تحليل تكتيكي آرسنال 4-1 ليفربول



  فوز آرسنال أمام ليفربول في ملعب الإمارات (4-1) جعل الغنرز يستمر في تطوره الإيجابي هذا العام كأكثر فريق حقق نقاط في 2015، وسابع فوز له على التوالي في الدوري وتأهل لنصف نهائي كأس إنجلترا أين سيواجه ريدينغ (وطبعا أقصي من دور الـ16 في دوري الأبطال). بينما ليفربول قد تلقى الرصاصة الثانية في هدفه للتأهل للأبطال.


تشكيلة أرسنال: اختار آرسين فينغر تشكيلته من دون مفاجآت في طريقة 4-2-3-1 بالاعتماد على أوسبينا في حراسة المرمى وتواجد بيليرين في مركز الظهير الأيمن وجيرو كمهاجم صريح مع غياب ويلبيك للإصابة.


تشكيلة ليفربول: اعتمد برندان رودجرز طريقته المعتادة 3-4-1-2 رغم الغيابات التي يعاني منها سواء للإصابة أو الإيقاف، عودة لوكاس للارتكاز وكولو توري عوض سكيرتل وهيندرسون على الطرف الأيمن بينما ستيرلينغ كان المهاجم الصريح في عدم جاهزية ستوريدج للعب من البداية.







بعد الفوز أمام سوانزي في الـ22 من مارس|أذار، لم يترك برندان رودجرز الفرصة ليعلن عن طموحات ليفربول هذا الموسم. رودجرز قال: "الهدف هو أن ننهي الموسم في أعلى مركز نستطيع، الهدف ليس فقط المركز الرابع."ومع خسارة مانشستر سيتي فإن ذلك يعطينا الفرصة للضغط أكثر"، لكن رودجرز ربما قد استعجل الإفصاح عن توقعاته "الفخر قبل السقوط" وهو لربما ما كانت تخشاه جماهير فريقه.


هذا الأسبوع عاد من جديد واعتبر ليفربول "قوة عظمى في كرة القدم" ويمكن أن يتماشى مع طموحات رحيم ستيرلينغ.


قبل الرحلة لمواجهة آرسنال قال مدرب ليفربول "أعتقد أن الناس يرونها مباراة يجب أن ننتصر فيها" بالنسبة لي يجب أن نقدم اداءًا جيدا. يجب أن نقدم أداءا مميزا ونعرف أنه عندما نقوم بهذا فإنه لدينا فرص في الفوز، سواء كان ذلك على أرضنا أو في الخارج". رودجرز محق في ما قاله هنا لكن فريقه فعل العكس.


إنه الآن الفوز التاسع على التوالي للغنرز في ملعب الإمارات، أفضل سلسلة لآرسنال على أرضه منذ الانتقال للملعب. فريق آرسين فينغر استقبل هدفين فقط في آخر 6 مباريات على أرضه، وفازوا في 11 من أصل 12 مباريات داخل وخارج ملعبهم. ربما رودجرز كان يهدف إلى الوصول إلى مانشستر سيتي لكن آرسنال من تقدم عليهم الآن.


رغم الأخبار التي كانت متداولة في وسط الأسبوع حول إمكانية شفاء دانييل ستوريدج من الإصابة في الوقت، لكن المهاجم كان جاهزا فقط ليكون على دكة البدلاء. رودجرز اختار 7 لاعبي وسط في تشكيلته الأساسية، مع وجود جوردان هيندرسون في مركز الجناح-الظهير الأيمن ولوكاس ليفا وجو ألين في الوسط.

دكة بدلاء رودجرز كانت تضم فقط مهاجم واحد جاهز. فابيو بوريني، ديان لوفرين، خافيير مانكيو وكاميرون براناغان.


مرة أخرى ليفربول يفتقد الثقة في إثنين من أغلى الصفقات التي قام بها النادي في صيف 2014. تواجد إمري تشان في الدفاع كان إحدى النقاط الإيجابية لموسم ليفربول، ولكن يبدو ذلك بسبب مستوى ديان لوفرين السيء. مع إيقاف مارتين سكيرتل، كان كولو توري قائد الدفاع. ولم تكن هناك هناك مفاجأة في ذلك: أغلى قلب دفاع في تاريخ ليفربول هو الخيار الخامس لكي يبدأ أساسيا.


بالإضافة إلى أن ماريو بالوتيلي كان غائبا حتى على دكة بدلاء الريدز، رغم أنه تصدر عناوين الصحف بتسجيله في مباراة خيرية في الأنفيلد الأسبوع الماضي، لكن يبدو أن ذلك هو سقف طموحاته. رودجرز وصل إلى عدم الاعتماد على المهاجم الذي كلف النادي 16 مليون جنيه استرليني وسجل هدفا في المباراة الودية رغم خسارة لويس سواريز وإصابات دانييل ستوريدج. مدرب منتخب إيطاليا أنطونيو كونتي قال "أتمنى من بالوتيلي أن يقدم لليفربول الدعم ويلعب أكثر"، ولكن أن أراده أن يلعب أكثر فالحل أن يشارك مع المنتخب.


الشوط الأول


آرسنال بدأ في السيطرة، ضغط عالي وقدرة على الاستفادة من المساحات الموجودة في منطقة دفاع ليفربول بحكم عدم ضغط لاعبي الارتكاز وباقي اللاعبين لتجنب الضغط. أليكسيس سانشيز سدد كرة قريبة في الثانية الأربعين، بينما سانتي كاثورلا أجبر سيمون مينيوليه على الارتماء للتصدي لكرة الإسباني.


دقيقة بعد ذلك وكان على آرون رامزي أن يسجل هدف التقدم لآرسنال لكن تسديدته وجدت تصدي الحارس سيمون مينيوليه الذي لم يبعد الكرة بالشكل المثالي وكان يمكن أن يلحقها كاثورلا، لكن ساخو أبعد الخطر نهائيا.
-الصورة تُظهر كوتينيو وماركوفيتش في دور حر خلف لاعبي وسط آرسنال، لكن الغنرز يستفيد من ضغطه العالي وتواجده عبر الأطراف الضعيفة دفاعيا للريدز، الظهيران يضغطان أيضا والرباعي الهجومي ومساندة من كاثورلا في شكل أقرب لـ2-4-4.


قبل المباراة قال رودجرز: "المشكل بالنسبة لنا في الشوط الأول أمام مانشستر يونايتد هو أننا لم نسيطر على الكرة بالشكل الكافي"، وأضاف: "تحثنا حول ذلك،  حللنا ذلك واشتغلنا على ذلك؛ نحتاج أن نستحوذ على الكرة بشكل أفضل ونكون تقنيا أفضل. هذا جزء كبير من مباراتنا".


بكل تأكيد ذلك لم يكن في مباراة السبت، حيث استحوذ آرسنال على الكرة بنسبة 74% في أول 10 دقائق.


ليفربول كان يجب أن يكون هو من يسجل هدف التقدم، بعدما استيقظ من سباته المبكر. آرسنال عانى في تنظيمه الدفاعي عندما وجد لازار ماركوفيتش المساحة على بعد 25 متر من المرمى وكان في طريقة لمواجهة دافيد أوسبينا.


في الوهلة الأولى، قرار الصربي بلعب تمريرة بدل التسديدة كان يبدو أنه الخيار الصائب، خصوصا مع ثقته الضعيفة في نفسه بعد بدايته الصعبة في البرميرليغ. التمرير كان صحيح (أو على الأقل مقبول) بحكم المساحة التي كان فيها ستيرلينغ، لكن التنفيذ كان سيء وكانت قوية وبعيدة عن ستيرلينغ. ماركوفيتش تم تغييره بين الشوطين. 


هيكتور بيليرين في مقابلة له هذا الأسبوع شرح قراره بالرحيل عن برشلونة في سن الـ16 سنة:" كانت لدي الفرصة وأخذتها". مهارات بيليرين الهجومية هي التي أعطت الغنرز الأفضلية في اللقاء، عندما تقدم بالكرة لمنطقة جزاء ليفربول وسدد كرة جميلة برجله اليسرى، لم تقدم لمينيوليه فرصة  فعل أي شيء أمامها.


من غير اللائق أن لا نذكر المشاكل الدفاعية في هذا الهدف. ساخو حاول أن يضع رامزي تحت الضغط، الذي مرر الكرة لبيليرين المنطلق للداخل ومورينو الذي كان من المفترض أن يقوم بإيقافه خسر الموقف بسهولة بعد مراوغة ظهير أيمن آرسنال له.


3 دقائق بعد ذلك، والواحد أصبح إثنين. إن كان بيليرين قد تمكن من تسجيل هدف جميل من اللعب المفتوح عبر تسديدة باتجاه القائم البعيد، فأوزيل عمل المثل من ركلة حرة مباشرة، واضعا الكرة بزاوية المرمى.


إنهاء أوزيل كان مثاليا، ومينيوليه كان يمكن أن يتصدى للتسديدة -الذي قام بتصديات رائعة في المباراة- لو تمركز بشكل جيد في الجهة التي من المفترض أن يغطيها بشكل كامل لكنه لم يكن موفقا في ذلك بحكم حاجته لعمل خطوة أخرى. 4 أهداف و3 أسيست لأوزيل في آخر 8 مبارياته.


الآن حان الوقت لكي نذكر أداء توري الذي كان بديل سكيرتل في قلب الدفاع، المدافع الذي اعتزل اللعب دوليا بعد تتويجه مع منتخب بلاده بكأس إفريقيا كان أداؤه سيئا مثل السوء الذي يمكن أن يكون عليه الدفاع في البرميرليغ. الإيفواري فاز بالكرة مرتين في المباراة، وخسرها في 8 مرات وظهر كهاوي وليس محترف يمتلك خبرة في البرميرليغ. 


خسر الكرة لصالح رامزي في أول فرصة كبيرة لآرسنال، والإيفواري جعل من نفسه خارج المباراة بعدما كان في مواجهة أليكسيس في الهدف الثالث وترك التشيلي يتفوق عليه بسهولة، قبل أن يصبح غير قادر على إيقاف أوليفييه جيرو في الرابع. ألم يكن هناك مدافع بقيمة 20 مليون جنيه استرليني في دكة البدلاء أم كان يقوم بالإحماء. أم كان هذا هو المدافع الذي كلف 20 مليون جنيه استرليني؟ 

   
تمريرة رائعة من بيليرين باتجاه رامزي الذي استلم الكرة ثم قام بالالتفاف ليمرر لسانشيز في المساحة ويكون التشيلي في مواجهة 1 ضد 1 مع توري.



جيرو جعل ساخو خارج العملية عبر محاولة انطلاقه خلفه وبالتالي سانشيز أصبح عليه فقط أن يتفوق على توري قبل أن يجد المساحة والوقت للتسديد.


الشوط الثاني



كعادته في الشوط الثاني، يقوم برندان رودجرز بعمل تغييرات من البداية -هذه المرة لم يكن جيرارد- الذي ربما كان الوحيد المتفاجئ من أداء جوردان هيندرسون الضعيف في مركز الجناح الظهير وهو غير مركزه المعتاد ولوكاس في أول دقائقه بعد العودة من الإصابة. المدرب الإيرلندي الشمالي أشرك ستوريدج بدل ماركوفيتش(ضربة أخرى لثقته في نفسه المهزوزة أصلا)، وبالتالي تحول للعب بطريقة 4-1-4-1 في ظل تأخر الريدز 3-0 في الشوط الأول.


بإشراك دانييل ستوريدج والتحول لخطة 4-1-4-1، أصبح ستيرلينغ وفيليبي كوتينيو يساندان المهاجم، هيندرسون تحول اقرب للارتكاز بجانب ألين، وتشان ومورينو كظهيرين. مع بداية الشوط الثاني –وقبل طرد تشان- ليفربول كان يبدو أفضل في هذا النظام، هيندروسن قام بتحسين دقة تمريراته (التي وصلت إلى 72.2%) واستخدم انطلاقاته من أجل مساندة هجوم ليفربول.


- مشكلة ليفربول تمثلت أيضا في الأطراف بتواجد جناحين-ظهيرين هما هيندرسون ومورينو، الأول لعب في مركز لم يعتد عليه وكان غائبا طيلة الشوط الأول. بينما مورينو تفوق عليه هيكتور بيليرين ظهير أيمن آرسنال الذي قام بانطلاقات عديدة دون أن يراقبه مواطنه الإسباني، بيليرين استفاد من عدم مراقبة مورينو لتحركاته  وانطلق باتجاه منطقة الجزاء وسدد كرة سجل منها الهدف الأول.


مورينو قام بعرقلة واحدة  وافتكاك واحد للكرة في 90 دقيقة، مؤكدا أداءه المخيب دفاعيا بقيامه بخطأين. الجناح-الظهير ينبغي أن يساهم في التوازن الدفاعي والهجومي لفريقه ومورينو مثال للاعب الذي يرتاح أكثر في التواجد في نصف ملعب الخصم. على سبيل المثال، صاحب الـ22 عاماً قام بتمريرتين كان يمكن أن يسجل منهما هدفان –الثاني بالنسبة للاعبي ليفربول- لكن في دور الجناح-الظهير فإن ذلك غير كاف. مورينو كان ينظر إليه على أنه جون آرني ريز جديد لكن يبدو حاليا على أنه مجرد نسخة من خوسي إنريكي.


ربما الأكثر أهمية لليفربول، كان عدم تقدم مورينو وتركه المساحات وتشان بتحوله للظهير الأيمن ساند الفريق هجوميا بشكل فعال أكثر مما قام به هيندرسون في مركز الجناح-الظهير الأيمن، وبالتالي يمكن أن نقول أن اللعب بمثل هذه الخطة لم تكن ناجحة في مباراة كبيرة مثل هذه بحكم المشاكل التي جناها الريدز عبر الارتكاز والدفاع وخصوصا الأطراف في دورها الدفاعي والهجومي.


سلبية آرسنال مع بداية الشوط الثاني جعلت ليفربول يستعيد الثقة وقام بـعشر تسديدات مقارنة بآرسنال الذي قام بـست بعد أن قام بثلاث فقط في الشوط الأول.

 هنا مثال على تقديم ليفربول أداء سيء في الضغط والعمل الدفاعي وأيضا التحرك والتمركز من دون كرة، تشان يمتلك الكرة ويحاول التمرير لكن 3 لاعبين لا يقدمون أي حلول في المساحة أو خلف لاعبي الخصم وبالتالي ليست هناك حلول في التمرير.


- ستيرلينغ الجناح|المهاجم|الهداف|المهاجم-الوهمي|الجناح-الظهير الذي أصبحت أخبار تجديد عقده مع ليفربول محط اهتمام أندية أوروبا، ظهر في لقطة ركلة الجزاء التي سجل منها ليفربول الهدف الوحيد. الفتى الذهبي ترك بيليرين خلفه، والإسباني قام بإسقاطه. غاري نيفيل لاعب مانشستر يونايتد السابق وقائد آرسنال الحالي ميكيل أرتيتيا قاما معا بالثناء على عمل بيليرين الدفاعي في الفترة الأخيرة (لكن ذلك كان اقل من مثالي في آخر فترات اللقاء).


عدم تأهل ليفربول لدوري الأبطال يجعل فكرة تجديده عقده مع كل الإغراءات من باقي الأندية أمرا صعبا بالنسبة للاعب الذي صرح بأنه يريد الفوز بالألقاب قبل المال. يوم الخميس الماضي في مقابلة له عبر عن طموحاته وأهدافه: "الأمر مرتبط بالفوز بالألقاب خلال مسيرتك. كل شخص يحلم بأن يستيقظ ويجد نفسه يرتدي القميص الثاني لناديه ويلعب في بلد مشمس". بكل تأكيد لم يكن يقصد الدوري الأوروبي.


- فاز أوليفييه جيرو بجائزة أفضل لاعب في البرميرليغ عن شهر مارس|أذار، وبدايته لشهر أبريل|نيسان مميزة بعدما أكمل رباعية آرسنال الرائعة بهدف جميل، مسجلا في 6 مباريات على التوالي رغم الليلة الحزينة أمام موناكو في الأبطال.


المهاجم الفرنسي استحق هدفه بعدما قدما مثالا آخر عن قدرته على قيادة خط الهجوم. صنع فرصتين لزملائه، وكان يحتفظ بالكرة بشكل ممتاز ليمنح سانشيز وأوزيل تمركز أفضل، وقام بأربع تسديدات على المرمى أكثر من أي لاعب آخر. حضور جيرو في الأمام كان بكل تأكيد ما ينقص ليفربول.


 خلاصة

 مشاركة آرسنال في دوري الأبطال الموسم المقبل تقريبا تم تأمينها مجددا (ربما سينهي الموسم في مركز أفضل من الرابع). وبكل تأكيد لا يمكن نسيان الخروج من دوري الأبطال أمام موناكو، لكن أداء الفريق تحسن منذ ذلك الحين بشكل مميز خصوصا وأنه الآن لا يعاني من الإصابات –فعلا، أمر غريب حقا- وما زالت لديه فرصة الدفاع عن لقبه في كأس إنجلترا.


برندان رودجر قال بعد المباراة:"الآن من الصعب جدا أن ننهي الموسم في ضمن المراكز الأربعة الأولى"، وربما من الممكن أن لا يفلح في الحفاظ حتى على المركز الخامس في ظل فارق الأهداف فقط عن توتنهام ونقطة واحدة عن ساوثهامتون ( يجب أن يشكر تعادل توتنهام أمام بيرنلي وخسارة السوتون أمام إيفرتون) وكلنا نعرف ماذا حدث للمدرب السابق الذي توج بلقب وأنهى الموسم  سابعا مع ليفربول.


للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad