تحليل تكتيكي باير ليفركوزن 0-0 بايرن ميونيخ (5-3)


  قبل نهاية الوقت الأصلي في ربع نهائي كأس ألمانيا ليلة الأربعاء، تياغو ألكانتارا قام بمد ساقه من أجل الوصول إلى كرة عالية لكنه بدلا من ذلك وجدت ساقه صدر شتيفان كيسلينغ. مهاجم باير ليفركوزن كان عليه أن يغادر أرضية الملعب ويتم إشراك جوزيب درميتش بدلا منه، بينما لم يتلق لاعب وسط بايرن ميونيخ سوى بطاقة صفراء من الحكم فيليكس تسفاير. درميتش لاحقا اضاع ركلة الجزاء الوحيدة عند وصول المباراة للركلات الترجيحية، بينما تياغو نجح في تسجيل الأخير ويفوز بايرن 5-3.

تشكيلة باير ليفركوزن: اختار روجر شميدت اللعب بثنائي ارتكاز حقيقي بيندر والقائد رولفز بينما كان تشالهانوغلو على دكة البدلاء، غونزالو كاسترو تقدم للأمام خلف المهاجم كيسلينغ كمساند له بينما بلعربي ويوليان براندت على الجناحين.

تشكيلة بايرن ميونيخ: اعتمد بيب غوارديولا نفس طريقته أمام دورتموند، فقط الاختلاف هنا كان إشراكه غويتسه بدل شفاينشتايغر المصاب حتى يساند أكثر مولر وليفاندوفسكي ثنائي الهجوم.

إصابة مهدي بن عطية قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول، جعلت بايرن يعود للعب برباعي في خط الدفاع بإشراك سيباستيان روده في الوسط وبالتالي تحول رافينيا وبيرنات كظهيرين واستمرار تشابي ألونسو أقرب لقلبي الدفاع.

Bayern Munich vs Leverkusen - Football tactics and formations

 يبدو أن غوارديولا  بدأ باللعب أكثر بالاعتماد على التماسك الدفاعي في ظل الغيابات. بنعطية، بواتينغ ودانتي كثلاثي قلب الدفاع، بينما رافينيا وبيرنات على الأطراف. في الارتكاز كان هناك تغيير مقارنة بمباراة الكلاسيكر أمام بروسيا دورتموند بحكم غياب شفاينشتايغر بسبب الإصابة، وبالتالي تم إشراك ماريو غويتسه كإضافة هجومية بالتحول من 3-1-4-2 أمام دورتموند إلى 3-4-2-1.


 تمركز لاعبي بايرن قبل خروج بنعطية

   مولر وغويتسه قاما غالبا بشغل أنصاف المساحات الهجومية التي يمكن أن يستفيدا منها في القيام بانطلاقات، ليفاندوفسكي كان المهاجم الصريح الوحيد المتمركز بين مدافعي الخصم، بينما لام وألونسو كثنائي في المركز رقم ستة. لام كان يميل أكثر للجهة اليمنى، لكن ألونسو كان أكثر في الارتكاز ويتحرك أكثر خصوصا في العودة بين بواتينغ ودانتي في الدفاع.

بايرن مرة أخرى لا يركز صعود الظهيرين-الجناحين مثل  ما حصل أيضا في مباراة دورتموند، شكل الفريق وطريقة لعبه تغيرت كليا في الأسبوع الأخير. بايرن عاد ليكون فريق يعشق اللعب من الوسط تماشيا مع رأي القيصر فرانتس بيكنباور "لأن هناك أين يتواجد المرمى"، وخصوصا بوجود رأس حربة مثل روبيرت ليفاندوفسكي. 
- باير ليفركوزن اعتمد في المباراة على الضغط العالي، شميدت اختار الدخول بلاعبي ارتكاز في المركز رقم 6 رولفز وبيندر من أجل السماح للاعبي الهجوم بالتحول لشكل أقرب لـ 4-2-4 (نظام اشتهر به روجر شميدت في ريد بول زالتسبورغ النمساوي) والإبقاء على غونزالو كاسترو مرة أخرى خلف كيسلينغ -بحكم الأداء الكبير الذي قدمه في مباراة هامبورغ 4-0 وكان أفضل لاعب في الجولة الـ27 بالبوندسليغا-، لكن الضغط  العالي كان أقرب لـ 4-2-4-0 بحكم أن بنعطية، بواتينغ ودانتي كان بإمكانهم الانطلاق بالكرة من دون مشاكل.


 ليفركوزن يضغط بـ4 لاعبين ولاعبا الارتكاز يتقدمان أيضا، هنا بعد خروج بنعطية ودخول روده وتواجد  ألونسو بين قلبي الدفاع.
 
 كان المشكل هو أين يمكن أن يقوموا بتدوير الكرة، وبوجود رباعي في الهجوم ليفركوزن كان بإمكانه بسهولة اللعب في الارتكاز أو في أنصاف المساحات. الأطراف كانت متاحة، لكن عندما يقوم لاعبو بايرن يلعب الكرة في الطرف يصبح معزول، لذلك كان التركيز أكثر على أن يتم تسليمه الكرة بأسرع ما يمكن حتى يستطيع الانطلاق -غالبا اللعبة التي اعتمدها بايرن في هذه الحالة هي استفادة دانتي من حرية التحرك وتمرير الكرة لخوان بيرنات على الطرف الأيسر-.


تقدم دانتي ثم تمريره الكرة لبيرنات لكي ينطلق عبر الطرف الأيسر والتي أتيحت على إثرها فرصة مولر


تدوير مستقر للكرة من طرف بايرن كان صعبا بالنسبة لبايرن بسبب هذا الضغط، مما جعل باير يتحكم في المنطقة بأكملها حتى منطقة الجزاء. البافاري استجاب لذلك وبالتالي كان تقدم الظهيرين-الجناحين أكثر للأمام، بينما لام وألونسو يتراجعان للوراء -ألونسو كان يمكنه أن يكون صانع لعب متأخر كما يمكنه أن يكون بين قلوب الدفاع -. ذلك لم يكن له تأثير كبير بحكم أن كل التحركات كانت تصطدم بضغط ليفركوزن وتماسكهم، وأيضا تحول جناح الأسود أكثر للأمام مع تبادل المراكز بين براندت وبلعربي قبل إصابة بنعطية بدقائق قليلة.


إصابة بنعطية والتغيير في الخطة

تغيير بنعطية بسبب الإصابة وإشراك روده جعل بايرن يغير طريقة لعبه من 3-4-2-1 لـ 4-1-4-1  مع تقدم روده أكثر للأمام على الأقل أمام الكرة.

مولر وغويتسه  تقدما أكثر في الوسط وتحركا بشكل مرن من أجل خلق تواجد أكبر في نصف ملعب الخصم، لام وروده يقومان بمساندتهما مع شغلهما مساحة الرقم ستة خصوصا بتراجع ألونسو للخلف وتواجده أقرب للمدافعين ويصبح بينهما كذلك (بواتينغ ودانتي). تراجع ألونسو كان يجعل بايرن في صناعة اللعب يظهر أكثر في 3-4-2-1.
بايرن كان يبدو الافضل في المباراة، بحكم أن ليفركوزن لم يستطع ان يستمر أكثر في ضغطه العالي وبالسرعة اللازمة. الضغط والتحرك لم يكونا دائما بشكل سريع وأيضا المساحات كانت أكبر، مما جعل بايرن يقوم بتدوير الكرة أكثر. الأكثر من ذلك، أن بايرن اصبح لديه حضور أكبر في وسط الملعب وأكثر قدرة على التحول السريع من الحالة الدفاعية للهجومية أو الاعتماد على الكرات الطويلة، مما جعلهم أكثر يتفوقون على الضغط أو إجبار خط دفاع ليفركوزن على التراجع.

تحركات مولر وغويتسه الحرة جعلت جعلت بايرن يجد مساحات أكبر في الارتكاز أو على الأطراف وبالتالي كان يمكن لهم التقدم اكثر. في الشوط الثاني من المباراة، كان الضغط أكثر بين 4-3-2-1 و 4-1-2-2-1 وألونسو استمر أمام للكرة باللعب بين قلبي دفاع بايرن، مما يعني أنهم كانوا يمكن أن يدافعوا بخمسة لاعبين.

ليفركوزن كان مدهشا كالعادة مع كل هجمة سريعة، ترابط جيد بين اللاعبين مع تمريرات جيدة، وانطلاقات مميزة بحكم مرونة اللاعبين في تبادلهم المراكز وقدرتهم على المراوغة خصوصا من الجناح لكن ما كان ينقص هو القرار الصائب في اللمسة الأخيرة. بايرن وجد بعض المشاكل بسبب إن عزلوا أنفسهم خصوصا عند تدوير ليفركوزن الكرة بشكل سريع عبر المساحات خصوصا على الأطراف.

الشوط الثاني


تدخل ألكانتار على كيسلينغ الذي كان يمكن أن يطرد بسببه


غوارديولا أشرك تياغو –ايضا بسبب إصابة- بدل لام المصاب، مما أتى معه حضور أكثر للفريق في نصف ملعب الخصم وقوة في المراوغة –مثل مباراة دورتموند- لكن كان ذلك على حساب التماسك الدفاعي،الإسباني صاحب الـ23 سنة –والذي يحتفل يعيد ميلاده الـ24 هذا السبت- كان محظوظا أيضا في عدم تلقيه بطاقة حمراء بسبب تدخله على شتيفان كيسلينغ بحركة كونغ-فو وجدت ردت فعل الحكم فيليكس تسفاير بإشهار بطاقة صفراء فقط. ليفركوزن لم يتراجع للخلف بل عمل على الاستمرار بحضوره هجوميا من أجل بناء هجومي أسرع.

في الشوطين الإضافيين، مساحات واسعة عديدة كانت موجودة وغاب التماسك عن الفريق الذي كان ضعيفا أكثر. أيضا الانطلاقات كانت فردية حيث غاب الترابط بين اللاعبين وسغل المساحات كان ضعيفا مما يؤكد ما وصل له الفريقين بعد مجهود بدني كبير وأيضا تكتيكي.

غويتسه كان يحاول أن يستفيد من اللعب بين الخطوط، بينما ليفاندوفسكي كان يحاول أن يكرر أداءه في المباراة السابقة، وأيضا الأسود كانت لهم بعض الانطلاقات خصوصا من براندت، لكن نتيجة المباراة ظلت سلبية ليتم الاحتكام لركلات الجزاء.


خلاصة

بايرن كان الأكثر سيطرة على الكرة وفرصه كانت أخطر، بينما ليفركوزن كانت له أفضلية في فترات من اللقاء لكن من دون فرص حقيقية كبيرة لغياب اللمسة الأخيرة وتفوقه كان أكثر في الشوط الأول. بايرن أدار بشكل جيد الشوطين الإضافيين وصولا لركلات الجزاء التي جعلت البافاري فائزا في انتظار مواجهة كبيرة أخرى أمام بروسيا دورتموند في نصف النهائي والكلاسيكر الثاني هذا الشهر.


للتواصل مع (شرف الدين عبيد) عبر تويتر  - اضغط هنا
@charafed09

وللتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad