترات بجانب ثلاثي
قلب الدفاع، دائما يساندان الهجوم ويحاولان جعل المدافع المقابل تحت الضغط.
بايرن كان متراجعا للخلف على غير عادته، صحيح أنهم
كانوا يقومون بالضغك كما يفعلون دائما لكن هذه المرة في نصف ملعبهم وليس في نصف
ملعب الخصم بعد خسارة الكرة. التركيز كان أكثر على التماسك وقوة الفريق، عبر تواجد
6 لاعبين في الدفاع والارتكاز.
رغم تفوق دورتموند في البداية، إلا أن الأصفر
والأسود لم يكن لديه أي فرص حقيقية بعيدا عن السيطرة على الكرة والملعب. دفاعيا،
بايرن كان متماسكا وقويا، لكن عاد للسيطرة على الكرة في آخر فترات اللقاء.
سيطر دورتموند على المباراة في البداية، وكما تم
ذكر ذلك سابقا فلم يتمكنوا من صنع فرص خطيرة، لكن فيما يتعلق بالضغط، تدوير الكرة
والتحكم في نسق المباراة، فكانوا مميزين في ذلك مع بداية المباراة. ورغم بطء تحضير
بايرن والحذر في التقدم للأمام بشكل سريع، إلا أنه كان عليه أن يعود مرار للخلف بسبب الضغط أمام
الكرات الطويلة وكانت لديه صعوبات في اللعب في نصف ملعب الخصم.
تمركز دورتموند في الضغط كان مثيرا. مبدئيا، لعبوا
في طريقة 4-4-1-1|4-4-2 كالعادة، لكن الاعتماد كان على الأطراف. كوبا لعب على
الجناح الأيمن وكان أعمق من كامبل على الجناح الأيسر. هنا دورتموند كان يريد عبر
تبادل المراكز بين كامبل وكوبا مع رويس وأوباميانغ من أجل لربما مفاجأة تنظيم
بايرن الدفاعي والاختراق عبر المساحة التي تفصل قلب الدفاع في الجهة اليمنى
واليسرى مع الجناح-الظهير المتواجد في جهته.
شميلتسر أصبح يتقدم على الطرف الأيسر بحكم هذه
التحركات وتبادل المراكز، خصوصا بعد تقدم كامبل في دوره الهجومي وبالتالي أصبح في
مواجهة رافينيا. قد يكون ذلك في صالح
دورتموند، لكن بايرن أراد الاستفادة من تقدم الظهيرين من أجل إيجاد المساحة ولعب
كرات طولية خلف الدفاع باتجاه ثنائي الهجوم مولر وليفاندوفسكي.
خطة ليست من عادات غوارديولا –ربما نحتاج سام
ألاردايس مدرب ويست هام في البوندسليغا من أجل انتقاد الاعتماد على الكرات
الطويلة- الذي يفضل الاستحواذ على الكرة، لكن ذلك نجح وكانت هناك هجمات خطيرة
بفضلها من بينها فرصة مولر التي سجل منها ليفاندوفسكي الهدف الوحيد في المباراة.
البولندي تفوق على هوميلس في الكرة قبل أن يمرر إلى
مولر الذي انطلق خلف الظهير الأيمن سوكراتيس باباستاثوبولوس. لعب التمريرة، وتابع
العملية، متابعا زميله ينطلق ويسدد وكان ليفاندوفسكي من تقدم بخطوات على شميلتسر
ثم ضرب الكرة برأسه بعيدا عن الحارس رومان فايدنفلر.
بايرن لم تكن لديه فرص كبيرة أخرى، ولم يكن في حاجة لأكثر من ذلك بفضل
النظام الدفاعي الذي كان أكثر قوة وتماسكا في الشوط الثاني.
لاعبو بايرن كانوا حاضرين بقوة عندما يجدون نسقهم
وفقدان دورتموند شراسته في الضغط. نوير كان يتم استخدامه ليكون هناك مواجهة 5 ضد 2
في الدفاع وبالتالي كان يمكن أن يمرروا الكرة في ما بينهم في الثلث الأول، وإن كان
ذلك خطيرا يمكن لعب كرات طويلة للأمام. لاحقا لعب دورتموند من دون ضغطه الفعال
بطريقته المعتادة 4-4-2|4-4-1-1، لكن بعد الاستراحة كانت هناك بعض التغييرات في
المباراة.
تغييرات الشوط الثاني
مشاركة الإسباني تياغو ألكانتارا مع بايرن لأول مرة بعد عام من الغياب بسبب الإصابة
مشاركة الإسباني تياغو ألكانتارا مع بايرن لأول مرة بعد عام من الغياب بسبب الإصابة
بعد 58 دقيقة من اللعب أشرك غوارديولا روده بدل
شفاينشتايغر الذي تعرض للإصابة. في الفترة القصيرة ما بين غشراك روده ثم تياغو،
كان بايرن يبدو على طريقة 5-4-1. من بداية الشوط الثاني حتى دخول تياغو في الدقيقة
الـ69 كان بايرن سلبيا اتجاه الكرة وكان حذرا هجوميا مما جعل دورتموند يبدو أكثر
مسيطرا على الملعب والكرة، لكن هذه المرة يبدو أن بايرن هو من سمح لهم بذلك.
بدخول تياغو تغيرت خطة بايرن من جديد، بالتحول من
5-4-1 إلى 5-3-1-1 و 5-1-3-1 بتواجد تياغو وروده على الأطراف ولاحقا بدخول غويتسه
مكان مولر أصبح في المركز رقم 10، وبالتالي أضحى أحسن في الاستحواذ على الكرة.
الأصفر والأسود لم يستطع إيجاد أي حلول أمام دفاع بايرن. كلوب قام بتغييرين
دفعة واحدة بإشراكه راموس وكاغاوا في الدقيقة الـ66 وبشكل مفاجئ لعب راموس كجناح
أيسر بينما كاغاوا في المركز رقم 10 ورويس على اليمين.
دورتموند إلى أين؟
مصائب دورتموند تستمر بعد تسجيل ليفاندوفسكي في فريقه السابق في فوز بايرن 1-0 .. علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني!!
مصائب دورتموند تستمر بعد تسجيل ليفاندوفسكي في فريقه السابق في فوز بايرن 1-0 .. علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني!!
احتاج دورتموند 61 دقيقة حتى يصنع أول فرصة حقيقية في اللقاء. عندما انتهت
المباراة، فشلوا في تسجيل هدف على ملعبهم للمباراة الثالثة على التوالي في الدوري.
الفرصة الكبيرة للتسجيل كانت من ركلة حرة مباشرة سددها ماركو رويس في الدقيقة
الـ88 وتصدى لها مانويل نوير ببراعة، ولكن مجددا افتقدوا الحلول في الثلث الأخير
من الملعب.
ربما كان يمكن أن يكون هناك أفضل مما كان، لكن مع الضغط العالي مع
بيير-إمريك أباميانغ، ماركو رويس وكيفن كامبل في هجومه على المدافعين قرب منطقة
الجزاء، وبيندر وكوبا في تفوقهم في الكرات الثانية، دورتموند كان يبدو وكأنه يمكن
أن يحقق شيئا من المباراة.
لكن عندما طالب غوارديولا لاعبه بالعودة، لم يستطع البي فاو بي إيجاد حل.
دورتموند افتقد تواجد نوري شاهين في مثل هذه المباريات التي تجعل من الفريق مطالبا
بصناعة اللعب وليس الضغط المضاد وردة الفعل.
مشكل دورتموند مرتبط عندما يكون مضطرا للاستحواذ، ولا يكون بمقدوره استعمال
نقطة قوته في التحول من الحالة الدفاعية للهجومية وبالتالي يفشل. دورتموند سيقوم
بإعادة بناء الفريق في الصيف، ورغم أسماء اللاعبين في الهجوم وتاريخهم، إلا أن
النادي سيحتاج القيام بتغييرات.
مع الخسارة على ملعبه أمام بايرن ميونيخ، قلت فرص بروسيا دورتموند في
الوصول لمركز مؤهل لليوروبا ليغ. ما زال لديهم فرصة في كأس ألمانيا عندما يستقبل
هوفنهايم يوم الثلاثاء، والفوز بالكأس قد يكون الفرصة الأخيرة للأصفر والأسود في
اللعب في أوروبا الموسم المقبل.
يورغن كلوب يحتاج تغيير مجموعة من اللاعبين، ويأتي بأفكار جديدة من أجل أن
يكون موسم 2015-2016 مختلفا بغض النظر عما سيحدث في باقي مباريات الموسم الحالي.
للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر - اضغط هنا @charafed09 وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا |
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 comments: