تحليل تكتيكي مانشستر يونايتد 4-2 مانشستر سيتي






  حقق مانشستر يونايتد فوزا مهما في ديربي مدينه مانشستر أمام غريمه المحلي السيتي 4-2 ليؤكد على مركزه الثالث في ترتيب البرميرليغ. ثنائية سيرخيو أغويرو اصطدمت بأهداف آشلي يونغ رجل المباراة، مروان فيلايني، خوان ماتا وكريس سمالينغ، الذي أزال الذكريات السيئة عندما طرد من المباراة السابقة.



تشكيلة مانشستر يونايتد: اختار فان خال الاستمرار في الاعتماد على نفس التشكيلة بطريقة 4-3-3، الاختلاف فقط كان إشراك سمالينغ بدل روخو في الدفاع بجانب فيل جونز، فالنسيا وبليند كظهيرين أيمن وأيسر. كاريك في الارتكاز، هيريرا على يمينه وفيلايني على اليسار. وفي الأمام روني كمهاجم صريح مع ماتا ويونغ على الأطراف.



تشكيلة مانشستر سيتي: اعتمد مانويل بيليغريني طريقة 4-2-3-1، ثنائية كومباني-ديميكيليس في قلب الدفاع وزاباليتا-كليشي وظهيرين وثنائية الارتكاز فيرناندينيو-توري ونافاس-سيلفا وميلنر خلف المهاجم الصريح أغويرو. 
Manchester City vs Manchester United - Premier League - 13th April 2015 - Football tactics and formations
مانشستر يونايتد



لقد كان  انتصار اليونايتد السادس على التوالي في البرميرليغ مع استمرارهم في أدائهم المميز في مبارياتهم في الأسابيع الماضية. هزموا  ليفربول، توتنهام والسيتي في 3 من آخر 4 مباريات.

ديربي مانشستر كان أكبر اختبار من ليفربول أو توتنهام. لم يسبق لفريق أبدا أن فاز على اليونايتد في 5 مباريات متتالية في حقبة البرميرليغ، لكن السيتي فشل في الاستمرار في سلسلة انتصاراته أمام الشياطين الحمر الذين قدموا أداءا كبيراً.

هناك تعبير إنجليزي يقول "لا تغير أبداً فريقاً فائزاً"، لكنني دائما ما أجعل عيني مفتحوتين. يجب أن تطلع على قوة الخصم وتتخذ قرارا مع الطاقم التدريبي، إذا فهذا ليس دائماً سبب في عدم تغيير الفريق. هذا ما قاله لويس فان خال في مؤتمره الصحفي يوم الجمعة قبل مباراة الديربي وهو ما جعل التوقع يكون حول تغيير في تشكيلته الأساسية التي لعبت بشكل جيد جداً في الأسابيع القليلة الماضية (أمام أستون فيلا، ليفربول وتوتنهام).



كان هناك توقع بإشراك أنخيل دي ماريا في الجناح الأيسر بدل آشلي يونغ، لاعب ريال مدريد السابق الذي كلف اليونايتد حوالي 80 مليون يورو مر بموسم مخيب للآمال، لكن رغم ذلك هو ثاني أكثر لاعب قام بتمريرات حاسمة حتى الآن في موسم البرميرليغ 2014-2015  (10) –فقط سيسك فابريغاس من يتفوق عليه-.

في كل الأحوال، القرار تم اتخاذه من قبل فان خال الذي اختار في التدريبات الفريق الأساسي من دون دي ماريا. اختيارات الهولندي كانت واضحة: الاستمرارية. الاستمرارية بتواجد كاريك في الارتكاز وهيريرا على اليمين، يونغ على اليسار وفيلاني وماتا في الترابط مع روني يصبح الفريق يعمل أفضل من أي وقت مضى. فان خال رفض تغيير ما كان يسير بشكل ممتاز، رغم ما كان يحاول أن يمرره في في مؤتمره الصحفي حول وجود تحولات. التحول الذي حصل هو إشراك كريس سمالينغ ليكون بجانب فيل جونز في قلب الدفاع، بينما تم ترك ماركوس روخو في دكة البدلاء.



مانشستر سيتي

5 هزائم للسيتي في آخر 15 مباراة للفريق في كل المسابقات، مع 5 انتصارات فقط في هذه الفترة، مما جعلهم يتراجعون للمركز الرابع في ترتيب البرميرليغ. وكنتيجة لذلك، أصبح مدربهم، مانويل بيليغريني، أكثر من وقت مضى منتظرا أن تتم إقالته. الموسم الأول لبيليغريني كان ممتازاً، لكن الحالي كارثة.

من الواضح أن مانشستر سيتي لا يريد إقالة مانويل بيلليغريني، وكل ما يتوارد من النادي هو أنه سيتم الإبقاء على التشيلي. بيلليغريني، تشيكي بيغريستين وفيران سوريانو كلهم يواجهون إمكانية فقدانهم مناصبهم، لكن ليس قبل نهاية الموسم.

من الأمور التي تجعل الانتقادات تكون كثيرة على التشيلي بعيدا عن النتائج هي تكتيكاته التي تكون متوقعة، لكن في الأولد ترافورد قام أخيرا بمزج الأمور. عدم إشراك إدين دجيكو بعد سلسلة 4 مباريات من دون هدف وهدفين في البرميرليغ منذ سبتمبر. بديله كان جيمس ميلنر، الذي توقع الكثيرون أن يلعب في الوسط ويترك المجال لدافيد سيلفا ليكون خلف سيرخيو أغويرو.

تطور المباراة من البداية

السيتي بدأ المباراة بشكل جيد، حضور لاعب وسط إضافي جعلهم يضغطون بكيفية جيدة على مدافعي اليونايتد ولاعبي الارتكاز في حالة الاستحواذ. لكن من المؤسف لبيليغريني، أن ذلك استمر 25 دقيقة فقط. ميلنر كان يتواجد في منطقة تحرك كاريك مما كان يصعب عليه إخراج الكرة، مع ضغط باقي لاعبي الهجوم من أجل التقدم في النتيجة وعدم إتاحة إمكانية التحكم في المباراة للشياطين الحمر.

خيسوس نافاس كانت لديه الفرصة الأولى على المرمى، تفوق على مصيدة التسلل وانطلق باتجاه مرمى دي خيا من الطرف الأيمن. الفرصة أعادت للأذهان فرصة لازار ماركوفيتش أمام آرسنال. قائد إشبيلية سابقا سدد باتجاه قدمي دي خيا

لم يتطلب الأمر وقتاً كثيراً حتى تقدم السيتي في النتيجة، وأغويرو سجل سابع أهدافه في مرمى اليونايتد منذ قدومه إلى إنجلترا. فقط توتنهام من تألم أكثر بأهداف الأرجنتيني، لكن هذا كان الأول له بعد 564 دقيقة.




 -تحرك رائع من سيلفا وفالنسيا وسمالينغ خارج مركزيهما، سيلفاوميلنر كانا يقومان بتبادل مركزيهما وهو ما أربك دفاع اليونايتد.

 كان تحركاً رائعاً من قبل السيتي، طريقة تسجيل الهدف تجعلك تتساءل لماذا لا يسجلون أهدافاً أكثرَ هكذا في الفترة الأخيرة. غايل كليشي تقدم للأمام قبل تمرير الكرة لميلنر. دفاع اليونايتد المتمركز على خط واحد أتاح لسيلفا الانطلاق من العمق من دون مراقبة.

تمريرة ميلنر كانت ممتازة، تفوق بها على 4 لاعبين ووضع سيلفا أمام المرمى. هناك بعض الترابطات القليلة التي يمكن أن تجعلك تفضل غير ثنائية سيلفا وأغويرو.

لويس فان خال قال هذا الأسبوع:"مروان دائماً ما يقوم بالأمور التي نريدها منه، يؤدي كما نريد من لاعب وسط، لدينا لاعبون آخرون أكثر إبداعا ليقومو بالعمل. دائما ما قلت أنه من أجل توازن فريقنا يجب أن تدافع مثل ما تهاجم وعليك أن تتفوق على ضغط الخصم. مروان لديه تأثير في كل هذه الأمور، نحتاجه في الفريق، الآن لديه هذا الدور ويقوم بدوره بشكل جيد جداً"   

نقطة مثيرة أشار إليها فان خال، فيلاني لم يأتي بشيء جديد لم يكن يعرفه بل فقط بل فقط تم إعطاؤه الدور الذي يناسبه وجعل النادي تيعاقد معه سابقا بحكم ما كان يقوم به في إيفرتون. بعد المعاناة من ضغط كونه صفقة اليونايتد الوحيدة في صيف 2013، وجد نفسه في ما يمكن أن يتألق فيه.

رغم ذلك، استطاع مانشستر يونايتد أن يتفوق على الصعوبات. واحدة من السمات البارزة لهذا الفريق تحت قيادة فان خال في الشهر الأخير، هي قدرته على التكيف مع الظروف. الطريقة كانت مثل باقي المباريات السابقة: فيلايني. قدرة اليونايتد على الوصول بأسرع وقت للأمام هي تمريرة من دي خيا باتجاه البلجيكي، الذي يحتفظ بالكرة لنفسه أو يمررها لزميل له. فيلايني لاعب الوسط في الجهة اليسرى يتيح للحارس الإسباني تمرير الكرة بداخل قدمه اليمنى، مع تمركز جيد. بداية من ذلك، بدأ مانشستر يونايتد في الوصول أكثر لمنطقة الخصم وكاريك وجد حرية أكبر في حالة السيطرة على الكرة، وهو ايضاً ما أتاحه أندير هيريرا وخوان ماتا بفضل مهاراتهم.





 -عرضية وتحرك رائعين من اليونايتد في الهدف الثاني. 3 لاعبين في القائم الأول تركوا فيلايني في وضعية 1 ضد 1 في القائم البعيد.
 مهاراة فيلايني لم تكن ظاهرة مثلما ظهرت في هدف اليونايتد الثاني. عند تجهيز يونغ نفسه ليقوم بعمل العرضية، تمركز البلجيكي في القائم البعيد بعيدا عن دفاع السيتي وخلف كليشي. كان من الصعب على فيلاني أن يضيع كرة مثل تلك في ظل عدم مراقبة دفاع السيتي له بل أنه جعل نفسه حلقة في توازن آشلي يونغ بحكم عرضياته.  

فيلايني كان دوره الدفاعي في الشوط الأول، هو مراقبته وضغطه على يايا توري مما جعل من الإيفواري لا يقدم الإضافة المنتظرة منه في صناعة اللعب، البلجيكي أيضاً راقب أكثر فيرناندينيو في الشوط الثاني الذي كان أكثر حرية من شريكه في الارتكاز في الشوط الأول.

*مانشستر سيتي صرف 470 مليون جنيه استرليني على لاعبين جدد منذ صيف 2010. مبلغ كبير، ولكنه يدعو للاستغراب أكثر عندما تجد أن غايل كليشي هو الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر. غايل، كليشي.

على الأقل كان يمكن لكليشي أن يكون أفضل في هدف اليونايتد الثاني عندما ترك فيلايني وحيداً –ربما هذا أفضل بسبب تركيزهم في شراء لاعبين من آرسنال، نفس ما حصل بالنسبة لليفربول وتركيزهم على لاعبي ساوثامتون-. 4 سنوات تقريباً لكليشي في ملعب الاتحاد عندما انتقل إليه من آرسنال مقابل 7 مليون جنيه استرليني. الظهير الأيسر الفرنسي كان ممتازاً في موسمه الأول، لكنه منذ ذلك الوقت لم يقدم أداءاً جيداً وحضوره الدفاعي دائما ما كان عليه علامة استفهام.

هجومياً، كليشي لا يقدم الشيء الكثير من أجل أن يضيف ويحسن من أدائه العام. 5 أسيست وهدف واحد أرقامه في آخر 3 مواسمه في الدوري. كليشي كان قد قال في فبراير|شباط الماضي"لا أعرف إن كنا قد تطورنا منذ العام الماضي". محق أيضاً.





آشلي يونغ

هنا لاعب تم وصفه من قبل مدربه بأن الأفضل أمام السيتي:"أعتقد آشلي يونغ كان رجل المباراةـ قام بعمله كجناح أيسر". رسالة بسيطة، توضح السبب لماذا لا يلعب دي ماريا بدلا منه، تصورا هذا.

يونغ كان أساس هجمات اليونايتد. خلال الشوط الأول، 56.8% من لعب اليونايتد كان عبر الجناح الأيسر، مع 50.2% في المباراة ككل(مقارنة مع 21.9% من اليمين). الشوط الأول أمام ليفربول كان قريب لهذا الرقم، بـ 46.11% من اللعب كان على اليسار و30.6% على اليمين.

أمام السيتي كان أساس كل شيء قام به اليونايتد بشكل جيد. سجل، قام بعمل تمريرتين حاسمتين للهدفين الثاني والرابع، كان لديه تسديدات أكثر من أي لاعب آخر في اليونايتد وصنع فرص أكثر من أي لاعب آخر في المباراة.



*رغم الاختلاف حول استحقاق كومباني لبطاقة صفراء أو حمراء بحكم تدخله في حق دالي بليند، فالبلجيكي لم يكن جاهزاً بشكل كامل للعب مباراة قوية مثل هذه. خطأ آخر من بيليغريني: إن كانت هناك إصابة عضلية لم يتم الشفاء منها بشكل كامل، فمن الحماقة تعريض اللاعب لخطر الإصابة من جديد. بيليغريني يوم الخمس قال"من الأفضل بوجود كومباني لكن إن لم يستطع اللعب فلدينا فريق". ربما التشيلي خاطر بجاهزية قائده مع تبقي 6 مباريات فقط هذا الموسم بحكم عدم ثقته في مدافع تم التعاقد معه مقابل 40 مليون جنيه استرليني في الصيف الماضي.

*ليس هناك أي شك في تواجد خوان ماتا في وضعية التسلل عندما سجل هدف اليونايتد القاتل. لكن بمقارنة إنهاء ماتا وإنهاء نافاس فهناك فرق كبير، فبينما كان لاعب السيتي متسرعا، لاعب اليوناتد كان واثقاً من قدرته على إنهاء الهجمة في المرمى. 3 أهداف وأسيست في آخر 4 مباريات لماتا مع الفريق منذ عودته للمشاركة أساسياَ. قبل هذا، لم يلعب أساسياً شهرين.
 


 * هدف السيتي الثاني والمائة لسيرخيو أغويرو في 158 مباراة بالقميص الأزرق السماوي، هدف رائع وتممريرة رائعة باتجاه زاباليتا الذي لعب الكرة لأغويرو الذي ترك قلبي دفاع اليونايتد متجهين للمرمى بينما ظل الأرجنتيني من دون مراقبة.

خلاصة

فوز اليونايتد جعله يتقدم بفارق 4 نقاط على غريمه السيتي الذي استمر في المركز الرابع، اليونايتد أصبح أيضاً بفارق 9 نقاط عن ساوثامتون صاحب الرمز الخامس والآن عليهم النظر في الوصول لمركز آرسنال الثاني. الشياطين الحمر حققوا 6 انتصارات متتالية ويقدمون أداءاً ممتازاً في الفترة الأخيرة.

بالمقابل تراجع كبير للسيتي هذا العام، من المنافسة على اللقب لمنافسته على الحفاز لمركز مؤهل لدوري الأبطال مع تواجد ساوثامتون وليفربول أيضاً في الصراع، وإن فاز الريدز مساء الإثنين، فإنه سيكون على بعد 4 نقاط خلف السيتي.

تم سؤال فان خال عن كون اليونايتد هو الفريق المسيطر في مانشستر فكان جوابه"نحن متقدمون بفارق 4 نقاط، إذا هذه حقيقة".

للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad